|
تجمع شيوخ الليزر !
عارف معروف
الحوار المتمدن-العدد: 4028 - 2013 / 3 / 11 - 22:56
المحور:
كتابات ساخرة
تجمع شيوخ الليزر ! تعكس اللغة ...الفكر، وتعبر عنه . فالفكر العميق او المنظم يستدعي ، بالضرورة ، لغة عميقة او منظمة . والفكر الضحل اوالزائف ينتج لغة ضحلة او زائفة . واللغة :مفردة وارتباط وسياق . لبنة و بناء واثر . وقد مرّ على العراقيين ، سياسييهم ومثقفيهم ، خصوصا من نهل منهم من مدرسة اليسار واهتمامها الكبير بذلك الامر، حين من الدهر ، توقفوا ، واطالوا الوقوف عند كل مفردة وسياقها ودلالتها ، في صياغة هذا الشعار او تدبيج ذلك البيان او حتى كتابة مقال افتتاحي . ذلك ان للكلمة معنى يجب ان تفصح عنه ولها سياق يجب ان تنسجم معه . حتى ان البعض عّد الامر نوعا من الحذلقة بل وربما الاسفاف ! لكن القناعة ، كانت راسخة ، عن حق وجدارة ،بان للكلمة معنى وأثر، ولذلك فانها مسؤولية . كان ذلك ، طبعا، في زمن الكلمة والمعنى وحين كانت السياسة والانغماس فيها ، هي الاخرى ، اهتماما بالشان الوطني والاجتماعي العام ، تحفزه دوافع طبقية او اجتماعية او ثقافية ويترتب عليه ثمن ينبغي حسابه ويتطلب تضحية يتوجب تقديمها ، ان لزم الامر ، عن طيب خاطر ! اما وقد امسى الكلام لغوا فارغا ، والثقافة جهلا وتجهيلا ، ، وتحول الاهتمام السياسي تكالبا على مغانم ، ونوعا من (حمى الذهب ) ولكن ليس في امريكا بدايات القرن العشرين وانما في عراق القرن الواحد والعشرين ،فان ذلك كله القي الى جانب ، وكأنه ما كان تاريخا ، وقد اصبح صنع الواجهة ، اية واجهة ، ومهما كان تعبيرا عن الاعتباط ، هو الفعل والمغزى، ذلك ان البرنامج والشعار ، ناهيك عن الهدف ، قد اصبح من " انتيكة " الماضي ! هاهي الحملة الانتخابية لمجالس المحافظات ، وقد حفلت الشوارع والجدران بمقتضيات الاعلان ، التي تعكس ، مثل كل شيء آخر، طبيعة وفكر ومرامي المتنافسين ، بغض النظر عن الزيف ، في كل ذلك ، حيث يبقى قدر من الحقيقة يمكن قراءته وتتبعه او استبطانه ، يشي بمعنى قد يناقض كليا مرامي الاعلان ! زخم من الاعلانات الجميلة الملونه و حشد من الصور المتشابهة . ابصرت ، بالامس ، وسط ذلك كله ، لافتة طريفة ، تحمل اسم الكيان الانتخابي الذي وراءها ، " تجمع شيوخ الحضارة المدني "!! نعم والله ، ليس هناك غلط او سهو مني وليس من خطأ طباعي . وتسائلت : اما "تجمع للشيوخ " فلا بأس ، فالعصر عصر الشيوخ ، الحقيقيون منهم والزائفون ، الاصلي وال" منافيست "، ولكن ..شيوخ للحضارة ؟؟ كيف ، ما المغزى ، واية حضارة هي المقصودة ؟الشرقية ام الغربية ، العربية الاسلامية ام الحديثة ... الاوروبية في الجوهر ؟ واذا كانت هذه او تلك فما معنى ان يكون لها شيوخ ؟هل هم شيوخ سن ام رؤساء عشائر وقبائل ، واذا كان المعنى الاخير هو المقصود كما يفضي بنا السياق ، سياق الحياة والاحداث ، فهل للحضارة الحديثة عشائر وقبائل ؟! كيف افرزتهم ، ماهي مهامهم التاريخية ووسائلهم ؟ ثم ما بال هذه المفردة اللاحقة بالحضارة ، صفة وتمييزا للتجمع ، " المدني " ؟ هل هناك ، اذن ، تجمعا للشيوخ "عسكري "ينبغي التمّيز عنه ؟ ام ان المقصود بالمدني ...سكنى المدينه ؟ ربما .. في هذه الحالة ، اذن ، نكون امام شيوخ مدنيين هم من نتاج الحضارة الحديثة... ولكن ماذا تفعل المشيخة البدوية الاساس في المدينة الحضارية الحديثة وهي تتنافى معها قطبيا ؟!اين هي قبائل هؤلاء الشيوخ ، واين ديارهم ؟! هل هي في رحم الايام باعتبار ما سيكون ؟ الله اعلم ! قبل سنوات ، خلال حمّى تاسيس منظمات المجتمع المدني ، حينما كان اللعاب يسيل بسبب اموال الواهبين ، ازدحم كل من هب ودب في ذلك الحشر او المهرجان ،ولان الحاجة ام الاختراع ، فقد انتج الواقع العراقي ، الديالكتيكي ، منتهى الديالكتيكية ، مجموعة من انصاف المثقفين ، كانت تبيع برامج وانظمة داخلية ، معدة سلفا ، وتصلح لاي منظمة مجتمع مدني ، مهما كانت غاياتها ، بتعديلات بسيطة على السياق او بدونها ، ذلك ان من شروط تسجيل تلك المنظمات ، ان يكون لها برنامج ونظام داخلي ، وكان معظم طالبي التسجيل لانصيب لهم من معرفة تمكنهم من فهم هذه الرطانة! وفي زمن ابعد غورا ، يمتد الى اكثر من عشرين سنة مضت ، كان واقعنا العراقي المبدع ، والديالكتيكي ، منتهى الديالكتيكية ، قد انتج ، والحاجة ام الاختراع ، مجموعة من اشباه المثقفين ، كانوا كتّاب بحوث ، بل واطاريح ماجستير ودكتوراه ، برسم البيع ، مازالوا ، حتى اليوم يتعيشون من هذه المهنه ، لان ثمة حمير او حمر " مستنفرة ، لكنها لم تفر من قسورة " تريد ان تستكمل مقتضيات الوجاهة بشهادة عليا ! الاطرف من هذا كله ، انك في المقهى الفلاني ، في الشارع العلاني ، ربما كنت تسمع ، لو اصغيت ، كاتب الاطروحة الشرعي ، وهو ينصح ويوضح لطالب الوجاهة الزائفة ، ،عفوا، الدرجة العلمية :" لقد ادرجت لك ، ثبتا بالمراجع الاجنبيه ، اعرف انك لاتفقه من هذه اللغة حرفا ، ولكن لاعليك ، المهم ان تعرف ان الحرفين اللاتينيين اللذين تراهما في معظم الهوامش يعنيان : مصدر سابق "!!.. اعتقد ان عددا لاباس به من حملة الشهادات العليا ، السابقون واللاحقون ، كانوا زبائن لذات الباعة ! ...ويحدثونك عن كفاءات علمية ، عراقية ،مهدورة !.. ما علينا ... وحيث ان الحملات الانتخابية بقيت، حتى اليوم ، ،حدث طاريء ليس له صفة الدوام ، فان واقعنا المبدع ، لم ينتج ،او يطور بعد، مقاولي تسميات سياسية مناسبة و مقنعه ، وحتى ذلك الحين ، ووفقا لقواعد القياس فستقرأون ، ربما ، المزيد من وزن: "تيار معممي ما بعد الحداثة العراقي " او .." حزب اشراف النانو الرقمي " وربما ..." تجمع شيوخ الليزر العشائري "!!
#عارف_معروف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظرية المؤامرة!
-
امراء الحرب وسياسة حافة الهاوية !
-
نصف قرن على انقلاب 8 شباط 1963 .... من يجيب على الاسئلة؟
-
الانتهازية ..... والعلاقة بين الفطري والمكتسب . (5)
-
الانتهازية والسلطة في العراق ...رجال لكل العصور !
-
رزكار عقراوي .. دعوة مخلصة ولكن!
-
مع السيد عصام الخفاجي في -ثورات الربيع العربي وآفاقها- اكبر
...
-
الانتهازية والسلطة في العراق ... من اجل فك الاقتران !(3)
-
الانتهازية والسلطة في العراق... من اجل فك الاقتران ! (2)
-
الانتهازية والسلطة في العراق... من اجل فك الاقتران ! (1)
-
الثورة الشعبية في سبعة ايام وبدون معلم !
-
محلل ... سياسي !!
-
ليلة زفاف - صمود مجيد - !
-
ماكنة الدعاية البعثية الغوبلزية ...هل هي سبب معاناة العراقيي
...
-
سرطان الفساد يهدد مستقبل ووجود العراق ... هل ثمة امل ؟ الجزء
...
-
دولة المواطنة ضمانة الشعوب ضد التمييز القومي والديني
-
سرطان الفساد يهدد مستقبل ووجود العراق ....هل ثمة امل ؟ .....
...
-
ثورات العرب ضد عيدي امين داده!
-
العراق ينتج السيارات وسيصدرها الى دول المنطقة! الضحك على الذ
...
-
ميكافيللي المسكين !
المزيد.....
-
“العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024
...
-
مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
-
المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب
...
-
نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط
...
-
تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
-
السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
-
فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف
...
-
بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ
...
-
مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
-
روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|