أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد وادي - وصايا لكلكامش...














المزيد.....

وصايا لكلكامش...


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 4027 - 2013 / 3 / 10 - 15:54
المحور: الادب والفن
    


وصايـــــــا لكلكامش
جواد وادي

الليلة
تختزن زبد الشهوة الأخيرة
حكايا العذارى الجميلات

الليلة
تحتفي صباياك النواهل
بشطط ارتعاشاتك
وتحلو الأغنيات

الليلة
يبتهج النمل
ويصير القندس عريسا
على الوردة اليانعة

الليلة
تزيل العناكب
حزن المواويل الجريحة

الليلة
تصاحب الجنادب
عفاريت الغابة
ضدا لنواياك وفورة رغباتك

الليلة
احذر يا كلكامش
من هجمة مباغتة
لا تغمض عينيك
عن هجمات البستاني الأهوج



الليلة
إجعل يا كلكامش
من خوذة انكيدو
وسادة لنشوتك وأنت تترصد
ما تؤول إليه النوازل المباغتة

الليلة
احذر من الطاعون القادم
يزحف لزوايا قصرك
ومحضياتك
في أوروك المقدسة

الليلة
قد يحاصرك الناصبون بمكائدهم
فأحكم رتاج الأبواب ومزاليجها
إنها أوروك العامرة
بأسوارها الحصينة
ثم أنعم بمفاتن من تهوى
من أنثاك الماطرة بالشهوات
والشبق الطفولي

ما لك وأطفال أوروك اللاهون دون كساء
أو مأوى أو حتى لمسة دفء
عاين ما يفعله
صنّاع الرماح المسننة
وأحترس من نواياهم

دع عنك الليلة
يا كلكامش
عرق الرهزة الأخيرة
لآخر بكر افتضضتها
إنها الخسارة الكبرى أن يسيح
عرقك على جسد الأفعى الرقطاء
سارقة نبتتك المباركة
وأنت تبعثر وصاياك
لفرسانك المنهزمين
بكل هذا المروق اللعين
توارى خلف نخلة باسقة
تظللك
يا كلكامش
من زخة اللعنات
أما كفاك هتكا لروحك
حين ترتعب سيدة الحانة
لهيئتك المخيفة؟
كل ليلة
تطمر يا كلكامش
تحت جلدك آخر أسرارك
لتصحو مجساتك
على شبق قادم
وأنت لا تبالي
بهمس المترصدين
لأفعالك الطائشة

لعلك تصل الليل بالبحر
والسهو بالمكان
وتشرّع للمحو
سلطة المرايا
تدون على شجر الحناء
نواميس القتل
أو لعنة الحروب
حتى نوافذك الحزينة
تراودك عن وحشتها
وأنت تترك نواياك
لنهم الطاعون
تاركا أهواءك تترامى بين
فسحة الأطلال الخربة
لأوروك المقدسة
ورغبة الانزواء
لحيرتك الضليلة

أفرد أيها الطائر الجريح لغربة كلكامش
جناحيك نبيذا للكروم المقدسة
أو خفقة إنتشاء
وأترك لفواصلك الجذلى صخبها
سواقي أوروك ما حادت بعد
عن وقع خطاك وأنت القادم
من قسوة المصير النازف

ما زلنا أنا وأنت يا كلكامش
نتقاسم الدماء والليل
والرغبات والبكاء المؤجل
وحروب النوايا وشيئا من
ظلال المدينة الحزينة
والزوايا التي أثقلتها نياشينك
وهذر الأقاويل

اللعنة عليك أيها الطائر الخرافي
لماذا سحبت من تحت وسادة كلكامش
أحلامه ونشوة رغباته
وبسطت على جسده المارد
سلطة عشتار وتأوهاتها الخفيضة
وتركت أحقاد خمبابا للخراب اليقين
تبا لك أيها الثور المجنح
كيف انتزعت وأنت المجلل بالرهبة
والصلوات الجليلة
فخذك المجلجل
طمعا بمرضاة الآلهة
وغضب عشتار
للفتك بكلكامش الإله
وأنت الأدرى بما حل
بجسد إنكيدو المغوار
ويتم كلكامش وحزنه
على صديقه وصنوه
أعرف يا كلكامش أنك
أدمنت التعكز على رهبة الموت
وتركت أوروك
1. لمخصييها من رجالك الآبقين
وأنت تهيم كضبع هرم
فلا مهرب من الفناء
غير إكتراء أرديتك
لتقضم أحلامك
وما تبقى لك من أمنيات
غير الانزواء لبعض الظنون
وفزع الموت
واجترار الحكايا




#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعلي أوفيت بوعدي
- ما لا تدركه الحواس
- أما آن للعراقيين أن ينفضوا غبار الصمت المريب؟
- حين تبعثرني الأمكنة...
- أنا وظلي
- أوقفوا هذه التجاوزات الخطيرة
- أين هي اليمقراطية إذن؟
- هل بات العراقيون في سبات دائم ؟
- هل العراقيون باتوا في سبات دائم ؟
- نصوص
- أبشرو أيها العراقيون فلول البعث قادمة
- السواد الأعظم من العراقيين أميون وعزاب
- رثاء
- الديموكتاتورية العراقية
- حين يعمل المبدع بصمت
- من تراجيديا الوجع العراقي
- لماذا أقلمة العراق؟!
- الطاغية
- الفيروس البعثي يزحف للصين وروسيا
- آخر هذيانات سعدي يوسف


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد وادي - وصايا لكلكامش...