أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - فشل دول الخليج في سوريا وبهلوانيات قطر















المزيد.....

فشل دول الخليج في سوريا وبهلوانيات قطر


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 4033 - 2013 / 3 / 16 - 01:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما اشتعلت الثورات الشعبية على الأنظمة العربيه، وخاصة التطورات في مصر واليمن، خافت منها دول الخليج ولم تشأ أن تتدخل، بل حاولت أن تهدىء الأوضاع، فاستضافت السعودية االرئيس التونسي المخلوع بن علي، وكانت على وشك أن تستضيف حسني مبارك لولا أنه خضع للمحاكمة. وبقيت هذه الدول الخليجية هادئة، وساعدها على ذلك اقتصادها المريح المعتمد على عوائد النفط الهائلة، ومن الواضح أن الفقر والبطالة كانا أهم اسباب هذه الثورات. وكانت بعض الأنظمة الخليجية تتوجس خيفة من إحتمال تسرب عدم الإستقرار إلى بلدانها وظلت تراقب الوضع عن كثب، ولما رأت أن عدم الإستقرار تسرب للأردن مدت له يد المساعدة لأنه متاخم لها.

غير أن موقف دول الخليج من سوريا إختلف تماما عندما بدأت المظاهرات هناك واصطفت كل هذه الدول خلف المحتجين السوريين وحثت أمم الغرب على التدخل العسكري في سوريا وشجعت الثوار ودعمتهم بالمال وبما سُمح لها بارساله من السلاح، وبدأت بابتزاز الأردن لينضم إليها ضد سوريا. دول الخليج كانت تمنى النفس بسقوط نظام البعث في سوريا لأسباب ثلاثة مترابطة. الأول هو ان النظام السوري، بالتعاون مع إيران وحزب الله في لبنان، كان يبتز دول الخليج، "معّيرا" إياها بالتعاون مع الغرب ونسيان القضية الفلسطينية، ولم تكن الدول الخليجية تجرؤ على الدفاع عن نفسها لأن شعبية أي دولة تتحدى، أو حتى تزعم أنها تتحدى، إسرائيل والغرب، كانت طاغية. والسبب الثاني هو تهديد إيران، حليفة دمشق، للدول الخليجية وتحريضها لشيعة البحرين على الثورة وتغيير النظام لتصبح هذه المملكة دولة شيعية في وسط دول الخليج السنية وعلى حدود السعودية، زعيمة السنة في العالم، فالمسافة بين البحرين والساحل السعودى لا تتجاوز ثمانية وعشرين كيلومترا، وهي طول جسر الملك فهد الممتد بين البحرين والساحل السعودي، يضاف إلى ذلك تحدى إيران للولايات المتحدة وأساطيلها في الخليج، التي تحمي هذه المنطقة من التهديد الإيراني. وبسبب مهارة إيران السياسية ودعوتها لإزالة إسرائيل من الخارطة، وجد الخليجيون أنهم لا يستطيعون أن يقاوموا الدعاية الإيرانية ويقولوا للشعوب العربية المتعطشة لهزيمة إسرائيل بأن إيران تكذب وأنها ليست ساذجة بحيث تعلن الحرب على إسرائيل من على بعد 1600 كيلومتر، حتى لو وصلت صواريخها إلى فلسطين المحتلة. والسبب الثالث هو الوضع المقلق في لبنان جراء تأييد النظامين السوري والإيراني لحزب الله وتعطيل الدولة اللبنانية، فوجود الشيعة في جنوب لبنان واستغلالهم من قبل إيران لخلق وضع غير مستقر، يساعد إيران على إستقطاب تأييد قوى ثورية ويسارية، عربية والإسلامية. غير أن حصاد دول الخليج، بقيادة قطر والسعودية في سوريا كان مرّا، فلم يسقط النظام وطالت الحرب وقتل أكثر من سبعين ألف سوري وشرد مليون.

أما قطر فهي تحتمي بالولايات المتحدة في كل تحركاتها، وهذه الحمايه مباشره لأن الولايات المتحدة موجودة في قطر على شكل قاعدة عسكريه ضخمة، ولا يمكن لقطر الصغيرة والتي لا يأبه شعبها لما يفعله حكامها، أن تستغني عن الحماية الأمريكية على الإطلاق، وخاصة لأن قطر تقوم بألعاب بهلوانية، تتدخل في كل النزاعات وتقدم أموالها التي لا تنضب لأي شخص أو حزب أو دولة تقبل وساطتها أوتدخلها لإصلاح ذات البين، وقد رأينا ذلك عندما لعبت دور الوساطة بين القوى اللبنانية المتنازعة، وبين حماس وفتح، وبين الحكومة السودانية وثوار دارفور، وعندما رشحت نفسها لتستضيف الألعاب الولمبية. ولا يمكن بالطبع أن تعمل قطر ضد رغائب أمريكا التي تحميها وتعطيها حرية الحركة لكي تتحدى معظم الدول العربية، وخاصة السعودية، أو أن تتخذ أي موقف يهدد أمن إسرائيل من قريب أو بعيد.

