أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد الحاج صالح - سوريا ومشروع الشرق الأوسط الجديد















المزيد.....

سوريا ومشروع الشرق الأوسط الجديد


محمد الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1161 - 2005 / 4 / 8 - 12:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


منذ استلام أمريكا زمام المبادرة في العالم بعد أن أضحى وحيد القطب ونحن نرى جبروت القوة الجديدة .
أمريكا تقف أمام رقعة العالم تحركها كحجارة الداما أو الشطرنج كيفما تشاء .
ترسم المسار وفق خطط ومناهج مصالحها .
محمد حسنين هيكل في مقالته حول الانتخابات الأمريكية التي أتت بجورج بوش إلى السلطة يغير بالأسماء وهو يوضح كيف أن بوتين ( مع تغيير اسمه ) يرسل وزير خارجية للقاء وزير الخارجية الأمريكي وليعلمه بمعلومات استخباراتية مؤكدة بأن رئيساً مدعوماً من بعض الشخصيات العربية واللوبي الصهيوني سيصل في الانتخابات القادمة سيعلو قمة الهرم الأمريكي. ( الكرسي البيضاوي)
ثم يتحدث عن التقارب في نتائج الانتخابات, وعن وصول الرئيس إلى السلطة.
سواء أكان هذا الأمر صحيحاً أم لا فنحن نرى أن ما يحدث اليوم في منطقتنا وبعد نظرية هنتجتون يصب غالباً في مصلحة أمريكا وإسرائيل
الشرق الأوسط الجديد
الأمريكيون يقولون بأن مصالحهم هي الأهم وأن مصالح إسرائيل لا تقودهم, وإن كنا نرى في منطقتنا أن إسرائيل هي الأهم بالنسبة لأمريكا, وبأن أخطاءها مغفورة حتى ولو خالفت أمريكا, وبأن مشاريع إدانة إسرائيل في مجلس الأمن لا تتخذ ضدها, وما اتخذ منها لا ينفذ, وكله بغطاء أمريكي؛ لكن الموضوع الأهم اليوم هو مشروع بوش الشرق الأوسط الجديد.
إذا نظرنا إلى الخارطة العربية والشرق أوسطية ماذا نجد بدءًا من المغرب العربي مروراً بكل الدول العربية مع استثناء سوريا وصولاً إلى تركيا ودول جنوب الاتحاد السوفيتي ثم وصولاً إلى باكستان, مع استثناء إيران, كل هذه الدول تسير مع التيار الأمريكي.
أي أن الشرق الأوسط الجديد يتحقق فعلاً وما يقف في وجهه سوريا وإيران فقط ، والسؤال المطروح: هل ترغب أمريكا بشرق أوسط ديمقراطي كمشروع عولمي إنساني، أم كدول موالية تجنبها الإرهاب وتكون أسواقاً للتبادل التجاري.

