أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شاهر أحمد نصر - لن ينقذ الوطن إلاّ صوت العقل















المزيد.....

لن ينقذ الوطن إلاّ صوت العقل


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 1159 - 2005 / 4 / 6 - 13:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يتفق الجميع على أنّ الوطن في خطر، كما يتفقون على أنّ الخطر يهدد الجميع، سلطة ومعارضة.. وهناك من ينبه إلى أنّ الخطر ناجم عن تهديد بالاجتياح الخارجي، ومع ضرورة عدم تجاهل ذلك، فلعلّ أخطر ما يتهدد الوطن هو تراكم الضعف في بنيانه الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، هذا الضعف الذي ينهك المجتمع ويفقده عوامل الصمود أمام الأخطار.. من هنا تأتي أهمية نداءات وصرخات الغيورين بضرورة العمل على وحدة الصف الوطني، وضرورة إجراء الإصلاح والتغيير لزيادة المنعة وتلافي كل ما يسبب الضعف ويودي إلى التهلكة... وفي هذا السياق من الضروري التعامل مع "النداء الوطني للإنقاذ" الصادر عن جماعة الإخوان المسلمين في سورية في لندن في 3 من نيسان (أبريل) 2005، الذي تلمس الغيرة والحس بالمسؤولية، والصدق، في كلماته وروحه "نداءٌ لا يستثني أحداً...وفاءً لوطنٍ تهونُ من أجلِ وحدته وحمايته كلُّ التضحيات." "..خوفُنا على الوطن من الضّياع، ومسئوليتُنا أمامَ شعبنا أن يقعَ في حمْأة الفوضى.."
من الضروري الإقرار بأهمية التعاون والتحالف بين جميع أبناء الوطن في جميع مراحل البناء والدفاع عن مصير الوطن، وتبقى التنظيمات الإسلامية، ومن بينها جماعة الإخوان المسلمين جزءاً مكوناً من نسيج المجتمع السوري، لا يمكن إلغاؤها لا بـ 49 ولا حتى بمئات المراسيم أو القرارات، وما تجاهل هذا الواقع إلاّ كمن يدفن رأسه في الرمال، ولن يفيد هذا التجاهل إلاّ أعداء الوطن، كما أنّه يفاقم الضعف، كمن يحتضن اللهب ضمن الرماد...
قد نختلف مع بعض الأفكار الواردة في النداء، قد نختلف مع اللهجة والنبرة أحياناً، إلاّ أننا نتفق مع جوهر النداء لإنقاذ الوطن، وعلى الجميع أن يعترفوا أنّ هذا الوطن للجميع، وهو ليس حكراً على حزب سياسي، أو جبهة أحزاب، بل هو لجميع أبنائه من مختلف القوميات والديانات والطوائف والأحزاب، والخطوة الأولى لعزته وقوته هي حرية جميع أبنائه، وبنائه على أسس ومقومات الدولة العصرية الدستورية الديموقراطية التداولية القانونية السليمة.. ولا يسعنا إلاّ أن نتفق مع تأكيد البيان على أننا "جميعاً شركاءُ في هذا الوطن، وأنه لا يمكنُ لأحدٍ أن يُلغيَ الآخر، أو يحولَ بينه وبين المشاركة في عملية الإنقاذ، وأننا لسنا طلابَ ثأر، ولا دعاةَ انتقام، ولن نقابلَ الظلمَ بالظلم، بل نحتسبُ عند الله ما أصابنا، وننطلقُ بقلوبٍ مؤمنةٍ نقية، لنحملَ مسئوليتَنا في مشروع السلام الوطني، ونبنيَ مع أبناء شعبنا صفاً وطنياً مرصوصاً عزيزاً، ندياً بالحبّ والإخاء.." مع التنويه إلى أنّ مسألة الماضي حساسة جداً وتتطلب نظرة نقدية من قبل الجميع، وليس من قبل طرف واحد فحسب، إذ أنّ كل طرف يزعم أنّ الظلم بدأ من الآخر، وهذا لا يعني قبول الظلم، أو تبرير ما لا يمكن تبريره، ولعل المصارحة، وإعادة الاعتبار، والممتلكات والحقوق للمظلومين خطوة سليمة على طريق معالجة آثار تلك الحقبة الصعبة في تاريخ بلادنا..
ومن الملفت في النداء أنّه خص الطائفة العلوية بالدعوة للوقوف صفاً واحداً مع أبناء شعبهم في معركة الحرية والإنقاذ مع التأكيد على أنّ الوطن لكل أبنائه.. وهنا لا يسعني إلا التنويه على أنّ أبناء طوائف سوريا جميعاً تربوا على الروح الوطنية، وما توحدهم في المعارك ضد الاحتلال الاستعماري إلاّ خير مثال على ذلك، ولا داعي هنا للتذكير بالعلاقة بين ثورة ابراهيم هنانو وثورة الشيخ صالح العلي، والثورة السورية الكبرى بقيادة المجاهد سلطان باشا الأطرش، أو التذكير بالشهداء الذين سقطوا في المعارك ضد الهجمة الصهيونية من جميع الطوائف والأديان، ولعل أكثر سجناء الإخوان المسلمين يتذكرون إخوانهم من الطوائف الأخرى الذين شاركوهم المصير، وتعاضدهم في جميع الملمات،... ومن الضروري معالجة مسألة السلطات وأنظمة الحكم في