أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - منطلقات في الحرام و الحلال















المزيد.....


منطلقات في الحرام و الحلال


علاء الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 4033 - 2013 / 3 / 16 - 17:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



منطلقات في الحرام و الحلال

آيات و وقائع فهم المرحلة التاريخية

موجة بربرية تجتاح مجتمعات عربية إسلامية من ليبيا و تونس و مصر وبدقة الشمال الأفريقي, فالخميرة صارت معتقة فمن أفغانستان و إلى أحداث الجزائر و مع صعود الإسلام السياسي و الهجمة الامبريالية. فهكذا الأخوان و السلفية اليوم هم مطية الامبريالية الأمريكية. وهم الامتداد الرجعي للعربية الملكية السلفية الوهابية في السعودية و قطر حمد آل ثاني (حصان الطروادة ) العميل لأمريكا و ناتو الغرب الضارب و القاصف للشعوب بداية من قصف و غزو العراق, فإلى ضرب ليبيا و الانفجار في تونس و الانتفاض في مصر و الهجوم السلفي على سوريا و دمارها الحقيقي.

أن التاريخ و تجاربه القاسية تعاد اليوم بشكل بشع, على أيادي الأخوان و السلفية و بفتاوى مملكة العهر السياسي للخيانة الوطنية و القائدة لكل أمارات الخليج الخرافية. فهكذا اليوم يستخدم الرمز مشوها لاجترار الماضي بشكل دعي و مقيت. ليخرج الأخوان و السلفية النبي محمد على فرس منهك ملطخ بعار العصر الحديث الملطخ بدماء القصف الأمريكي للعراق باليوانيوم المنضب, و ليصبح العراق أضحوكة العصر الحديث. بلد محطما بلا حكومة نزيهة, حيث النهب و القتل و الفساد و استمرار الخراب و لمدة 10 أعوام, و باسم التحرير و الديمقراطية و الحب لشعب العراق و لأطفاله, إذ حصد حصار 15 عام نصف مليون طفل عراقي, و بعد الغزو الأمريكي جاءت حكومة بريمر لتشرد أكثر من 4 مليون عراقي.

الأخوان و السلفية و أمر الشريعة الإسلامية اليوم, أكذوبة العصر الحديث و ليستخدموا الله و رمز البعير و نور الإسلام و ضياء حق الثورة المحمدية و الشريعة الإسلامية بشكل تافه وضيع. فيكون فيها الله و جيشه قوة همجية تقبح وجه التاريخ سواء في الماضي الغابر أم في يومنا الأسود الحاضر في القرن الواحد و العشرين. ليتحول الدين بشكله القاسي المُحرف و البعيد حتى عن فكرة النبي قبل كثر من 1450 عام. فالنبي جاء بل كل الأنبياء جاءوا بآيات من اجل أقوامهم, إلا الأخوان و السلفية فهم مطايا الامبريالية الأمريكية و الغرب الاستعماري, تجتروا آيات العنف و الشريعة البائدة المتخلفة.

ومن الآيات و الأحاديث المستهلكة التي تجترها مملكة الوهابية من 150 عام و التي تبناها أخوان مصر وتونس و ليبيا و الحبل على الجرار. أبهذه الآيات أدناه تريدوا قيادة المجتمع يا سادة و أغبياء و أدعياء العصر الحديث!

فهذا كان شكل الدولة قبل 1500 عام, يا أيها الذين آمنوا و عملوا الصالحات لو كنتم تعقلون قانون التطور و عصر الذرة و البايسكل و الكموبيوتر!

*و قاتلوهم حتى لا تكون فتنة و يكون الدين كله لله*
*و لا تبرُجن تبَرجُ الجاهلية الأولى*
* و إن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى و ثلاث و رباع، فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة.* النساء :03 و قوله سبحانه : "و لن تستطيعوا أن تعِدلُوا بين النساء و لو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة":النساء*
* و من يخرج على أولي الأمر يحل قطع رأسه *
و هكذا حديث في القتل و النكاح, لا في الحب *
فبارك الله بالناكح و المنكوحة و ما بينهما من صبايا وغلمان, فكان الله يحب النكاح و الناكحين و المنكوحات,آمين! الأخيرة عندياتي للأمانة الأدبية! فزيدونا من آيات خرافية أثابكم الله!

