أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد العلمي الوهابي - قصة التاريخ... قصة الإنسان















المزيد.....

قصة التاريخ... قصة الإنسان


محمد العلمي الوهابي

الحوار المتمدن-العدد: 4029 - 2013 / 3 / 12 - 00:22
المحور: الادب والفن
    


ملحوظة أولى: ينطلق الآن الفالس العظيم.

ملحوظة ثانية: لقد دل الإنسان الشرقي الإنسان الغربي على الطريق ثم عاد إلى خيمته.

جاءت الإمبراطورية الرومانية المقدسة للأمة الجرمانية كمحاولة لتوارث أمجاد امبراطورية روما البائدة وامبراطورية شارلمان بمباركة من صليب البابا وبإخراج جرماني يحصر كل أسباب التفوق للأمة التي كان لها دور فعال في إسقاط الأسطورة الرومانية القديمة، وقد ملكت الإمبراطورية المقدسة مفاتيح أوربا لقرون قبل أن يسطع نجم نابليون من جزيرة فرنسية تدعى كورسيكا، حيث سينتزع الصولجان من يد الإمبراطور الجرماني ويحصر نطاق مملكته في حدود النمسا، وبذلك، سيستعيد بطريقة أو بأخرى تركة شارلمان التليدة، ببصمة جرمانية هذه المرة ونكهة رومانية، وسيذهب أبعد من ذلك، حين سيفكر في غزو نطاقات العالم الأربعة وإسقاط قيصر روسيا وملك إنجلترا وباب الأتراك العالي والسيطرة على أهرامات الجيزة ونصب تمثال له مكان أبي الهول، لكن أحلامه من ناحية الشرق سيحطمها المناخ الروسي الجبار، ومن ناحية الغرب معركة واترلو، ثم سينطفئ نجمه بسرعة غريبة بعد أن كان قد سطع بنفس السرعة، أما بقايا الإمبراطورية المقدسة فستنازع إلى حدود 1914 على فراش نمساوي مجري، لتستحق عن جدارة لقب رجل أوربا المريض، وموتها الأليم سيتوج بحرب كونية، ستنخرط فيها القوى العالمية المهيمنة آنذاك، لتكون النتائج دق آخر مسمار في نعش السلطان العثماني والقيصر الروسي، وتكبيل ألمانيا، أمة الجرمان الحديثة بعدة مواثيق دولية مذلة، وفي هذه الأجواء المتخمة برائحة الموت والدمار وسقوط آخر قوى العالم القديم؛ سيأتي الفنان الفاشل، والخطيب اللاذع، هتلر، ليجمع شتات الجرمان تحت لواء الصليب المعقوف، والعرق الآري، سيحاول تجميع الإرث القديم الذي صار ثقيلاً، وسيذهب أبعد من نابليون في طموحاته المجنونة، وسيؤسس الرايخ العظيم، لكنه سيرتكب ثلاثة أخطاء قاتلة، أو لعلها كانت، ثلاثة أهداف جيدة لم تحسب بشكل جيد، غزو روسيا البلشفية، وبريطانيا، القوة العالمية الحديثة القديمة، وفرنسا، مهد نابليون، سيصطدم بعامل المناخ في روسيا، نفس العائق الذي واجه سلفه نابليون، وسيجلب عليه لعنة قوة كونية متصاعدة حين يبدأ في اكتساح فرنسا وقصف بريطانيا، إنها أمريكا، البعيدة القريبة، هازمة إنجلترا وطاردتها من الولايات الثلاثة عشر، وحليفتها الوفية وأختها الشقيقة، أمريكا بلد العجائب، التي كان سر قوتها وما يزال، في تنوع تكوينها الإثني والديني، في ترامي مساحتها وموقعها الجغرافي، وفي ثلة النوابغ والطموحين الذين هاجروا إليها أسراباً، إما فراراً من جحيم الحروب أو من ويلات الفقر والإستبداد، أو بدافع المغامرة والطموح اللا محدود، لقد قامت أمريكا على أكتاف "هتلرات" صامتين، وفاجئت العالم بحضورها المباغت والقوي في الحرب الكونية الثانية، فأحرقت امبراطورية اليابان، حليفة هتلر الصفراء، وشكلت حلفاً مع العملاق البلشفي ومع شقيقتها بريطانيا وأختها غير الشقيقة؛ فرنسا، للإجهاز على الرايخ، فانطفأ نجم هتلر سريعاً، وترك دوياً هائلاً في أرجاء العالم مازالت آثاره بادية على القارة العجوز حتى الآن، فتقاسم الحلفاء إرث الرايخ العظيم، وهكذا، منحت كل من فرنسا وبريطانيا ولاءهما الكامل والخالص لأمريكا، وانضوتا في لوائها، لكن هذه المرة كابنتين بارتين، أما العملاق الروسي، فبفضل طموح رجل حديدي ودموي يدعى ستالين، صار القوة الرهيبة التي شكلت توازن رعب مع القوة الأمريكية، فانخرط المعسكران في حرب باردة طويلة الأمد وعلى عدة جبهات، استنزفت العالم وأنهكت شعوبه، وعجلت بحتمية دماره بشكل أفظع هذه المرة، لولا أن أمريكا أحسنت توظيف بعض الأوراق كان من أبرزها ورقة أفغانستان، إضافة إلى الأزمات الإقتصادية التي تبلورت عن التطبيق الواقعي للماركسية من وجهة نظر سلافية على طول امتداد أراضي السوفييت وأوربا الشرقية، فبدأت الإنتفاضات تهز أركان الإمبراطورية البلشفية، وأثخنت في حرب أفغانستان، وتوالى سقوط رموزها المناصرين، تيتو، وتشاوشيسكو وآخرون، واختُتمت المسرحية المرعبة بسقوط جدار برلين، في ألمانيا، حيث كان العزاء، وحيث كان مهد الأعاجيب الكونية، فعانقت برن برلين بعد طول فراق، وكان المأتم عرساً، وتقزم العملاق البلشفي إلى روسيا اتحادية، وبدأت أوربا الشرقية التوجه نحو الغرب، فتعاقبت الأزمات والمشاكل، بسبب الرغبة في طلاق الماركسية طلاقاً لا رجعة فيه وإقامة زواج عرفي مع الرأسمالية الأمريكية، وألمانيا المثخنة، التي استجمعت قواها، بعد أن تخلصت من النوبات الآرية، والعداء للسامية، واستطاعت الظهور بزي جديد، يعكس صورة الأم المرضعة لسائر أوربا، كقوة صناعية رائدة، تماهت مع الطريقة الأمريكية الحديثة، وتأست اليابان بذلك، وبقيت روسيا الإتحادية كذلك، حاضرة بنوع من القوة والتهديد، ملوحة بالصولجان البلشفي الذي لم تفرط فيه رغم كل المآسي والصدمات، فالصناعة الحربية الثقيلة التي ورثتها، والمساحة الشاسعة التي صانتها، وسهول سيبيريا النفطية، كلها مراهم استعملتها للأم جروحها القديمة، وبتحالفها مع التنين الصيني المتنامي، الذي عرف كيف يوجه السلاح الأمريكي لنحر أمريكا، وبانضمام مجموعة من الحلفاء، قدماء وجدد، كإيران بأصدقائها وفنزويلا وكوريا الشمالية وكوبا، الصخرة الروسية المطلة على أمريكا، كلها عوامل تنذر بما هو ليس جيداً بالطبع...