لقد خدمت قناة الجزيره سياسة قطر قبل الثورات العربيه، وخدمت سياسة دول الخليج عامة تجاه سوريا بعد هذه الثورات، فالتخلص من نظام البعث في سوريا ينهى إبتزاز الأخيرة لدول الخليج. قبل الثورات العربية كانت الجزيرة تبتز عددا من الأنظمة العربيه وخاصة الأنظمة التي منحت شعوبها بعض الحريات، وذلك بتشجيع المتطرفين، الإسلاميين وغير الإسلاميين، مثل تونس ومصر والأردن والعراق، ولكنها لم تكن تتدخل في الشان السوري أو الليبي، وأستحدثت برنامجا موجهة لشمال إفريقيا لتشجيع منظمة القاعدة في "بلاد المغرب العربي" بعد أن كانت شجعت "القاعدة في بلاد الرافدين،" و "القاعدة في الجزيرة العربية،" وكا نت دائما تمنح قادتها الإرهابيين وقتا على الهواء وتتغاضى عن المذابح التي كان الزقاوي ينفذها هناك ضد "الرافضة" والتي نتج عنها بروز حركات شيعية مضادة، لها مليشيات خاصة تقتل السنة على الهوية، واستضافت الجزيرة في قطر بعض القادة العراقيين السنة ليكونوا على أهبة الإستعداد للتعليق على ما يحصل في العراق بمنظار سني بحت. ولعبت الجزيرة دورا بارزا في تشجيع الحركات الإسلامية الأكثر تطرفا في الصومال، فقد أيدت على سبيل المثال حركة المحاكم الإسلامية التي نجحت تقريبا في السيطرة على البلاد، وبدأ الإستقرار يتحقق، ثم نقلت تأييدها لحركه الشباب والتي هي فرع متخلف من القاعدة، وساعدت على نشر مبادئهم الهدامة، واستأزأت برئيس إتحاد المحاكم شريف شيخ أحمد. لم تترك الجزيرة أي منظمة إرهابية إلا وقابلت قادتها ومنحتهم وقتا على الهواء، واعطت الإنطباع أن قضيتهم مقدسة. وكانت تعطيهم ما يريدون بإذاعة التقارير عن إنتصاراتهم والمقابلات التي تمكنهم من شرح مبادئهم والتأثير على الشباب المتحمس.

والآن، بعد الثورات العربية، لا تجد أي خبرللجزيرة عن القاعدة في الصومال، أوفي شمال إفريقيا أو في العراق، أو في الجزيرة العربية، ولا عن طالبان في أفغانستان وباكستان، ونقلت مراسلها الإخواني المتزمت أحمد زيدان من باكستان إلى سوريا، وأوقفت تعظيمها وتبجيلها لحسن نصرالله وحزب الله، وبدأت تظهر على الجزيرة نت مقالات تهاجم الحزب بعنف، وآخرها مقال للشيخ المتعصب غازي التوبة عنوانه: "ذابت المساحيق وظهر الوجه القبيح لحزب الله." فسبحان مغير الأحوال.

لقد كان باستطاعة قطر وجزيرتها أن تستعمل أموالها ومهارتها الإعلامية في نشر التنوير في العالم العربي من البحرين إلى موريتانيا وذلك بالتركيز على الحركات التقدمية المعتدلة ونشر الأفكار التي تحارب الطائفية والتطرف، وأن تغرس وتنمي المبادىء التي يمكن أن تؤسس عليها أنظمة مستقرة تسير على الطريق الديمقراطي وحرية التفكير البناءة بدل أن تقلقل الاوضاع في الدول العربية بدون أن تساعد على خلق قاعدة شعبية تحقق التقدم وتضع الشعوب العربية في مصاف الشعوب العقلانية التي تنتج حكومات مستقرة وأمينة على شعوبها.



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعذرة يا -دكتور-
- الهجاء في الشعر .. والردح في السياسة
- كما تكونوا يولّ عليكم
- عباءه لبشار
- القوائم الإنتخابية العديدة في الأردن عكست حب الظهور، لا حب ا ...
- هل خدم حزب الله لبنان أو القضية الفلسطينية؟
- فاروق القدومي يصر على إرجاع الضفة الغربية للأردن!!
- هل لعب المفكرون العرب أي دور في ثورات الشعوب العربية؟
- هل هذه صحوة الضمير اليهودي؟
- الحكم الديني يُفضي حتما إلى الدكتاتورية
- اليهود إذا إنتقدوا إسرائيل
- عندما يتكالب على الأردن القريب قبل الغريب
- أبو حفص الموريتاني وسياسة الجزيرة التحريرية الجديدة
- ميشال عون وسوريا، وتضحيات لبنان
- المسيح كان ثائراً على الديانة اليهودية
- ملالا يوسف زاي .. -جان دارك- باكستان
- الغرب يعوّل على الإخوان المسلمين في محاربة الجهاديين
- مؤامرات وحقائق
- الفلم المعادي للإسلام والهجوم على السفارات
- ثورات الشعوب العربية وعلمانية أردوغان


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - فشل دول الخليج في سوريا وبهلوانيات قطر