أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ماجد فيادي - شجرة لأتجدد أوراقها لكنها تثمر دائما أفكارها














المزيد.....

شجرة لأتجدد أوراقها لكنها تثمر دائما أفكارها


ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 1160 - 2005 / 4 / 7 - 11:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد أن انتخب السيد جلال الطالباني رئيسا للعراق من قبل الجمعية المنتخبة خرج والابتسامة تأخذ ثلاثة أرباع وجهه, حتى إني سألت نفسي هل هو فرح لانتخابه رئيساً ( إحساس ذاتي ) أم لأنه أول رئيس عراقي كردي منتخب( إحساس بدور الكورد في العراق الجديد). وفي أول مؤتمر صحفي له بعد انتخابه رئيسا للعراق لم يتصرف السيد جلال الطالباني كعادته مع الصحفيين, فقد عرفناه سريع الغضب حاد الإجابة, لكنه هذه المرة كان يتصرف بنشوة الفرح التي لم يستطع إخفائها, كما إنني لا أطالبه أن يتصرف بشكل آخر.
أجاب السيد جلال الطالباني أول رئيس عراقي منتخب من قبل الشعب العراقي على أسئلة الصحفيين بروح الصداقة وكانت إجاباته واضحة ومباشرة وتنم عن قدرات سياسي محنك, لكنه استوقفني عندما أجاب عن سؤال حول قوات البشمركة ( قوات التحرير والدفاع عن كردستان ) عندما وصفهم بالقوات العراقية التي قاتلت ضد الدكتاتورية وحررت ارض كردستان العراق وجعلت منها موطئ قدم لباقي القوى الوطنية العراقية المعارضة للدكتاتور, لكنه لم يتطرق إلى قوات الأنصار الشيوعيين وأصدقائهم التي كان لها الدور الكبير في محاربة الدكتاتور وعلى ارض كردستان العراق في معارك يشهد لها القرى الكردية بالبطولة والتضحية إلى جانب قوات البيشمركة في فترة الثمانينات, ولم يذكر السيد الرئيس جلال الطالباني المساعدات العسكرية ( من أسلحة وعتاد ومقاتلين ) التي قدمتها قوات الأنصار على مدى سنين للبيشمركة ودور حمامة السلام الذي قامت به هذه القوات متمثلة في الحزب الشيوعي العراقي بين القوى الكردية المتنازعة دوما في تلك الفترة .
استوقفني هذا لأني في اليوم السابق كنت قد دخلت غرفة ينابيع (Y.A.N.A.B.E.3 ) على برنامج البال تالك في الانترنيت ( وهي غرفة للأنصار الشيوعيين وأصدقائهم الديمقراطيين ) وكعادتي بدأت أوجه الأسئلة إلى رواد هذه الغرفة واغلبهم من قوات الأنصار الشيوعيين وأصدقائهم ممن قاتلوا في جبال كردستان العراق ضد الدكتاتور إلى جانب قوات البيشمركة, عندما أثرت موضوع عن مشاعر وتخيلات هؤلاء المقاتلين المتقاعدين عن القتال, في اللحظات الإنسانية التي كانوا يمرون بها خارج فترات القتال وكيف كانوا يتصورون العالم في تلك اللحظات وهم في الجبل بعيداً عن الحضارة والمدنية, تلك اللحظات التي كانوا يسرقونها من الزمن وهم بعيدين عن الجنس الأخر, وهم ينتظرون الموت في كل لحظة مع مستقبل مجهول المعالم, كانت الإجابة من هؤلاء المقاتلين المتقاعدين عن الحرب والمستمرين في حياة مليئة بالعطاء الفكري والإنتاج الإنساني مختلفة من مقاتل إلى آخر, بين لحظات الضعف والقوة, والانهيار والأمل, وبين الاستسلام والإصرار على مواصلة القتال, بين فقدان الأهل والعائلة والشوق للقاء ألام والزوجة والبنت والابن والأب, بين صورة الحبيبة التي لا تفارق حدقات العيون, الرغبة في مشاهدة مباراة كرة قدم والمتعة في مشاهدة التلفاز, الاحتفال بالحصول على رأس بصل والحلم ببيضتين مقليتين, قال احدهم انه لم ينم الليل لان احد فتيات القرية لمسة يده وهي تعطيه الطعام وإنها سخرت منه لأنه لم يبادلها المشاعر حفاظا منه على سمعة المقاتلين الأنصار, وآخر راح يوصف تلمسه الشارع المسفلت بعد سنين طويلة لم يسر عليه, آخرين استذكروا رفاقهم الشهداء وتمازحوا على مواقف جرت قبل استشهادهم, وغيرها من القصص الإنسانية التي ينحني أمامها الآخرين احتراما لشجاعتهم وقتالهم ووفائهم للوطن ولرفاقهم, وهنا أطالب هؤلاء الإبطال أن يدونوا قصصهم حتى يحفظ نضال الشعب العراقي ضد الدكتاتور من أن يفقد بمرور الزمن .
ما دفعني لكتابة هذه المادة هو التهميش الذي تعرض له الحزب الشيوعي العراقي في المباحثات التي جرت بين قائمة الائتلاف العراقي الموحد (ممثلي العرب الشيعة) والقائمة الكردستانية والقائمة العراقية وقائمة عراقيون (ممثلي العرب السنة) لانتخاب هيئة الرئاسة والتي بدورها تنتخب رئيس الوزراء الذي سيشكل الحكومة القادمة. وكذلك حديث السيد رئيس الجمهورية المنتخب جلال الطالباني عندما تجاهل ذكر مقاتلي الأنصار الشيوعيين وأصدقائهم في جوابه عن البيشمركة والدور الذي قاموا به من اجل كردستان العراق والعراق كله.

