أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الصائغ - شجاعة الاعتذار، أم شجاعة التَّدْلِيس















المزيد.....

شجاعة الاعتذار، أم شجاعة التَّدْلِيس


عدنان الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 4028 - 2013 / 3 / 11 - 22:44
المحور: الادب والفن
    



في البدء أحيي كل من تقبّل وساند الاعتذار؛ بطيبة خلق، وروح متسامية، ووعي بضرورة التسامح.. لكن موضوعي هنا مختلف - واستميحكم العذر - أحاول فيه الرد على التدليس الذي حاول خلط الأوراق لينال مني.

منذ فترة وأحد الشعراء "الصعاليك!!" لا هم له سوى شتمي بمناسبة أو بدونها. وأنا صامٌ أذني وعيني عن هذه السلوكيات الخارجة عن النص و الاخلاق معاً.
وأخر ما قام به نشر "اعتذاره الشجاع!" لضحايا النظام الصدامي الديكتاتوري، عن قصيدته المشينة في مديح الطاغية صدام حسين، بعنوان "شمسك على الفراتين ساطعة، وشموسهم رماد"، التي دبجها قبل حوالي 21 سنة.. هل تأخر!؟ لا بأس..
لكنه أدعى بأنه أُجبر من قبلي على كتابتها.. وأمام هذا الافتراء الرخيص والمضحك معاً، أتساءل ويتساءل القاريء الحصيف: اذا كنتُ قد أجبرته على فعلته المنكرة تلك عام 1992. وخرج بعدها من العراق إلى المنفى عام 1994 وامتلك حريته، فلماذا كتب عني عام 1996، قائلاً:
["لست أبالغ عندما أقول أن الشاعر عدنان الصائغ، شاعر متعبد في محراب الإبداع وهو الشاعر الأكثر حضوراً في الأوساط الثقافية من بين أبناء جيله. شاعر – ناسك، استطاع خلال عمره الشعري الذي كرسه لمسائل الإبداع والثقافة أن يصدر تسع مجموعات شعرية خلال الفترة 1984 – 1995 وهو بهذا، يعتبر أن الإخلاص لروحه القلقة لا يأتي إلاّ من خلال التحالف مع العزلة والكتابة التي راهن عليها منذ بداياته. وهو ظل منذ بداياته حتى الآن مخلصاً للغايات الأساسية التي انطلقت منها حركة الشعر العربي الحديث.... - صحيفة "القدس العربي"– لندن ع 2113 في 24-25/2/1996-]
وكتب أيضاً عام 1999:
["الشاعر العراقي عدنان الصائغ الذي ألقت به القصيدة منفياً في جنوب السويد، يحاول من خلال القصيدة التي يكتبها أن يجد نفقاً في هذا الكون الذي يستلب الإنسان ويدمره في كل لحظة من خلال الحروب والقمع والمنافي. أصدر حتى الآن عشر مجموعات شعرية تناولها الكثير من النقاد المعروفين في العراق وخارجه بالدراسة والتحليل. ونال الكثير منها صدى طيباً...".. والخ.. - صحيفة "الزمان" – لندن ع 277 في 17/3/1999-]
وكتب مقالاً عن مجموعتي "تحت سماء غريبة" قائلاً:
[".. فالتقى لوركا وماياكوفسكي ونيرودا وناظم حكمت واراغون وايلوار كمفتتح للتعرف إلى البشر والوجود والحب والزمن، وراح يكتب قصائد استقبلها القراء والنقاد بحماس واعجاب كبيرين.."]... والخ....
وكتب قصيدة طويلة، بخط يده، مهداة إلى عدنان الصائغ...!
فكيف بالله يمتدحني بكل هذا!! إذا كنتُ الذي دفعه الى تلك الواقعة المشينة التي يعتذر عنها اليوم!!..
كيف يصفني بـ "شاعر متعبد في محراب الإبداع، اذا كنت شاعر سلطة أجبرته على كتابة مديحه للطاغية.
وإذا كنتُ أنا المنظم لذلك السيرك البائس!. لماذا لا أكتب أنا ذلك المديح!!، أو اطلب من أحد غيره، أو أطلب من أصدقائي الشعراء وهم كثر..
هل من المعقول أن أترك كل الشعراء وامسك بخناقه هو وحده فقط!! ثم كيف له القدرة، بعد "اغتصابي له" أن يكيل لي الثناء والمديح ويشيد بشاعريتي وتنسّكي في محراب الابداع (يكتب عني ذلك وهو حر طليق في منفاه)!!
أقول كنا نتمنى على هذا "الشاعر" أن يجلس إلى نفسه في لحظة صفاء وضمير ومسؤولية (وقد تخلص من لوثة الماضي، وهو يعيش اليوم في أرق البلدان المتحضرة - السويد) أن يتحضر ويعتذر بشجاعة حقيقية لقارئه ولنصه ونفسه بعيداً عن هذا التهريج والتدليس وهذا الدنس والغلس.
وكنا نتمى - كما طالبه البعض - أن يواصل "اعتذاره الشجاع" أيضاً ويسرد لنا بالتفصيل (وهو مولع بالتفاصيل) عن حكاية لقائه المشين بالمقبور عدي صدام حسين في مبنى اللجنة الأولمبية نهايات 1993 مع عدد من أصدقائه الشعراء، ويعيد المال الذي استلمه الى ضحايا النظام..
ثم وان يعتذر أيضاً عن لقائه ومجموعة من زملائه بالمجرم حسين كامل في عمان مع مشعان الجبوري.
