أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح سعيد عبود - العمال والشيوعية والماركسية














المزيد.....

العمال والشيوعية والماركسية


سامح سعيد عبود

الحوار المتمدن-العدد: 4034 - 2013 / 3 / 17 - 14:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الواضح جدا أنه بعد أكثر من قرن ونصف على البيان الشيوعى، أن العمال المأجورين خذلوا كل المتنبئين بدورهم العالمى فى تحرير البشرية كلها من عبودية الأجر والاضطرار، وخذلوا كل الداعين لهم بالتوحد عالميا من أجل هذا الدور، و ذلك باصرارهم على حصر نضالهم فى تحسين شروط العبودية لا التحرر منها، وذلك لسبب بسيط للغاية أن البشر تحركهم دوافع غريزية لها سلم أولويات تقع الحرية والكرامة للأسف فى أسفله لا أعلاه، أما أعلاه فهو الطعام والأمان والجنس والبقاء و التناسل والمكانة الاجتماعية حتى ولو حساب الكرامة والحرية، وإلا ما الذى يفسر بقاء الرق الصريح حتى الأن فى بعض الجيوب القليلة فى العالم طوال كل تلك الألآف من السنين، والذى وصل فى بعض الأحوال،أن يبيع بشر أحرار أنفسهم فى سوق الرقيق ليصبحوا جزء من مؤسسة المماليك التى حكمت الشرق الأوسط على مدى ألف عام،.و لماذا يستمر العمل الجبرى والمجانى وعلى نطاق واسع حتى فى قلب العالم ومركزه المتقدم، ولماذا بعد كل هذا التحريض الاشتراكى والشيوعى والأناركى طوال قرنين لم يتحرك العمال كطبقة موحدة لدك الرأسمالية من جذورها، ولماذا ومازالت كل أمانيهم محصورة فى مستوى أعلى سلم الأولويات الغريزية، ذلك تفسيره العلمى ببساطة إنك إذا خيرت البشر بين الطعام والبقاء وبين الحرية والكرامة لأختاروا بلا تردد الطعام والبقاء، فإذا كانت للخرية والكرامة معنى لهم لحاربوا سادتهم فإما التحرر أو الموت و لأمتنعوا عن انجاب عبيد جدد لأسيادهم ولكنم يلم فعلوا هذا لألاف السنين، هم بلاشك كبشر يرغبون أيضا فى الحرية والكرامة بشرط أن يشبعوا أولا أولياتهم الغريزية.. الحقيقة أن التاريخ البشرى لم يثبت أن العبيد هم من يحررون أنفسهم بأنفسهم.. أنهم لا يتحررون سوى بمن يدعم هذا التحرر بقوة مادية و عندها يسيرون خلفه من أجل حريتهم، تلك هى الحقائق الى نخشى أن نصارح بها أنفسنا
آن الأوان للفصل بين ثلاث أشياء لا علاقة حقيقية أو متطابقة بينهم، الشيوعية والماركسية والطبقة العاملة..الشيوعية فكرة إنسانية تلهم بشر آتين من شتى الطبقات الاجتماعية والخلفيات الثقافية والنفسيات والعقليات من أجل فردوس مفقود بلا دولة و لا طبقات و لا ملكية خاصة و لا تسلط و لا حدود قومية أو غير قومية و عمل وفق الطاقة و توزيع وفق الحاجة، وهى فكرة سابقة عن الماركسية و يشترك فيها ماركسيين وغير ماركسيين، والماركسية لأسباب كثيرة جدا أصبحت متطابقة فى الأذهان بالفكرة الشيوعية إلا انها تفى الحقيقة مجرد تراث انسانى كبير ومعقد ومركب من عناصر شتى فلسفية وعلمية و ايديولوجية اشترك فى انتاجه ألاف البشر بدءا من ماركس.. وقد ربطت الماركسية نفسها عنوة وبدون أى برهنة علمية ساحبة معها الشيوعية أيضا بالطبقة العاملة والعمال، واعتبرت نفسها ايديولوجية الطبقة العاملة والمعبرة عن مصالحها، وأضفت نوعا من القداسة عليها وأعلنت أنها المسئولة والقادرة تاريخيا على تحقيق الفردوس غلى الأرض شرط توحدها عالميا.إلا أن الحقيقة أن العمال كأفراد فى الغالب الأعم لا يفكرون ولا يتصرفون سوى كأفراد وكأى أفراد إلا فى حدود تحسين شروط حياتهم الخاصة الفردية بشتى السبل والطرق وطموحهم الأساسى هو الترقى الفردى داخل المجتمع البرجوازى ويتمنون ويسعون إلى الصعود لمصاف الطبقات الأعلى التى لا يكنون لها أى عداء أو كراهية بل ينسجمون تماما مع قيمها ومفاهيمها إلا من كان منهم قد تأثر لأسباب ما بالفكرة الشيوعية وبالماركسية.. أما الطبقة العاملة كطبقة فهى لاتتحرك جماعيا إلا لتحسين ظروفها الاقتصادية من أجل أجور أعلى وعدد ساعات عمل أقل وأسعار أرخص وهلم جرا..وهى تتحرك فى الغالب الأعم على مستوى المنشأة أو الصناعة وعلى نحو محلى فى مواجهة الدولة باعتبارها صاحبة عمل أو فى مواجهة أصحاب العمل المباشرين، و لا ترى أبعد من ذلك، وذلك مع استثناءات تاريخية محدودة خلال القرنين الماضيين بفضل طبيعة اللحظة الثورية وبفضل الانتشار الواسع للفكرة الشيوعية وسط قيادات العمال الطبيغين وليس حتى وسط عالبية العمال...هذا كلام قاسى جدا على نفس من كتبه لأنه ظل أربعين عاما مقتنعا بهذا الربط الأسطورى ويقاوم كل ما يفرأه و يلاحظه مما ينسف هذا الربط القسرى نسفا و قد أن الأوان أن يتخلص من أوهامه، كما يتمنى لكثير من رفاقه أن يتخلصوا من نفس الوهم القاتل، دون التخلى طبعا عن الانحياز إلى حقوق الطبقة العاملة و عن هدف إلغاء العمل المأجور على أن لايعولوا على الطبقة العاملة كثيرا فى هذا الخصوص.



