أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فكاك - لن يسقط دم الشهيد من عنق الملك بتفضله ببعض قطرات الدم















المزيد.....

لن يسقط دم الشهيد من عنق الملك بتفضله ببعض قطرات الدم


محمد فكاك

الحوار المتمدن-العدد: 4035 - 2013 / 3 / 18 - 18:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لن يسقط دم الشهيد من عنق الملك بتفضله ببعض قطرات الدم
عازف نشيد الشهداء محمد محمد فكاك.
عبثا تحاول يا حضرة الملك،لن تشري بحارا وبحارا من دماء الشهداء ببعض قطرات معدودات من دمك الماكي المقدس.
"سرقت دموعنا يا ذئب
تقتلني وتدخل جثتي وتبعها؟
اخرج قليلا من دمي حتى يراك الليل أكثر حلكة
والسؤال الملحاح:كيف يرى الناس تقدم الملك وعائلته للتبرع بالدم،في الوقت الذي ما زالت الثورة كرة ملتهبة في المغرب ومصر وتونس،إن ما أتاه الملك وما تفضل به من دم مقدس، يمثل رسالة ذات غرض ، ولا أ خال هدية الملك وءاله إلا محاولة يائسة للالتفاف واللف والدوران على الثورة التي ما قامت ولا اشتعلت من أجل صدقة أو من أو تبرع من الملك،بل من أجل القطيعة البنيوية النهائية مع التسلطية التعسفية الملكية كنظام وثقافة وايديولوجية دينية تيولوجية رجعية ماضوية اخوانجية.
ما قطرات دم ملكية هذه ، التي وقعت تحت الكاميرات،يمكن أن تلفتنا عما تنادي به الثورة من ضرورة إحداث تغييرات بنيوية في تركيبة النظام الملكي الاستبدادي ومؤسساته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والايديولوجية والثقافية والدينية وفي نخبه وأنماط تفكيره وقواعد عمله وميكانيزماته ولوجيستياته وتاكتيكاته واستيخطاطياته وتوجهاته الداخلية والخارجية.
فهل الملك مستعد ليتفاعل وهذه المطالب ويقرر الاستجابة لها ؟أم تراه سيبقى على عناده مستقويا بالقمعية البوليسية – الدركية- العسكرية – الااكليروسية – الكهنوتية- الاخوانجية في الداخل ، والامبريالية والصهيونية والرجعية الأعرابية البدائية البدوية الصحراوية في الخارج ؟
وما أظن الملك إلا متبعا ما ألفى عليه واله الفاشي الحسن وصحابته السفاحين الجلادين وهم كثر ،وأكتفي بالصحابين المجرمين الكبيرين :أفقير والبصري، اللذين وصل فيهما النظام الملكي السلطوي مبلغا بعيدا في الشمولية والخطابات العنجهية ذات السند الارهابي القمعي والديني التأويلي التحريفي الرجعي ، والانفلات من الضوابط الديمقراطية والدستورية والقضاية والقانونية والأخلاقية مدى بعيدا،لا يغتفر لمجرد تبرع ممنوح من الملك وءاله لبعض طليلات م الدم.
هل يساوي جزيئات ومثقالات دم ملكي بحارا وأنهارا من دماء وأرواح ونفوس وحياة الملايين من الشعب المستعبد والمستعمر والمستوطن والمحتل والمرتهن في ماضيه وحاضره ومستقبله واستقلاله و مصيره وشهيداته وشهدائه؟ كيف يمكن لعقل متحضر وفلسفي ومنطقي أن يتصور أن الملك بإصراره على إجهاض الثورة، وممارسة الانتهاكات الجسيمة للمرأة وحقوق الطفل والفتيات القاصرات وحقوق الانسان وحرمان ملايين المعطلات والمعطلين من حق التنظيم والشغل وحرمان الملايين من الطفولة من حق التمدرس ومتابعة الدروس حتى الجامعات،وحرمان ملايين الفقيرات والفقراء من حق الاستشفاء والعلاج بالمجان وحرمان الملايين من حق ممارسة الفنون الجميلة من مسرح وسينما وموسيقى ورقص وأغنية وحب؟
كيف تغطي تبرعات ملكية ببعض الدم ، ولا ندري لمن هو مهديه ومتبرع به ؟أليس بناء على تراكمات التجارب مع هذا النظام ،أن يكون لنا حق الريبة والتشكيك بل والتكذيب في شرعية النظام وسياساته ومبادراته وخطاباته وأجهزته الاعلامية الايديولوجية المنحازة والمتحيزة لصالح النظام؟
