أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مسعود علي - البعثيين الكورد














المزيد.....

البعثيين الكورد


مسعود علي

الحوار المتمدن-العدد: 4037 - 2013 / 3 / 20 - 17:11
المحور: كتابات ساخرة
    


الجلوس في المكاتب الحزبية الكردية اليوم بعد الثورة السورية وتقليب الماضي على دهاليز الذاكرة وتزييته بمرهم الواقع الحالي لكي نخفف ألم الماضي يتبرعم لذاكرتنا أشكال بشرية ذات ملامح هندسية خاصة وفريدة فكانت حاضرة دائماً في المقدمة في كل الدوائر الحكومية وفي كل مناسبة حكومية بدعوة أو من دونها لأنهم يتقنون فنون الصيد وفي كل سيارة استخبارتية على حقوق الشعوب ووهم ذوي سيط معروف في مزبلة الحكومة كلما قدمنا ورقة إلى أشباه المؤسسات الحكومية في ظل نظام بشار الأسد المتدحرج إلى الزوال كانت هذه وجوه حاضرة ومحل حسد للجميع الواقفين في طوابير مدبرة لإذلال الشعوب في الشرق وكانت دائما لا تقف في طوابير البشرية الشعبية الطويلة للحصول على دفتر الخدمة العسكرية أو الحصول على بطاقة شخصية وتسجيل طفل حديث الولادة ورخصة الشهيق والزفير ورخصة أكل اللحم أكثر من مرة في شهر ورخصة زواج ورخصة تطهير ابنك ورخصة الآذان ورخصة مضاجعة زوجتك في الأربعاء بدل من الخميس رخصة الأكل باليد اليسرى في الشرق كل شي يبدأ برخصة وبذل أمام المؤسسات الحكومية في عملية ترويض ممنهجة على نسيان إنسانيتك لكن مازال أشكالهم في ذاكرتي يرن بضجيج الوقاحة عندما كانوا يدخلون إلى الغرف الممنوعة على عامة الشعب المسموعة لتقاريرهم الليلية وأشكالهم ودخان السجائر الأجنبية يخفي جزء من ديماغوجيتهم ومازالت أسمع صوت حوافرهم يدخلون ويخرجون بسرعة وفي أيديهم الأوراق الموقعة والجاهزة بدم الشعوب ومازال آخر كلماتهم تسبح في ذرات ثاني أكسد الكربون المحيطة بي يا رفيق موعد اجتماعنا غداً ثم يمضون بنظرة جريئة وشجاعة في حضرة الحكومة المفصلة على مقياس تفاهتهم بنظرة محملة برسالة إنك غبي لا تعرف كيف تدخل إلى أشباه الموسسات الحكومية الم تدخل يوماً في بيوت الدعارة ثم ينصرفون بنظرة ازدراء وتعالي أما نحن نبقى لمدة ثلاثة أيام أو أسبوع في ذلك الطابور الطويل للحصول على ختم الحكومة أو الحصول على توقيع بسيط
مازال أصوات الموظفين الجائعين إلى الأرقام التي تحمل صفرين أو أكثر إلى يمين الأرقام الفردية يحوم حول أشباه الموسسات أبو فلان ادخل أبو فلان هات أوراقك ابن فلان هات ابن فلان يازلمة ليش اجيت وهمس الشتائم المتناثرة على طول الطابور المنسي في قائمة الحقوق الإلهية(ابن العاهرة عميل لهم ابن العاهرة بيعرف يدبر حالو ابن العاهرة بعثي من فصيلة مصاصي الدماء )هذه الأصوات ترتفع إلى غيمات الرب في هذه المسرحية البشرية


ومازال عيون الناس في الطابور وهم يراقبون خطوات أصحاب الوجوه دائمة المقدمة وأصحاب المفاتيح السرية وفي دخول أشباه المؤسسات الحكومية يراودني في كل ليلة كم كان الحياة تعيسة في الشرق أم إن تصمت وتموت خنقاً أو تكون بعثياً على العبث بالقضية أي قضية لا أعرف
ولكن ما يهلكني ويهلك العدالة الإلهية ويلفها بشك بعيداً عن فلسفة الشك بل قريبا من فلسفة الواقع المتقوقع على نفسه الذي لا يمنحك سوى البكاء المضحك على تفاهته مازالت تلك الوجوه حاضرة في مكاتبنا الحزبية وفي المقدمة لأنهم يتقنون الجلوس على أي عضو منتصب لأنهم مهوسون بالأماكن العالية فرجهم متعود على شتائم المحرومين من حقوقهم البسيطة
عند أول قناعة مؤدلجة على الواقع ارتسمت في أذهان البعثيين الكرد وليس الكورد وبعد نقاشات ليلية طويلة على مائدة الصباح والمساء اقتنعوا بأن النظام البعثي راحل عاجلاً أم آجلاً ورحل معه أذلامهم ومصالحهم وأصواتهم العالية في المراكز الحكومية إلى حاوية القدر بما أنهم متعودون على الكراسي القريبة من طاولة المسؤولين فتهافتوا على الأحزاب الكوردية مثل تهافت العرب مع قطعانهم على الحقول بعد الحصاد محملين معهم خيامهم المنسوجة من النظام البعثي على منوال الخيانة وتنصيبها في المكاتب الحزبية الكوردية بعواميد منقوشة عليها منذ أربعين سنة عاش البعث العربي وبلمحة النظر اختلطت الحروف وأصبحت عاش الحزب الكوردي من دون خجل واعتذار من سنوات الخدمة في البعث العربي .
تهافتوا ونفضوا عن سيرتهم غبار تقاريرهم



#مسعود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مسعود علي - البعثيين الكورد