أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - أفاعي إسلامية تبكي الدولة!














المزيد.....

أفاعي إسلامية تبكي الدولة!


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4032 - 2013 / 3 / 15 - 22:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنا شخصياً لا أزال لم أنسى حوادث العنف والقتل والتفجير الدموية التي قادها ونفذها في أنحاء متفرقة من جسد الدولة المصرية إسلاميون متطرفون طوال عقد التسعينات حتى تفجيرات المتحف والأزهر وكنيسة القديسين قبل أيام معدودات من ثورة 25 يناير 2011 التي أوصلت هؤلاء المتواطئون على الدولة أنفسهم إلى الحكم. بخلاف هذه الجرائم البشعة بحق الدولة الوطنية المصرية كما تابعت تفاصيلها بنفسي عبر شاشات التلفزيون أو من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة والمرئية الأخرى، محلية وعالمية، كنت أقرأ أيضاً في أدبياتهم المنتشرة أن الدولة بدعة استعمارية يستهدف الغرب الصليبي من ورائها تقسيم وإضعاف العالم الإسلامي. وكان من اللافت أن هذه الكراهية الإسلامية الفطرية ضد الدولة الوطنية العلمانية تحولت إلى حرب معلنة منذ تأسيس الإسلام السياسي على يد جماعة الإخوان المسلمين في 1928، أي بعد أربع سنوات فقط من إلغاء الخلافة الإسلامية في تركيا في 1924، بهدف أساسي هو الوصول إلى الحكم ثم استخدام الدولة كوسيلة لغاية أكبر- لملمة رفات الخلافة الميتة أو القسم الأكبر منها في كيان أو تنظيم سياسي موحد وجامع جديد مماثل لفكرة "الأمة الإسلامية" المثالية، أو "الخلافة الإسلامية" كتجسيد عملي تاريخي على الأرض. في جميع الأحوال، لم يكن مفهوم الدولة في نظرية الإسلام السياسي أكثر من وسيلة مؤقتة ومرحلية لبلوغ حلم وحدة إسلامية أكبر مبنية على وحدة العقيدة والدين، عكس الدولة الوطنية المبنية على وحدة الأرض والمواطنة المتساوية للجميع بصرف النظر عن اختلاف الدين أو العقيدة أو اللغة أو العرق أو الجنس...الخ.

للمفارقة، هذا العداء الإسلامي المتطرف ضد الدولة العلمانية تحول بعد وصولهم الحكم إلى حب وهيام متطرف أيضاً. بعد السيطرة على البرلمان وكتابة دستورهم ووضع وكيلهم في الاتحادية، انقلب الإسلاميون في الظاهر مائة وثمانون درجة ضد مواقفهم التي كانت لا تزال تقطر سماً ودماً بحق الدولة أولاً وضد خصومهم العلمانيين- البناة والحماة الأصليين للدولة الوطنية- ليصبح الإسلاميون هم حماة الدولة والمدافعون عنها من العلمانيين الذين أصبحوا متهمين بمحاولة تعطيل وتخريب وهدم الدولة، للدرجة التي دفعت بعض الأجنحة المتطرفة في الإسلام السياسي إلى دعوة المواطنين لحمل السلاح بأنفسهم والنزول إلى الشارع دفاعاً عن الدولة. هذا التغير والانقلاب الكامل- في الظاهر على الأقل- في قناعات ومواقف الإسلاميين حيال الدولة الوطنية العلمانية يجعلنا نتساءل عن الذي جد في نظرية أو بناء أو ممارسة الدولة وجعلهم ينقلبون على أنفسهم بهذا الشكل. لا شك أن الدولة الوطنية المصرية تظل في أسسها الرئيسة كما كانت منذ أقامها محمد علي باشا مطلع القرن التاسع عشر ولا تزال هي بالضبط ذات التي قاتلوها وثاروا ضدها وأسقطوها في 25 يناير، الجديد الوحيد هو تولي الإسلاميين حكمها بأنفسهم للمرة الأولى. هل يمكن أن يتحول سم من تلقاء نفسه إلى عسل بمجرد تبادل الأيدي؟ هل الدولة تحت حكم العلمانيين شيء، ثم هي نفسها تحت حكم الإسلاميين شيء آخر مختلف كلياً بما يجعلهم يفجرون أنفسهم فيها انتقاماً في الحالة الأولى ثم في الأخيرة يفدونها بأرواحهم؟!

لا شك أن لا شيء جوهري تغير في الدولة. كل ما في الأمر أن هذا المخلوق الغربي الاستعماري الشرير، كما كانوا يصورونه في السابق، دان بالطاعة أخيراً للإسلاميين ودخل في سخرتهم. وهم، كما يفعلون مع أشياء كثيرة أخرى، سوف يستغلونه حتى آخر قطرة لمصالحهم وأهدافهم العليا، التي بالتأكيد ليست الدولة الوطنية العلمانية من بينها. ثم بعد أن يبلغوا مشروعهم الإسلامي الكبير سوف يرمون الدولة تحت أقدامهم رمية الكلاب، ذلك إذا ما بقي من جيفتها ما يستحق الرمي ساعتها. هذه النخوة والغيرة المفاجئة من الإسلاميين السياسيين في نصرة مؤسسات الدولة والدفاع عنها حتى من آبائها وأبنائها العلمانيين أنفسهم تستدعي إلى مخيلتي فوراً غيرة الحيوانات المفترسة ودفاعها الشرس عن فرائسها، أو دموع الأفاعي والتماسيح وهي تبتلع فريستها قد يظنها الرائي الساذج بكاء رحمة.

لا تصدقوا دموع الإسلاميين بينما هم في الواقع يستفردون بالدولة ويفككون ويبتلعون أعضائها الواحد تلو الآخر في حقد ونهم مقزز.



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة بين الطائفية والعلمانية
- بين العري والنقاب
- لصوص لكن إسلاميين
- اتركوا الرئاسة قبل أن تضيعوا كل شيء
- عودة الجيش المصري إلى الحكم
- تحرش جنسي بميدان التحرير!
- استمرار استعباد المرأة بسلطة التطليق والتوريث
- أنا ضد الشريعة
- سوريا، لا تخافي من الإسلاميين
- صلح السنة والشيعة
- أخطاء قاتلة في التجربة الإسلامية في الحكم
- موضوع في خدمة مشروع سياسي
- يعني إيه ثورة
- حرية الارتباط والزواج قبل الديمقراطية
- جبهة الإنقاذ وضرورة العمل المتعدد المسارات
- حول المشكلة الإسلامية (4- الصنمية)
- المرشد العيرة والتقليد الفاشل
- التحول الثوري الثالث
- الثورة تقتل أبيها، لكن لا تفنيه
- ثورة خرجت من بيتها


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - أفاعي إسلامية تبكي الدولة!