أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - رشـــــــــــــــــــــــّـو وروشـــــــــــــــــــــن















المزيد.....

رشـــــــــــــــــــــــّـو وروشـــــــــــــــــــــن


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 1159 - 2005 / 4 / 6 - 11:21
المحور: الادب والفن
    



بمناسبة رأس السنة اليزيدية
المصادف للثالث عشر
من نيسان شرقي
1


ثمة فكرة جعلته يضحك .. تذكر فيدان عندما تخاصمت مع جارتها كوله التي لم
تؤدب دجاجاتهاالوقحات و اللاتي ما فتئن يدخلن حديقة فيدان غير عابئات بكلبها مهما نبح ، فهو مربوط وليس له حول أو قوة ..
ولمّـا توفي ممو تمتم المجيور صلواته على روحه ، وترأس أهل القرية في الذهاب الى بيته القريب من عين الماء . . حينها كانت هناك ثمة نسوة وأطفال يملين جرارهن ، و روشن كانت هناك تسقي عنزتها لكن ما أن رأت رشـو حتى احمر وجهها وشيّعته بنظرتها الساحرة مما أثار حفيظة المجيور الذي سكت عن تمتمة دعاء ( سـه ره مه ركي * ) ودعا لها ولرشــــــو بالزواج والسترة ..
يومها تنقل رشو مابين البرج وقرية الغزاوية لأكثر من ستة أو سبع مرّات ينقل بسيارته أهل ممو الموزعين مابين القريتين .
ولمّا تحلق أهل القرية حول مدّة الطعام التي أعددتها جارتهم أم مصطفى لم تتحول نظرات روشن عن رشو .
كاد أن يتعوذ بالشيطان لولا أنه تذكر بأنه يشاطر المجيور وأهل ممو في مائدة الطعام .. شغل عيناه بالنظر الى قطع اللحم المنثورة فوفق صينية البرغل .. وطلب كأس عيران من أخو ممو لتسري اللقمة التي غصّ بها ..
ورغم أن رشو لم يحصل اٍلا على الشــــــــــهادة الاعدادية الا أن أهل القرية كانوا يحترموه ويدخلونه بيوتهم من غير اســــئذان .. أحبوه لأنه أحبهم ودافع عنهم بوجه الآغا ، فقد ذهب معهم الى مدير المنطقة يطالب بتعبيد الطريق داخل القرية و تأمين حاوية زبالة فيها ، وهو الذي جمع تواقيعهم على عريضة وســــــافر بها الى حلب ليقدمها للمحافظ من أجل مد شبكة الكهرباء في البرج ..وكان أول من أسس خلية حزبية فيها ..
وحده كان يحمل تلك الأفكار الشيطانية المعادية للآغا وللـشــــيخ والمجيور ، فقد ناقش زملاءه مرارا في المدينة وقليلا ماكان يقتنع زملاءه بــــه حتى أنهم ضربوه ذات مرّة لأنه حكى نكتة مستوردة من الاتحاد السوفييتي السابق والتي حكاها له جتـّو في آخر مرّة التقيا فيها بالأشرفية عند بياع الفروج (شيرين) ..
دخل قلوب الناس بالتدريج .. سأل أمه ذات يوم : لماذا تصلين ياأمي ؟
قالت: ليغفر الله لي ويدخلني الجنة مع الصحابة والصديقـّين .

2


- كلهم يتكلمون العربية بطلاقة ولذا عليك أن تتعلمي العربية لأنها لغة أهل الجنة ، هل تريدين الجنة فعلا ؟
- لآ ، أنا أريد أن أتكلم لغتي الكردية وهل هذا ممنوع أيضا في الجنة ؟؟!!
* الشيخ عبد الستار اٍمام جامع قرية دومبللي يقول أن على الجميع يومها أن يتكلموا العربية ..!!
_ كل هذا خرافات ، لاتصدقه ياابني ، فالجنة للجميع ولكل لغته يتكلم بها متى أراد و بحرّية ، والا فلماذا كل هذه الخلافات التي تظهر على التلفزيون بين الحين والآخر ؟ لماذا يعلو صوت المشايخ عن الديمقراطية في يوم القيامة ؟؟
- يأأمي ولكن .. ولكن التلفزيون شئ ، والواقع شئ آخر ، انظري لحال بارزان القادم من عامودا ، أليس مزر ؟؟
من المسؤول عن ذلك ؟ هل هم موظفوا الاحصاء ؟؟أم السكان الأكراد ؟؟
وهل كتب علينا نحن أحفاد صلاح الدين أن ننسى لغتنا ، وتاريخنا ، وتراثنا الذي ورثناه جيلا بعد جيل ..؟؟ !!
رشو لايتكلم الا عند الضرورة ، واذا تكلم يحب أن ينصت الآخرون لكلامه فهو يعتقد بأنه يريد لهم الخير ، ومن روشن يريد الحب والود ، يرجوها أن تصبر عليه لأنه لايملك مهرها ولاثمن جهاز العرس بعد ، رغم أن الشيخ سعيد أمير اليزيدية التي تنتمي لهم روشن حدد المهر بخمس مئة ليرة لاغير . لكنها تحبه هو و مهما كانت الظروف لن تتزوج سواه .
يالعينيها الجميلتين ، قدها الممشوق ، وابتسامتها .. يا الهي ماأجمل الشفايف كشقائق النعمان .. يسهو عن القراءة في ديوان جكرخوين ويحدث نفسه .. يخربش على الديوان .. يمسك بدفتر ويكتب : أحبك .. ( أز هج ديكم ) يرسم بجانبها قلب يخترقه سهم بالمناصفة ثم يكتب اسمه في الشق اليميني بينما يكتب اسمها في الشق الشق اليساري حيث يقع القلب من جسم الانسان ..
هي تحلم به يأخذها عنوة أمام كل أهالي القرية .. لن تبالي بالآخرين .. ولتمت كولستان كمدا ، لن يتزوجها رشو مهما عملت أمها من (عمايل) ومهما كتبت من حجب وتعويذات لدى الشيخ رضوان في حي السريان بحلب .
فهي تصطحب أمها في موسم الزيتون لتسـدد القرض الذي أقرضها اياه ( مع فائدة سنوية بسيطة ) ا لحاج برهو صاحب معصرة الزيت في كورداغ القاطن بجانب بائع موتورات الماء في خان الحديد .
يزور معصرته بين الحين والآخر ويدير أعماله وكيله أبو صطيف منذ أن ولدت روشن في قرية برج عبدالو وقد سمّى أهالي الجبل هذا العام بعام النحس نتيجة المحل والعطش اللذان أصابا الأرض حينذاك .
ورغم ( المحل) وتأنيب أمها لها فقد نمى حبهما وترعرع كشـجر الزيتون المتناثر في كل بقاع الجبل متحديا الزمن والموت .

