أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم البغدادي - الاطلال..ملحمه الشطر














المزيد.....

الاطلال..ملحمه الشطر


جاسم البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 4028 - 2013 / 3 / 11 - 16:34
المحور: الادب والفن
    


الشطر ..شطر البيت الشعري ,لا البيت كله , لا القصيده كلها . يخطئ الشاعر ان ظن ان القارئ سيهضم قصيدته دفعه واحده ,او يلفظها مره واحده , يعجب بها اولا . لا توجد على الارض قصيده شعريه متكامله كلها بنفس القوه , وبنفس الجماليه , وبنفس الاتقان ! ولا خاطره كذلك , ولا قصه , او اي نص اخر ..ادبي , او في مجالات ابداعيه اخرى . القران الكريم فقط , فردا منفردا بهذه الخاصيه , قوه ..جمال ..اتقان ..تكامل . اروع واكثر القصائد الشعريه فيها وهن هنا او رتابه هناك , بلا ضير ولا انتقاص , ومصطلح المكثر المجيد انما هو في عموم الشعر لا استقراء الابيات الشعريه بيتا بيتا ! والقارئ يتلقط الجماليه الشعريه هنا وهناك ,وغالبا ما يكون شطر البيت هو المتوهج الاكثر في القصيده حتى يكاد ينفرد دون غيره بعذوبته وسلاسته وقوته التعبيريه ,فتلقفه القريحه المتذوقه وسرعان ما يردده اللسان , وربما يغدو مثلا تردده الالسن دون ان تعرف شيئا عن القصيده ولا حتى البيت الذي يضم هذا الشطر . مثال ذلك ( شبيه الشئ منجذب اليه ) كم من الناس يعرف ان هذا الشطر هو من بيت شعر للمتنبئ ؟ وقس على ذلك .
الان اسرد بعضا من الاشطر التي حوتها القصيده الملحميه للشاعر ابراهيم ناجي ( الاطلال ) لنرى كيف تبدو وحدها متوهجه كالمصابيح لتضئ باقي ابيات القصيده وتجعل مسالكها مناره للسارحين في مراعي الاطلال الناطقه كما ارادها الشاعر ان تكون او ربما ما ارادت هي للشاعر ان يكون ....(ايها الشاعر خذ قيثارتك ....غن اشجانك واسكب دمعتك ).
( حكم الطاغي فكنا في العصاه ..)
(روعه الالام في المنفى الطهور )
(وعلى بابك امال تموت ..)
(فمشت ,مجنونه للمقتل )
(عجلي ,لا ينفع الحزم وئيدا )
(اشرقت لي قبل ان تشرق شمسي )
(اوكل الحب في راْيك غفران وصفح ؟ )
(ايها الجبار : هل تصرع من اجل امراْه ؟؟ )
(لا تقل شئنا ..وقل الحظ شاء )
( رب لحن رقص النجم له ..)
لا ازعم ان ما اوردته هو اجمل ما في القصيده ,فهي قصيده تتبارى ابياتها في عرض الصور الجماليه , فكاننا في عرض ازياء لاروع ما في مخيله المصممين . بدءا من تلك تنهيده الحزن المنطويه على ياْس لا رجاء له (رحم الله الهوى ) نرى الاستعاره البلاغيه المدهشه التي صيرت (الهوى ) شخصا ميتا ليس له في قلب الشاعر سوى طلب الرحمه !!..فهل كان ذلك حقا ؟ ..لا بل سرعان ما اجتاحه التمرد الهائج الذي يابى الياس ويعصف بكيانه كالريح العاتيه ..
( يا رياحا ليس يهدء عصفها ...نضب الزيت ومصباحي انطفا )
اذن هو صراع الانسان اليائس مع الانسان المتمرد على الياس في قلب انسان واحد ..ضد من ؟ ضد ذلك القلب الذي ..
( كلما غار به النصل ...عفا ) لاحظ كيف جاء الشطر هنا ليدلنا على موضع الصراع , وساحه التمرد , وملاذ الياْس .