ثم إذا ازدادت صرخات الشعب من المظالم الملكية والتعسفات والاحتجاجات ، والتنديد بالخروقات تجاه المواطنين وممارسات التعذيب والمطالبة بالتحقيق والمحاكمة لمرتكبي هذه الجرائم ومثالها شهيدات وشهداء القضية المغربية :المهدي بنبركة وعمر بنجلون وسعيدة ولمنبهي وعبد اللطيف زروال ودهكون ورحال والتهاني ... والمسعدي وكرينة وشهداء 20 فبراير...فبماذا أجابنا الملك الحداثي؟أضاف للفيل فيلة، وسلط علينا تيارا من أضرى تيارات الظلام والظلامية الدينية؟
هل فينا كشعب أصيل من يستبدل دم عريس الشهداء المهدي بنبركة ، وهو الأعلى بدم حاكم ما زالت يداه بالوراثة ملوثتة ومدنسة بدم الشهيد، بل ومتصلبة في طمس وإخفاء الحقيقة ، وحماية القتلة المجرمين من المحاكمة؟ لقد رأيت الشهيد المهدي بوجهه الباسم وصلابته الصارمة وشموخه المهيب،يلوح والملك يتبرع ببعض دمه وأهله ، لاتصدقوا لا تصدقوا لا تصالحوا لا تصالحوا.. إنها مسرحية كوميدية مهزلية سوداء.؟
لا تنس يا حضرة الملك،أنك أمام شعب حر كريم لا يبيعك شهيداته وشهداءه بثمن بخس قطرات معدودات من الدم ، ولن يرضى أبدا بديلا لدماء شهيداته وشهدائه،و مكانتهم العالية في الثورة،وسيبقى الشعب المغربي البطل الهمام ،شعب الجبارين مدينا للشهداء ،ورموز الثورة وتحدي سلطة الاستبداد وثقافة الاستبداد التي ترعاها وتحمي قتلتها ،ولن تغني عنك بعض حبيبات ومونادات الدم، دماء الشهيدات والشهداء كرموز مرتبطة ارتباطا عضويا بالقضية الكبرى التي انفجرت الثورة من أجلها ولأجلها.
أنستبدل الدم الذي هو أقدس وأسمى والتي لم تذهب هذرا ،بل هي حية تعبر عن المعنى الثوري ،بالدم الذي هو الأدنى الذي يرمز للاستبداد والقتل والسحل والاغتيال والاضطهاد والتعسف والمعتقلات والزنازين هل نسوي الدماء التي لا تزال تنهض للثورة والثأر وتنهض كهبوب الاعصار ، وترجم أعداء الوطن بالنار، وتهتف بالصوت الهدار: الثورة الثورة الثورة،نهج وطريق الأحرار. هل نسوي دم سعيدة الشابة النابضة بالحياة، والتي واجهت الجلادين بأغنية الشيخ إمام:" الورد اللي فتح في جناين مصر.."
صباح الخير على الورد اللي فتح في جناين مصر
صباح العندليب يشدي بألحان السبوع يا مصر
صباح الديه واللفة ورش الملح في الزفة
صباح يطلع بأعلامنا من القلعة لباب النصر.
هل تستقيم مع دم مرد أصحابه على تدمير الخصوبة النسائية في قلاع الموت التي بناها الفاشي الحسن الثاني في تازممارت ودرب مولاهم الخسيس، وغيرهما من المقابر الجماعية التي اشتهرت بالابادة الجماعية والهولوكوست العنصري العرقي؟
وهل من المستغرب ، يكون ثوريات هذا الوطن وثوريي هذا الشعب أن تعود بهم ذكرى وصور الآلاف من الشهيدات والشهداء وضحايا القمع الوحشي التي لم يسبق لها مثيل في محاولة اغتيال ثورة الشعب المغربي في بداية الاستعمار الجديد وخلفائه في الحاضر.؟ كيف نصدق دماء ودموع الملك وقد ذهب في الامعان والاستهانة مما هو أشد مضاضة من سفك الدماء ، في خطوات الإيغال في الربط ما بين الدستور والدين ، أي أسلمة الدولة وسلفنة المجتمع،ليس من معنى هذه الأخونة سوى سموشرعة القمع الاسلاموية على القوانين والمواثيق الأممية.بمعنى اعتبار الشريعة الجاهلية الوهابية السلفوية هي مصدر رئيسي من للتشريع..