أن الوجه الكالح لدولة الإسلام اليوم يتمثل بالخيانة للشعب و النهب للأمة الإسلامية, وهو يذكر بالفتح الإسلامي و بربريته تحت شعار الجيش الإلهي للإحسان و البركة و الخير للأمة و الناس أجمعين. أن الفارق جدا كبير إذ أن ذلك حدث قبل أكثر من ألف عام, و كان حركة استعمارية عملت على إفادة الجزيرة العربية أي كما استفاد الغرب الاستعماري. و طبعا لم يكن هذا الجيش الإلهي العربي العمري آخر المحسنين للبشرية. فقد جاء من بعده التتار و هولاكو و جنكيز خان, من ثم جاء البرتغاليون و الأسبان الهولنديون و الانكليز وغيرهم لنشر الدين والحضارة الغربية في أرض المعمورة, فقتلوا وشردوا الشعوب الآمنة التي كانت تعيش تلك الأصقاع البعيدة, وليمارسوا أنواع الإبادة الجماعية والعرقية و الدينية والثقافية. فكان الإنجيل بيد لنشر دين الله و السيف بالأخرى لنهب آسيا وأفريقيا.

أن جنود الآلهة و الرُسل كانت تفرض سلطانها على الممالك و الشعوب بجز الرقاب بالسيوف و عن طريق التقتيل و التدمير لحياة البشر الاجتماعية و الاقتصادية و الدينية و الثقافي و طمس كل معالمها الحضارية, ليصبح التاريخ أخيرا نزهة جميلة حيث الفتح الصليبي و الإسلامي, يصور بأسطورة البطولة لأهل الكتاب و خرافة الانشراح الروحي للشعوب المنكوبة (البلدان المفتوحة) لقوة الدين و العقيدة الجديدة, و لهذا غدا الفتح بركة من السماء و هدى للناس.

أن الغزو الجديد اليوم مسخٌ و زيف و وحشية, و ألعن إذ أن فصوله تحدث الآن أمام أعيننا و نحن من يشهد الجريمة و الظلم, و إذا كان للأديان و أنبيائها الأولين رسالة و هدف. فاليوم هي عبارة عن زيف بلا هدف, فقط رجعة غبية للماضي و عمل طوعي لخدمة مملكة الشر السلفية الوهابية الرجعية, و من اجل حفنة بترودولارات لبيع الوطن و الشعب, و تدمير الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية و خيانة الشعب و الأمة الإسلامية.

فقوى الله اليوم متمثلة بالدشداشة القصيرة و اللحية القبيحة و طرة صخام الجبين , مع فارق كبير فهم اليوم بلا بعير بل هم جاءوا بأسلحة العصر الحديث لذبح شعوبهم المسلمة أساسا, و يساعدهم الناتو بالقصف الصاروخي و الدبابة الأمريكية مركونة في الأرض الحرام ( السعودية ) تضرب العراق مرة و أخرى البحرين و بعدها اليمن, و لا ننسى سوريا و نصرة الإسلام و الأخوان. و في العراق جُرب كل شيء و إلى إبداعات المُفخخات والحزام الناسف و الاغتيال بمسدسات كاتم الصوت. و هكذا فقاتلوهم حتى لا تكون فتنة! طبعا قتلٌ للشعوب و ليس لجيش غزو أمريكا القابع في السعودية!
فكان من ضحاياهم أخيرا سحل المواطن المصري حمادة صابر, بلال حبشي قرن 21 و اغتيال شكري بلعيد في تونس و اغتصاب نساء المسلمين أجمعين.

السيناريو السلفي و الأخوانجي بدأ منذ عامين و لنشاهد فصول مسرحية القتل بقصف الناتو المصحوبة بجحافل الجلابيب و اللحية القبيحة, بلا بعير و لا مصاحف. لكن للحق أقول مزودين بفتوى القرضاوي لقتل الرئيس المسلم العربي و مدعومين بحجارة السجيل التي تطلقها البوارج الحربية لقوى الاستعمار, السليل الشرعي للفتح الصليبي من فرنسيين و انكليز وألمان مع حاملات أمريكية عملاقة.