ثم ياْتي الاستسلام لسطوه الحظ العاثر الذي لا حيله تجدي معه سوى الندب والحسره المؤلمه فنكاد نسمع حشرجه الكلمات المتاْوهه بصمت كظوم ..
( ما قضينا ساعه في عرسه ....وقضينا العمر في ماْتمه )
فياله من حظ !! اليس الاجدى الا ترى ذاك الذي تهناْ به ساعه ىتقضي العمر حسرات عليه ؟!
وقد صاغ الجواهري ذلك الموقف بصوره اخرى ..يقول فيها :
( ولكم شقيت بما بصرت به ... فوددت اني ليس لي بصر )
ثم اعتراف صريح للشاعر ان ترحمه على الهوى لم يكن الا وهما وحلم مخدوع وامنيه خاطر مكذوبه , فالهوى يجري في دماه مجرى الشرايين في الجسد واذن ..(اين يمضي هارب من دمه ؟؟ ) الشطر ..يختزل قوه تعبير فائقه الروعه .
وتتبارى الصور تبعا لتقلبات المشاعر التي لا تتعب ولا تسكن ولا تستريح وهي تنضب ما بقي للشاعر من حشاشه تومض تحت ركام الم يستقوى وامل يستوهن , تبحث عن قرار حين لا يكون هناك قرار ..واختيار اللاختيار حين يوصد باب الامل باحكام ..
( ولي الويل اذا لبيتها ...ولي الويل اذا لم اتبعها )
وحين لا تنفع معه الكبرياء العمياء التي تشوش لديها الاحساس فلم تدرك ان من (راْى الناس ظلالا في السفوح ) لم يكن (كبرياء الرجل ) المصاب فيما بعد ..بل هي (محض روح ) .. اشطر ...لكل شطر وظيفه شعريه مهما قل .
واذن هو الاستسلام ..بعد صراع غير متكافئ ..توسل مستعطف , تنازل عن كل كبرياء امام الجبروت العملاق الذي لصق به ..
(قدرا كالموت ..او في طعمه ) والذي بالغ في تكبيله حتى اخرجه من عقال العشق الى فلتان الوله وشطحات الصوفي قبله الذي صير (الاكوان للخمر قداح ) فغدا لا يرى في صوره معشوقه الا ..
(مشرق الطلعه في منطقه ...لغه النور وتعبير السماء )
ونسي ..كيف لمن كانت هذه صفاته ان يكون ( ساخرا من مدمعي سخر العدى )
ونسي ..ما نفع الشكوى وقد غدا الشاكي هيكلا ( تاكل الركع منه والسجودا )
ونسي ..(اي روحانيه تعصر من طين وماء ؟)
وانحدر الكبرياء دون شفقه لخضوع لا جدوى منه ..وعزاءه ...(ياشفاء الروح روحي تشتكي ....ظلم اسيها الى بارئها )
ختاما وقد( يحلو في البدء الختام ) فمما سبق تبدو كيفيه اختزال الشاعر لمعاني كثيره وصور جمايه خلابه واستعارات رمزيه تناسقت بانسجام مذهل في اشطر صغيره وكلمات قليله والتاْمت بين انامل شعريه لتنقشها ملحمه شعريه قل نظيرها في الادب العربي والشعر العمودي الحديث .



#جاسم_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافه الخرطات السياسيه !!
- ضحيه التحرش ..من ؟
- عاشقه
- سياسه لوي ال (لو) ..
- دعوا المرأه نائمه , لعن الله من ايقظها
- بصمة حب
- الطائفيه للأمام در..العلمانيه للوراء سر
- سيكولوجيه الطائفيه في العراق
- المجنون في المانيا ..
- القبانجي ..وحدووووه
- لم نعد غرباء ياغاده ...
- من الجنائن المعلقه الى القطار المعلق ..الدفع مقدما !!
- الطيف
- اللّجه -قصه قصيره
- الربيع العربي...ربيع اللاربيع


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم البغدادي - الاطلال..ملحمه الشطر