فلتسقط كل الأقنعة،ولن تتستر دموع ودماء الجلادين على الماء الشعبية المسفوكة ، ولن يخفى على الثورة المغدورة الفاتكين بها وبشبابها. ولن يمكن لهؤلاء الذين التابعين للامبريالية والصهيونية والمطيعين لها في السراء والضراء وحين البأس، والذين وضعوا الشعب كل الشعب على خط الصفر وعتبات الفقر والاملاق،أن يكونوا صادقين، ممن يقتلون يوسف ثم يجيئون أباه عشاء يبكون ويستعدون لتقديم بعض من دمهم ،ويتهمون الذئب بأكل يوسف والذئب أرحم منهم.
فمتى اجتمعت الصدقات والتبرعات بالدم مع الاستبداد والامبريالية والصهيونية الفارضة انتدابها وسيطرتها، في ظل نظام ملكي لا يعرف ملوكه إلا القمع الأعمى ، حتى إذا فشلوا في إسكات ثورة الشعب ،لجأوا إلى السبحة والدموع والصدقات والتبرعات،أدوات مقيتة للاستمرار في استعباد الشعب والتنكيل به واضطهاده.إنها قطرات من دم تنطوي في داخلها على على ظلم واستبداد ومخاتلة ساخرة،وسلوكيت خائبة. وكاريكاتيرية متجاوزة.
فما يحتاج الشعب المغربي من ملك يملك الحكم الشمولي الفردي المطلق؟هل الدموع التماسيحية والاستخدامات السياسية والايديولوجية والتأويلية التحريفية للدين ، واستقدام كبار الأساقفة والكهنة ليتخذهم أخلاء وسدنة و وعضدية في التسلط والتحكم.، وتشجيع التطرف الديني والتلاعب الذكوري بالتأأويلات والتفسيرات والموروثات الاجتماعية اليميتية المحافظة الرجعية لجماعات الاسلام السياسي الاخوانجي السلفي اللاهوتي.،والذي يستبدل دولة الحق والقانون ،ودولة المدنية والحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية والعلمانية،بنظام الاستبداد الديني والأبخرة والسحر والأسطورة والتخريفات العجائزية ضد الثورة الثقافية والتكنولوجية الحديثة وثورة الاتصالات والكومبيوتر.
لكن الذي شفا نفسي ،وأبرأ سقمها،هو أن الشهيدات والشهداء لا يزالون يعزفون نشيد وأسطوانة الثورة والوطن والشعب والمرأة والانسان. يعلمون الشباب والنساء: أن لا ينسوا هذا الشعار الثوري الوطني : ..." وطني وطني علمني علمني علمني أن حروف التاريخ مزورة حين تكون بلا دماء.."
لقد تسامى حبنا الوطني وعشقنا الشعبي ،فما عدنا نطيق تعاليم ودموع المخصيين" وعبقرية أمريكا أنها أقسمت بغلاة قهاري الشعوب والغزاة،أنها لا تمكن أحدا من المنبطحين ،إلا إذا تأكدت من انقطاع الروح والرعشة الجنسية ،وتختينهم من الجذور.
ونطمئن شهيداتنا وشهدائنا كما أنهم من أجلنا استشهدوا وقتلوا ،فكذلك نعاهدهم أننا من أجلهم نقاتل ونناضل. حتى يتمكن الفلاحون من الأرض ، والنساء من الحرية الكاملة ، والسلطة للعمال.
إن دم الشهيد غير قابل للاستبدال والمساومة حتى ولو عرض الملك كل زينات وشهوات قصوره من النساء والذهب والفضة والقناطر المفنطرة من الخيل المسومة والسيارات الفارهة والأنعام والحرث. ومن ذا الذي يملك حق التنازل ويشفع عنده إلا بإذنه؟
إن القضية يا مولاي لم تكن ولن تكون بعض ذرات من دم ملكي،يتبرع بها ،ثم يحصل الصلح ونهاية القضية، بل القضية الكبرى التي من أجلها ضحى وقتل واستشهد الشهيد هو الاطاحة برأس النظام وقاعدته من الطغمة المالية- القمعية- الاحتكارية- المافياوية- الكولونيالية التابعة للأمبريالية والصهيونية العالمية تبعية بنيوية عميقة.
عندما يذهب الشهداء إلى النوم شاعر الثورة الفلسطينية والعربية والأممية محمود درويش.
لا تصالح!
أمل دنقل – مصر
(1)
لا تصالحْ!
ولو منحوك الذهبْ
أترى حين أفقأ عينيكَ
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما – فجأةً – بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ – مبتسمين – لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!