أن ما يحدث اليوم في تونس و ليبيا وسوريا و مصر ليس لنشر الدين الإسلامي, إذ هذا كفر و حرام بحق تاريخ هذه الشعوب المسلمة, لذا الأخوان و السلفية هم أهل كذب و نفاق و زيف. أن ما يجري هو ضرب لهذه الشعوب المنتفضة من اجل الحرية و الحياة الكريمة. أي تماما يعارض ما أقره الدين الإسلامي في ضرورة عيش المسلم في بلده آمنا * و طور سنين و هذا البلد الأمين*. أن التحالف مع الغرب و أمريكا هو أحد الشرور المرفوضة التي مارسها الدكتاتور العسكري البائد الذي أزالته شرارة ثورة الحر الرياحي للعصر الحديث التونسي محمد البو عزيزي و لتأتي صرخة أرحل المدوية.

أن سرقة ثورة و أمل الفقراء الكادحين, يجري عبر سحل الإنسان و رمي جثث المواطنين في الشوارع الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية. إلا أن الشعوب اليوم تشيد بأجسادها المضرجة بالدماء سورا من اجل بداية حياة جديدة من اجل سحق الخرافة و الجهل و مروجيها فلا يمكن طمس نضال الشعوب بهذه السهولة, فاستمرار الشعب المصري في نضاله اليومي يعكس عمق الإصرار من اجل التغيير و عدم انجرار الشعب السوري وراء أنصار الأخوان و السلفية يؤكد رفض الشعوب للبديل المشوه و المزيف لمملكة التخلف و الخيانة رغم الجوع و الحرمان و ظلم الدكتاتور, فالشعوب لا تساوم على أمر الحرية و الكرامة التي انطلقت مسيرتها المدوية منذ أكثر من عامين.

اليوم يتعرى تاريخ الأخوان بشكل سافر و من جذر تاريخهم الخياني لسيدهم محمد عبد الوهاب مؤسس دولة الإسلام الوهابي المزيفة, تحت شعار لا إله إلا الله محمدا رسول الله. لكن بنشر الرعب في قلوب الشعوب من المحيط إلى الخليج. ليتجسد اليوم شكل الجريمة للإخوان في مصر و تونس و سوريا. فالعمل يجري على تدمير الشعب المصري من جديد, فإذا كان التدمير الأول تاريخ ماضي استعماري أنتج دولة إسلامية و شعب مسلم. فاليوم السلفية و الإخوان يعملون على تحويل مصر إلى ولاية تابعة لمملكة الظلام الوهابية لا و بل لقطر حمد آل ثاني العميل الأمريكي الصهيوني.

يتم اليوم أبشع الأعمال الوحشية فمن تماثيل بوذا في أفغانستان طلبان و بن لادن أمريكا و أخيرا إلى أخوان أمريكا في مصر لاقتلاع تمثال طه حسين من قاعدته بمدينة المنيا, وشجار حول الأهرام و تغطية التماثيل بالشمع و ثم إلى مدينة المنصورة تم محاولة تغطية تمثال أم كلثوم بنقاب أسود, إلى شنق و قطع رأس تمثال أبي العلاء المعري بلدة معرة النعمان في شمال سوريا. و ليتمت الهجوم البربري لتهديم أضرحة الصوفيين, و إلى محاربة المسرح الفني لطلبة الفنون الجميلة في العراق, و تعطيل المعارض الفنية وتحريم الحفلات الموسيقية وتحريم عرض الأفلام و منع الكتب والمكتبات في شارع المتنبي في بغداد. ليمتد العنف ضد المرأة في مصر بشكل سافر وضيع. و الهجوم على مراكز الآداب و النوادي الثقافية, و طبعا تحريم حانات الخمر. كل هذا يجري تحت مسميات الحرام و الحلال لجيل الانحطاط الأخير للإخوان و السلفية!

أقول أن الشعوب اليوم قد كسرت حاجز الخوف و تعلمت فن الانتفاض, فشعب مصر الحر لا يمتلكه أحدا بل إنه اليوم سيد نفسه ولا يسمح لأحد ليمتلكه وخصوصا عرب أمريكا في الخليج و مملكة الظلام الوهابية. فشتان بين التخلف و التقدم و شتان بين الحضارة العريقة و حضارة بادية الصحراء القاحلة, و شتان بين تاريخ ثوري أصيل و بين تاريخ عمالة رقيع لدولة آل وهاب السلفية و شتان بين شعب مسالم يحب الحياة و الحرية, لكن لا يهاب النزال إذا طُلب للنزال. فإذا كان سلاح مملكة آل وهاب الخرافة, فشعب مصر سلاحه الفكر و الوعي الحضاري.

