أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الناصر لعماري - الفاتيكان لا يختار إلا ذوي السوابق














المزيد.....

الفاتيكان لا يختار إلا ذوي السوابق


الناصر لعماري

الحوار المتمدن-العدد: 4033 - 2013 / 3 / 16 - 02:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



بابا جديد للكنيسة، من الأرجنتين هذه المرة، البابا خورخي ماريو بيرغوليو، الذي اختار لنفسه لقب فرانسيس الأول. لكن يبقى السؤال قائماً عن دوره خلال فترة الدكتاتورية الأرجنتينية.
كان خورخي بيرغوليو رئيس الكنيسة اليسوعية والنظام اليسوعي خلال فترة ثمانينيات القرن الماضي عندما دعمت الكنيسة اليسوعية الحكومة والنظام الدكتاتوري القائم وطالبت الشعب التمسك به تحت مسمّى الوطنية.
المقال منشور في صحيفة الغرديان يوم الأربعاء 13 مارس 2013
بقلم: يوكي غوني وجوناثان واتس... ترجمة إبراهيم جركس
بالرغم من الاحتفالات السعيدة التي أقامتها الكاتدرائية المحلية في مدينة بيونس آيرس البارحة، إلا أنّ أخبار بابا أمريكا اللاتينية الأول كانت مغطّاةً بسحابة من المخاوف الخجولة حول دور الكنيسة _ودوره هو بالذات_ خلال الحقبة الدكتاتورية القاسية والوحشية التي مرّت بها الأرجنتين.
فقد جرى توجيه اتهامات للكنيسة الكاثوليكية وللبابا فرانسيس بالتواطؤ والتكتّم _بل أسوأ_ خلال ما يسمّى "بالحرب القذرة" على جرائم القتل وعمليات الخطف التي ارتكبها النظام الدكتاتورية القاسي في الأرجنتين خلال الفترة ما بين 1976 حتى 1983.
الأدلة تمهيدي ومثيرة للجدل. فقد تمّ إحراق الكثير من الوثائق والعديد من الذين كانوا من الضحايا أو الجُناة قد ماتوا في السنوات التي تلت الأحداث. الحجّة الأخلاقية واضحة تمام الوضوح، لكنّ واقع الحياة في تلك الفترة قد وضع الكثير من الناس في موقف رمادي. كان من الخطورة بمكان التحدّث عمّا يجري ومن الخطر اعتبار الشخص هدّاماً أو مخرّباً. لكنّ أشخاصاً كثيرين، ومنهم رهاباً وقساوسة، تمّ اعتبارهم هكذا واختفوا في ظروف غامضة. أمّا هؤلاء الذين ظلّوا على صمتهم كان عليهم أن يتعايشوا مع ضمائرهم_ وفي أغلب الأحوال في ظلّ خطر الخضوع للمحاكمة.
إن سلوك الكنيسة خلال الحقبة المظلمة من تاريخ الأرجنتين كان لا ينمّ عن قداسة أو رحمة حيث أنه في عام 2000 قدّمت الكنيسة الكاثوليكية نفسها اعتذاراً عاماً على فشلها وعجزها عن اتخاذ موقفاً ضدّ الجنرالات. حيث ورد التصريح الآتي في مؤتمر الأساقفة الكنسيين في الأرجنتين: ((نريد أن نعترف أمام الرب بكافة ذنوبنا وكل ما ارتكبناه من أخطاء)).
في شهر فبراير، صرّحت محكمة خلال إقرارها بالحكم على ثلاثة رجال من الضبّاط السابقين بالسجن مدى الحياة بتهمة قتلهم راهبين أنّ الكنيسة ورجالاتها قد "أغمضوا أعينهم" عن عملية قتل الراهبين التقدّميين.
وبصفته رئيساً للنظام اليسوعي خلال الفترة ما بين 1973-1979، كان خورخي بيرغوليو _الاسم الحقيقي للبابا فرانسيس حتى البارحة_ عضواً في هذا الهرم الكنسي خلال الفترة التي دعمت فيها الكنيسة الكاثوليكية الحكومة العسكرية، ودعت أتباعها بأن يكونوا وطنيين وان يدعموا النظام القائم آنذاك.
رفض بيرغوليو مرتين الشهادة في المحكمة بشأن دوره كرئيس للنظام اليسوعي في الأرجنتين. وعندما مثل أخيراً أمام القاضي في عام 2010، وصفه المحامون بالمراوغة وقالوا عنه أنّه "متملّص".