المراحل التاريخية المختلفة، من منظور سياسي.. فالأنظمة الشمولية الاستبدادية في أوربا الشرقية، أفريقيا، وآسيا، وأمريكا لها صبغة سياسية جامعة بنيت عليها؛ من الضروري التمعن جيداً في بنيتها للتعامل بشكل سليم معها، ومع آثارها.. وفي نفس الوقت يجب الاعتراف بالنواقص، والأخطاء التي وقعت من قبل الجميع كي لا تتكرر، مع التأكيد على أنّ السلطة في أي بلد يجب أن تكون راعية للجميع لا تظلم أحداً من أبنائها.. وعلى السلطة الغيورة على شعبها أن تبادر لمعالجة أي خلل يخلق الشعور بالغبن في صفوف أبناء الشعب، ويعرض وحدة الوطن للخل.. إنّها مسألة حساسة ودقيقة تحتاج إلى وقفة نقدية مبنية على أسس علمية..
والجماعة محقة في القول بأنّ "المرحلة تحتاج إلى قراراتٍ جريئةٍ حاسمة".. ومن الضروري ملاقاة دعوتها "إلى مؤتمرٍ وطنيّ شاملٍ لا يستثني أحداً، ولا يُلغي أحداً، يمثّل كلّ التياراتِ والأطياف، والطوائفِ والأعراق، داخلَ الوطن وخارجَه.. لبناء الكتلة الوطنية الصلبة التي تتحملُ العبءَ الوطنيّ بكلّ أبعاده." علماً بأنّ هذه الدعوة كانت قد صدرت عن العديد من القوى الوطنية والكتاب والباحثين المهتمين بالقضايا الوطنية..
وتعد المطالب باتخاذ الخطوات السريعة على طريق الجدية وتعزيز الثقة: كإطلاق سراح السجناء السياسيين وإغلاق ملفات الاعتقال والمظالم، وإلغاء حالة الطوارئ والأحكام العرفية، وإلغاء خصال الدولة الأمنية ووقف تدخل المخابرات في الحياة الخاصة للمواطنين، والاعتراف بمكونات الشعب السوري وخصوصياتها، ومكافحة الفساد؛ مطالب عادلة يجتمع عليها الوطنيون في بلادنا من مختلف الاتجاهات السياسية.. مع تقدير الدعوة إلى أن يقوم المؤتمر الوطني الشامل، بوضع "برنامجَ عملٍ وطنيّ للإنقاذ والتغيير، يبدأ من إلغاءِ المادة الثامنة من الدستور، التي تحتكرُ السلطةَ وتفرضُ الوصايةَ على الشعب، ووضعِ قانونٍ عصريّ للأحزاب، وتحديدِ موعدٍ لإجراء انتخاباتٍ حرةٍ نزيهة، لجمعيةٍ وطنيةٍ تأسيسيّة، تحت إشرافِ هيئةٍ محايدةٍ نزيهة، لصياغةِ دستورٍ حديثٍ يلبّي متطلّباتِ المرحلة، ويشكّلُ بدايةَ فجرٍ جديد، وولادةَ جمهوريةٍ دستوريةٍ ديمقراطية." إنّ تأكيد جماعة الإخوان المسلمين في سوريا على مسألة الديموقراطية مسألة هامة، وهي ليست غريبة، لأنّ الرسول العظيم محمد كان ديموقراطياً، وتجلى ذلك في دعوته إلى المساواة والقضاء على الظلم وإلغاء التفرقة وفي نهيه عن الفخر بالآباء، ولم يجعل لأحد فضلاً على أحد إلا بالتقوى. وعرفت بلادنا في تاريخها الحديث قادة ديموقراطيين من الإخوان المسلمين، في طليعتهم زعيم الإخوان المسلمين في سوريا الشيخ مصطفى السباعي، الذي يعد مثالاً للتعامل الوطني الديموقراطي مع القضايا الوطنية، تجلى ذلك في موقفه عند مناقشة دستور البلاد، ومنهم بشير عوف صاحب صحيفة المنار.. على الرغم من وجود بعض التيارات الإسلامية التي تتصف بالمغالاة والتي تكفر الداعين إلى الديموقراطية..
أجل إن الخطر داهم ولم يعد يستحمل التأجيل، ومنعاً للماطلة والتسويف من الضروري وضع برنامج زمني للإصلاح والتغير.. إلاّ أنني أرى أنّه كان من الأفضل أن تتم المخاطبة بلغة الاقتراح، وليس الأمر، كي لا يفهم الأمر وكأنّه إنذار، فبدلاً من (ينبغي ألا يتجاوز ثلاثة أشهر)، كان من الأفضل القول (نرى ألا تتجاوز ثلاثة اشهر).. وأرى أنّ إقحام كلمة (انقلاب) عند مناشدة الجيش أن يلعب دوره الوطني، غير موفقة.. وهي تذكرنا بعهود الانقلابات المظلمة التي مرت على بلادنا والتي ما زلنا نحصد ثمارها، وكلمة انقلاب ،على الرغم من إرفاقها بكلمة سلمي، بحد ذاتها تنسف أي مشروع ديموقراطي.. أجل لقد أصبح لدى أبناء شعبنا حساسية من كلمة انقلاب، ومن القوى الانقلابية التي طالما تبجح قادتها بأنّهم "أخذوا الحكم بالبارودة، ولن يتخلوا عنه إلاّ بالبارودة".. وأرى أنّه أصبح من الضروري تجاوز تلك المرحلة، والتأسيس لمرحلة جديدة أساسها "أننا جميعاً شركاءُ في هذا الوطن، وأنه لا يمكنُ لأحدٍ أن يُلغيَ الآخر، أو يحولَ بينه وبين المشاركة في عملية الإنقاذ".. وبناء الوطن، كما جاء في الوثيقة... التي لا يسعني إلاّ أن أحيي صوت العقل الذي يزينها.