أن السلفية و الإخوان يدفعوا بالفقهاء والمرشدين سريعا إلى عنق الزجاجة و إلى مأزق معاداة الشعب و بهذا ليسقط و يتهاوى ليس الإخوان فقط بل سيتهاوى كل الهيكل و المعبد و الفكر السلفي الوهابي و إلى مزبلة التاريخ, و لينتهي زمن الخرافة و الغيبيات لا بل لتحاكم حتى المعابد و المساجد و الحوزات الدينية و الأزهر القابعة في عفونة وحل الجهل و الخيانة الوطنية, و بما فيها من أصنام و آلهة السماء. كي يستطيع الإنسان المفكر أن يبزغ و يترعرع و لتتجدد قيم المجتمع و لتزدهر حياة الإنسان. فبالحرية و الكرامة يتدفق إبداع الشعوب و الإنسان, و هذا هو حلال العصر الحديث.

أن ضرب القيم البالية و أوثانها الدينية و المتمثلة اليوم بالسلفية كفكر و بالتنظيم السياسي الحزبي المتمثل بإخوان المسلمين عفوا إخوان الزناديق, لا بد أن يمر بمحاكمة المملكة الوهابية المرتع الفكري السلفي الرجعي الخياني, ليس هذا و حسب بل لا بد أن يمس و ينال المقدس ألإلهي المزيف من نقد و تقييم و حساب, أي أن حتى الدين و الإله سيكون تحت المجهر. ذلك الإله الذي سكت و يسكت على كل تلك المظالم التاريخية, و على مظالم اليوم الآنية التي تجري على الشعوب.

فإن كان للحروب التاريخية من مبرر واهي و من ثم أن الله و الملائكة نزلت مع جيش المسلمين من اجل نشر الإسلام, فاليوم الجرائم تجري على حساب المسلمين. وإذا كان الفتح الإسلامي قد وسع رقعة الدولة الإسلامية فكانت تلك إرادة الله. فاليوم الفتح هو غزو امبريالي أمريكي يدعى غزو العولمة و أن الضحية هو عربي مسلم من المحيط إلى الخليج. و يكفي أن نذكر الرموز الأخيرة التي سحلت و قتلت واغتصبت, فكلهم من بلاد الإسلام و المسلمين, و لا ننسى ضحايا العراق و سورية فهم بالملايين.

الشعوب اليوم بدأت تعي, إنها ليست بحاجة إلى رجل دين من وعاظ السلاطين المزيفين أو لمرشد سماوي مسلح بفتاوي و لا حتى إلى إله يرسم حياتنا و قوانيننا ليرشدنا إلى طريق الهدى المستقيمة. اليوم يعي الإنسان كل شيء بالعلم و بالتطور وصل إلى قوانين عصرية تجاوزت أمر قطع يد السارق أو كيفية التعامل مع القتل و الخيانة الزوجية أو مع ملك الخيانة الوطنية في السعودية أو كيفية إنهاء استغلال الإنسان للإنسان في المجتمع, أو كيف التعامل مع مَنْ يقوم بممارسة العنف و الإبادة الجماعية. فهذه شؤوننا و يستطيع علم الاجتماع و القانون الحديث حل مشاكلنا و فق مقاييس العصر الحديث, أكيد ليس بفكر السلف الطالح البائد, الذي زنى به أبا لهب عثمان و عمر ابن العاص و أبو سفيان و يزيد ابن معاوية, و بلا كلمات خرافية جاهلة بمسميات حرام و حلال و ثواب جنة بحور العين و عذاب قبر مظلم وعقاب صليل نار الجحيم.

نحن نطمح أن يكون الإنسان حرا في عمله حرا في فكره و دينه, تجمعه الدولة في قانون واحد لا يعلو عليه شيء, ألا و هو قانون المواطنة في وطن يكون الإنسان أثمن ما موجود في الحياة و احترامه غاية و هدف, أهانته و سحله مسخ للإنسان قتله في الشارع لأي سبب كان جريمة, مجتمع يعرف أن المرأة بشر, لا عورة وهابية, و لا تقل قيمة عن الرجل فهي الأم و الأخت و الزوجة و الحبيبة, و أن الأطفال زهور الشعب و مستقبله و الشباب قوة العطاء و البناء. و أن العلم و الثقافة هي دين الدولة الرسمي, و أن الإنسان حر بما يؤمن من دين و عقيدة و عبادة لكن لا يفرض إيمانه على الآخر و حرية الإنسان في المجتمع تتوقف حين تبدأ حرية الآخر.

