أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - الاهم سياسيا في زيارة اوباما















المزيد.....

الاهم سياسيا في زيارة اوباما


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4033 - 2013 / 3 / 16 - 11:56
المحور: القضية الفلسطينية
    



لست ادري كيف يمكن ان نقرأ زيارة اوباما في ظل هيمنة تناقض القناعات في التحليل السياسي في المنطقة, فمن جهة هناك القناعة ان تل ابيب تسير واشنطن, ومن جهة اخرى هناك مطلب ان تضغط واشنطن على تل ابيب؟ الامر الذي يستدعى اللا جدوى من قراءة الخلافات بين الطرفين, ويفقد التحليل السياسي وظيفته التصارعية, ويعكس نفسه ارباكا وانقساما على الالتفاف الشعبي على منهجية التعامل مع السياسة الامريكية, وها نحن, على سبيل المثال, نرى الارباك والانقسام يسود الموقف الفلسطيني من زيارة الرئيس الامريكي للمنطقة, دون ان يتأسس هذا الارتباك والانقسام, على حالة تحسس لاصالة الضرورة الوطنية, بل يتاسس على التناقض الذي اشرنا اليه في مقدمة الكتابة
ان هذا الارتباك في التحليل السياسي, رفع افق التاييد الامريكي للكيان الصهيوني, عاليا عن سقفه الموضوعي, ويخفض وزن الخلاف بين الطرفين الى درجة اهدار توظيف تماسك سياسة الولايات المتحدة على مقولة حل الدولتين, حيث سوى الى افق واحد وضع تفاوت ارتفاعات تخوم التباين السياسي بين قراءة المصالح الامريكية للصورة السياسية التي يجب ان تكون عليها ملامح المنطقة وتسويات خلافاتها, وبين قراءة مصالح الكيان الصهيوني لهذه الصورة, وبذلك الغى تمايز المصالح القومية للطرفين,
إن خطورة هذه القناعات تتمحور حول افقاد القوى الاقليمية ومنها الفلسطينية طبعا, القدرة على تحديد المناورة السياسية القادرة على التغلغل في هوامش الخلافات بين الطرفين الامريكي والصهيوني. وهو يلقى باثقل الضغوط على المناورة الفلسطينية تحديدا, والاخطر من ذلك انه يوظف زيارة اوباما كساتر سوءات القصور في النهج الوطني الذي يسم المنهجية الفصائلية الفلسطينية, ومناورتها ان في مجال العلاقات الداخلية وتعاملاتها وبالذات ملف المصالحة الفلسطينية اهم ملفاتها, او في مجال العلاقات الخارجية واهم ملفاتها ملف الصراع مع الكيان الصهيوني, فباتت زيارة اوباما احد مبررات التهرب المتبادل من استحقاق المصالحة الفلسطينية,
من هنا يقتضي الامر في حوارنا حول زيارة اوباما, اولا الاقرار بوجود وضع تمايز المصالح القومية الامريكية عن مصالح الكيان الصهيوني, دون اسقاط وجود المصالح المشتركة بين الطرفين, وثانيا العمل على تظهير السياسي الجوهري الرئيسي الذي تحمله زيارة اوباما الى الاطراف الاقليمية والى الكيان الصهيوني والاراضي الفسطينية على وجه الخصوص؟
فمثل هذه الزيارات السياسية الرسمية, عادة ما تحمل اقرارا ( قد يكون اوليا ولم يكتسب شخصيته الديبلوماسية بعد ) من الزائر بمستجد الوقائع في الواقع السياسي للطرف المستضيف, وهو هنا الاعتراف الدولي الواسع بفلسطين دولة غير عضو في هيئة الامم المتحدة, والذي لا ينسحب على معنى زيارة اوباما للقدس ( ان حصلت ) لان قرار الاعتراف الدولي بفلسطين دولة حصن الهوية الفلسطينية لمدينة لقدس الشرقية كعاصمة لدولة فلسطين على حدود عام 1967م, دون ان يسقط التعارض الدولي مع الاحتلال الصهيوني واجراءاته الاحادية كواقعة مؤقتة طارئة مصيرها الى الزوال , وثبوت هذا التعارض في قرارات الشرعية الدولية, والذي يشكل اساسا للموقف الامريكي الذي لا يمنع تظهير سوى عمل الولايات المتحدةعلى محاولة جعل التسوية السياسية للصراع حاملا للمصالح الامريكية على حساب استراتيجيات الطرفين الفلسطيني والصهيوني في نفس الوقت,
لنفس القيمة السياسية اعترضنا دائما على الزيارات السياسية ( الدولية بصورة عامة والاسلامية منها بصورة خاصة ) لقطاع غزة في ظل حالة الانقسام ومن بوابة تجاوز القيادة الفلسطينية, والتي عملت على اضفاء الشرعية على وضع استقلال قطاع غزة , والسيادة الحمساوية عليه, وعملها على خلق تعددية تناقض شرعية ووحدانية تمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني, وهي زيارات كانت تستهدف ارباك واضعاف وانهاك المناورة السياسية لقيادة منظمة التحرير والدولة الفلسطنية وممارسة الضغوط الشديدة عليها, غير انها لم تكن ذات جدوى لافتقادها قبول الشرعية الدولية بها,
