أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم العزاوي - رؤية قصصية .....سيدة بن علي تستنطق عِلّيسة














المزيد.....

رؤية قصصية .....سيدة بن علي تستنطق عِلّيسة


قاسم العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4035 - 2013 / 3 / 18 - 13:46
المحور: الادب والفن
    


هناك فوق هضبة (بيرصا)*1 , كانت ديدو بقامتها المديدة وحسنها الملائكي ويعينين كحيلتين سحبت خضرة الارض المحاطة بأشرطة دقيقة من جلد ثور كان يخور قوة ورغبة .. كانت تنظر بذكاء قادح وتبتسم لنشوة الانتصار وهي ترى محنة حاكم البلاد الأمازيفي وقد غلب على امره من ابنة ملك صور ( عليسة ) فلقد فاوضته لمنحها ارضً لبناء مدينتها , بيد انه ابى ان يمنحها اكثر من مساحة جلد ثور، قبلت عليسة هذا العرض امام دهشة مرافقيها الا ان الاميرة الجميلة كانت تضمر خطة ذكية ستمكنها من بلوغ غايتها وتأسيس واحدة من اشهر المدن عبر التاريخ : مدينة قرطاج , اذ قامت بقص جلد الثور الى اشرطة رقيقة طويلة احاطت بها الهضبة ...
هناك ..
حيث الهضبة الخضراء قادتني بن علي – سيدة ,لصوتها الرخيم المتنغم بالاسرار والدفء ودموع حرى تنساب من عينيها , دمع غزلتها المأسي .. اقتربت اكثر وبما يشابه الحلم , رأيتها , صوب البحر المتلاطم بالامواج والنوارس الخافقة .. وبما يشبه التشبح أصخت السمع لترانيم سيدة ..
( عليسة .. ديد و.. اليسار !!
يارقة عاشقة في ليالي الوجع ..
ياحكمة الاحرار..
قلت : الله ..
كانت عليسة تردد معها بصوت اقرب الى التراتيل الكنائسية ..
قلت : اكملي يا بنة علي ..
وكأنها سمعت صدى صوتي ,فيما راحت انغامها تزدداد موسقة وترنم..
شقي عباب البحر .. وانهضي ..
بجرحك المتخم بالاسرار..
واقيمي المدينة ..اقيمها ..
توقفت بن علي , وهي تتامل مستقبل مدينة ديدو, مدينتها التي ستقيمها وتعيدها بالرخام وتعبقها بالبخورومن كل بقاع العالم ستجلب لها الزهور , وبالحسناوات تنشرهن كدر منثور ..
وهي تستجيب الحاضر بأيماءة من اناملها وتزاوجه بالماضي , زمن عليسة وشروعها بالبناء , و تهمس بأذنها الصاغية ..
عليسة ..
لملمي احلامنا المتشظية ..
وإمسحي بيديك..
دمعة امراة غزلتها المأسي ..لفها العار لقرون عانقت خوفها ..
كخطيئة تتناسل .. وجعا شهياً..
نبيذها العتمة ..
وفي الظل صنعوا منها علفاً.. في الاوكار
اليسار .. اليسار !
حينها اندلقت الدموع من عيني سيدة . كانها تستقرا ما تمر به
عليسة من محنة وشرود
قالت :
عليسة التي قالت :
اه صاحبتي , قولي لي ماتريه بمستقبلي
قالت..ٍ

