أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عباس ساجت الغزي - مقبرة الأخلاق في المدن المحطمة














المزيد.....

مقبرة الأخلاق في المدن المحطمة


عباس ساجت الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 4032 - 2013 / 3 / 15 - 17:29
المحور: حقوق الانسان
    


مقبرة الأخلاق في المدن المحطمة
النفوس القفرة وسط الشخوص عنوان الخراب والدمار ووقود النار التي أليهم مصيرها ، وما هي ببعيدة يكاد بريقها يخطف الأبصار ويوقف معاول القلوب التي تهشم المدن فتحولها إلى رماد يزين الوجوه المبيضة لنزواتها الدنيئة والمعطرة بالخيانة من اجل الشهوات .
حينما تقبر الأخلاق تبقى النتانة طافية في ليل الخيانة وتجد الوحوش المسخة حاضناتها بين مثيلاتها لتمارس معها الرذيلة على ضوء بريق عيون المترقبين لدورهم في تمريغ انفوهم بالطمث الفاسد ، وحين لا تجد ضالتها تلاط بعضها بعد افتراس تمزق فيه المخالب القوية الأجساد البالية من عفونة الوحدة والعزلة إلا من مجالسة أصحاب السوء .
سيد الوحوش والمسخ الوسخ هو كبيرهم بالرذيلة فقد ساهم في تأسيس المدن المحطمة ونصب نفسه رئيساً لتحريرهم من عقدة الأحوط وجوباً وأباح لهم ممارسة الطقوس أللا أخلاقية تناغماً مع رغباتهم جميعا لكسب ولائهم والاستفادة من خدماتهم في اتساع خراب المدن ، كيف لا وهو صاحب الصورة المؤطرة بالخيانة في الكثير من المواقف .
لجأ التافهون إلى أكذوبة التحرر من القيود والعقد في سبات ليلهم المظلم لان السكينةَ فارقتهم فراق بكارتهم فراحوا ينشدون خيوط العنكبوت ألوهنه بعد أن مزقوا خيوط الحرير التي نسجتها عذريتهم ، فجمعتهم الغرائز كالبهائم وقربتهم الفرائس كالوحوش دليلهم الغدر والخيانة وأملهم الفوز بالرذيلة فكان ملتقاهم هناك لينشدوا الحياة بلذة الخمر للشاربين .
من البديهيات المسّلم بها أن شبيه الشيّ منجذب أليه وان الطيور على أشكالها تقع بل الأكثر من ذلك حينما تسال عنهم يقال لك أجلَ الله القارئ أنهم مثل أبناء الكلب الأبيض نجس والأسود نجس ولا فرق بينهم ، لذا تجدهم في مكان واحد لا يبارحون حواضنهم حتى يحطموا بقايا المدن التي لم تطأها مآربهم بعد .
لابد للشمس أن تجلي ظلمة ذلك الليل الموحش لتحرق بنورها تلك الأجساد العفنة والوجوه المسخة وتهب الحياة لتلك المدن من جديد وتمد أحبابها بالطاقة من اجل بناء النفوس التي هزمتها رغباتها وشهواتها وسخرت أجسادها وأموالها لتسلق أوهام الكلام المعسول والوعود الكاذبة في زمن الضحك على الذقون .
وبنفاذ البصر والبصيرة تتحقق الحركة الإصلاحية بكشف أللأعيب التي يسلكها الممسخون لتخريب المدن الجميلة وتشويه صورها للناظرين ويتم تشخيصهم وفضحهم على رؤوس الأشهاد ليحرم أن تطأ أقدامهم البقع المقدسة أو تلامس أيديهم الأديم الطاهر مجدداً أو تحاول ألسنتهم بالكلام المعسول والوعود الوردية فتح الحصون المحصنة .
والقلب من طبعه ومعنى وجوده أن يحزن للمضطهدين والمظلومين وللكرامات المهدورة والأعراض المباحة وان يغضب ويثور وينتفض على الواقع الفاسد للبعض ، ومهما طالت المعاناة فان الانتصار حليف المعاني الإنسانية السامية ولنا لسان طليق وبيان ناصع ولا نخشى في قول الحق لومت لائم .
عباس ساجت ألغزي



#عباس_ساجت_الغزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون والحرب النفسية بين الأمس واليوم
- العمل الروحاني بين أصول الحكمة وتطفل الجهالة
- عراقيون معاً .. تجمعنا الروابط المشتركة والمصير الواحد
- عروس الحرية والأسرة الصحفية وجه العراق المشرق
- عجيج الرياح الصفراء وضجيج الأقزام
- المواطن العراقي بين شحة مفردات البطاقة التموينية وسطوت الوكل ...
- قناة الفيحاء والمفوضية العليا والديمقراطية في العراق الجديد
- الصحافة والرياضة في المقدمة ..فاشهد ياعراق
- عماد عبد الامير الرحيل المؤلم والذكرى العطرة
- صفات الأنموذج الصالح بين الوهّم والحقيقة
- الدرس الأول من حكايات جدتي
- طالب الحسن الأديب المخضرم والسياسي الحكيم
- الاعلام العراقي ونقابة الصحفيين صوت ومسؤولية
- الف صمود في ليالي وفصول العراق الجديد
- مؤيد اللامي متن الملقى في انجازات النقابة
- الشباب العربي بين الغزو الثقافي والمسؤولية الأخلاقية
- القوارير بين الرفق والقلوب المريضة
- نشيد الخلود
- العرب والصحوة
- تظاهرة التيار الديمقراطي في ذي قار نموذج حضاري


المزيد.....




- الضرب والتعذيب سياسة يومية.. هيئة الأسرى: استمرار الإجراءات ...
- وزارة الدفاع الوطني بالجزائر: إرهابي يسلم نفسه للجيش واعتقال ...
- أميركا تؤكد عدم تغير موقفها بشأن عضوية فلسطين بالأمم المتحدة ...
- برنامج الأغذية العالمي: لم نتمكن من نقل سوى 9 قوافل مساعدات ...
- قيس سعيد: من أولوياتنا مكافحة شبكات الإجرام وتوجيه المهاجرين ...
- -قتلوا النازحين وحاصروا المدارس- - شهود عيان يروون لبي بي سي ...
- نادي الأسير الفلسطيني: ارتفاع حصيلة الاعتقالات بعد 7 أكتوبر ...
- برنامج الأغذية العالمي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة: السرعة ...
- هل يصوت مجلس الأمن لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المت ...
- ترجيحات بتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عباس ساجت الغزي - مقبرة الأخلاق في المدن المحطمة