أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الشربيني المهندس - السادات يضحك أخيرا















المزيد.....

السادات يضحك أخيرا


الشربيني المهندس

الحوار المتمدن-العدد: 4027 - 2013 / 3 / 10 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ذكري يوم الشهيد المصري وتحية للفريق الذهبي الجنرال عبدالمنعم رياض عاشق العسكرية المصرية .. الرمز فهو رئيس الأركان الذي استشهد في حرب الاستنزاف وسط جنوده بالخطوط الأمامية علي الضفة الغربية لقناة السويس عام 69 ..
والآن ومن البداية علينا الاعتراف إن القاسم المشترك الوحيد المتفق عليه فيما سمي بالربيع العربي أو سيطرة التيار الإسلامي بطوافه المختلفة بل والمتناحرة هو السلام مع إسرائيل .. حتى سوريا المنهارة ترفض الرد علي الغارة الإسرائيلية الأخيرة تماما قبل أيام ما كان يطلق عليه أيام المعارضة والممانعة وحالة انفصام غريبة تعلن أننا لن نستدرج إلي معركة قبل أن نحدد مكانها وموعدها ..
نتفق أو نختلف مع الرئيس المصري الراحل أنور السادات ونسبة أوراق اللعبة التي تحتكرها أمريكا في الشرق الأوسط ، لكننا نعترف أن اتفاقية السلام التي وقعها منفردا مع الرئيس الإسرائيلي مناحم بيجين برعاية الرئيس الأمريكي كارتر بعد حرب أكتوبر 73 بعد رفض الشريك السوري في الحرب للتوقيع وعناد الجانب الفلسطيني فما زالت هي الحاكمة لمنطقة الشرق الأوسط حتى اليوم رغم تغير الرؤساء والأيدلوجيات .
قد لا توافق علي رفع الراية من وسط ميدان المعارك ليعلن بطل الحرب والسلام كما سمي نفسه أنها الحرب الأخيرة .. وكيف ناصبه الرئيس العراقي صدام حسين العداء .. ووقف ياسر عرفات الفلسطيني إلي جانب صدام .. وقد لا تفهم كيف تحولت محاولته لإنهاء معاناة الشعب المصري من حروب متواصلة وشد الحزام إلي فك الحزام بما سمي سياسة الانفتاح بدلا من التوسعة المرحلية المخططة لنشاهد مهازل انفتاح السداح مداح كما سماه المصريون وبداية مؤشرات الفساد المدمر في مصر .. لا مانع من تقديم تحية الإبداع للرئيس المصري الراحل أنور السادات ومحاولاته حل مشاكل الحرب والسلام مع شعبه وجيرانه بطرق جديدة وقتها .. فقد حرك الجيش المصري للضفة الشرقية رغم خسارته للفريق رياض وفتح قناة السويس للملاحة قبل انتهاء الحرب .. وحاول إيجاد مناخ ديمقراطي لم تنجح ثورة يوليو في صنعه وذلك من خلال الصندوق أيضا وتجربة تعدد المنابر ثم الأحزاب .. اختلط الأمر عندما قال أن للديمقراطية أنياب وسخر القانون لخدمة أغراضه فانقلب السحر علي الساحر وقتله المتعصبون في يوم الزينة ..
هنا تبدو أهمية الشكل مقاربة للمضمون في الأدب والفن والسياسة .. بدءا بالغلاف والعنوان وانتهاء بأشكال السرد والخاتمة .. بالتأكيد هي المدخل وعينك علي القارئ والناقد ولكنها تصبح بلا معني إذا فشل المضمون في كسب الأرباح والمتلقي ..
هكذا فإن شكل صندوق الانتخابات الشفاف رمز الديمقراطية الحديثة يوحي بالتطور الكبير في صناعة اللدائن وهي احد صناعات البترول عصب الحياة الحديثة .. ومعها صناعة الأحبار الفوسفورية وغيرها ليرتفع صوت العلم والكيمياء دون إجحاف بحق طباعة الورق وتأثير الصورة والألوان كمدخل جميل لشكل العملية الانتخابية .. ودعوة غلي اللحاق بعصر العلم والتكنولوجيا .. ويأتي السياق وتأثير الوسائط الحديثة والشبكة العنكبوتيه لتقديم البرامج الانتخابية وفنون الدعاية الحديثة لتخرج العملية الرمزية من تعداد للأصوات بطريقة السلف ويتولي السلطة صاحب الأغلبية النسبية إلي حياة عصرية بمراقبة عالمية وذلك باستخدام الوسائط الحديثة بل والاشتراك في مراقبة حرية التصويت وشرعية الوصول للسلطة وتنمية المصالح المشتركة وعلي رأسها حقوق الإنسان المعاصر ومضمونها كفاءة الإدارة لموارد الدولة لصالح أهلها .. ويأتي