أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نبيل - حب جامعة














المزيد.....

حب جامعة


محمد نبيل

الحوار المتمدن-العدد: 4032 - 2013 / 3 / 15 - 07:34
المحور: الادب والفن
    



قام بتجهيز كل ما يحتاج اليه فى أول أيام الدراسة وذهب الى الجامعة التى يدخلها لأول مرة لأنها سنته الأولى فيها

كان مرتابا قلقا لايعرف لماذا هذا الشعور هل هو بسبب هيبة و جلال مبنى الجامعة؟ أم لأنه يومه الأول وهذا طبيعى؟ لايعرف لكن الأكيد انه قد دخل مجتمعا جديدا عليه أن يتأقلم معه و أن يحدد هويته فيه والا ضاع وسط هذه المتناقضات التى تملئ المجتمع الجامعى

******

ذهب لينقل جدول المحاضرات ليبدأ - كعادته الصارمة - أول أيام العام الدراسى لكنه بمجرد خروجه من هذه الكتلة البشرية التى تنقل الجدول اصطدم باحدى الفتيات فما كان منه الا يعتذر

- أنا أسف

- ولايهمك أنا اللى أسفة أصلى مش عارفة أنقل الجدول

- اتفضلى انقلى أنا خلاص كتبته

- أحسن أكون معطالاك

- لاعطلة ولا حاجة دى أول محاضرة حتبدأ بعد ربع ساعة تكونى نقلتى الجدول كله

أخذت بنقل الجدول كاملا و أثناء ذلك لم يلتفت الا لهذا الوجه الملائكى الذى بدأ يتفحصه حتى أصبح كزهرة عباد الشمس التى لاتنظر الا للشمس فكيف ينظر الى أى شخص أخر ويترك هذا الجمال الذى فاق جمال ربات و ألهة الجمال ففينوس أو حتى أفروديت اذا رأيا هذا الجمال لخروا له ساجدين و أصبح هم عباده الذين يقدموا لها القرابين تقربا لهذا الجمال الباهر

لم يقطع تفكيره فى هذا الجمال الا صوتها وهى تشكره لأنه أنقذها من هذه الكتلة البشرية التى تشبه أمواج البحر العاتية ثم مضت فى طريقها و تركته وحيدا يعانى من التفكير فيها وويلات هذا الوجه الملائكى وهذا الشعر الذهبى الذى يطفئ بنوره نور الشمس فى الظهيرة وبعد مضى ربع الساعة التى قضاها فى التفكير وصل الى قاعة المحاضرات وكان من أول الواصلين اليها وما ان دخل القاعة حتى نسى كل ما فكر فيه وكأنه تركه عند باب القاعة قبل أن يدخل

جلس فى الصفوف الأولى وبعد برهة من الوقت جاءت صاحبة الوجه الملائكى وجلست بجانبه فأدار رأسه ناحيتها فتبادلا ابتسامة خفيفة وبدأت المحاضرة الأولى !

******

مضت ثلاث سنوات من الدراسة استطاعا خلالها تكوين صداقة متينة كانت من ناحيتها هى أما هو فلا يدرى الا شيئا واحدا وهو انها المرة الأولى التى يخفق فيها قلبه و ينبض بالحب وظلت هكذا الحال لايصارحها و لايبوح بسره وجاء اليوم المشهود ، بعد انتهاء المحاضرة ، كان وجهها مليئا بالاشراق أكثر مما هو مشرق وأخبرت وهى تظهر معالم الفرح الشديد بأن موعد خطبتها غد وأنه أول من تدعوه ويجب عليه أن يحضر وما ان سمع هذا الخبر حتى أحس بوقع الصاعقة عليه لكنه أبدى الفرح برغم ما يخفيه من ألم وحزن يكاد يشطر هذا القلب الذى خفق لأول مرة الى نصفين وأكد لها أنه سوف يأتى فى الموعد المحدد وسوف يكون أول الواصلين !

******

جاء اليوم الذى لم يكن فى حسبانه وذهب بقدميه ليرى مأساته ويشاهدها بل ويشارك فيها وبعد أن وصل قام بتهنئتها وكأنه يهنئ نفسه بالهزيمة المنكرة التى تعرض لها وليتأكد له أن كل رجل لابد له من هزيمة أمام امرأة فى معركة الحياة

******

انتهى حفل الخطوبة وانتهت معه الأمال والأحلام ومضى فى طريقه لكنه لم يشأ أن يذهب الى البيت وانما فضل السير فى الشوارع يفكر و يمعن فى التفكير حتى يصل الى اليقين ولم يدم هذا التفكير كثيرا فسرعان ماتيقن أنه لم يكن الحب الذى يبحث عنه كل انسان فى هذه الحياة لأن هذا الحب ينتهى دائما بالحفلة الذى حضرها قبل قليل وانما كان حب جامعة أى حب مؤقت يستمر سنوات قليلة -وقد استمر - ثم ينتهى بعد ذلك وقد انتهى



#محمد_نبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال -الإغتراب- في فيلم أرجنتيني
- الخروج من منظومة العفن ( 1 )
- قطار الليل
- المخرج البريطاني -مايك لي- رئيسا للجنة التحكيم ، في مهرجان ب ...
- السمك المغربي و البوليساريو و أشياء أخرى ...
- إنه -الفيلم المغربي- بعيون ألمانية..
- من أفلام مهرجان برلين السينمائي في دورته ال 61 - ...
- سؤال صحافة المهجر
- صباح الخير يا برلين :هل بدأ ت ألمانيا تنزعج من المهاجرين الع ...
- وجوه مغربية متناقضة ...
- هي
- المرأة العربية و الرهان الإنساني
- من أفلام مهرجان برلين السينمائي : -المُرْبِكَة- أو اللعبة ال ...
- -الرجل الذي باع العالم- أوضياع بين السينما و المسرح
- حكايات نسائية، من هنا و هناك
- لماذا الختان ليس تقليدا إسلاميا ؟
- موت بحر البلطيق
- دانسك مدينة بولندية بروح ألمانية
- -العين- المخيفة
- قراءة في أحوال المجتمع المغربي


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نبيل - حب جامعة