أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسنين الميساني - الفرد العراقي الجديد














المزيد.....

الفرد العراقي الجديد


حسنين الميساني

الحوار المتمدن-العدد: 4035 - 2013 / 3 / 18 - 12:26
المحور: المجتمع المدني
    


الفرد العراقي الجديد ..


العالم يعيش منذ فترة انقلاب وتغيير جذريان وعلى كل الاصعدة ، المجتمعات القديمة افرزت مجتمعات جديدة مختلفة بالمجمل وبالملامح عن سابقتها , الثورة الصناعية بدأت تلعب دور اساسي ومهم في حياة الفرد والمجتمع طاغية على ما يمكن تسميته بالمجتمعات الزراعية القديمة ! .. ومع هذا التطور نشأ انسان جديد يتفاعل والاحداث ويفهمها بطرق جديدة ..
مثل هذا الانسان الذي هو اساس لكل تطور او انتقال لمرحلة اخرى .. كيف نستطيع خلقه في العراق ؟ ..
كيف لنا ان ننشأه في ميداين العمل الكثيرة ( الجامعات , الشوارع , البيت والاسرة .. الخ ) .. قطعا لا يجب ان ننتظر الزمن ليجود لنا بمثل هكذا انسان , بل علينا خلق هذ الزمن اولا .. علينا ان ننشأ ظروفه وهذا الواجب لا يقع على عاتق الحكومة وحدها او منظمات المجتمع المدني مثلا , بل يقع على عاتق كل مواطن , هذا هو واجب كل فرد ومعركة كل انسان ... ذلك الشاب مثلا يجب ان يفهم الحياة بطريقة جديدة تختلف عن فهم اباءه واجداده .. تلك الفتاة يجب تتعلم واجبها في الحياة بطريقة تختلف عما اعتادت عليه من تصرف الجدات وعقلية الحريم القديمة وتبعية التقاليد والعادات ! حتى عامل البناء عليه ان يفهم دوره بصورة جديدة .. الطبيب , المهندس , الفنان .. وهكذا ...
هؤلاء كلهم مسؤولون .. يجب عليهم ان يتعاملوا والمرحلة بفكر واسلوب ثقافي / اجتماعي / حضاري جديد , عليهم ان يلتزموا باصول الوعي والمنفعة الانسانية اولا واخرا , يجب ان يقدروا المبادئ الجوهرية ويبتعدوا عن كل الشكليات .. ولقائل ان يقول .. ان ثمة ظروف خارجية تطغى بتأثيرها على الفرد وبالتالي على المجتمع اعتمادا على ما قاله المفكرون الاشتراكيون .. نقول نعم .. لكن الظروف لها ظروف اخرى في الطرف المقابل .. مثلا ما نطلق عليه بـ ( الارادة ) .. هذه الارادة تمثلها الثقافة العراقية العظيمة والتي من خلالها يمكن للانسان العراقي ان يفهم واجبه جيدا وبمعزل عن تلك الظروف القاهرة , هي تشعل نار حماسة الذات وتنضج في الاخير ملكة خاصة تميز الامور وتقدرها تقديرا صحيحا .. وعلى الكتاب والصحفيين والشعراء وغيرهم من النخب المثقفة ان تتحرك مع ما يجري وبالاعتماد على هذه الثقافة , وتنسى مسألة التعصب لرأي وموقف واحد , بصورة اكثر فهما .. على المثقف ان يكون تيارا كهربائيا مفعما بالحيوية والنشاط بدل ان يكون قطعة خشب جامدة ! ...
وما بين هذا وما يشابهه من نزعة فردية وتلك الظروف الخارجية وما ينادي به ( نيتشه ) وبعض الوجودين .. ينشأ تيار الاعتدال .. وهذا الاعتدال المطلوب يجب ان يتمثل في وظيفته .. لا ان يمدح لذاته كما يعبر برناردشو !
لربما المجتمع العراقي بما فيه من نخب مثقفة فشل كثيرا في الوصول لهذا .. وقد نوعز سبب هذا الفشل لتلك النخب المثقفة ذاتها بابتعادها عن الاعتدال , لكن هذا الفشل ليس النهاية اذا ما رجع المثقفين لدورهم الوجودي الموصل لشواطى النجاح .. والتي ستنقل مجتمعهم وعراقهم لجيل جديد يتناسب وما نتكلمنا عنه من تطور ؟!
وكل هذا لا يتم بان يضع احدهم يده على خده وهو يكتب قصيدة في حب الوطن , والانكى ان يضعها على الجرح النازف وهو يتغنى امام شاشات الفيس بوك بالضجيج والبلادة , وكلمات ردات الفعل غير المحسوبة التي لا تزيد النار الا ضراما ..
لنأخذ مثلا عن الانسان الذي نريده .. سواء اكان مثقفا او فردا عاديا في المجتمع ..
في ميسان مثلا والتي سلطت عليها الاضواء حديثا , خرج من بين المجتمع رجل لا يمكن وصفه الا بكونه ( انسانا ) تاركا خلفه مؤثرات حزبية وظروف خارجة عن ارادته .. نسى ما عانى مع اهله من فشل سابق .. ثم جعل من ارادته حزاما لفه على خصر الشعب حيث نزل اليهم ’ وهنا لم يطلب الرجل شهرة بل جاءته الشهرة طائعة ... الرجل ما وقف يذوب بعمله ذلك العمل الذي اغناه عن كل شيء ، اغناه حتى عن عائلته التي لا يزورها الا مرة او مرتين في الاسبوع ’ تعود على العمل الشاق والعطاء , شعر بالزهد بعد ان حرص عليه البقية , ولا اعتقد انه يريد اشعار الاخرين بوجوده عن طريق تحقيق ذاته , الرجل وبفضل مجتمع متسامح وصل لحالة من التطور النفسي بعد فهم وتقدير صحيحين ..
ولهذا نحن الميسانيون تركنا حالة القلق التي يعيشها اغلب العراقيين تجاه بلدهم , ولم نعد نحس بالخوف والاضطراب لمصيرنا القادم ..
انا اضرب بالرجل مثلا .. لانه اقام وزنا للعنصرية في السلوك الانساني وعنصر الظروف الخارجة واختار من بينهما عنصرا رئيسيا انتجت من نفسه انسانا جديدا لمرحلة جديدة في تأريخه وتأريخ مجتمعه ...
نفسي كلها يقين ان هذا الانسان الذي افرزته البيئة والطبيعة ومجتمع ثقافي ما .. موجود وبكثرة , الا ان اغلبهم مبددون ! .. وعندما اتكلم عن تأثير البيئة فلا اعني بالمطلق .. لانه لا يمكن اهمال تأثير الظروف واثر ارادة الشخص نفسه في تغييرها وما يتلاءم ..
الخلاصة .. ان كل فرد منا يمكنه ان ان يحدد مصيره ومصير مجتمعه , بامكاننا ان نغير الظروف ونتغير معها وما يناسب ، والتغيرات الكمية تحدث بكثرتها تغيرات كيفية كما يعبرون .. هذا التغيير سيكون جوهريا يستطيع ان يقدم لنا حياة بصورة مغايرة لما اعتدنا عليه من صور تقليدية .. يجب ان نعمل بارادة على المزج بين الظروف والتطور من اجل تقدمنا .. علينا ان نؤمن بما نفعله .. من اجلنا واجل مستقبلنا !

حسنين الميساني ..



#حسنين_الميساني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسنين الميساني - الفرد العراقي الجديد