أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - احمد ضحية - حزب التحرير الإسلامي ولجنة الدستور.. ماذ يعد المؤتمر الوطني من مؤامرات أخرى؟















المزيد.....

حزب التحرير الإسلامي ولجنة الدستور.. ماذ يعد المؤتمر الوطني من مؤامرات أخرى؟


احمد ضحية

الحوار المتمدن-العدد: 4028 - 2013 / 3 / 11 - 21:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


حزب التحرير الإسلامي الرجعي ولجنة الدستور وتاكتيكات نظام الأبارتهايد في الخرطوم!
إستوقفني مؤخرا خبر صحافي, أوردته عدة وسائط إعلامية في الأيام القليلة الماضية. مفاد الخبر, أن وفدا من حزب التحرير/ ولاية السودان إلتقي بلجنة الدستور, لتعريفها رؤية حزب التحرير في الدستور القادم. حيث أوضح أمير الوفد موقف حزبه من الدستور بما يتمثل في: (إن الأمة اليوم تتوق إلى حكم الإسلام، وكل الحراك في العالم العربي, كانت نتيجته وصول الحركات التي تحمل شعار الإسلام إلى السلطة. ولذلك تسعى السلطات عندنا في السودان للخروج بدستور مضلل حتى يُخدع الناس باسم الإسلام ويخدروا، ويقعدوا عن الحراك تجاه دستور إسلامي حقيقي يطبق في دولة الخلافة. ويساهم في هذا التضليل ثلاث جهات هي:
1/ الدول الاستعمارية الكافرة التي تتخوّف من توجه الناس للإسلام، لذلك يحاولون إظهار الدساتير العلمانية الوضعية المضللة وكأنها إسلامية، عبر الترويج لها والضجيج الإعلامي.
2/ المطبوعون بالثقافة الغربية الرأسمالية الذين سارعوا بفصل الدين عن الحياة على النمط الغربي، مدّعين أنهم بذلك يحفظون الدين من مساوئ السياسة، ونسي هؤلاء أو تناسوا أن السياسة في الإسلام هي رعاية شئون الأمة وفق أحكام الشرع، وأنه لا فرق في الإسلام بين آية: (( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ )) وبين آية: (( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ )).
3/ حركات إسلامية سايرت الغرب الكافر والعلمانيين حتى ترضيهم، وضللت قواعدها بأن ذلك تكتيك وما إلى ذلك من تضليل)..
وهكذا نلاحظ أن حزب التحرير يرى بإختصار أن على الدستور القادم أن يكون دستورا إسلاميا يستمد شرعيته من الوحي, حسب فهم حزب التحرير للوحي وللإسلام. بالتالي لا سيادة للشعب, إلى آخر حيثيات الخبر, الذي يفيد في التحليل النهائي, أن حزب التحرير يقوم مقام النبوة, فالوحي يتنزل للناس عبره؟!
ما أستوقفني في الخبر ليس هو أفكار حزب التحرير المعادية للديموقراطية وكافة أشكال الفكر الإنساني.. وإعتقاده أن إنجاز (دولة الخلافة) هو الحل؟ فمجرد الإعتقاد بأن الخلافة الإسلامية هي الحل, دون أن يتم تفكير في الظروف المخالفة وقتها لما نعيشه اليوم، يعتبر خللا كبيرا في التفكير. على هذا الأساس أن أي دعوة لإقامة الخلافة الإسلامية (في زمان الناس هذا) هو نوع من اللعب على وتر (العواطف والضحك على الذقون)، إذ أن هذا النوع من الدعوات لا يأخذ بعين الاعتبار متطلبات العصر الحالي وظروفه الخاصة.
كما أن نظام الخلافة ليس هو بالنظام الصالح لكل زمان ومكان, فشتان ما بين الإسلام ك(دين) وما بين (النظام السياسي) الذي إختاره المسلمون الأوائل لإدارة دولتهم (الخلافة).مع ذلك لم يكن هذا ما أستوقفني..لا..
فما أستوقفني هو إهنمام نظام المؤتمر الوطني, بأن يكون لحزب التحرير رأي في مثل هذا النوع من القضايا الخلافية (قضية الدستور) بما يعني (على خلفية هذه المناورة) أن ثمة ما يجري خلف الكواليس لصناعة (فزاعة جديدة) تمنح النظام المزيد من الوقت, الذي لن يجده حتى لو إحتمى خلف الضجيج, الذي يحدثه حزب كحزب التحرير, ك(دور رسمه له المؤتمر الوطني) سلفا.
ونظام المؤتمر الوطني ليس هو أول نظام يستعين ب(قوة دينية) لتمرير مخططاته, فمن قبل نميري مع الأخوان الجمهوريون (رغم الفارق الكبير بين التحرير والجمهوريون) فعل الشيء نفسه. فقد إستغل نميري عداء الجمهوريون للطائفية والأخوان المسلمون والشيوعيون وأستثمر هذا العداء, في الحصول على تأييد و مساندة الجمهوريون له, بوجه أعداءهما المشتركين(كتاب لماذا نؤيد سلطة مايو؟) وهكذا تم تقويض مقاومة الجبهة الوطنية لنظام نميري, بالتالي تأخير مسيرة الديموقراطية.
السؤال هنا: ما هو المغزى من خلف هذا الخبر, الذي تصدر الوسائط الإعلامية في الأيام الماضية؟ هل سيعيد التاريخ نفسه من خلال لاعبين مختلفين وتعديلات تبدو شكلية ولكنها في حقيقة الأمر جوهرية؟ لتمرير مخطط خفي بزراعة تنظيم (منبت) عن الحياة السياسية والفكرية, بل وتاريخ السودان نفسه ك(حزب التحرير).
حزب التحرير على الرغم من تسميته لنفسه "حزبا" وفقا للمفهوم المعاصر الذي تعنيه كلمة "حزب" (لأن التحرير يمارس الآن نشاطه كحزب في المشهد السياسي السوداني, الذي يعج بأحزاب وتنظيمات تؤمن بالديموقراطية) إلا أنه شديد العداء للديموقراطية والأفكار الإنسانية ويجاهر بهذا العداء علنا؟ بل ويعتبر الديموقراطية كفرا, بالتالي لا يجوز الإحتكام إليها (راجع كتاب حزب التحرير: الديموقراطية نظام كفر يحرم أخذها أو الدعوة إليها أو تطبيقها) وهو تناقض قانوني وأخلاقي؟! فالجبهة الإسلامية نفسها, التي جاءت بهذا النظام عن طريق إنقلاب عسكري, لم تجرؤ على التصريح علنا أنها ضد الديموقراطية؟ وذلك لإدراكها –على علاتها- أن الديموقراطية هي شكل من أشكال الحكم السياسي, القائم على التداول السلمي للسلطة, وحكم الأغلبية. والديموقراطية بهذا المعنى هي نظام إجتماعي مميز لتصريف حياة المجتمعات, بما يفضي لتفريغها من العنف وتحقيق السلام الإجتماعي والأمن والرخاء والتنمية. وهذا يعني ضمنا القضاء على أعداء الإنسانية الثلاثة: (الفقر والجهل والمرض).
إذا كان الحزب السياسي هو تنظيم يسعى إلى بلوغ السلطة ، عن طريق الحملات الانتخابية. فإن حزب التحرير (بإعتباره حزب لا يؤمن بالديموقراطية) يعتبر تهديدا صريحا للحياة السياسية القادمة. فمفهوم هذا الحزب لمعنى كلمة حزب ينحصر في أن هذه الكلمة كل ما تعنيه هو (الأرض الشديدة الغليظة- وما يعتاده المرء من صلاة وقراءة ودعاء, على حسب المعجم الوسيط).
والقاريء لأدبيات حزب التحرير يجده لا يقدم تحليلات لأوضاع العالم الإسلامي, بل أوهام على خلفية (نظرية المؤامرة) التي يجرم ويكفر من خلالها الشعوب العربية و الإسلامية وأنظمتها, ولا يتورع عن وصف هؤلاء وأولئك بالعمالة للغرب. إنطلاقا من (عداءه المسبق للسامية) ما يجعله حزبا ينطلق من خلفيات عنصرية, إلى جانب آراءه القطعية غير القابلة للنقاش أو الحوار أو السجال. ما يجعله بالنتيجة حزبا كارثيا إذا قدر له الإستيلاء على السلطة.
إن الأفكار المتشددة التي يتبناها حزب التحرير, من شأنها أن تخلق جوا أسوأ بكثير من مناخ الكراهية والعنف, الذي خلقته أفكار الجبهة الإسلامية بمختلف مسمياتها.