سيدة التي قالت :
يارحالة شردتها القصور .. شردتها الديار
خرجت تتحسس الليل عارية ..
تقارع الموج المعربد..
كعرافة متمكنة من رؤياها راحت تكشف مستقبل عليسة وماسيجري لها . لم تخبرها طيعاً , لكنها راحت تحرك شريط الاحداث نحو المستقبل وهي تمعن النظر بين عليسة وشريط المستقبل .. فلقد غادرت مدينة صور بعد وفاة والدها الملك . طمع اخوها بيغما ليون بثروة عاشرباص ,الكاهن الصوري الاعظم . ورغبتة بالحكم مكان اخته .. فدبر قتل الكاهن وحاول قتل اختة عليسة لذا غادرت مع اوفيائها بعد ان اخذت كنوزها معها , باتجاه احدى المستوطنات الفينيقية طلبا للامان .. وبعد رحلة بحرية طويلة , ارست السفن على ساحل شمال افريقا في تونس الحالية وقررت انشاء قرطاج او (قَرت حدشت ( اي القرية الحديثة ) في اللغة الفينيقية ..
قولي لي ياسيدة :
مارايتي في تجوالك
- كل خير رايت , ايتها الجميلة القادحة بالذكاء ..
قالت: ها اني اتقمصك , وها انت تتقمصيني..
ابوحي لي يا ابنة علي , ياشبيهتي بالرقة والذكاء ..
قالت : بلادي , وروحي الملتاعة..!
انصتي لي ملكيتي سابوح ..
وبصوت اشبه بصفير الريح وعويلها
راحت تنساب بايقاع ممزوج بالحزن , كنت اصغي واسرح بعيداً , صوب هضبة ( بيرصا ) والمح سيدة بن علي , وعليسة غادرتها او قل حلت فيها وامتزجت...
راحت تقرأ :

علّيسة ....ديدو .... اليسار !!
يا رقّة عاشقة في ليالي الوجع ...
يا حكمة الأحرار ...
شقّي عباب البحر... وانهضي ....
بجرحك المتخم بالاسرار ...
وأقيمي المدينة ...اقيميها ...
لملمي أحلامنا المتشظية ...
وامسحي بيديك ...
دمعة امراة غزتها المآسي ... لفّها العار
من قرون عانقت خوفها ...
كخطيئة تتناسل ....وجعا شهيا
نبيذها العتمة ....
وفي الظّل صنعوا منها علفا ....في الأوكار
اليسار ....اليسار !
يا رحّالة شرّدتها القصور ....شرّدتها الدّيار
خرجت تتحسّس اللّيل عارية ....
تقارع الموج المعربد ....
روح أنهكها مشهد الدّم ...قلب أحاط به الغبار ....
لهفة مخنوقة ....بدّدتها ليالي الثلج والغربة
نجمة سقطت سهوا ...سبحت ضد التيّار
شربت العتمة ..يا ذات الجدائل ....!
وعلى لحم أقدامك تعثّرت ....
لاعبت الكواسر .... راقصت الذّئاب ...
وأقمت الحضارة ...نعم أقمتها ...
مدينة شامخة ...
تحدّت جموح الرّياح ....تحدّت الأقدار
تعبنا ...تعبنا ...تعبنا ....
فهبّي يا عنقاء من رمادك ....
لك البخور واللّبان والعطر .....
ولتلتهب جناحاك ...كمروحة من نار ...
اقتاتت من قروحنا ....
وفيضي.... يا ليالي الغضب .....فيضي ...
امسحي آثار نعالهم ....
بلّلي شفاها جفّت من طول احتضار ...
صرخت...نعم افقئي عيون عيون الثعابين، هللت وصفقت لسيدة بن علي وتواريت.............................!



#قاسم_العزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نافذة الريح......
- اليها...........
- صراخ اخرس...!
- كلمات عارية.....................................(الى حسين مر ...
- إستدارة القمر المثلوم........................(الى سيدة الحرو ...
- نشيج داموزي.............(اليها ايضاً)
- ابتكارات............... (الى ر.ص...شاعرة وناقدة)
- عزلة....!
- صدى الصفير..............
- أمخر صوب غرب السموات............. الى من علمتني ا ...
- مسالك صوفية
- استنساخ................................(قصة قصيرة جدا)
- قمري الذي في الاعالي....
- رقيم أول ...
- محنة البدويّ...!
- هالة القمر.............(اليها طبعا)
- هذيان...
- عزلة
- المهرج
- ملكة العسل...


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم العزاوي - رؤية قصصية .....سيدة بن علي تستنطق عِلّيسة