سوريا
بعد حرب العراق أخذت أمريكا تستخدم مع سوريا وليبيا سياسة العصا اللينة, وهي إحدى طرق تستخدمها أمريكا في تعاملها مع الدول العاصية بالنسبة لها، فمع العراق وأفغانستان استخدمت سياسة القوة الضاربة ومع ليبيا العصا اللينة إلى أن ثابت إلى رشدها من وجهة نظر أمريكية, وهي ما تزال تستخدمها مع سوريا إلى اليوم، وهي سياسة المطالب الدائمة والضغوط المستمرة والتلويح من بعيد باستعراض القوة وتشجيع المعارضة الخارجية والتحالف مع أوروبا والطلب إليها أن تضغط على سوريا، وإن كان الميزان الفرنسي يقف في عملية التهدئة الأميركية مع مطلب رئيسي لشيراك : اخرجوا من لبنان كي نعود أصحاب وتعود علاقاتنا كالماضي، ومن المعروف موقف شيراك السابق الداعم لسوريا في الشراكة الأوروبية وفي فتح باب فرنسا للسورين تعليما وتجارة وتخفيفا للضغط الأمريكي . وما نراه اليوم من موقف متشدد سيزول على الأرجح بعد الخروج السوري من لبنان.
سوريا وجدت نفسها في مأزق بعد دخول العراق وكل ما قدمته سوريا لم يكن كافياً لأمريكا: مراقبة الحدود, إغلاق المكاتب الفلسطينية التعاون على القضاء على الإرهاب، لكن فيما يبدو أن لائحة أمريكا من مطالبها في سوريا لا تنتهي ( حسب رأي الوزير فاروق الشرع) والسؤال الذي يطرح نفسه هنا :
ماذا تريده أمريكا من سوريا ؟
هل حقاً تريد الديمقراطية أم أنها تريد لسوريا أن تنصاع كي تدخل في مشروع الشرق أوسط الجديد ؟
وما هي ملامح هذا الشرق أوسط ؟
فيما مضى عمدت بلد الحرية والديمقراطية أمريكا إلى دعم الأنظمة الديكتاتورية والشمولية والدينية في الوطن العربي والعالم, دعمت التعصب الديني المتطرف في مواجهة الشيوعية, وفي مواجهة الأنظمة التي لا تنضوي تحت لواء الراية الأمريكية؛ ولكن بعد 11 أيلول أعادت أمريكا حساباتها فيما يبدو لتقضي على ما سمته الإرهاب الديني الذي ساعدت على تدريبه وإنشائه وتقويته, وكانت حرب أفغانستان كما سعت لتفويض نظام صدام حسين في العراق بعد أن قدمت له الدعم والقوة في حربه ضد إيران بعد أن ابتلع طعم الكويت ...
وبعد 11 سبتمبر لم تعد أمريكا تصبر على بقاء صدام حسين المعادي جهاراً على رأس السلطة لأنها اعتمدت سلاح المبادرة القضاء على الخصم ما دام هناك احتمال ضعيف على أنه يشكل خطراً عليها.
أما مع سوريا فالأمر مختلف وما زالت أمريكا ترغب في أن تقدم سوريا التنازلات المتتالية, فإذا أصبحت كما ليبيا, وقدمت ما يكفي من التنازلات لحل الصراع العربي الإسرائيلي وأصبحت تسير في الفلك الأمريكي صراحة وعلانية, فقد ترضى أمريكا عن سوريا, وعلى أن تدخل في مشروع الشرق الأوسط الجديد، وتصبح كبقية الدول العربية دولة عاقلة من وجهة نظر أمريكية تدور في الفلك الأمريكي، "و بعيدة عن إيران إحدى دول محور الشر حسب التصنيف الأمريكي ، وهنا سيعود الموقف الفرنسي ليقف في الجانب السوري إذا أحسنا العودة إلى العلاقات الفرنسية السورية السابقة" .
إذا نظرنا إلى الخارطة نرى أنَّ الدول التي تسير في ركب أمريكا تبدأ من المغرب العربي وكل القارة الأفريقية تقريباً إلى الشرق الأوسط عربياً + تركيا، ودول جنوب الاتحاد السوفيتي السابق إضافة لباكستان وأفغانستان؛ كل هذه الدول سوف تسير وفق النهج الأمريكي والمنحى الأمريكي ما عدا إيران الذي تحاورها أمريكا مستعملة معها أيضاً العصا اللينة.
ماهي الخيارات أمام سوريا ؟

