أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - جامعة البنات .. طائفية النوع الاجتماعي














المزيد.....

جامعة البنات .. طائفية النوع الاجتماعي


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 4030 - 2013 / 3 / 13 - 10:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يأتي اعلان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، قبل ايام، عن خطة خاصة بفصل البنات عن الشباب في جامعة بغداد، وانشاء جامعة خاصة بالبنات باسم (جامعة بغداد للبنات) تكون منفصلة اداريا عن جامعة بغداد الام بحسب الوزير؛ في وقت حرج يمر به العراق، من ابرز معالمه تصاعد الشحن الطائفي، مع قرب موعد الانتخابات المقبلة في نيسان، ناهيك عن تواصل الازمات، التي تفترس المواطن العراقي؛ ومن ابرزها الوضع الامني غير المستقر، وتواصل عمليات القتل والتصفيات، وكذلك تنامي مظاهر الفساد المالي والاداري، وفشل الحكومة في اجتثاثه؛ وعجزها عن ولوج بوابات البناء والاعمار.

كما يأتي ذلك الاجراء، في ظل تنامي البطالة، وازدياد معدلات الفقر، وازمات في كل شيء، ابتداءً بأزمة المرور الخانقة، وليست انتهاء بأزمة السكن وتكدس عائلات بأكملها في بيوت صغيرة؛ ناهيك عن تسرب الاطفال من المدارس ولجوئهم الى التسول و العمل في مفترقات الطرق و الشوارع.

لم يفكر المسؤولون بحل تلك المعضلات، وانقاذ العراقيين من كبوتهم، بل ان جل تفكير بعض مسؤولينا منهمك في كيفية التصرف ازاء المرأة، و في الوقت الذي لا يمد كثير من المسؤولين ايديهم لمصافحة نساء محترمات بمنزلة اخواتهم او امهاتهم او زوجاتهم، او حتى من يفقنهم ذكاء وخبرة؛ نراهم لا يخجلون من مد ايديهم الى المال العام واختلاسه!

لن نطيل في مناقشة الأعذار التي وضعها وزير التعليم العالي، لتسويغ فصل العراقيين بحسب الجنس؛ و نكتفي بما جاء بحجتين هما اقبح من القرار ذاته، اذ يشير الوزير الى ان من الاسباب التي تدعوه الى اتخاذ مثل هذا القرار، اكتظاظ الجامعات، وهي ذريعة غير مقبولة، اذ كان الأجدر ان يجري بناء جامعات جديدة، وتوسيع التعليم ليشمل جميع القادرين؛ لا ان نأتي بعد 10 سنوات من الفشل الحكومي لنعلن ان الحل هو بفصل الجنسين.

و الذريعة الاخرى التي يسوقها الوزير لتبرير فعلته، هي قوله، ان تأسيس جامعات خاصة بالبنات غير محصور بالعراق، بل هي موجودة بأكثر من دولة متطورة منها الولايات المتحدة الأمريكية؛ فهل يجهل الوزير ان امريكا قد تجاوزت معظم السلبيات غير الانسانية التي كان يعاني منها المجتمع الامريكي، ومن ذلك التمييز العنصري والتمييز على اساس الجنس، وغيرها من الممارسات المتخلفة وتوصلوا الى احقاق المساواة في جميع مرافق الحياة، ثم رأوا ألاّ بأس من انشاء جامعة خاصة بالنساء كجزء من التنويع، وتفعيل التعليم في بلدهم الذي بلغ مراحل متقدمة من التطور والرقي الصناعي والزراعي وفي جميع المجالات بعكسنا نحن؛ فلم يزل مجتمعنا يحبو ولم تزل تثار لدينا نعرات التشدد والطائفية، التي تسببت في موت الكثير من ابنائنا وبناتنا، وبتنا بأمس الحاجة الى اعادة بناء لحمته الاجتماعية، فلماذا نفرط بالفرص المتاحة لبناء المجتمع على اسس سليمة ونعيد تقسيمه وتكريس البغضاء بين افراده وزيادة مظاهر الاغتراب والعلل النفسية للشباب والشابات؟

ومن المعلوم، ان هذه ليست السابقة الاولى في هذا الاتجاه، فلقد سبقها الاعلان في محافظة النجف في عام 2009 عن افتتاح مصرف خاص بالنساء، وحذرنا في حينه من خطورة مثل ذلك الامر؛ الذي يدفع باتجاه زرع الفجوة بين ابناء البلد، والمفارقة ان العذر ذاته كان جاهزا اذ قالت ادارة المصرف، إن "وجود الاستقرار الأمني في محافظة النجف أدى إلى تزاحم العمل التجاري ما استدعى لتخصيص فرع نسوي".

