أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد كاظم غلوم - إنَّ أخفتَ الأصواتِ لصوتُ المثقف














المزيد.....

إنَّ أخفتَ الأصواتِ لصوتُ المثقف


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4031 - 2013 / 3 / 14 - 19:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إنّ أخْفتَ الاصواتِ لصوتُ المثقف

أكاد أشبّه مثقفنا اليوم بحالة الديك في القصة التي أوردها بإيجاز فهي تمثّل وضع رجل الثقافة وإحساسه بأهميته ودوره الذي يُخيّل اليه انه المحرّك الرئيس لعجلة الحياة الثقافية وربما السياسية ولولاه لجفّ ضرع الوعي وانحسر أثر الثقافة وساد الجهل في عقولنا
يُروى ان ديك القرية الجميل الطلعة ، ذا العُرف الاحمر القاني ، الشجيّ الصوت برياشه الحمر الزاهية التي نبتت في انحاء جسمه قد أصابه الغرور حينما رأى الناس تصحو على صوته اول الصباح وتشمّر عن سواعدها ايذانا بيوم جميل ، وكلٌ ذاهب الى عمله نشيطا معافى يملؤه العزم على مواصلة الحياة فهذا الفلاّح امسك بأدواته وبدأ يحرث ارضه وذاك العامل تفحّص آلته للبدء بتشغيلها وبدا الطالب حازما حقيبته الملأى بالكتب والقرطاسية متجها بهمة عالية الى مدرسته لينهل العلم ويغذي عقله بالمعرفة
أحسّ الديك بالخيلاء وقال في سرّه : لولاي لما تحرك هؤلاء الناس الى اعمالهم ومزارعهم ومعاهدهم فانا الصائح المحكي الذي يوقظهم . وقرر في اليوم التالي ان يسكت عن الصداح ظنّا منه انه سوف يشلّ حركة الجموع ويُبقي الناس نياما ولا احد سيتجه الى عمله فرحا مسرورا ؛ انتظر حتى يجيء الصباح ولم يصدح ولكنه تفاجأ بان القوم سارعوا في النهوض كعادتهم فخاب امله حين رأى الجموع تتجه الى اعمالهم ومصالحهم كعادتهم في كل صباح جديد ، فعاد كئيبا الى قِنِّهِ محاولا ان يعيد النظر بقراره الخائب
أسوق هذه المقدمة وانا أرثي لحال ادبائنا ومثقفينا الذين يتصوّرون انهم المحرّك الاساس لمجتمعنا ولايدري هذا المثقف ان صوته المبحوح قد خفتَ صفيرُه وذبلت اوتاره فالحيّ لم يعد يطرب لصوته امام ألسن شيوخ القبائل ورجال الدين الهائجين على منابرهم ورجال السياسة المنتفخي الاوداج العازفين على اوتار الطائفية المقيتة والتي أقولها بكل أسف انها بدأت تطرب الحشود وصار الملأ يمدّ الرقاب اليها فضولا ليستمع الى سيّده الشيخ وممتهن الدين وأخذت الاعناق تشرئب الى اصواتهم اصغاءً . والمضحك المبكي ان مثقفنا المسكين قد وَرَمتْ حنجرته من العويل والصياح حتى شُلّ لسانه ولا احد يسمع مايقول حتى سكن صوته تبرّماً وتشتت سامعوه متفرقين عنه وتركوه واصطفوا الى جانب ذاك السياسي الطائفي الذي يشدّ الاسماع ويلهب القلوب ويهيج العقول
مسكين صديقنا المثقف ، ترى ما الذي سيفعله امام هذه السيول الطائفية العمياء والاصطفاف المذهبي والعشائرية التي تكتسحنا والتي اؤكد انها ستجرفنا الى هاوية سحيقة سيكون من الصعب ارتقائها لو دامت في نفوسنا ومشاعرنا بمثل هذا الشكل الذي نراه الان
هل ثمة مثقف عضوي يستطيع الان الثبات في ارض آيلةٍ للخسف ؟؟ أقولها بملء فمي : لا ، على الاقلّ في الوقت الحاضر مادامت الصراعات المذهبية الفجّة قائمة وتتغذى حدّ الاشباع والتخمة من اناس يسمونهم قادة لكتل سياسية ودينية تعتاش على تلك النفايات الفكرية التي نبذتها المجتمعات المتحضّرة منذ أمَدٍ طويل والتي ماعادت تشكّل بضاعة رائجة الاّ في بلادنا المبتلية بتلك النماذج المنتفعة بآلامنا وهمومنا الكثيرة

جواد كاظم غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل عصا الشهرستاني سحريّةٌ حقاً ؟!
- حديثُ الحبّ للثامن من آذار
- زيارة باهظة الثمن ( شيء من معاناة المرضى في العراق )
- هل تُخيفكم رؤوسُ التماثيل ؟!
- نفاياتُ الإتحاد الاوروبي
- حينما تتحوّل الأسلحةُ الى مصوغات
- كفانا نستظلّ بخيامٍ بالية
- موتى القوارب
- شبابُنا والمنشّطات الضارّة
- الفلوجة في عملٍ فني أوبرالي
- قصيدة بعنوان : قاسمٌ مشتركٌ أبكم
- ياوابور ؛ قل لي
- عيادات الدّجل والشعوذة
- لكنّما الريحُ تهاوتْ بنا
- مغامرةٌ أخيرة
- الدراما العربية إلى أين ؟؟
- أسألُ سيدتي وهي لا تُجيبُ
- لو خَفّتْ أعباءُ الشاعر
- هكذا يواجهون التظاهرات
- التعايش بلا مذاق - الملح -


المزيد.....




- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد كاظم غلوم - إنَّ أخفتَ الأصواتِ لصوتُ المثقف