التغيير وتداول السلطة نتيجة عدم مناسبة الكفاءات الحاكمة للمرحلة ونقض الاتفاقيات وعدم رعاية المصالح وتفاقم مشاكل الحرية والعدالة الاجتماعية للجمهور العريض من الناس وتبدأ المسرحية هزلا وجدا بعد تفريغ الصندوق من الورق ومواجهة الواقع لنشاهد دراما سوء النية لاستخدام الصندوق وسيلة بغير امانة وتحالف مع الشيطان لمصالح الخاصة وكابوس عدم التوافق ومنمنات الصورة تتباعد وتختلف الرؤية والاهتمامات حول طريقة اقتسام الكعكة مع استبدال حرف التاء بحرف السين أي من يتولي الحكم إلي أن يستولي عليه ويخرج لسانه للصندوق ..
شكل الصندوق يعني الحضارة والصناعة والعلم والتكنولوجيا والوسائط الحديثة لا تنهي مهمة الصندوق عدديا .. ثورة المعرفة تفرض نفسها وتفسح المجال للإبداع وحوار الفصائل المختلفة ومعني جديد للحرية والديمقراطية شكلا وضمونا ..
ويقول التاريخ كلمته لمن لا يحترم الصندوق وكفاءة الأداء في عصر العلم والمعرفة .. لم يحترم صدام التاريخ وظن أنه سيتمكن بأموال البترول من هزيمة إيران ثم أمريكا وفي الطريق فكر في ضم الكويت والإمارات لزيادة تدفق أموال البترول .. فيذهب صدام حسين ويحل مكانه صاحب «دولة القانون» في ظل الاحتلال الأمريكي البريطاني ، وكان العراق بقيادة ديكتاتور سني فأصبح الديكتاتور شيعي .. وكان مفترقا أنهكته مغامرات الديكتاتور فصار مفككا بخطط الديكتاتور الجديد ، وكان عربيا فصار إيرانيا، وكان الفساد فيه مضبوطا فصار حجمه المعلن بآلاف الملايين مع الصراع علي حصص البترول .. التاريخ لا يحابي أحد ويذهب الرئيس مبارك أو ظل السادات لسجن طره .. وكانت مصر عربية فصارت بلا هوية .. وتحول غطاء الفساد من شعارات سياسية إلي شعارات دينية .. ولكن ظلت العراق ومصر لا تمثلان خطرا علي إسرائيل برعاية أمريكية
مع الاحتلال الأمريكي البريطاني المباشر للعراق والتخلص من صدام حسين الرئيس السني أو حكم الأقلية جرت أول انتخابات حديثة في العراق تابعها العالم تضمن كما قيل حقوق الفصائل المختلفة ونظام للمحاصصة وحكم توافقي ..
وبعد عشر سنوات ما زالت العراق الغنية بمواردها الطبيعية تئن تحت وطأة الانفلات الأمني وتدهور وسائل الحياة المعيشية اليومية لمعظم العراقيين نتيجة سوء الإدارة للرئيس المالكي الشيعي الذي اعتقد أن السلطة دانت لطائفته مع إغلاق الراعي الأمريكي لعينيه ومباركة الجار الإيراني .. .. لكن الرئيس المصري مرسي لم يكتف بإخراج لسانه للصندوق بل تعجل ورفاقه التهام الكعكة وحصن نفسه دستوريا ليصبح فوق المساءلة وتجاهل الناخب المصري وعينه علي الراعي الأمريكي ليحاول تحطيم الواجهة القانونية للبلاد ثم يمرر دستور غير توافقي بطريقة تختلف عن هتلر النازي الذي جاء بالصندوق أصلا مثله .. انتحر هتلر وشنقوا صدام حسين وقتلوا القذافي وتراجع مرسي مع جماعته مع غضبة الشارع وأمريكا تحبس أنفاسها فأصحاب الصندوق ما زالوا يتنفسون في عصر مختلف .. خاطب الرئيس المالكي أخيرا العراقيين والدماء لا تتوقف ، ولكن ليس للاعتذار والاعتراف بالفشل، ليس مداراة لمشاعر محبطين ويائسين، لا ليقدم استقالته ويرحم شعبه، بل ليسب ويشتم، فهو يستند إلي أغلبية عددية تتحكم في الصندوق وساعدته لتمرير الميزانية بعيوبها ومجموعة قوانين معيبة جاهزة للتمرير ، وعاد يهدد ويتوعد، تجاهل معني الصندوق ومضمونه كما أسلفنا ليظهر كديكتاتور ويتجاوز حد تحريض أبناء الشعب بعضهم على بعض متمسكا بخيار الأغلبية السياسية وصندوق غير شفاف بقوله: (... أدعو أبناء الشعب العراقي، بمختلف أطيافه وفئاته ومكوناته، إلى إجهاض مظاهرة الخامس والعشرين من فبراير لما لها من أهداف تخريبية تريد إعادة العراق إلى الوراء. طبعا هو لا يقصد الظروف المعيشية الأفضل أيام صدام حسين .