#سامح_سعيد_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية من أجل التعاونية الثورية
- ملاحظات على مسودة دستور الاستبداد المطروح للاستفتاء
- مقدمة حول معايير الديمقراطية كنظام حكم
- الخلافة الإسلامية (النظام السياسى الذى يناضل الإسلاميون ويحل ...
- خرافة-إذا الإيمان ضاع فلا أمان،و لا أمان لمن لم يحى دينا-
- كل السلطة للخيال!.. ! دفاعا عن الخيال
- التعاون الإسكانى والحق فى السكن
- أهمية أن تعيش وسط مجموعة من البشر
- لماذا يعادى الاشتراكيون التحرريون (الأناركيون) الرأسمالية؟
- سؤال إلى الإسلاميين بخصوص الاقتصاد الإسلامى
- لماذا أعادى الملكية الخاصة ؟
- سامح سعيد عبود - مفكر وناشط اشتراكي تحرري - في حوار مفتوح حو ...
- الشرعية ضد العمال والعمال ضد الشرعية
- حول ما أثير مؤخرا عن اسقاط الدولة المصرية
- الفشل التاريخى للأناركية
- من أجل انهيار أسعار السلع والخدمات
- عن الملتقى الفكرى الأول للاشتراكية التحررية فى مصر
- التنظيم الاشتراكى التحررى ، لماذا ؟ و كيف ؟
- كيف نحول الانتفاضة إلى ثورة اجتماعية
- حدثت الانتفاضة ونحن فى انتظار الكارثة أو الثورة


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح سعيد عبود - العمال والشيوعية والماركسية