وأن يعتذر كذلك عن مقاله الشهير في جريدة الجمهورية (30 نيسان 1992) والذي يدعو لأن "تتنفس القصائد بأريج الميلاد الرائع"، "لأن ميلاد السيد الرئيس القائد – حفظه الله – ليس حدثاً عادياً في حياة شعبنا وامتنا العظيمة.. وأأمل أن تكون قصائدنا بحجم المناسبة"..
وان يسرد عن عمله، حتى لو كان بسيطاً، في "القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي"، "وزارة النفط" الحساستين.
نعم، كنا نتمنى أن يصدق وأن يكمل هذا "الشاعر الصعلوك" – "جرأته وشجاعته" – ان كانت صعلكته حقيقية واعترافه صادقاً - ولا يتكتم على ذلك التاريخ وغيره الكثير.. فالوقائع لن تنسى. والأمجاد لا تُصنع هكذا..
يقول صديقنا الشاعر عبد الحميد الصائح: "هنالك صورة نمطية في هذه الامة للشاعر، صورة مشوشة ترى في الشاعر شخصاً عاطلاً خفيفاً مجنوناً ملفقاً حزيناً مفلساً مخطئاً لا يؤتمن على عائلة أو سياسة أو بلد أو دين..".
سيشتمني ذلك "الشاعر الصعلوك" كعادته بالتأكيد.. ولن أرد عليك كعادتي أيضاً مستذكراً أيضاً قول المفكر كارل ماركس: "لا تتحدى إنساناً ليس لديه ما يخسره".
Don t challenge someone who has nothing to lose
ومترنماً بأبيات قصيدة ضمها ديواني "تأبط منفى":
"الذي كان لي صاحباً قبل أن نفترقْ
في شجون القصيدةْ
والذي ظلَّ في الظلِّ منكمشاً
خوف ضوء النهارِ، ونأي الطرقْ
ومضيتُ إلى الشمسِ
ما همّني أحترقْ
أو أهيم بسْحبِ الأماني البعيدةْ
الذي كان لي صاحباً..
لم يعدْ همُّهُ
غير أن يتعقبني في الدروب كظلِّي
ويشتمني في الجريدةْ"
أنا براءٌ من هذا الافتراء المقصود، الفج والبائس، كما يعلم الكثيرون. وللعلم فقصيدته تلك كان قد نشرها في صحيفة "الجمهورية" عام 1992 قبل شهور من نشرها ضمن ملف "الميلاد" الذي جمعه وأعده صديقه وسميه الشاعر خالد مطلق كما يعرف الجميع، بايعاز من رعد بندر "شاعر أم المعارك!" ومستشار وزير الثقافة، ومهندس ومنظّم سيرك -"مهرجان الميلاد" (وكان بندر قد طلب مني نشر ذلك الملف في مجلة "أسفار" التي كنتُ أرأس تحريرها.. فنشرته منفصلاً تماماً عن مواد المجلة الإبداعية، قاسماً المجلة إلى نصفين – بما يشبه التنصل – يبدأ ملف بندر من الصفحة الأولى إلى الصفحة 32.. وبعدها، أي من صفحة 33 يأتي تايتل العدد وأسماء التحرير والفهرست وكلمة التحرير ثم مواد المجلة الابداعية.. وقد تحدثت عن تلك الواقعة وما حدث بعدها، بالتفصيل، في مقالي "المنفى الآخر".. تاركاً لمؤرخي الصحافة العراقية أن يروا ويرووا حكاية أغرب وأجرأ عدد في الثقافة العراقية خلال تلك الحقبة السوداء)..
وللعلم أيضاً، فالكثير وأنا منهم، خرجنا من تلك المحنة ومن "تلك السنوات المرة" دون أن تتلوث أقلامنا وألسنتنا بأي مديح. لا في ذلك المهرجان ولا في غيره. لا أدعي بطولة ولا غير ذلك، لكننا استطعنا المرور بكد ومسؤولية من سَمِّ الرقابة المميتة، بمهارة فن الخطاب المستتر.
كلنا تعرضنا إلى ضغوط شتى، ومَنْ في العراق من الأسماء لم يتعرض لتلك الضغوطات. وهنا تتجلى قيمة المبدع والموقف معاً.. وهنا أيضاً تسمو "الصعلكة" بمعناها الحقيقي والمتمرد – منا فعل جان دمو - وليس بالادعاء والاستجداء والكذب والتهريج كما اعتاد مقلده صعلوكنا "الشجاع"..
ولا أطيل فقد بينت في "مشيٌ في حقول الألغام" الكثير من ذلك.
لا أدين من مدح أو كسب، فلتلك الحقبة أحكامها وضروفها التي لا تخطر ببال. لكنني ضد الادعاء ببطولة كاذبة، وضد التشويش بغية طمس المشهد. وضد التشويه للآخر نتيجة حقد أو غيرة أو غيرهما..
غير أن الحق والأمانة يقتضيان مني القول أيضاً أن هذا الشاعر "المتصعلك" ليس من شعراء النظام أو المداحين له. لكن ربما كتب ما كتب، لطمع في نفسه أو لخوفٍ واهتزاز أو وفقاً لسياسة التهريج التي طبع عليها..
وكنا سننحني له حقاً لو نظّف نفسه من ادران الماضي وأحقاده الشخصية، وصدق باعترافه واعتذاره كما فعلها بشجاعة وشرف وكبرياء القاص المبدع عبد الستار ناصر وآخرون.
*
أخيراً؛ يهمني أن أضع بين يدي القراء: شهادتين وحوارين، يمكن أن يلقوا الضوء على الكثير من الوقائع.. حيث لم أتركْ شاردة ولا واردة في سيرتي الشعرية والحياتية داخل وخارج الوطن، إلاّ وذكرتها هنا.
* تلك السنوات المرة- شهادة في الشعر والحرب والمنفى -
http://www.adnanalsayegh.com/ara/index.asp?DO=ARTIKEL&id=10