(2)
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!

(3)
لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك “اليمامة”
زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن.. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
وهي تجلس فوق الرماد؟!

(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
واستطبت- الترف

(5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
“.. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام..”
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
-كيف تحلم أو تتغنى بمست??بلٍ لغلام
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!

(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن “الجليلة”
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ -الآن- ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!

(7)
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
أو أحوم وراء التخوم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: “انتبه”!
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..
واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ

(8)
لا تصالحُ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا – بهجةُ الأهل – صوتُ الحصان – التعرفُ بالضيف – همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي – الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ – مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا..
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!

(9)
لا تصالحْ
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخْ
والرجال التي ملأتها الشروخْ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريدْ
وامتطاء العبيدْ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخْ
لا تصالحْ
فليس سوى أن تريدْ
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيدْ
وسواك.. المسوخْ!

(10)
لا تصالحْ
لا تصالحْ

المناضل الأممي محمد محمد فكاك.



#محمد_فكاك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الكلب كلب أمريكا الجبان، نيفرتيتي عاشقة أخناتون و فينوس ...
- من أجل ديمقراطية واستقلالية القصائد، ضد استبدادية وديكتاتوري ...
- مقتل القمر: تشافيز لا يموت لأنه من سلالة الآلهة ورفيق تشي غي ...
- 8 مارس : إن تاريخ المرأة ، في اضطهادها و استعبادها و استغلال ...
- هل وصل إخوان المتأسلمين المتأمركين بمصر حد تسفيل بنياتها وبن ...
- العلمانية هي الركن الأساسي للديمقراطية ،وإعادة بناء مصر في ا ...
- نظام ملكي عرشه فوق الدماء، وشعب فوق المقصلة،- يحق له أن يجفف ...
- إلهي ،لم أشقيت شعب المغرب ،بنظام استبدادي،أذاقنا كل فصول الج ...
- حفيدات وأحفاد الثورة الوطنية الديمقراطية الجمهورية الثورية ب ...
- قل لي كيف طبيعة النظام الملكي، أقل لك من يكون نائب وكيل المل ...
- بوتفليقة يا جبان ****** الشباب المعطل لا يهان
- دفاعا عن السينما،ضد إخوانجية العصر، وظلامية الدولة، ومن أجل ...
- رسالة ثورية إلى الشعب المصري :لا تصالح لاتصالح لاتصدق لاتصدق ...
- هل هو أسلمة و أخونة الرأسمال , أم رأسملة الإسلام ؟؟
- رسالة غضب واحتجاج وتنديد إلى عامل الإقليم والوكيل العام لقمع ...
- إحياء أحزاب اليسار لدكرى الشهداء على طريق الوحدة كان ضرورة م ...
- لست منهزما ما دمت صامدا تقاتل و تقاوم.
- ماذا لو كان محمد السادس فيلسوفا وشاعرا ويؤمن بالمبدأ الثوري ...
- لا , لا يازينب , لا يا يوسف, مراكش مهبط الوحي الثوري الأحمر, ...
- رحيل أمين جماعة العدل و الإحسان الشيخ عبد السلام ياسين حدث و ...


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فكاك - لن يسقط دم الشهيد من عنق الملك بتفضله ببعض قطرات الدم