وقبل ايام نفذت طالبات معهد اعداد المعلمات في ديالى اعتصاما احتجاجا على قرار مديرية تربية المحافظة باستبدال الملاكات التعليمية من الذكور بإناث؛ وطالبن بإلغائه لما ينطوي عليه من تشكيك أخلاقي مرفوض بحسب تصريحاتهن لوسائل الاعلام واللافتات التي رفعنها ، وعزت مديرية التربية القرار إلى "تعليمات وزارية".

وبالعودة الى قرار تأسيس جامعة البنات، فاذا كان الوزير وبحسب وجهة نظره يرى ان بعض السلبيات تشوب الاختلاط في الجامعات العراقية، وهذا امر اعتيادي في جميع الاوساط؛ فيفترض به ان يسعى لإزالة المسببات، لا ان يعالج اخطاء فردية تشوب العملية التعليمية بخطأ مميت هو بمنزلة العقاب الجماعي، اذ يجدر اولا ازالة المسببات في الجامعات ذاتها عن طريق زيادة الوعي الثقافي لدى الشباب والترويج للثقافة.

لقد برزت في العراق، لاسيما في خمسينيات و ستينيات وسبعينيات القرن الماضي عقول نسوية عراقية فاعلة في جميع مجالات الحياة؛ وبالأخص في مضمار التعليم العالي، و تحديدا في التخصصات الطبية والعلمية، و لم يأت ذلك الا بمشاركة الرجل؛ فبرزت لدينا اسماء لامعة ووصلت المرأة العراقية الى الوزارة في وقت مبكر، كما ان المصانع و المعامل التي كانت موجودة في البلد كانت تحوي عمالا من الجنسين، يعملون سوية على الماكنات ذاتها، وقد انشـأ كثير منهم اسراً مشتركة، كان ذلك يجري في وقت لم تزل دول كثيرة تعيش في ابشع مراحل التخلف؛ اما الآن فلقد سبقونا في كل شيء وفي جميع مجالات الحياة، ويبدو اننا غير مهيئين للحاق بهم وتجاوزهم، اذا ظل تفكيرنا على محدوديته وبقي مقصورا على التفكير في ابتكار السبل التي تعزل الناس عن بعضهم البعض.


برايي ان إقرار تأسيس جامعة خاصة للبنات في وضع العراق الحالي، لن يقدم شيئا للتعليم، بل ارى ان ضرره اكثر من نفعه، فاذا كنا صادقين في السعي لإصلاح المجتمع؛ فان علينا ان ننتشله من الحالة الكارثية التي يعيش الناس بظلها.

اننا نرى ان السبيل الامثل لتطوير التعليم وعموم الحياة العراقية، هو الابتعاد عن الخطاب الطائفي الذي نراه يتصاعد مع اقتراب موعد الانتخابات، والتوقف عن تكريس انقسام المجتمع بما في ذلك على اساس الدين والطائفة والجنس.

نحن الآن بحاجة الى محاربة الفساد المالي والاداري، وتشغيل العاطلين، و تحقيق العدالة الاجتماعية، والامن، وغيرها من متطلبات الحياة؛ بدلا من تكريس التفكيك الاجتماعي للناس وفصل ابنائنا الذكور عن الاناث مثلما فككنا المجتمع طائفيا.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -أكلونا- الفايروسات!*
- فتاوى مدججة بالسلاح .. أوهام احتكار الفضيلة!
- مواشي الصومال و تمر البصرة
- موقف الحكومة العراقية من اللاجئين السوريين خطأ غير محسوب الن ...
- كي لا تتكرس الكراهية نمطا لحياة العراقيين
- وتبخرت آمال الحالمين بمئة راتب!
- فتاوى إلغاء الآخرين !
- الجولة الثانية من نزال الاستيلاء على شواطئ دجلة
- ملايين الناس بلا مأوى، و قصور الخضراء تستوطنها الكلاب!
- مأزق العملية السياسية المستديم
- الضرائب على الاستيراد، نهب لما تبقى في جيوب الفقراء
- يوم تاريخي أضاعوا بريقه في لجّة الفشل السياسي
- من عجائب العراق الجديد: أعطني أمنا ً واستقرارا ً، أعطيك فقرا ...
- هل تجري مطاردة الفساد فعلا؟
- ما الذي (يقبضه) العراقيون من القمة العربية؟
- شعب اعزل ونواب -مصفحون-
- الصراع النفطي الكهربائي ينبئ صيفا ً مميتا ً
- جهود الحكومة (لعدم) إصلاح الكهرباء!
- سياسة المتاجرة بالطوائف
- الاغتيال الجماعي للعراقيين


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق الازرقي - جامعة البنات .. طائفية النوع الاجتماعي