أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - فساد الإستدلال بالقرآن على وجود الله














المزيد.....

فساد الإستدلال بالقرآن على وجود الله


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4031 - 2013 / 3 / 14 - 03:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فساد الإستدلالات الإسلاميّة على وجود الله

خلال تجاربي في الحوار مع المسلمين المتديّنين، كثيرا ما كانت تدهشني طريقتهم وأساليبهم في الإستدلال على وجود إلههم ورميهم لأفكار لا تمتّ للمنطق بصلة وتمسّكهم بها تمسّك الغريق بقشّة. وفي حقيقة الأمر، المسلم العادي لا يفكّر، فهو مجرّد "تابع" في كلّ شيء وفي كلّ كبيرة وصغيرة في حياته (أقول هذا لأنّ المسلم مقتنع بأنّ الإسلام دين شامل وكامل، يمتدّ على كلّ مستوايات ومجالات حياة الفرد، من طريقة دخول الحمّام إلى طريقة الأكل والشّرب إلى التّداوي ببول البعير مرورا بحماقات كثيرة لا يسعنا الوقت لذكرها) ومن الأمثلة البليغة أن يقول لك أحدهم: "إننا نستدلّ على وجود الخالق بوجود المخلوق، لأنّ القرآن يقول: «وفي أنفسكم أفلا تبصرون» (الذّاريات، 21). ونستدلّ من خلق السّماوات والأرض على وجود الخالق." وفي ذلك كمّ هائل من المغالطات والفرضيّات الفاسدة والمسلّمات التي تحتاج هي نفسها إلى أدلّة قبل أن تكون أساسا لبناء أدلّة أخرى على أشياء أخرى. فمثلا، لماذا يفترضون أنّ الإنسان مخلوق؟ وما أدلّتهم على صحّة هذا الكلام الذي يتّخذونه كمسلّمة لا تحتاج إلى براهين؟ ثمّ، على أي أساس يقولون أنّ السّموات والأرض مخلوقة؟ وهل السّماوات موجودة فعلا أم أنّها مجرّد وهم قديم يعود أصله إلى ملاحظات الإنسان البدائي الذي لم يكن يملك من الأجهزة ما يصحّح ظنونه ومدركاته الحسّيّة النّسبيّة؟
لكن أسخف ما في هذا النّوع من الإستدلال هو إستخدام القرآن نفسه لإثبات وجود الله. ولنفترض أنّي كتبت كتابا في علم الفلك يقلب كلّ الحقائق العلميّة المعروفة حول هذا العلم وقواعده وإكتشافاته وكتبت فيه خرافة مّا، ثمّ جاء أحدهم ليجادلني في الموضوع فسألني: "ما دليلك على أنّ فكرتك هذه صحيحة؟" فأجبته بكلّ ثقة في النّفس: "دليلي على صحّتها هو هذا الكتاب الذي يتضمّنها"... ثمّ يصبح كتابي مشهورا بفضل أناس لا علاقة لهم بعلم الفلك، مثلي تماما (مثلما يقول المثل: الطّيور على أشكالها تقع)، فينتشر ويقنع أناسا آخرين ويتعوّدون على ترديد نفس الحجّة للإستدلال على صحّة تلك الخرافة... فهل يصحّ إستدلالي بكتابي لإثبات صحّة ما كتبته فيه؟ وهل يصحّ إستعمال "أتباعي" لنفس الإستدلال...؟ الجواب على هذا السّؤال واضح، وكلّ قرّاء هذا المقال، مهما كانت دياناتهم، سيقولون أنّ وجود فكرة مكتوبة في كتاب لا تعني بالضّرورة أنّ الفكرة صحيحة... وجودها مكتوبة لا يدلّ، في أقصى الحالات، إلاّ على أنّها وجدت كفكرة لدى أحدهم، والفرق كبير وشاسع بين أن تفكّر وتتخيّل الغول أو العنقاء وبين أن يكون الغول موجودا فعلا أو أن تكون العنقاء حقيقة متجسّدة ومرئيّة وملموسة. وهو الفرق بين وجود الفكرة ووجود الشّيء. فوجود الفكرة لا يمكن أن يكون دليلا على وجود الشّيء، إلا إذا إستعملنا منطقا مخادعا يخلط المفاهيم ويثير غيمة من الدّخان حولها ليصعب تبيّنها ويتلاعب بالمشاعر والعواطف فيعطّل التّفكير ويُوهم بأنّ الفكرة هي الشّيء نفسه. هذا، بإختصار، ردّ منطقي مقبول... لكن، لنعوّض كتابي، المذكور في المثال السّابق، بالقرآن ولنضع فكرة وجود الله مكان الخرافة التي تحدّثت عنها... هل يثبُت المسلم على نفس الرّأي وعلى نفس التّفكير المنطقي الذي إستعمله في المثال الأوّل فيقول أنّ قول القرآن بفكرة أنّ الله موجود ليس دليلا على وجود الله في الواقع والحقيقة وأنّه لا يمكن أن نستدلّ بالقرآن على وجود الله...؟ للأسف، لن يثبُت الرّأي على حاله، فالمسلم تعوّد أن يقيس الأمور بمقاييس مختلفة وأن يكيل بمكاييل متنوّعة تتغيّر بتغيّر الموضوع وتغيّر مصالحه أيضا. فبأيّ منطق يمكن أن نقبل أن لا يكون كتابي دليلا على وجود الخرافة التي ذكرتها، وفي نفس الوقت، يكون القرآن دليلا على وجود خرافة إسمها الله فقط لأنّه تكلّم عنها؟ أليس هذا عبثا...؟
أليس كلّ هذا دليلا كافيا وشافيا على فساد الإستدلالات الإسلاميّة على وجود الله...؟
أرجو أن يكون كلامي هذا آخر كلام أقوله لإثبات فساد المنطق المستعمل لإقناع الآخرين بوجود إله الإسلام وأرجو أن لا أعود إليه في المستقبل، لأنّ ذلك سيكون تكرارا لا نفع منه...



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردّ على تعليق صالح الوادعي حول مقالي -حول المحاولة الجديدة ا ...
- فساد الأسس الإنسانيّة في الدّيانة الإسلاميّة - قتل المرتد في ...
- حول المحاولة الجديدة الفاشلة لتجميل الإسلام التي قام بها عبد ...
- ناجي السّبوعي، أو ما تخفيه أرض تونس من نماذج متخلّفة وضرورة ...
- ما هي الدّيمقراطيّة؟
- في الرّد على من يقولون أنّ الإسلام يحترم الأديان الأخرى بشها ...
- نظرة معمّقة في مسألة تحريف الصّحابي عبد الله بن أبي سرح للقر ...
- نظرة معمّقة في مسألة تحريف الصّحابي عبد الله بن أبي سرح للقر ...
- نظرة معمّقة في مسألة تحريف الصّحابي عبد الله بن أبي سرح للقر ...
- المشروع الجرذاني السّلفي الوهابي الإرهابي متواصل في تونس
- ردّ على تعليق الصّديق -يوغرطة- حول مقالي -الأكاذيب الفظيعة ف ...
- الأكاذيب الفظيعة في أقوال جرذان الشّريعة
- أحبّك...
- مشروع الدّستور التّونسي الجديد أو الطّريق إلى الهاوية
- قصيدة لعصابة ربّي (شعر باللهجة العامّيّة التّونسيّة)
- يحدث أن...
- من أجل أن نكون...
- حدث ذات صباح...
- ماذا فعلت...؟
- في الحديث عن أسباب تخلّف العالم العربي الإسلامي


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - فساد الإستدلال بالقرآن على وجود الله