أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - أنا مَنْ قالوا لكِ عنْهُ














المزيد.....

أنا مَنْ قالوا لكِ عنْهُ


خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)


الحوار المتمدن-العدد: 4035 - 2013 / 3 / 18 - 13:46
المحور: الادب والفن
    


أنا مَنْ قالوا لكِ عنهُ، ليس لي أيادٍ أكثرَ مما للشجرِ أو للحنينْ، ربَّيتُ قلباً على التوبةِ عن الدُّنيا، وكانَتْ لي حُرُوفٌ لا تُطيعُ سواي، يعرفُ خُطوَتي كلُّ شِبرٍ في الصحاري، كلُّ شبرٍ في السواحلِ، كلُّ شبرٍ في الثلوجِ، كلُّ شبرٍ في شاطئٍ، وتعرفُني الكائناتُ التي لا تعرفُ إلا جِنْسَها، أعبِّئُ مخلاتي بالأقمارِ حديثةِ الولادةِ التي فَقَدَتْ أمّهَاتِها، أرعاها كزَهرةِ بازلاّءٍ وحيدةٍ في رأسِ جبلْ، أرضعُها حليبَ الشمسِ وتباتُ كالأطفالِ العاديّينَ في سريرِ القلبْ، وحدَهُ المطرُ يعرفُ موعدَهُ معي، فلا يأتي مطلقاً حينَ أطلُبُهُ.

[وحينَ تصدّقينَ ما تسمعينَ، أكونُ قد صرتُ شيئاً آخرَ غيرَ ما قالوا]

أنا مَنْ قالوا لكِ عنهُ، سيّدٌ في مملكةٍ لا أملُكُها، قدّسوا حيرَتي، لم آتِ معجزةً ولم أُنزِلْ طائراً من غيمَةٍ إلى يدي، وما كانَ العشبُ ينمو تحتَ خُطْوَتي، لكنَّهُم أقاموا طقوسَهم مع ذلكَ، وصارَ الطقسُ قدّيساً وحدَهُ وصرتُ رمزاً لا يعترفُ بي من آمنَ بظلّي، فلم أفهم كيفَ يُعْبَدُ ظلٌّ ويُتْرَكُ صاحبُهُ عارياً بينَ القبورِ البيضاءِ التي بُنِيَتْ باسمه، كانوا يتصدَّقونَ عليَّ مما يقدمونهُ قرابينَ لي، فصرتُ أعبُدُ ما يعبُدونَ فنسيتُ مَن يكونُ هذا الظلُّ، ومَنْ يكونُ هذا الأنا.

[لا يُدْهشُكِ أن تفلِتي حصاناً في البرّيّةِ فيعودُ إليكِ وقتاً زائداً عن قدرتِهِ على الجريِ]

أنا مَنْ قالوا لكِ عنهُ، أشتري الجنونَ وأبيعُ الناياتِ على بابِ القصرِ، وأخلدُ للراحةِ ساعةَ حضورِ المراسمِ الكبيرةِ، أساعدُ الطيّبينَ في حملِ زهورِهمْ حين يرحلونَ مجبَرينَ عن أغنياتِهم، وأُزْهِرُ في الثلجِ وفي القيظِ وفي الوِهادِ التي بلا سكانٍ، لا أحمِلُ جوازَ سَفَرٍ إلى أيِّ مكانٍ ولا أطيقُ خديعةَ السياسةِ، وأنا الذي يتركُ حُلمَكِ في الفجرِ خفيفاً وخالياً من الدّمعِ والعقارِبِ، فليكنْ لنومِكِ القصيرِ حجَّةً يتباهى بها أمامَ الغرباءِ فيما أنتِ تفقدينَ غابةً كلَّ صباحٍ ويظهرُ نهرٌ على بابِكِ رغمَ ذلكَ.

[فلتُدْرِكِي أنَّنِي قد أَتَنَكَّرُ يوماً في زيِّ غابةٍ أو نهرٍ أو قطَّةٍ أو سماءْ]



#خالد_جمعة (هاشتاغ)       Khaled_Juma#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أجل، ستناغيك الوردة
- فيما كنتُ بذرة موسيقى
- تدمر دمشق تدمر
- يا صاحب المقام
- وليد يريد أن يكون قائد سفينة قصة للأطفال
- كيف حالُكَ؟
- الرصاص المكتوب
- لم يأتِ أحد
- هذا الفراغ، هذا الامتلاء
- أريد أن أكون حراً وجائعاً...
- ذاكرة رجل آخر قصة قصيرة
- يا الدمشقيُّ!!!
- كسيّدٍ غيرِ مهذَّبٍ هو الحنين
- الإساءة للرسول، الإساءة للعالم
- ما يحدث في فلسطين لم يحدث بعد
- ضياع الحلم الفلسطيني
- معرض أزمات الشرق الأوسط
- مُتْ، فنحن لا نجيد التعامل مع الأحياء
- الفن والمحاكمة الأخلاقية
- علِّموا أبناءَكُم


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - أنا مَنْ قالوا لكِ عنْهُ