فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4031 - 2013 / 3 / 14 - 22:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هناك جدل کبير يدور بين مختلف الاوساط السياسية و الاعلامية وعلى الصعيدين الاقليمي و الدولي بشأن إيران، حيث تعتقد هذه الاوساط بأن الانتخابات الرئاسية القادمة في هذا البلد في حزيران القادم، ستترك من دون شك تأثيرات کبيرة على المشهد السياسي في إيران، ومن أجل ذلك يحاول النظام الايراني إستباق الامور و إعداد أکثر من مخطط و سيناريو في سبيل إحتواء أية إفرازات او تداعيات لمسألة الانتخابات.
هناك أکثر من عامل و سبب يدعو النظام للتوجس و القلق من الاحتمالات السلبية التي ستتمخض عن الانتخابات، والتي تتوزع على المحاور الحساسة التالية:
ـ إزدياد وطأة العقوبات الدولية على مختلف الجوانب السياسة و الاقتصادية و الاجتماعية و الامنية للنظام و ظهور الاثار السلبية لها في بروز ظاهرة السخط و الغضب و التبرم الشعبي بمختلف الصور.
ـ إزدياد ضراوة الصراع المحتدم القائم بين أجنحة النظام و بلوغها مراحل استثنائية غير مسبوقة تم فيها وللمرة الاولى مخالفة توجيهات مرشد النظام و نقل مجريات الامور التي تدور رحاها خلف الکواليس الى العلن مما شکل ضربة موجعة للنظام و أفقدته هيبته و جبروته.
ـ تزايد نشاط المقاومة الايرانية بشکل ملفت للنظر و تحقيقها إنتصارات سياسية کبيرة و إنفتاح الابواب السياسية الدولية أمامها، حيث أن المقاومة الايرانية و بعد أن نجحت في إقناع العالم بإحالة الملف النووي للنظام الى مجلس الامن الدولي، تحاول اليوم تحقيق مسألتين مهمتين أخريين هما: إحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي و کذلك مطالبة المجتمع الدولي بالاعتراف بالمقاومة الايرانية و سحب الاعتراف بالنظام القمعي الاستبدادي الحاکم في طهران.
ـ حصر النظام في زاوية ضيقة جدا و وضعه أمام الامر الواقع فيما يتعلق ببرنامجه النووي المثير للقلق، وان هذا النظام قد صار أمام خيارين لاثالث لهما وهما: الرضوخ للمطالب الدولية او مواجهتها، وفي کلتا الحالتين فإنه ليس بمقدور النظام تجنب التأثيرات و الاحتمالات السلبية المترتبة على موقفه أي کان.
ـ تفاقم الاوضاع في سوريا و إتجاهها نحو مفترق بالغ الخطورة من الممکن حسمه قبل حزيران القادم لصالح الشعب السوري مما سيترك آثارا سلبية على الاوضاع في إيران.
ومن هنا، فإن عملية الانتخابات الرئاسية في إيران و التي هي في الاساس عبارة عن مسرحية مفتعلة في سبيل خداع الرأي العام الايراني و إشغاله و التمويه عليه، لاينتظر أبدا أن تمر بسلام هذه المرة و سيعرف العالم أجمع انها لم تکن و لن تکون سوى مهزلة لاتقدم او تؤخر!
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