أن أمر الحرام و الحلال يخص الإنسان و ربه و بعيدا عن دعوى و صراخ الملك و الرئيس و المفتي الواعظ, إذ أعلموا كلما صرخ الملك أو الرئيس و المفتي بالحلال و الحرام معناها أن هناك جريمة يدبرها الملك و يبررها المفتي.

مثال واحد ينسف أمر الحلال و الحرام في الأديان و الإسلام خاصة. أن القتل جريمة و حرام بل من الكبائر في كل الأديان و يعاقب الله و الدين و النبي و الشريعة الإسلامية عليها. لكن جريمة تاريخية حدثت في التاريخ و لا زالت تقبح وجه التاريخ الإسلامي. أنها معركة أو واقعة كربلاء, حيث كانت أكبر مجزرة ارتكبها يزيد أبن معاوية بأنباء أهل البيت, ضع خط أحمر تحت أهل البيت. ماذا حصل قُتل العشرات من أهل بيت النبي و أنصاره, و قطع رأس الحسين حفيد النبي و وضع على الرمح ليقدم هدية إلى يزيد أبن معاوية. ماذا فعل رجل الدين و واعظ المسلمين و مفتيها أما هذه الواقعة!

أن أنتصر رجل الدين المفتي ليزيد أبن معاوية القاتل, إذ يزيد ابن معاوية صار الرجل القوي المُنتصر و صاحب مفاتيح بيت المال. و لليوم يذكر يزيد معاوية في الصلاة بأنه سلف صالح شريف, و ليغفر له الله و ليدخله جنة العهر مع حور العين بعد أن قضى حياته كقاتل في أحضان جواري الفتح الإسلامي في ارض الشام, إذ أنه كان من صحابة الرسول محمد!
و هكذا هو حال علاقة القرضاوي بملك السفلس الوهابي! فالعلاقة بينهما علاقة البعوضة بالمستنقع.* و صدق الله العظيم!*

أن الحل في تحقيق التقدم للشعوب يمر عبر تحطيم المقدس الخرافي و الفكر السلفي و من جذور التاريخ و الأحداث و رجل الدين, و من تجربة الشعوب مع الرجالات و القادة و رجل الدين الخرافي و المساوم. أن التاريخ هو ملك الشعوب و هم من صنعه و منه ينبغي استخلاص الدروس و العبر. أن إلغاء التاريخ يكون عبر دراسة التجربة لا عبر تسخيفها فقط إذ التاريخ هو الهوية السابقة و هو الجذر وليس شيء تافه يمكن فقط احتقاره بل استخدام التاريخ يكون ضروري في كيفية التعامل مع الأحداث الحالية. التاريخ كما الأم و العائلة فمعرفة الأم و العائلة ضروري اليوم في المدارس لتفهم إشكالات الطفل في المدرسة أو الإنسان في المجتمع.

كل شعوب العالم مرت في فترة العبادة و الأديان و كثير من الشعوب من صارت عبيد وأخرى من صارت مُستعبدة للشعوب الأخرى. فقد استمرت الحروب بين الفرنسيين و الألمان و الانكليز قرون طويلة ليحل بعدها حروب البروتستانت والكاثوليك. استمرت الحروب الصليبية و الفتح الإسلامي قرون و استمر الصراع الامبروطورية الرومانية و الفارسية و العثمانية لقرون عديدة. و لندخل العصر الحديث حيث صارت الشعوب العربية و الإفريقية و الهندية و الصينية مستعمرات انكليزية و فرنسية و أخيرا العراق صار مستعمرة أمريكية.

أن الأديان لا يمكن لها أن تحل قضايا الإنسان المعاصر لذا ظهرت حركات تحرير ثورية تجاوزت الدين و سكوت الله على المستعمر و المستعمرين, وظهر قادة أحرار كغاندي و ماو و كاسترو و جيفارا و هوشي منه و جمال عبد الناصر و عبد الكريم قاسم, و ظهرت لغة حديث ألا و هي لغة التحرر الوطني و الحرية و الانتصار لقضية الشعوب من مثل قضية فيتنام و القضية الفلسطينية ليأخذ شكل الانحياز مساندة الشعوب في ثوراتها و حريتها.

