أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الوافي - عوائق الفهم في عوالق الهدم














المزيد.....

عوائق الفهم في عوالق الهدم


خليل الوافي

الحوار المتمدن-العدد: 4031 - 2013 / 3 / 14 - 20:21
المحور: الادب والفن
    


يصعب فهم ما يجري من حولك ، تكابد جاهدا تقصي كنه الأشياء التي تنفلث منك ، دون جدوى ؛ تظل عوالق الفهم مستعصية لركوب السهل الممتنع ؛ لا تستسلم بسهولة الجبناء ، كن قويا بما يكفي عند حدود إستعابك للأشياء ثمة خيط رفيع لا تراه العيون المشبعة بالنوم الطويل ، و الشخير المتصاعد من فتحة المدخنة ، قد يبدو الأمر مستحيلا فك رموزه التي صنعها غيرك ؛ لا ترفع رايتك البيضاء كلما شعرت بالعجز، قاوم نفسك الضعيفة المستكانة لواقع مستهلك حد التخمة دون أن يفكر ، و لو مرة ؛ كيف لي أن أكون فاعلا في مجتمع آيل للزوال بفعل السلوك العديمي و النفعي الذي يغطي حلقة التواصل الإجتماعي بين بني البشر ٠
إسأل نفسك مرة واحدة في عمرك الذي ينقضي كل لحظة ، ماذا صنعت في هذه الدنيا و ماذا تركت ؟ أسئلة كثيرة تحتاج إلى جواب واحد ، هل لك بصمة في الحياة ؛ هل تعتقد كما يعتقد الآخرون أن رحلة الحياة سوى أكل و شرب و نوم و إشباع رغبات ؟ غريبة ؛ هي أطوارنا و تصرفاتنا التي لا تنسجم مع الرسالة الربانية التي أودعها في خلقه منذ النشأة الأولى ، أمة إقرأ، بكل ما تحمله الكلمة من معنى ؛ هل نحن فعلا أمٌة إقرأ ؟أم شيء آخر بعيد عن جوهر المعرفة و طلب العلم ؟٠
إشارات سريعة توحي أن الأمر يستحق أكثر من وقفة ، و أكثر من عمل مادام الوضع يزيد صعوبة و تدهورا ، و ينذر بالأسوء ، الذي بدأت بشائره بالزحف يواكب حالة التصحر التي أتت على الأخضر و اليابس ، ولم يعد الوضع يحتمل في ظل التهاون المحلي و الإقليمي ، ولائحة الخذلان تتسع و تطول ، و التآمر الدولي على الثقافة القطرية بكل مكوناتها التراثية و التقليدية و متنها الشعبي ؛ إنها حرب شرسة ضد رموز الحضارة العربية بكل مقوماتها التي تختزل إرث الشعوب ٠
الأمر يحتاج إلى إرادة قومية ، تخرج من رفات المقارب و تعلن معجزة الحياة التي تخرج من ظلمات الموت ، لا يسعنا المجال للخوض في التفاصيل المتشعبة التي تكرس حالة الجمود الفكري ، و السبات الثقافي الذي يطبع أغلبية الحراك التنويري في أكثر من قُطر ٠
ماذا نحن فاعلون ؟ لاشيء ؛ في ظل هذا التهاون المعلن و الصريح الذي تمارسه سياسة المؤسسات الحاضنة للفعل الثقافي في بلدانها ؛ ثمة خيبة أمل بادية على وجوه من يهتم بهذا الحقل الحساس و الوازن في بنية الفكرالعربي الآيل للسقوط ٠

ويظل الوضع الثقافي يعاني الأمرين ، سياسة التهميش ، و غياب المثقف الحقيقي من دائرة السؤال المنطقي في خلق فضاء توافقي بين أشكال الوعي ، التي تتعارض مع نهج الإدارة ، و خططها الرامية إلى تقزيم حجم التداول الثقافي قدر الإمكان ، و إرساء طابع الإرتجال ، وملأ الفراغات الممكنة بحالة الفرجة الصاخبة في مهرجانات مبرمجة سلفا على النوع الذي تقدمه ٠

مرغمون على خوض غمار تجربة الحياة بنكهة خاصة و راقية ، لكن الأمية لم تدع بيتا و استقرت فيه ، و أصابت الطلاب بوباء الجهل و قصر النظر ؛ هي كارثة بحجم الطوفان القادم في أقسام التعليم ، و المناهج المتبعة و الميزانات المخصصة لقطاع التعليم و التربية ، و القائمة تطول و تتدهور حالة الوعي الجماعي بما نحن فيه ، و على أي مقياس نتطلع إلى المستقبل ٠

العقل العربي يعيش منذ فترة زمن الإغتراب و الإقصاء ، و أضحى مغتربا في وطنه و بين أهله ، ولم يعد قادرا على إستيعاب ما يجري من حوله ؛ سالبا و مستهلكا بدرجة أوسع و أكثر عمقا مما كان عليه في بداية الخمسينيات و منتصف الستينيات ، وبروز الوعي العربي في أشكال الخطاب العقلي و منتجات الفكر الفلسفي التي تتناول جوهر إشتغالات أهل الفكر و الأدب على خصوصية التميز التي كان العقل العربي ينهل منها أسس النهضة ٠

لا ربيع الثورة تفتقت تماره ، و لا ربيع الشعر تناثرت أوراقه على من يستحق نظم أبياته ، و تداعت في أسواق عكاظ صرخة شاعر ، و تبخر حلم القدس في العودة ، و دخلت فلسطين في جلباب ثورة الرماد في تجليات غضب الشارع العربي ، ماذا تبقى إذن ، من كل هذا الذي نحن فيه ؟ ٠





خليل الوافي ـ كاتب و شاعر من المغرب
كتب في طنجة بتاريخ : 12/03/2013

[email protected].



#خليل_الوافي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنسى ظلي في مكان ما000
- أنسى كل شيء
- في قرع الباب
- لا أحلم كما أشاء
- أنسى أن أكون
- أنسى من أنا


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل الوافي - عوائق الفهم في عوالق الهدم