أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ماجد ديُوب - تفاوض أم حوار














المزيد.....

تفاوض أم حوار


محمد ماجد ديُوب

الحوار المتمدن-العدد: 4036 - 2013 / 3 / 19 - 02:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مما لاشك فيه أن للمفردات المستخدمة في أي حديثٍ دلالاتٍ تشير إلى مضامين محتملة سطحية ً كانت أم عميقة يريد المتحدث إيصالها إلى سامعيه .وفي علم السياسة كما في بقية العلوم الأخرى تكتسب المفردة أهميةً خاصة إذا أنها تعبر عما يجول في ذهن قائلها سواءاً خرجت عفويةً أم بعد تفكير
إن السياسي المتحدث الذي يفكر قبل أن يتكلم هو رجل يضمر الكثير في ذهنه ولايريد للإسهاب في الحديث أن يأخذه فيلفظ كلمة ً عفويةً تكشف عما هو مستور في لاوعيه كرغبةٍ دفينةٍ فينكشف بالتالي أمام محدثيه وهذه ميزة الرجال الذين يجيدون إخفاء أهدافهم البعيدة المدى وهم على الأغلب تكتيكيون على درجةٍ عالية من المهارة في تضليل متابعيهم فيتركونهم يتراكضون وارءهم كما لو ضالين طيقهم وهذا الصنف من السايين يتعب كثيراً متابعيهم بل ويوقعونهم في حيرة شديدة فلايعودوا يفهمون تصرفات كثل هؤلاء السياسيين كما لو كان هؤلاء السياسيين يشبهون كثيراً حالة الطقس في شباط ومثل هولاء السياسيين يوصفون عادة بالقادة العظماء لأنهم إستراتيجيون من الدرجة الممتازة كأنهم لاعبوا شطرنج عظماء
وهناك الصنف الآخر من السياسيين الذين عندما يتحدثون يتركون لألسنتهم الحبل على غاربه فتخرج عليها (ألسنتهم )مفرداتٍ تفضح ما يُضمرون وعادةٍ مايكون مثل هؤلاء السياسيين كثيروا العثرات وكثيروا الأعداء وتراهم ينتقلون من فشلٍ إلى آخر في عالم السياسة وهم على الأغالب بعكس الصنف الأول الذي يمتاز بهدوء الأعصاب وبرودة العقل فيوصفون بالحكماء أما هذا الصنف الثاني الذي نذكر فيمتاز بالتهور والحماقة السياسية ويلاحقهم الفشل من موقعٍ إلى آخر
إن المتابع للحالة السياسية الراهنة السوري والمدقق في أحاديث السياسيين خصوصاً المعارضين يجد بسهولة ويسر أنهم لايلتفتون كثيراً إلى ما ينزلق من مفرداتٍ على ألسنتهم (إذا أردنا أن نكون حسيني الظن بهم )فتراهم مرة ً يقولون لك حوار ومرةً يقولون لك تفاوض فهل هم ياترى يقعون في ذلك عن عدم إدراك لما يقولون أم أنهم يتقصدون ذلك ليتركوا الطرف الآخر من المعادلة السياسيية في حالة حيرة حول ماذا يريدون في حقيقة الأمر
لاأشك في أن الطرف الذي تدعمه قطر في ظاهره وأمريكا في ماوراء الستار هو من يستخدم وبمنتهى الوضوح مفردة تفاوض فهذا الطرف يصر على التفاوض على عملية نقل السلطة إليه ولايرضى بغير ذلك ولأنه يعي أن هذا أمرٌ لم ولن ترضاه السلطة بدأ في علمية البحث السريع عن تشكيل حكومة يسميها حكومة المنفى آملاً في يكون ذلك أمراً ضاغطاً على اانظام وحلفائه في الداخل والخارج
وهناك الطرف الذي يرد أن يكون متمايزاً على الصعيد الوطني وتمثله هيئة التنسيق خصوصاً الجز الخارجي بقيادة هيثم مناع الذي تراه مةً يتحدث عن حوار وتارةً يتحدث عن تفاوض وكأنه على ماهو بادٍ من ذلك أنه يريد أن يخاطب مرةً النظام وحلفائه بإستخدام مفردة حوار ومرةًالطرف المعادي للنظام وحلفائه بإستخدام مفردة تفاوض فهل هو يدرك مالذي يوحي به أم أنه على العكس من ذلك ؟
ما لاشك فيه أن المسألة السورية أضحت على درجة بالغة من التعقيد بفعل دخول عوامل كثيرةٍ عليها وهذه العوامل منفلتة لدرجة ٍ يصعب التكهن معها إلى أين ستؤول الأمور
إن النظام طرح ومازال يطرح في العلن أنه يريد الحوار وهو بذلك يقول شيئاً واحداً للجميع هو أنه لن يترك السلطة وأن الهدف من الحوار هو إدخال المعارضة التي يقول أنها وطنية سلمية أو تلك المسلحة التي يقول أنه غُرّر بها إلى جنة المشاركة في إدارة البلد
أما الطرف الآخر من المعارضة المصر على إستخدام مفردة تفاوض فهو أيضاً يقول شيئاً واحداً هو لابديل عن رحيل النظام بشكل كامل
أما من يستخدم مرةً مفردة حوار ومرةً أخرى مفردة تفاوض فهل يخرخ إلى العلن بمفردة من الإثنتين وبشكل نهائي وحاسم علّ الصورة الحقيقة لطرفي المعادلة تكون أكثر وضوحاً مما يساعدنا على معرفة إن كانت سوريا ذاهبةً إلى حلٍ يبقى على وحدتها أرضاً وشعباً مع مفردة حوار أم هي ذاهبةٌ إلى التقسيم مع مفردة تفاوض الذي لن
يمنعه إلاّ معجزة حربٍ إقليمية ؟



#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا سورية ؟
- المسألة السورية
- عبثية السؤال والفرض الخاطىء
- المسلمون والمعرفة العلمية
- كلاب بافلوف
- العلاقة الجدلية بين الفكر والمادة
- أنا مدين للحوار المتمدن بالشكر
- بالعقل عُرف الله أم بالعقل إنتفى؟
- لغة الرياضيات ولغة السياسة
- أمام الله وجهاً لوجه
- هل علينا تفسير العالم أم فهمه والعمل على تغيير؟
- همسة لأجل المرأة في عيد الأم
- الإيمان ب(الله) :حقيقة موضوعية أم وهم ضروري؟ إهداء إلى الكات ...
- المعرفة واليأس
- هل تبوح لنا الطبيعة بسرها؟
- الوجود صوت وصورة وعلاقات تعبر عن مضامينهما
- شكراً عدنان عرور شكراً برهان غليون
- لذة وألم أم رياضيات وفيزياء ؟
- إنه عالم اللذة المتجددة
- هل هو عالم اللذة المتجددة؟


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ماجد ديُوب - تفاوض أم حوار