نصيف الناصري
الحوار المتمدن-العدد: 4031 - 2013 / 3 / 14 - 18:11
المحور:
الادب والفن
القصيدة إشارات . يهمنا في عودة الطليعة التي نرسلها الى أرض
البطلان ، التحقّق من الفعل الشعري . كلّ ما يموت يدنينا من فكرة
الله المترنّحة ، ويتخضّب في محنتنا المشدودة الى العصارة
المنصاعة للواقعة . باتلافنا لذخائر الاعصار التي نرتضي النوم
تحت أنقاضها المعضّدة ، نتخلّص من وعي كثير يهدّم نوافذ السنة ،
والفزع الذي نذعن له في الحديقة الاورفية للعمر ، يتجمّد خارج
دموعنا التي تنهمر في مراكب الأيّام . البداية والنهاية ، رمل يتغطّى
بزلال ما نعتقده ونقدّسه في محاولتنا الانعتاق من موتنا المتفاقم .
حلم ينقضي من دون أن يحرّرنا من اللحظة الفانية والمتكدّرة
لإزاحتنا عن الوجود الكلّي . صلاتنا في الممالك المتعادلة للطبيعة ،
الى ما يتجلّى لنا في حلمنا ونخشاه ، لا تُحزّمنا بالمغامرة . نرتقي
الطحلب وأبخرته ، ونتجنّب اللؤلؤ وقناديله المدلاة على الأيكة التي
ينام فيها الزمن . الكلمة البدائية دفَّة كبيرة للقصيدة ، تغرقنا بنورها
الرقراق وتزيح عنّا ملامح ما يلفحنا في الأسى القائظ .
شذرة الموت ...
سلمونا عقابيل أمراضهم وذهبوا لجمع القوت في البرّية .
حاجتنا الى ما نلمسه في المعجزة ، لا تتفق وحاجتهم التي
تخلو من الاقتران بالشقاء . فتياتنا بسنواتهن المترعة بضوء
النبيذ ، يشرعن في تقديم قرابيهن المزقزقة ، من أجل الحبّ .
ثكالى في عذريتهن التي حلّت بها أقفال الذبول . قيثارات
وتضوّع هندباء في الأحلام ، لكن حياتنا يغمرها أنين من
جُرحوا في الطوفان ، وأيّامنا فائرة وتنسدل عليها شذرة الموت .
نحصي شموع جنائزنا في الريح النوّاحة ، وندخل كهوفنا
مطاردين من رهط مغاوير سأمنا . صلاتنا القديمة التي تفور
في يأسها ، صدئة ولا تطاوعنا في سيرنا الى حافة الفناء ،
وكلّ ما نأملُ في مصاهرته ، يتحلّل ويتفكّك في أزله العتيق .
العالم موحش ، لكن وجودنا فيه يزيد من وحشته ، وما مِن
محنة تماثل محنتنا تحت الحجارة المخضلّة بندم مصائرنا
المذبوحة . المشرّعون الذين فوّضناهم حراسة الجثّة النفيسة ،
لا يقومون بواجبهم إزاء ما نبكي عليه ونصفّيه من الأشنات ،
يطمرون قوانينهم في فرصة غضبهم ضدّنا ، بمستنقع المجتمع
ويجلسون في أصفادهم مع ما لا يتحرّك . يتأهب الدود في
حشوده المتراصّة ، كلما تقدمنا شبراً صوب الشيخوخة ، ولا
زنّار للانسان يحمي فيه ميتته من الصقيع .
14 / 3 / 2013
#نصيف_الناصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