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف أصبح شيخ الأدب في البلاد شيوعياً؟
- سحر السحر
- إنهم يخافون المصطلحات، إنّهم يخافون المستقبل
- رفيق بهاء الدين الحريري، يا من سرت على درب المسيح، سلام عليك
- نهاية الصهيونية
- تحية وتهنئة إلى الشعب العراقي
- رؤية جماعة الإخوان المسلمين في سورية خطوة إلى الأمام ونظرة ف ...
- أحلام التغيير بعقلية وأدوات قديمة ـ قراءة نقدية في مشروع برن ...
- لأسباب مبدئية
- عشر وصايا إلى فقراء سوريا
- الحوار المتمدن عنوان المستقبل الحضاري
- وديعة رابين والتزام بيريز ونتنياهو وباراك بها في مذكرات بيل ...
- القفزة النوعية في أدب أمريكا اللاتينية جديرة بالتمعن
- قراءة نقدية في الوثيقة التأسيسية الثالثة للجان إحياء المجتمع ...
- هل من مُنقذ لكتاب شيخ الأدب في سوريا -عبد المعين الملوحي في ...
- لماذا البعثيون كما الشيوعيين لا يقبلون النصح؟
- أخطار قمع المعارضة، وأثر ذلك في انهيار الدول
- ثورة أكتوبر قيامة المظلومين
- ألم يحن الوقت لتوحيد أحزاب الجبهة في حزب أو تآلف سياسي واحد، ...
- في السياسات الناجحة، والسياسات الخاطئة


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شاهر أحمد نصر - لن ينقذ الوطن إلاّ صوت العقل