بعد الانسحاب من لبنان يبقى قوة قريبة تعتمد عليها سوريا هي إيران التي صرحت بوقوفها إلى جانب سوريا في الصراع العربي الإسرائيلي ولكنها ليست مع بقائها في لبنان. ولا أعتقد أن هذا التحالف يكفي للتوازن الاستراتيجي ضد القوى العاتية.
وهنا يبقى على سوريا أن تنفذ كل ما تطلبه منها أمريكا أو أن تلجأ إلى شعبها .
أي أن تقوم بالإصلاحات التي بشر بها الرئيس الدكتور بشار الأسد وبدأها، لكنها أخذت بالتباطؤ من جديد.
إن الفئات المثقفة الواسعة في سوريا والتي لا تريد لبلدها مصيراً كمصير العراق، ترى أن الإصلاح السياسي والاقتصادي وحرية الكلمة، حرية الصحافة وحرية الأحزاب، وإطلاق الحريات العامة وقمع الرشاوى والفساد،هي المطلب الأساسي للشعب السوري. فالمسيرة التي بدأها د. بشار الأسد لابد من استمرارها كي تصطف الدولة والمثقفين المعارضين أو الصامتين وكل المواطنين في صف واحد.
إن المثقفين في سوريا والذين يهمهم وطنهم وحريتهم ويهجسون في ممارسة حقوقهم الوطنية في ظل الحريات الطبيعية بعيداً عن الخوف, والذين لا يرغبون أن تلقى بلدهم في صراعات لا طائل تحتها؛ يرغبون في أن يدعون إلى مؤتمر وطني يجمعهم مع كافة الشركاء في هذا الوطن مع حزب البعث وبقية الأحزاب الجبهوية وسواها .
لابد من أن يتناول الإصلاح كافة مناحي الحياة التي اضطربت، إنَّ الفساد واضح للجميع وإن عملية الإصلاح التي استمرت طويلاً بين صعود وهبوط ما تزال بحاجة إلى الإكمال الحثيث وإلى مشاركة كافة أبناء سوريا الشرفاء في الحراك السياسي والاجتماعي لهذا الوطن .
والأسئلة المطروحة التي أرجو أن توجه للمؤتمر القطري :
1- هل سيكون الإصلاح الداخلي هو الهاجس
2- هل ستكون المشاركة السياسية لكل الفئات مطروحة بشدة
3- هل سيسعى المؤتمر القطري إلى تجديد الحزب، والسماح للحزبيين البعثيين بالانسحاب أي بترك الحزب طواعية على أن تحفظ مراكزهم الإدارية والوظيفية، وأن يتلقوا ضمانات من أن هذا الأمر لن يؤثر على حياتهم الاجتماعية، ويسمح لهم بتشكيل أحزاب حرة أو المشاركة بالحياة السياسية دون أن يترك ذلك أي تأثير على عائلاتهم أو مواقعهم في الحياة.
فلربما يجدد الحزب ذاته ومبادئه ويتخلص من الكثير من الذين انتموا إليه بغية كسب لقمة العيش وسيتخلص من الترهل وربما يستعيد شبابه وعافيته.
كان عدد البعثيين في سوريا عام 1963 خمسة آلاف بعثي حسب إحصائية جريدة البعث في ذلك العام والتي أصدرها صلاح البيطار في تلك الفترة، وهذه الإحصائية ظهرت في شباط من ذلك العام، أما اليوم فالعدد أضحى أكبر بكثير ويعد بالملايين فيما أعتقد، وهل سيبحث موضوع الحريات وكل الأمور التي ترهق الأغلبية الصامتة من المواطنين؟
وهنا أضم صوتي إلى الذين يؤمنون بضرورة عقد مؤتمر سوري يجمع كافة شرائح المثقفين والسياسيين ولجان المجتمع المدني وممثلين عن كل أبناء هذا الوطن بالطبع مع البعثيين، وأعتقد أن منح الحرية والديمقراطية والمشاركة للناس في وطنهم سوف يبطل الحجة الأمريكية في استمرار ضغطها على سوريا ، أو أن هذا الضغط سيفقد فعاليته ومبرراته عندما يقف جميع أبناء الوطن في خندق واحد، وستعود أوروبا الأكثر واقعية ومنطقية لتنمي علاقاتها مع سوريا لأن أوروبا عندها ستتحرر من الطلب الأمريكي خاصة وأن سوريا تترك لبنان بسرعة مستجيبة لضغوط مجلس الأمن، كما أن بوش صرح في أكثر من مرة أنه يستمع إلى وجهة نظر شيراك فيما يخص منطقة الشرق الأوسط لأنه يعتبره أكثر دراية منه فيها، كما و أنَّ التحالف الأوروبي الأمريكي ضد سوريا سيفقد مبرره حينذاك، وجميعنا يعلم بأن مصالحنا وتبادلاتنا التجارية هي مع أوروبا القريبة في الغالب الأعم، كما أن شراكتنا الأوربية السورية سوف تأخذ طريقها إلى التفعيل، أما مشروع الشرق أوسط الجديد فلا أحد يدري مداه وجديته ومواقع الدول العربية والشرق أوسطية فيه، وهل هو نتاج دراسة ومنهج أمريكي حقيقي ، وأمريكا مصرة على تنفيذه كعمل استراتيجي ، أم أنه مرحلة قد تنتهي بعد تبدل الإدارة الأمريكية الحالية، والسؤال المطروح هنا:
- هل أعددنا أنفسنا وبلادنا لدراسة هذا الموضوع وهل سنرى يوماً مراكز أبحاث سوري أو عربية تعد دراسات علمية واستراتيجية للقادم من أن أيام الزمان أم أنّ تصرفاتنا ستبقى ردود أفعال لمَ تقوم به الإدارة الأمريكية وسواها من القوى العولمية والعالمية؟
7/4/2005
د. محمد الحاج صالح



#محمد_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد الحاج صالح - سوريا ومشروع الشرق الأوسط الجديد