وفي مصر مع فشل إدارة الرئيس المصري المنتخب في عامه الأول وترحم البعض علي أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك وحيث قدم الرئيس مرسي مصالح الجماعة وهي أقلية علي مصالح الأكثرية وعينه علي الصندوق وشرعيته لم يجد غير الصياد الإيراني المشاكس وتحالف مشبوه مع الرئيس العراقي المأزوم بعد تخوف معظم الدول العربية من جماعته وتوجهاتها المعادية .. ولكن ماذا عن الراعي الرسمي الأمريكي ..
بالقطع أخطأت أمريكا مع احتلال العراق حين سمحت بحل جميع أشكال الدولة القائمة منذ نصف قرن وحتى الجيش النظامي الذي استسلم لها .. وفي مصر تجاهلت ما يحاوله الحاكم الجديد من أخونة الدولة بمعني تمكين جماعة الإخوان من مفاصل الدولة وهم يمثلون أقل من خمسة بالمائة من الشعب .. تقول مساعدة الرئيس المصري د باكينام الشرقاوي بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي أن المسئولين الأمريكيين تفهموا أن ما يحدث في مصر هو عملية مخاض للعملية الديمقراطية وتطورها، وأن مصر تسير على الطريق الصحيح نحو استكمال المؤسسات الديمقراطية، وبالتالي فإن ما يحدث في مصر لا بد أن يوضع في نصابه الصحيح الكلي، وهو مصاعب ميلاد الديمقراطية ولا يمثل حالة عدم استقرار.كثيرة هي الأشياء الغريبة التي تحدث في مصر هذه الأيام والبلاد تبدو علي وشك الانفصام فلا عودة للأمن أو تحسن للاقتصاد مع افتقار الجماعة للحنكة السياسية مع الفصائل الأخرى واستمرار سياسة العند المباركية ..رعاية الطفل أهم من شكله وجنسه .. عيوب الإدارة السيئة مع التوجهات الطائفية تظهر نتائجها بسرعة غريبة .. وتستمر القلاقل في مصر والعراق وودن من طين وأخري من عجين كما يحلو القول للمصريين مع سياسة طائفية تتجاهل جوهر الديمقراطية وتغليب شكل الصندوق الانتخابي علي مضمونه ويصبح المالكي أسير المنطقة الخضراء ومرسي يخرج من الباب الخلفي لقصر الاتحادية وجماعته تتحصن بالمقطم غير مدركة لسيرورة التاريخ .. ونسأل عن الحل .. هو قطعا باحترام الصندوق شكلا ومضمونا .. لا حل مع البندقية فهناك دائما بندقية أخري أو أكثر .. ولا حل مع استبعاد وتجاهل الفصائل الأخرى لكن الحل في دعه يتنقل بحرية ودعه يعمل وشجعه علي أن يبدع فيشارك الجميع ثمار النجاح .. يحلم المصريون كثيرا بالرخاء الأمريكي والتقدم الياباني والجودة الألمانية .. لكن عالم المعرفة والوسائط الجديدة يفرض نفسه واقعا لا حلما وشباب يختلف كثيرا عن أجيال سابقه مع دعوة لحياة عصرية وإبداع مختلف يواكب عصره لحل المشاكل
وتحية مرة أخري لفكر الرئيس الراحل أنور السادات الضاحك الآن والذي قال سأكون للذين قالوا لا والذين قالوا نعم ويقصد من انتخبوه رئيسا ومن رفضوه .. هل كان آخر الفراعين كما قال وهو يتمني أن يسلح كل جندي بالكترون في يده حسب لغته وما يقصده وقتها وعينه أيضا علي الراعي الأمريكي الرسمي لعملية السلام والذي يمسك بكل أوراق اللعبة



#الشربيني_المهندس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معني الصندوق بين المالكي ومرسي
- هل تنمو مصر ليلا
- الفرصة الضائعة في مصر ..إسقاط مبارك فرصة لم تستغلها مصر
- مصر العبثية ومجتمع يفقد وعيه
- الدكتور السعيد الورقي يكتب عن سرديات الصور التشكيلية المتلاح ...
- دكتور عبدالحميد والقيصر والممتنع السهل
- الباسيج الإخواني
- الأدب وجدلية تكرار التاريخ
- رسالة شمسية من الميدان
- أنا والحريري وصدفه
- الإخوان بين وارنر والربيع العربي
- معجزة سلطة تحتضر بين رام الله والقاهرة
- الرئيس بين القصرين الاتحادية والبيت الأبيض
- نحن وذكري سقوط الأندلس
- الثقافة الزئبقية والمجتمع المصري
- الحلم والكابوس
- هزيمة رومني والرئيس المصري
- الديكتاتور في ميدان التحرير


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الشربيني المهندس - السادات يضحك أخيرا