اليوم صار شكل جديد للثورة, إذ صارت الشعوب هي المحرك للتاريخ, لقد عجزت كل الأحزاب عن إزاحة الدكتاتور لنرى كيف رجل الشعب البسيط, بائع خضرة على الرصيف في تونس صار سبارتكوس العصر الحديث ليقود الشعوب إلى دار السلطة وتسديد الطلقة للدكتاتورية, فأحدث هز كبيرة أطاحت بكل رموز الخيانة, و أرقى ما في الأمر هو استمرار الانتفاض في مصر و تونس ليتعمق شكل النضال, و ليهشم مؤامرة الأخوان و السلفية و ليتعرى وجهها سريعا, إذ كان الخوف من أن يستطيع الأخوان المراوغة و الخداع. لكن الشعوب اليوم بنضالها الحق و حلالها العصري تعري كل الخونة و تحرج سادة الدسائس في البنتاكون السيدة هاليري كلنتون و السيد اوباما.

ينبغي أن نعرف و نقر أن الاستبداد و الاستغلال و القتل و حروب الغزو هو تاريخنا نحن البشر. و الإنسان هو الجنس الوحيد الذي يستطيع أن يخون بني جنسه وهو الجنس الوحيد الذي مستعد أن يبيد بني جنسه و العالم و الحياة على الكرة الأرضية.

فقد أكد كارل ماركس يجب أن يكف الإنسان عن أن يكون ذئبا لأخيه الإنسان وعندما نحلم جميعا فهو بداية تحقيق الحلم. أن نقده لحياة البشر في ظل المجتمع الرأسمالي ينطلق من أساس أن الإنسان أثمن رأسمال و أن البشرية ما لم تحقق الاشتراكية فهي تكون مهددة بالحروب البربرية, بكلمة أخرى أما الاشتراكية و أما البربرية.

أن مظالم البشرية جاءت من المجتمعات الطبقية و إفرازاتها في الملكية الخاصة التي تكرس استغلال الإنسان للإنسان الذي يؤدي لا محال إلى الاستعمار و نهب الشعوب و يحمل في طياته الصراع من اجل الأسواق الذي يؤدي إلى تصادم القوى الامبريالية, التي تتعقد ليحصل التصادم مخلفة ورائها بحار من الدم و تلال من الجماجم. فما الحربين العالمتين خير دليل على نبوءة كارل ماركس.

فمن ثورة سبارتكوس و إلى اليوم تجري الثورات ضد القهر الطبقي و استغلال الإنسان و التفرقة العنصرية التي هي أمراض الدولة الرأسمالية الاستعمارية المستبدة القامعة للشعوب و الديمقراطية لشعوبها, أي العنصرية السلبية. ليتصاعد اليوم شكل النضال و ليأخذ أبعاد أكثر وضوح و طبقي في النضال من اجل أزالت الفوارق الطبقية و الاستبداد السياسي, من اجل الخبز و الكرامة الإنسانية و ليتصاعد النضال من اجل نصرة المرأة و حرية كل المجتمع من براثن الدكتاتورية.

فالشعوب اليوم لا يمكن أن تساق بالشكل القديم لآلية الدكتاتور, و هذا ما تعجز السلفية و الأخوان عن فهمه و حسننا تفعل لتكون في وجه مدفع صراع الشعب من اجل الحرية و التقدم, و لتتساقط أوراق الإسلام السياسي من حروب إقليمية و قومية و طائفية. وغدا سيرتفع في وجهها صراخ ارحل المدوي الذي أطاح بالطغاة.

فعلى صخرة نضال الشعوب المسحوقة طبقيا ستتحطم سلطة رجل الدين الخرافي لا بل سينهار كل الفكر المقدس للخرافة, و خليفة الله ,(ملك الوهابية ), في الأرض سيجر إلى دور القضاء لينال العقاب جراء الخيانة و الاستهتار بقوى الشعب, ثم سيكون هناك نقد لكل الموروث الديني و تقييم لكل التاريخ القديم من جرائم يزيد ابن معاوية و إلى حروب الفتح الإسلامية, و ثم ليحصل تجاوز لأمر الشريعة الإسلامية الخرافية و كل الآيات التي تحط من شأن المعارضة و المرأة, بل سيجري نقد لكل عقل عصر العبودية و عقل أبو جاسم في النكاح و الشريعة النبوية كلها جملة و تفصيل.