أرى من المفيد تذكير هؤلاء السياسيين ممثلي القوائم الفائزة بالانتخابات داخل الجمعية الوطنية إن الشيوعيين سبقوكم بالسياسة وقدموا من التضحيات أكثر من بعضكم وبقدر البعض الأخر منكم, واذكركم عندما كان الدكتاتور صدام حسين قوياً كيف تجاهلكم وتصرف بفردية , وانتم ألان تفعلون مثله فاحذروا أن تقعوا في الخطأ نفسه, لان العراق لا يتحمل أخطاء جديدة.

اختتم باختيار كلمتين لاثنين من المقاتلين الأنصار , فقد قال الأول وهو كردي القومية , إن المقاتلين الأنصار من العرب كان لهم دور كبير في حركة الأنصار الشيوعيين وأصدقائهم , وكانوا من القدرة على التحمل التي يشهد لها بالاحترام والإعجاب , بالرغم من أنهم جاءوا من السهل والهور وأوربا ولبنان إلى الجبل وهم لم يخبروه من قبل, وكانوا من الشجاعة أنهم نافسوا رفاقهم الأنصار من الكورد وإخوانهم من البيشمركة في قتال الدكتاتور رغم صعوبة الجبل وحياته, وأحبهم أهل القرى الكردية كما لو كانوا بناتهم وأبنائهم.
وقال الثاني وهو عربي القومية, إن شجرة الأنصار الشيوعيين وأصدقائهم لا تجدد أوراقها لان وقت القتال قد ذهب .
وأضيف أن شجرة الأنصار الشيوعيين وأصدقائهم التي لا تجدد أوراقها تثمر دائماً أفكارها .



#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طلبة جامعة البصرة ... بين الحكومة الانتقالية والجمعية الوطني ...
- جامعة البصرة ومستقبل العلاقات مع جامعات العالم
- طلاب البصرة احذروا أنصاف الحلول
- مطلوب نقل ثورة طلاب البصرة إلى كل جامعات العراق
- أنا السائل .......... أنا المجيب
- اعتراضات وردود أفعال متعصبة على حديث السيد حميد مجيد موسى
- الانتخابات العراقية وماافرزته والمستقبل 4 قائمة اتحاد الشعب
- الانتخابات العراقية وما افرزته والمستقبل 3
- الانتخابات العراقية وما افرزته والمستقبل 2
- الانتخابات العراقية وما أفرزته والمستقبل 1
- هل لانها التجربة الاولى نقبل بالاخطاء الاعلامية
- قائمة اتحاد الشعب تعاني من سوء الفهم والدعاية البعثية
- قائمة اتحاد الشعب ستأمم اموال الاغنياء العراقيين
- لجنة دعم الانتخابات في برلين محمد محبوب مهلا لاتأخذ الامور ه ...
- حلم الزواج يصحى من جديد
- يوسف العاني .. هل أسدل الستار؟؟؟
- قائمة اتحاد الشعب كيف تحمي نفسها
- المبادرة الوطنية الديمقراطية العراقية الصادرة من مجموعة يسار ...
- تجربة انتخابية للجالية العراقية في المانيا الاتحادية
- الشرقية ..... ماذا عن فساد الرأي


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ماجد فيادي - شجرة لأتجدد أوراقها لكنها تثمر دائما أفكارها