ان اللعب على التناقضات الداخلية الفلسطينية والعمل على انهاك كلا طرفي حالة الانقسام, كان من اهداف هذه الزيارات لقطاع غزة, ولا ننكر انها من مساقات سياسية متبايتة كانت تحوز على رضا الطرفين الصهيوني والامريكي, حيث يسعى الكيان الصهيوني الى ضرب واسقط الشرعية السياسية الفلسطينية والتشكيك بمستحقاتها الوطنية في حين كانت الولايات المتحدة ولا تزال تستهدف الضغط على قيادة منظمة التحرير لتقديم تنازلات في شروط العودة الفلسطينية الى عملية التفاوض, وفي نفس الوقت ممارسة الضغط على حركة حماس لاجبارها على قبول حماس شروط اللجنة الرباعية كمقدمة للقبول بها شريكا سياسيا, وبذلك تنقل حركة حماس من موقع الطرف المعارض لاتفاقيات اوسلو وحل الدولتين الى موقع القابل بهما
ان مكان لقاء عباس اوباما في بيت تحم او رام الله لم يعد الاهم في المسالة, طالما ان اللقاء سيتم على ( ارض الدولة الفلسطينية ) فهذا هو الجوهر السياسي للقاء والذي يحمل رسالة امريكية موجهة للكيان الصهيوني مفادها التاكيد الامريكي على استمرار مقولة حل الدولتين, وهو ما يعمل الاعلام والتصريح السياسي الصهيوني على اخفائه واجهاضه, بالعمل على خفض وزن القيمة السياسة للزيارة الى وزن انها اعلامية وتعارفية ...الخ, اما حركة حماس فانها تحمل زيارة اوباما لدولة فلسطين خطيئة تجميد واجهاض المصالحة الفلسطينية, وهذا صحيح اذا ما قرأنا الوجه الاخر لهذا الاتهام,
إن الوجه الاخر للاتهامات الحمساوية, هو احساس حركة حماس بان الولايات المتحدة لا تؤيد بالمطلق الاتجاه الانفصالي للحركة عن وحدانية شرعية تمثيل منظمة التحرير والدولة للشعب الفلسطيني, واحساسها ان هذه الزيارة توجه ضربة للفتات السياسي الذي استنبتته ( الزيارات السياسية الاسلامية للقطاع ) لصالحها في ارض الاختلاف الداخلي الفلسطيني, خاصة وهو ضرر اطلقته جولة كيري في المنطقة, التي نرى جانبا ( محدودا ) من نتائجها في عملية اغلاق ( الجيش المصري ) للانفاق, حتى لو تسببت بخلاف مصري داخلي بين نهج مؤسسة الرئاسة المصرية وجماعة الاخوان المسلمين ونهج المؤسسة العسكرية,
ان دولة مؤسسات كالولايات المتحدة الامريكية, تبقى عزباء عازفة عن الزواج فلا شعر عسل لها مع اطراف اخرى, بل هتاك جوانب متنوعة لعلاقات متعددة مع الطرف الاخر, اما ان تناغم وتوافق المصالح الامريكية فتنال رضاها او تنافرها فتنال غضبها, ويبدو ان حركة حماس غفلت عن هذه الحقيقة وتناست ان العين الامريكية غير غافلة عن مصالحها وانها تقرأ ما يمثله قطاع غزة ويحمله من مخاطر على المصالح الامريكية, جراء براغماتية السلوك السياسي لحركة حماس في المنطقة, حيث اليقين للامريكي ان حركة حماس حولت قطاع غزة الى قاعدة لوجسية للتدريب العسكري لمليشيات اسلامية ستنتشر في المنطقة على التوازي مع انتشار حركة الاخوان المسلمين بها, حيث بات قطاع غزة من الناحية العملية مشروع قاعدة عسكرية لجماعة الاخوان المسلمين, يتم به تدريب واعداد المليشيات العسكرية, ومن ثم توزيعها على المواقع, وهو ما لم تنطوي عليه التفاهمات الامريكية مع الجماعة, بل وترفضه وان وظفت المتحقق منه في سوريا, الا انها ترفض ان يوظف في مصر, فضرب النظام السوري يحقق هدف ضرب محور مقاومة النفوذ الامريكي في المنطقة, اما في مصر فيستثير الفوضى في موقع هيمن عليه النفوذ الامريكي, وضرب به النفوذ الصهيوني
ان البراغماتية السياسية ( هنا ) محكومة الى الشروط الخاصة للطرف الفلسطيني, يجب ان يقيد حركتها الاقرار بوجود تخاصمية فلسطينية مع الانحياز الامريكي للكيان الصهيوني, وان يطلق حركتها في نفس الوقت الاقرار بوجود تصالحية فلسطينية مع حالة تنامي الخلافات الامريكية الصهيونية, يعمق اهمية التصالحية هنا المعنى السياسي لزيارة اوباما ( للدولة الفلسطينية )