التهمة الرئيسية الموجّهة لبيرغوليو تتمثّل في خطف اثنين من القساوسة اليسوعيين، أورلاند يوريو وفرانسيسكو ياليس، اللذان تمّ أخذهما على يد ضباط من القوى البحرية في مايو عام 1976 واحتجازهما تحت ظروف غير إنسانية بسبب الأعمال التبشيرية التي كانا يقومان بها في أحياء البلاد الفقيرة، والتي كانت تعتبر نشاطاً سياسياً خطيراً في ذلك الوقت.
متّهمه الرئيسي هو الصحفي هوراشيو فيربتسكي، مؤلّف كتاب كامل حول الكنيسة بعنوان "الصمت El Silencio"، حيث يقول فيه أنّ بيرغوليو قد تملّص من واجبه ورفض حماية الكاهنين بسحبه وصايته عنهما، ممّا أعطى الجيش ضوءاً أخضر لاختطافهما.
الاتهامات قائمة على أساس حديث صحفي مع يالس الذي أطلق سراحه بعد محنته ثم التجأ لاحقاً إلى دير ألماني.
زعم بيرغوليو أنّ الاتهامات محض "افتراء"، وأكّد أنّه كان يتحرّك خلف الستار للحفاظ على حياة الكاهنين والكثيرون غيرهم حيث أنّه خبّأهم عن أعين فرق الموت. في إحدى الحالات، يزعم أنّه أعطى وثائقه الشخصية لأحد المعارضين الذي يشبهونه حتى يتمكّن من الهروب خارج البلاد.
هذا الكلام قد يجعله بطلاً في نظر البعض. لكنّ البعض الآخر يشكّون في ذلك. حيث قال إدواردو دي لا سيرنا، منسّق مجموعة من الكهنة اليساريين الذين يركّزون على معاناة الفقراء، لإذاعة ديل بلات أنّ: ((بيرغوليو هو رجل سلطة وقوة وهو يعرف تماماً كيف يضع نفسه بين الناس الأقوياء. ما والت لدي الكثير من الشكوك حول دوره فيما يتعلّق بمسألة اليسوعيين الذين اختفوا تحت الحكم الدكتاتوري الفظيع)).
العديد من الأعضاء في الكنيسة ماضون في تجاوزهم لتلك الفترة المظلمة من تاريخ كل من الأرجنتين والكنيسة. ويقولون أنّ البابا الجديد قد ساعد على الشفاء من آلام وجروح الحرب القذرة وإعادة المصداقية والثقة للكنيسة الكاثوليكية.
يقول رامون لوزاراغا، عالم لاهوت مقيم في جامعة دايتون: ((كرئيس للأساقفة، واجه [خورخي] امتحاناً كبيراً، حتى أنّه اتهم بالتواطؤ في الحرب القذرة، حيث أنّه أنكر ذلك بوضوح وتمّت تبرئته بالنهاية. فإذا كان بإمكانه إعادة الثقة للكنيسة هناك [في الأرجنتين]، فبإمكانه إذاً التعامل مع الفضائح التي حلّت بالكنيسة حول العالم لأنّه يعرف كيف يتواصل مع الناس)).
لكن من غير المرجّح أن يتمّ إقفال القضية بأي شكل من الأشكال قريباً، وبشكل خاص في الوقت الذي مازالت فيه المحاكمات الكبرى قائمة. هذا الأسبوع أصدرت محكمة بيونيس آيرس على "الدكتاتور الأخير" رينالدو بيغنون حكماً بالسجن مدى الحياة بجرائم مرتبطة باختفاء 23 شخصاً، ومن ضمنهم امرأتين حاملتين، عندما كان في الحكم خلال فترة تسعينيات القرن الماضي.



#الناصر_لعماري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفتقر المنطقية!
- شجرة عيد الميلاد
- المجتمع عندما يحكمه سلفيان وعاهره
- الإيمان ... هو أن تذبح ابنك بسكين
- الذاكره تصنع العقيدة
- مهرجان ازدراء الأديان
- من يدخل الجنة ؟
- في حرية التعبير عن الميول الجنسية: هل نحن بحاجة لثورة فكرية ...
- ما بعد الإلحاد
- الله .. ذلك المجهول
- الإيمان و التدين عند الملحد
- الله ليس أخلاقيا
- وردة على قبر الله
- لمصلحه من نكره بعضنا البعض ؟؟!!!
- حدود الممارسة الجنسية عند اللاديني
- السعوديين تاجروا بالجواري حتى عهد قريب
- نقد الأخلاق البوذية
- لماذا يؤمن الناس بالآلهة و الأديان ؟
- خرافة نوح
- الأخلاق الاسلامية


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الناصر لعماري - الفاتيكان لا يختار إلا ذوي السوابق