3


باركت الجدّات هذا الحب ، انه يذكرهن بالماضي الذي أصبح لديهن حلما ويتشابك مع حكاياتهن المثيرة .
ومن حسـن الحظ أن شـيخي الاسـلام واليزيدية متفقان في هذه القرية الوادعة ، فقد آل الشـيخ عبد القادر على نفسه أن لايلعن الشيطان في كل أرجاء القرية ، حتى في المسجد الصغير الذي بناه جدّه بالتعاون مع أهل الخير من سكان القرى المجاورة .
- ذلك أسـلم ، يقول الشيخ عبد القادر ردا على تساؤلات مشايخ محافظة المدينة ، فهم لايعرفوا أنه يمكن شطب أو الغاء بعض القواعد الدينية حفظا للسـلام ، حتى أن بعض سكان البرج يضيفون اسم الشيخ آدي بعد كل صلاة على النبي فيقولون : " اللهم صلي على النبي محمد والشيخ آدي وصحبهما أجمعين ..
في حين أن القسم الآخر من الأهالي يصومون رمضان تضامنا مع مسلمي قريتهم .
وقد لعب رشو دورا فعالا في احياء عيد نوروز في البرج بالتعاون مع أم رفعت ، وخال حبيبته القاطن في جنوب الطريق العام و الذي كان يحتفظ بعجلات تراكتوره في زريبة الماعز تحت الرمّـانة الكبيرة طيلة أيام السنة بغية اشعالها في ليلة النوروز .
ولمّـا لوحقا من قبل فرع -أمن الدولة-اشتغلا راعيا أغنام في قرية كوردان وقد كلف سـمّو بنقل الأخبار لهما أولا بأول حتى رحلت دورية المخابرات نهائيا من البرج وقد وعده خالها أن يساعده في التغلب على معاندة أخته أم روشن في تزويج ابنتها منه .
حفيده يلعب في حديقة المنزل مع ابنة الجيران ، وابنته تزوجت لابن أحد رفاقه القدامى في ميدانكي ..
روشــن ، تجلس بجانبه تحيك له كنزة من الصوف .. الشتـاء على الأبواب .

==================
* كاتب كردي يقيم في النمســا .
** المجيور هو القيم على أهالي القرية اليزيديين ، ويشترط أن يكون من آل آديا ،
ومجيور اســم مركب من ثلاثة مقاطع هي : ما = بقي .
جي = مكان أو مقام .
ماجي وار + قام مقامه ، يعني أنه من نسـله .
***سه ره مه ركي : دعاء يتلوه المجيور على الميت .



#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوة .. خطوة في طريق الإصلاح
- على هامش إحتجاجات الجالية الكردية في آذار
- على هامش احتجاجات الجالية الكردية في الخارج
- تعاطفوا مع شعبنا
- المرأة في عيدها
- النضال السلمي يؤتي نتائجه في لبنان
- الوطن - الكاتب - الإغتراب
- الغدير
- دعوة أبو سعيد الدوماني
- الداعـي إكس
- كبرتلـــــــــو
- كيفما اتفق
- تضامن - تحية إلى المناضل .. الشاعر مروان عثمان
- محارات
- الوصول إلى تفاهم كردي – عربي عبر الحوار والمساجلة
- هل هناك شعب كردي رد على الأستاذ محمد سيد رصاص
- شعب منسي ودسـتور غائب -قراءة في المسألة الكردية في سورية-
- انطباعات عن الرئيس الراحل أبو عمّار


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - رشـــــــــــــــــــــــّـو وروشـــــــــــــــــــــن