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجلس التشريعي في دولة غزة ( الشقيقة ):
- المقولات الاستخبراتية والاقلام الفلسطينية
- لان ديموقراطيتنا بلا مردود
- المؤامرة على علم فلسطين مؤامرة على المشروع الوطني
- حيث يوجد النقيض, تولد حاجة الشيء:
- ما يجب قرائته في الانتخابات الاسرائيلية:
- 2013/ عام مفصلي في الصراع الفلسطيني الصهيوني
- معركة قرية باب الشمس النضالية, ابداع شعبي, وتخلف قيادي:
- الاحتفالات الفلسطينية بداية الهجوم الفلسطيني المضاد:
- ما هو مكون المشهد السياسي الفلسطيني عام 2013م؟ وما هو الموقف ...
- القيمة الحضارية التاريخية للرصاصة الاولى:
- هم الراتب
- استقلال وسيادة الدولة الفلسطينية, يقتضي رفض عودة المراقبة ال ...
- حول موضوع الكونفيدرالية
- ازمة مصر واصبع الزمار:
- برنامج التقاسم الوظيفي السياسي هو المصالحة السياسية الفلسطين ...
- مصر بداية ربيع حقيقي
- خاطرة وتساؤل: حول حجم التغير في العلاقات الفلسطينية الداخلية ...
- ابعاد ردة الفعل العالمية على قرار بناء وحدات استيطان صهيوني ...
- ردا على المشككين بانجازنا الوطني


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - الاهم سياسيا في زيارة اوباما