* المنفى الآخر- شهادة عن الجيل الثمانيني في العراق.
http://www.adnanalsayegh.com/ara/index.asp?DO=ARTIKEL&id=2


* الكتابة الإبداعية في الداخل مشيٌ في حقول الألغام (1-2)/ أجرى الحوار: داوود أمين - كوبنهاكن
http://www.adnanalsayegh.com/ara/index.asp?DO=INTERVJU&id=27


* الكتابة الإبداعية في الداخل مشيٌ في حقول الألغام (2-2)/ أجرى الحوار: داوود أمين - كوبنهاكن
http://www.adnanalsayegh.com/ara/index.asp?DO=INTERVJU&id=28

*
وتابع أيضاً:
* الشعر يجعل لآلامنا قيمة ولوجودنا معنى / أجرى الحوار: نصيف الناصري.
http://www.adnanalsayegh.com/ara/index.asp?DO=INTERVJU&id=60

* كثير من النصوص لا تريد أن تقول شيئاً/ أجرى الحوار: نصيف الناصري.
http://www.adnanalsayegh.com/ara/index.asp?DO=INTERVJU&id=1

* عدنان الصائغ، وشعر الحداثة من جيله بقلم: نصيف الناصري.
http://www.adnanalsayegh.com/ara/index.asp?DO=STUD&id=259



#عدنان_الصائغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان شعري (2)
- في الذكرى الخامسة عشرة لغياب شاعر العرب الأكبر - ذاكرة قرن
- أربع قراءات شعرية للصائغ في كندا واميركا
- مطر المربد - مشاهدات، وشهادة عما حدث في المربد الثالث 2006
- العلائق بين القيد والهواء والحب والخراب
- سؤال الحريم الشعري.. أمام قرننا الواحد والعشرين
- ثلاث قصائد
- ملتقى عن الديمقراطية في العراق
- ثلاث أمسيات لعدنان الصائغ في العراق
- العراق في لقاء الشعر والموسيقى في السويد
- القال والقيل في الثقافة العراقية
- إلى الدكتور الفاضل علوش من عدنان الصائغ
- نشيد أوروك..
- آهٍ.. على العراق
- غابة الأقنعة تمويهات الخطاب المستتر أمام عين السلطة
- تزاحم الأضداد
- ديمقراطية المسدس الثقافي
- زمن السقوط
- مرايــا
- مجردُ احتفال.. مجردُ سؤال.. مجردُ ألم.. مجردُ قصيدة


المزيد.....




- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان الصائغ - شجاعة الاعتذار، أم شجاعة التَّدْلِيس