أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مؤمن عشم الله - دولة الاهل والعشيرة














المزيد.....

دولة الاهل والعشيرة


مؤمن عشم الله

الحوار المتمدن-العدد: 4031 - 2013 / 3 / 14 - 15:19
المحور: المجتمع المدني
    


بالامس كنت في مستشفي حكومي باحدي المحافظات مرافقا لقريب لي ستجري له جراحة قلب مفتوح.....وهناك رايت مصر الاخري !!!
صراع لجل توفير أكياس الدم وصراع من أجل توفير متبرعين واعين متوسلة للمارة لعل كلمات التوسل والاستجداء تجد صدي لديهم مما قد يؤدي الي التعاطف معهم وقبول المساعدة. هؤلاء من لايعرفهم القادة والساسة ...هؤلاء لا تسمعهم الحكومة الموقرة.
دخلت في السابعة صباحا وقضيت 9 ساعات اختلطت مشاعري فيها ما بين الدهشة و الحسرة والسخرية والتعاطف والنقمة بينما لم تتصارع مشاعري في تكوين راي عن حكومتنا وقيادتنا.
أختلفوا في الهوية الدينية بينما في معاناتهم ذابت الايدولوجيات. ففي المعاناة فقط تتحقق الوحدة الوطنية. فالمنتقبة والسافرة والمحجبة و من تدق صليبا ومن تردي مصحف يتدلي من سلسلة اتفقوا علي التوحد علي موقف- ربما للمرة الاولي- من الحكومة.
جاءوا من كل المحافظات مابين الدلتا والصعيد والقناة و سيناء ومطروح .....كان تحالفا رائعا . رأيت سيدة مسيحية من المنوفية تلخص معاناتها بكلمات بسيطة ومختصرة فتقول " زوجي مريض نفسي ستجري له جراحة قلب مفتوح وانا اسعي لتوفير نفقات العملية والعلاج بالاضافة لتوفير نفقات أولادة الثلاثة . تقول انها موظفة من عام 1992 تتقاضي 400 جنيه و حاصلة علي دبلوم زراعي واولادها في مراحل التعليم الثلاث.
في مكتب أدارة المستشفي خيرها الموظف مابين توفير متبرعين بأربع لترات من الدم اي عدد 8 متبرعين بمعدل نصف لتر من كل فرد. او دفع ثمن اللترات الاربع وهو مبلغ 160 جنيه سعر اللتر الواحد باجمالي 640 جنيه للكل.فماذا كان الحل؟
اللجوء للكنيسة كان هو السبيل الوحيد وسط تعنت الموظفين وتشددهم معها . ذهبت معها للكنيسة و بالفعل كانوا متعاونين جدا فتم توفير اكياس الدم بالعدد المطلوب . ووفروا غطاء لتقصير حكومتنا الرائعة ولا عزاء للمواطن.
علي الناحية الاخري ، واثناء استعدادي للأنصراف بعد خروج قريبي من غرفة الجراحة بنجاح العملية. واثناء نزولي لسلم المستشفي الذي أمتلأت حوائطه بملصقات لحملات توعية ونداءات للتبرع بالاضافة لملصقات الرئيس المدني المنتخب. أمسكت بيدي راجية متوسلة قائلة: " والنبي يا استاذ تساعدني محتاجة 8 أكياس دم " صرخت قائلا " يادي الدم !!! " مالك يا ست أحكيلي ؟!!!" . هي سيدة منتقبة يبدو من صوتها أنها في الثلاثينيات من عمرها ، امراة نحيلة وهزيلة مبحوحة الصوت . جاءني صوتها الضعيف من الفقر والارهاق كما يبدو لي .
: جوزي دايخة من الصبح علي 8 أكياس دم و صوتي راح من الصراخ والتوسل ...متعرفش حل ؟!!
صمتت برهة و تزاحمت الافكار والمشاعر في رأسي مشاعر كتلك التي ذكرتها في بداية المقال يضاف اليها شعور بالنقمة والحنق المفسر طبعا.
كانت كلماتي لها عاجزةو أعترف أنها كانت كذلك. قلت لها تعالي معايا اذهب معك الي الجمعية الشرعية التابعة للمسجد الكبير الشهير بل والاشهر ليس في المنطقة وحدها بل في مصر كلها. فجاءت كلماتها صادمة ناقمة علي المسجد والجمعية وكل العاملين فيه. قالت لي وسط ذهول كل المارين بنا: " مش انا منقبة وملتزمة اهو لكن دول ناس ميعرفوش ربنا "
لم اعرف من تقصد بكلماتها ، هل كانت تقصد الحكومة ام القائمين علي المستشفي ام القائمين علي الجمعية ...ام علي المارة الذين لم يعيرونها اهتمام ...ام علي انا شخصيا؟!!!
ختمت كلماتها وهي تربت علي كتفي بعدما رأت علمات الحسرة علي وحهي : روح يا أستاذ متشكرة . لا اعرف لماذا خطر ببالي ساعتها كلمات الاعلان الاشهر عن احدي المستشفيات : تعاطفك لوحده مش كفاية.
لكن ماذا نملك من الامر سوي التعاطف بينما اولي الامر منا .....يجلسون في قصورهم يضحكون حتي تظهر نواجزهم



#مؤمن_عشم_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تلومونا أن كفرنا بالوطن
- حقيقة ...حلم....أم كابوس
- العلمانية والمواطنة
- شهرزاد والحالة المصرية
- العلمانية ....خارطة طريق المجتمع المصري
- العلمانية بين طموح الأقليات ومبادرة الأغلبية
- العلمانية......الشك والمقاصد
- العلمانية.....لماذا نحن بحاجة الي تنوعنا.


المزيد.....




- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مؤمن عشم الله - دولة الاهل والعشيرة