أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - بودريس درهمان - التعليم العمومي بين الورثة و الممنوحين














المزيد.....

التعليم العمومي بين الورثة و الممنوحين


بودريس درهمان

الحوار المتمدن-العدد: 4033 - 2013 / 3 / 16 - 17:03
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


الطابع الجماهيري للتعليم الذي وجدت الدولة نفسها مطلع التسعينات من القرن الماضي، مجبرة من طرف المؤسسات الدولية على إتباعه، هذا الطابع الجماهيري، لا تتقبله فئات عريضة من المدرسين المنحدرين من الفئات الاجتماعية الشبه محظوظة. شرائح كثيرة من المدرسين الذين يشتغلون حاليا في قطاع التعليم العمومي معظمهم ينحدرون من فئات اجتماعية متوسطة و تلقوا تعليمهم و تكوينهم في إطار نخبوي نسبيا ضيق و ليس في إطار جماهيري موسع كما هو الحال عليه الآن حيث يتجاوز عدد التلاميذ بداخل القسم أربعون تلميذا. الطابع الفئوي النخبوي للمدرسين الذين تتلمذوا و تكونوا في ظلال نظام تربوي مغاير للنظام التربوي الحالي يشكل لهم ذلك النظام المفتقد نموذجا يحتدى، و بحكم أنهم أصبحوا ورثة لذلك النظام المفتقد فإنهم يمانعون حاليا و يبحثون لأنفسهم عن بدائل للتعويض.
النظام القيمي المفتقد، بما فيه حتى وعود المكونات السياسية التي كانوا يحفظون برامجها عن ظهر قلب و التي تحقق منها جزء مهم مع حكومة التناوب التي تم تعيينها يوم 14 مارس 1998 برئاسة السيد عبد الرحمان اليوسفي، ذلك النظام النخبوي الضيق اندثر بحكم التزام الدولة بالقيم الكونية التي تتشكل من مبادئ المجانية و الإلزامية بالإضافة إلى العمومية... و مع اندثار النموذج النخبوي الضيق المفتقد و في انتظار تحسن المؤشرات الاقتصادية لتقليص نسبة عدد التلاميذ في القسم وجد الورثة الجدد للنظام التعليمي المفتقد أنفسهم فجأة وجها لوجه مع النظام التعليمي الجماهيري المفروض من طرف المؤسسات الدولية و الغير مكترثة بتاتا بقيمهم النخبوية و بتطلعاتهم المهنية المهيأة بواسطة النظريات و التصورات النخبوية، مما دفع بعضهم إلى الاندحار في الشوارع و في الساحات العمومية و البعض الأخر الاندحار في الساعات الإضافية الإجبارية المفروضة على التلاميذ و على العائلات الفقيرة و المعوزة بدل الاندحار بداخل الأقسام و بداخل حصص الدرس. و رغم كل هذا الوضع المحبط الشبيه بالكارثة الوطنية الكبرى، تفضل شرائح المدرسين النخبوية في العيش و التدريس وفق قيم نظامهم الخاص، لأنه مكسبهم النخبوي و طريقة تمايزهم الاجتماعية مما يجعلهم ورثة حقيقيين للمدرسة المغربية في مواجهة القلة القليلة من الاساتذة الممنوحين الذين يجدون و يكدون بدون الاكتراث لأدنى الاعتبارات. و الغريب في الأمر هؤلاء الورثة الجدد هم محميون من طرف الجهات الرقابية، و ككل المحميين في جميع العصور هم فرسان لزمن الردة. في مدينة العيون جوهرة الصحراء المغربية، لما كان الشرفاء يتحكمون في زمام الأمور تم توقيف خلال سنة واحدة سبعة إداريين، أحد هؤلاء الموقوفين، وصلت تزويراته حتى إلى المملكة البلجيكية، و لما أحس المهترئون بخطورة الوضع جيشت الجهات الرقابية باقي المهترئين و فتحوا المجال التربوي لكل أشكال الاهتراء.
الغريب في الأمر الورثة الجدد للنظام التربوي المغربي الذين هم محميون و أشبه بجماعة من الأعيان يمتنعون عن تدريس ابنائهم في المؤسسات التربوية العمومية المجانية التي يشتغلون فيها؛ و هم يرفضون تدريس أبنائهم في هذه المؤسسات يرفضون حتى القيام بواجبهم المهني كما تفرضه المساطر و جداول الحصص.
تحت ضغط التشريعات الدولية التي أقرت بضرورة تمدرس أبناء الفقراء و المعدومين يمانع الورثة الجدد في منحهم هذا الحق عن طريق فرض الساعات الإضافية الإجبارية المؤدى عنها. التشريعات الدولية تعتبر التعليم الابتدائي و التعليم الإعدادي- الثانوي بالتعليم العمومي المجاني وورثة النظام التربوي المغربي يعتبرونه التعليم الإجباري الخصوصي.
النظريات اللبرالية الهجينة التي صعد نجمها في المملكة المغربية مع بداية عشرية التسعينات من القرن الماضي و التي لازالت مهيمنة الى حدود الآن هي من ساهمت في تأسيس أخلاق و قيم ورثة النظام التعليمي الذي تم تأميمه و تحفيظه من طرف الورثة الجدد الذين هم في معظمهم زعماء وهميون لجماعات و فئات تعتبر نفسها جوهر النظام التعليمي القائم، و منها من كان إلى زمن قريب يعتبر نفسه وريث النظام السياسي و صاحب تمثيليته لوحده. الورثة الجدد هم محميون من طرف الجهات الرقابية التي ترعى و تحضن أفكارهم المستمدة من قيم و أفكار اللبرالية الهجينة التي تتستر على المخنثين و ذوي الحاجات الخاصة أولائك الذين لا يؤدون سومة كراء منازلهم و لا يؤدون سومة فاتورة الماء و الكهرباء و لا يؤدون فاتورة محطات البنزين ناهيك أنهم لا يؤدون حتى ذعائر المخالفات حينما لا يحترمون قانون السير...
تمدن الورثة بما فيه الكفاية و خلقوا لأنفسهم مؤسسات على هامش المؤسسات، أصبحوا يشكلون شريحة اجتماعية تطالب بحقوقها في التميز و في رفض ما هو فائض عن النسبة الوطنية للتأطير. الورثة الجدد للنظام التعليمي المغربي هم الجزء المهم من الكارثة الوطنية التي لحقت بهذا النظام و هم أصناف متعددة، منهم المدراء المغلوب على امرهم و المفتشون الجائرون في اوامرهم و النواب المحتالون على مناصبهم و رؤساء المصالح المبتاعون لشواهدهم، بالإضافة الى النقابات و الاحزاب الحامية لمصالحهم.




