أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد دوير - اليسار المصري .. والأزمة العميقة














المزيد.....

اليسار المصري .. والأزمة العميقة


محمد دوير

الحوار المتمدن-العدد: 4033 - 2013 / 3 / 16 - 15:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تحتاج الحركة اليسارية المصرية إلي وقفة حقيقية مع الذات ومواجهة جادة مع النفس .. ماذا تريد ؟ وإلي أي مصير تتجه ؟ وبعيدا عن الاعتقاد الوهمي بأننا نهوي جلد الذات والتهوين مما نحققه من انجازات علي الأرض لأن هذا ليس صحيحا علي الإطلاق، فنحن متهمون بسعينا إلي صناعة أمجاد وهمية منها علي سبيل المثال أن شعارات الثورة الأساسية هي شعارات يسارية وكأن هذا انجازا حقيقيا خططنا له ونود أن ننسبه ليسار غاب عن إدارة مسار الثورة المصرية التي تزداد جذوتها وترتفع شعلتها ونحن لم نزل ندور في فلك البحث عن الذات بلا تصور واقعي لهويتنا ومفهومنا عن أنفسنا.
ومنذ سنوات قليلة وأنا وغيري من الباحثين نتحدث عن أزمة يسار فقد البوصلة النظرية في قضايا هامة كشكل الدولة ودورها وماهية الحزب الثوري ودوره كطليعة ومهامه النضالية وكذا علاقة الحزب بالثورة والدولة والموقف من الطبقة الحاكمة ومفهومنا للديمقراطية ومؤسساتها ومستوياتها وكيف يمكن إدارة الاقتصاد ورؤيتنا لعلاقة الاشتراكية بالدين والظواهر الاجتماعية المتراكمة في المجتمع المصري. هذا الافتقار النظري لمنهجية علمية انعكس بالضرورة علي ضبابية الأفق وارتباك المسار سياسيا وتنظيميا وبرامجيا، مما أفرز حالة شديدة الوهن لليسار المصري في لحظة ثورية هامة من تاريخ الوطن، فدائما ما كنا نتحدث عن جدلية العلاقة بين الظرف الموضوعي غير الناضج لإنتاج حالة ثورية مصرية وبين العوامل الذاتية المعبأة بكوادر يسارية مؤهلة لاستثمار أي هبة شعبية تقوم بها الجماهير.اليوم.. تهب رياح الثورة وتكاد تقتلع الجميع، ولكنها أتت في ظل حالة غيبوبة يسارية تامة انشغلت فيها قيادات وزعامات وهيئات وأحزاب وائتلافات وحركات كلها يرفع راية الاشتراكية، انشغلت بدفن موتاها والنيل من خصومها في داخل الحركة اليسارية.
إن أزمة اليسار تزداد عمقا نظريا وعمليا، وكلما ازدادت حالة السيولة الثورية التي نحن بصددها الآن كلما تسارع معدل تعميق الأزمة. ولكن الأخطر من ذلك هو حالة اللاوعي اليساري بخطورة الأزمة وتأثيرها السلبي علي تحول اليسار المصري إلي مجرد متحف يرتاده هواة البحث العلمي لاستكمال فصول رسائلهم العلمية من أدبيات اليسار. وفي تقديري أننا إن لم نقم بغلق مصانع إنتاج الوهم اليساري و نكف عن استعذاب أحلام اليقظة ،لن نستطيع أن نقدم لشبابنا ومجتمعنا ومستقبلنا شيئا واقعيا ملموسا ومن ثم لن ننجح في عمل ، وأول تلك الأوهام المصنوعة أننا لسنا في أزمة، وهذا غير حقيقي بالمرة ، لأننا نعيش أزمة ذات وجوه ثلاثة ، أزمة وجود ، لها علاقة بهل الاشتراكية لا تزال صالحة للوجود ؟ وأزمة حدود ، ذات صلة بمدي تأثيرنا في الشارع السياسي والجماهير بما يتناسب مع طموحاتنا وبرامجنا المتناثرة في مكتباتنا الخاصة . وأزمة عدم الاعتراف بالأزمة ، وتلك متصلة أيضا بحالة الخوف التي تهيمن علي المريض إذا واجهه الطبيب بحقيقة مرضه فلا يريد أن يعرف وإذا عرف لا يريد أن يعترف ،أما إذا عرف أو اعترف فلا يذهب إلي حيث العلاج الحقيقي ويفضل أساليب السحر والشعوذة في استئصال موضع المرض أو تخفيف ألمه ، هكذا نفعل ، نقاوم الأزمة بإنكارها أو بتجاهلها أو بصنع حاجز أوهام يحصننا لبعض الوقت من تداعيتها كأن نرفع شعارات جوفاء لا معني لها ولا تأثير ، فيصبح الشعار هو الفعل ، وترويجه هو الممارسة السياسية .وللأسف هناك الكثير من القيادات والكوادر اليسارية التي أدمنت صناعة الوهم الذي يوحي بأننا قادرون ولكننا لا نفعل،ومؤثرون ولكننا نمنح الفرصة للآخرين ليتحركوا بجوارنا ، وهذه مدرسة قديمة في اليسار المصري، حيث كانت الجماعات والتنظيمات الشيوعية تتفاخر أمام بعضها البعض – وليس أمام أعداء الاشتراكية – بانجازاتها.
هكذا يتم تعميق الأزمة التي تقودنا من الوجود إلي العدم ، ومن الحدود واضحة المعالم إلي ضبابية سياسية ، ومن الاعتراف بالأزمة إلي التمويه علي أثارها المرضية ، وكأننا نؤجل حسمها للأجيال القادمة .لقد صار إنكار أننا في أزمة هو الحقيقة الوحيدة التي نتعبد في محرابها اليوم ، وتفرغنا بالكاد للدفاع عن تراجعنا وتنازلنا عن ثوابتنا بحجج فارغة ليس لها مضمون حقيقي، فقديما قال لينين " إذا اختل التنظيم انحرف الخط السياسي " وكم من تنظيم قد اختل هنا أو هناك ، فكان لزاما أن ينحرف الخط السياسي ولهذا حديث أخر، عن اليسار بين الثورة والدولة.



#محمد_دوير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعهد العربي للدراسات الاشتراكية - دعوة للحوار الجاد-
- هل من بديل للاشتراكية ؟
- لماذا أنا اشتراكي ؟
- القيم الثورية .. وأخلاق الثوار
- الثورة المصرية.. تصحح مسارها بعيدا عن النخبة
- أيها السادة.. النظام لم يسقط بعد
- اليسار المصري .. مساهمة في رؤية جديدة
- التنوير العربي .. في اللاهوت والناسوت
- رسالة إلي رفاق الفكر .. الاشتراكيين الثوريين
- التحالف الديمقراطي الثوري
- رؤية معاصر للدولة في الاشتراكية
- جدل العلاقة بين الدين والاشتراكية
- اللإخوان.. وصناعة الوهم


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد دوير - اليسار المصري .. والأزمة العميقة