#احمد_ضحية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السودانية المتنامية: جرائم الماضي والحاضر.. ورؤى وآفا ...
- الثورة السودانية المتنامية: جرائم الماضي والحاضر.. ورؤى وآفا ...
- الثورة السودانية المتنامية: جرائم الماضي والحاضر.. ورؤى وآفا ...
- الثورة السودانية المتنامية: جرائم الماضي والحاضر.. ورؤى وآفا ...
- قراءة نقدية في مجموعة العجكو مرة أخرى للقاص عمر الصايم
- عرض لفصول ومشاهد كتاب ويكيلكس السودان: الخندق:(أسرار دولة ال ...
- ثلاثية البلاد الكبيرة:(المطاليق- البندر والوادي- الرحل)
- دارفور..على ضوء أحداث مايو..لحظة تحول في تاريخ بلد واحدة,أم ...
- دارفور..على ضوء أحداث مايو:لحظة تحول في تاريخ بلد واحدة,أم ق ...
- دارفور..على ضوء أحداث مايو..لحظة تحول في تاريخ بلد واحدة,أم ...
- الاسلام السياسي وثقافة الفتنة - لحلقة الاخيرة من المثقف والس ...
- الكتلة التاريخية والمركزيات الاتنية في السودان
- حول أزمة المثقف والسلطة ووحدة قوى السودان الجديد
- حول المثقف والسلطة في السودان
- علاقة المثقف والسلطة ومخاض السودان الجديد
- المرأة السودانية وتجربتها مع السلطة السياسية
- الحكومة السودانية الجديدة: بين مطرقة التحديات الانتقالية و س ...
- الحكومة السودانية الجديدة : أجواء ملبدة بالغموض والحذر ...
- التحول الديموقراطي ووضعية المرأة في السودان بين مواثيق حقوق ...
- عرض كتاب : جون قرنق - رؤيته للسودان الجديد واعادة بناء الدول ...


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - احمد ضحية - حزب التحرير الإسلامي ولجنة الدستور.. ماذ يعد المؤتمر الوطني من مؤامرات أخرى؟