#بودريس_درهمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع التاريخي و السوسيولوجيا الأمريكية
- زيارة ثغر تلمسان و الحدود المغاربية مغلقة!
- المغاربيون و الدولة المارقة
- فشل كريستوفر روس هو فشل العقيدة الصلبة للأمم المتحدة.
- لماذا سحب الثقة من كرستوفر روس؟
- دستور الوعد و الوعيد
- مفهوم -التنزيل- و الدستور المغربي الجديد
- النظام التربوي الريعي و نقطة 20/20
- أيهما أسبق التقسيم العصبي للدماغ أم التقسيم السياسي للتراب؟
- الذكاءات الدولية بين الجغرافية و التاريخ.
- جغرافية المناطق و تاريخ الدول.
- الموروث الخرائطي الفرنسي و السيناريوهات الممكنة لشمال افريقي ...
- حصة المواطنين النعاج من ميزانية حكومة...
- ميزانية سنة 2012 و مؤشرات تصريح باريس لسنة 2005؟
- المدرس و الأستاذ و الأعيان التربويون
- بيداغوجيا الإدماج والاستهانة بالالتزامات الدولية للمملكة الم ...
- النمذجة و التنميط لمنطقة شمال إفريقيا
- فيوداليو الجهات و -العوالم الممكنة-
- الميزانية الهوياتية و قضية -الهوية الوطنية الموحدة-
- كزافيي روجرز و التغيير التربوي بشمال إفريقيا


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - بودريس درهمان - التعليم العمومي بين الورثة و الممنوحين