و سيكون النبي محمد رجل له مكانته التاريخية, كمفكر ثوري و صاحب رسالة و عقيدة لمليارد مسلم. نبي من زمن عصر العبودية حاول النهوض بقومه كما الأنبياء موسى و عيسى. ودينه ليس ممنوع و لا محرم بل وحتى رجل الدين المسلم سيكون له احترامه طالما لا يتدخل في أمر الدولة العصرية الحضارية, أي نحن نحلم اليوم في الدولة المدنية العلمانية الحديثة, كأي دولة غربية عصرية علمانية تجاوزت رجل الدين و الكنيسة وصار لها برلمان وأحزاب سياسية تقر حقوق الإنسان و السياسة الديمقراطية في تداول السلطة.

أسئلة لكل إنسان مؤمن شريف ينتمي للشعب و بعيد عن دار السلطة و الإسلام السياسي و دائرة الفتوى الدجالة في السحل و القتل و السكوت عن الوالي القاتل يزيد أبن معاوية العصر الحديث و ملك السفلس الوهابي في الجزيرة العربية في سوق النخاسة السياسية للخيانة الوطنية.

أيهما أكثر أجرام في المجتمع و من خلال مفهوم الحلال و الحرام للعصر الحديث في المجتمع؟

رجل مسلم يحكم المسلمين بالحديد و النار و ينهب و يخون شعبه و باسم الدين!
أم رجل فنان أو امرأة فنانة تجيد الغناء! أم رجل فنان يرسم و ينحت التماثيل و يمثل الأفلام! أم رجل يشرب الخمر و لا يؤذي بشر آخر! أم رجل لا يصلي و لا يصوم لكن لا يكذب ولا يسرق و لا يخون شعبه و لا يسئ لمقدسات المسلمين. باختصار رجل في حزب يساري أو شيوعي.

أخيرا أقول سمعنا آيات إنسانية فيها حب و سلام كما في:
* و أذا الموءودة سُئلت بأي ذنب قتلت*
* و بالوالدين إحسانا*
* ما جاع فقير ألا بتخمة غني*
*عجبت لرجلٌ يجوع و لا يشهر سيفه*
* حب الوطن فرضٌ على الإنساني*
لم اختفت هذه الآيات!

و ليطل علينا مهدي عاكف مفتي الأخوان للعصر الحديث و يصرخ * طز في مصر*

هذا هو ملخص الفكر الوهابي في مسخ الوطنية و الإنسان المسلم و العمالة لأمريكا باختصار شديد.
فأعمل الفكر أيها القارئ المسلم و انظر إلى آيات الرحمة و لماذا اختفت اليوم, و أربطها بملك السفلس الوهابي و مفتيه القرضاوي. لترى و تجد معادلة تخلف المسلمين و جوعهم أجمعين. و يا ليت يقف الأمر عند هذا الحد, فالتهديد يقود إلى اندحار العرب و المسلمين عن الركب الحضاري و نكون عبيدا لأمريكا وإسرائيل!



#علاء_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضلال الاعتداء الجنسي ضد المرأة
- الدين يلتهم الصراع الطبقي مرة ثانية!
- صحة الرئيس, الفرد و دوره في التاريخ!
- أزمة اليسار بدايةٌ, و إلى ذنبٍ لا يخفيه كيساً
- الحركات الفاشية في التاريخ همجية
- النظام الرأسمالي في تدمير و تشويه الإنسان
- هولوكوست قرن 21 في الهواء الطلق
- البربرية, و بؤس الثقافة في العالم!
- في سوريا لا يفقس جنين السلفية أبدا
- لن تَعُد سوريا فريسة سهلة للغزو بل خازوق
- صمَتُ الزمهريرُ
- قطط وسخة سائبة على مائدة العولمة
- تأمُلاتْ
- الانحياز الفكري الثوري و الفكر الرجعي
- ثرثرة في السياسة على مساحات الهذيان
- ماركس, البروليتاريا و الصراع الطبقي
- سفير امريكا, موروث ثقافة القتل للحضارة
- عراق ثورة 14 تموز و صراع الشيوعيين و البعث
- العولمة, العراق الضحية الدامية الاولى
- العراق و الغزو, خراب سياسي و قيح فكري


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - منطلقات في الحرام و الحلال