نحن الآن في الألفية الثالثة، في زمن العولمة، في عصر التكنولوجيا وغزو الفضاء، نحن الآن، قد خرجنا للتو من أزمة اقتصادية عالمية ثانية، ونستعد من الآن لحرب كونية ثالثة قد يدق ناقوسها في أية لحظة، بعيداً عن نبوءات نوستراداموس وكهنة المايا، أنا شخصياً، أقبع الآن في جحر يقع في إحدى المدن المنسية، في حدود دويلة تنتمي ـ بدون إرادتها ـ إلى العالم الثالث، أو إلى مجموعة الدول النامية، النامية ديمغرافياً، أراقب انحلال التكتلات العالمية وانعقادها مجدداً، وكل مرة بوجوه جديدة، وأحاول تعدادها عبثاً، وأحاول استنباط الغاية من كل هذه البهرجة الدموية فأتوه، بدأت قراءة التاريخ من نقطة لم اخترها، وبلا كثير تفاصيل، سافرت عبر ما يربو عن ألف سنة، إن الأمر يسبب صداعاً في الرأس... ولا يبقى أفضل من اختتام هذه الوجبة الدسمة بأن هذه هي قصة التاريخ العجيبة، وقصة الإنسان الأعجب، إنها كرة مجنونة وعالم مثير حقاً... يمكن الضحك والسخرية من هذا المهرج الذي يمشي على اثنين، الإنسان، لكن لا يمكن التكهن بحدود تهوره، ولا الإستهانة بخطورته.



#محمد_العلمي_الوهابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وحي الفجر
- حيث تنطلق القوارب
- محاولة لإحباط الجميع
- قواعد الدين المسخ
- حديث الحلوان
- ربيع قاتل
- عربي أنا
- إلى إبراهيم
- إشكالية الفوضى السلبية في مجتمعنا
- ليل مريض
- حلم سوريالي
- رماد أحمر
- جرد لعام الثورات المشرقية
- بين الثابت والمتغير
- وطني الغالي
- النبَّاحون الجدد!
- رجال الدين امتداد للأوثان العربية القديمة ...
- حلوة يا بلدي ...
- مسلم بالوراثة يتساءل ...
- قلنا لهم : طز، فزعلوا !


المزيد.....




- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد العلمي الوهابي - قصة التاريخ... قصة الإنسان