أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي جميل - الجميلات الشهيدات















المزيد.....

الجميلات الشهيدات


عبد العاطي جميل

الحوار المتمدن-العدد: 4026 - 2013 / 3 / 9 - 21:02
المحور: الادب والفن
    


... إلى كل الجميلات في ذكرى 8 مارس
...
أين أحط ، و مطارات الوجد تطاردني ؟ .. هل أظل معلقا على أستارها أحكي تعبي ؟ .. لماذا تنبت في ذاكرتي مزارع شك ، و في أفقي بقول جمر ، فأقفو ملامح عقوقي ؟.. شططي في الحب قد زاد .. كيف أوقف زحف سكري وأنا أدنو من عبيرها ؟ .. هل تذكر غبار الخجل الذي نفضت عن عين سؤال دثرني ، وأنا أشذب مسودة أهديتها لغد شارد يشبهنا ؟ ...
...
حبق جسدي ، لكل الفصول الهاربة .. فلماذا تأسره أسرة اليقين ؟ .. جسدي مفترق حنين و ملتقى الأنين .. خجلا يسحقني ، ووجلا يؤجلني ، و كل ربيع أشتهيه يغيض عطري .. محرقة ظن جسدي يحتله بريق الحزن في عينيها .. و كلما انتفض اتهموه .. و لجسدي يد تمدني بالصهيل .. فإذا ولول الليل أهداها باحات شوق فمالت ، كما نخلة علي تميل .. فيا أيها الظمأ الهطيل ، هلل ، ففيك القتيل يواسي القتيل ...
...
حروف علي تشهد أني انحرفت إليها .. فهل عليها أن تتوسد عطبي كلما المساء أساء ، و ذبل عنادي ؟ .. وأسألني كلما عضتني أسئلة شعر في خلوتي : من دلها علي ، فأذلني وأنساني شبق رحلاتي و عناوين الحبيبات اللائي فجرن حياض البهاء في عناقيد القصيد ؟.. لكأني مطر أخضر على أرضها الظمآى أسعى ، أبلل مراسيم الدهشة في عينيها الكحيلتين .. فأراها شرابا معتقا يشفي خوفي عليها .. فهل سألت الغياب عن حضوري فيها ؟ .. لماذا أرتاب ، كلما لفني ورماني بعيدا إليها هذا الشوق الجامح الجارح ، يتوسل نوافذ الرغبة في إباء ؟ ...
...
و نحو بحري أمضي ، أركب نخلة القلب و نحو بحري أمضي ، أخبئ عطشي في مسودات تصحبني إليها .. تتخلق حرائق تقولني صورة صورة .. و أخبئ عطشي فيها .. كلما أعياني الحنين انعطفت كلمات ترثي ولهي ولهيب وطني على سطوري يجرفه المجار .. ونحو بحري أمضي .. فمتى يصل خطوي خطوها وهي نورسة تحلق خارج شرودي ؟ .. أفقي حبق من ذكريات تتفتق ، كلما الوصل أهداني قبلة للصلاة .. إليها الطريق الآن تخفق في حقيبة وجدي .. تشعل آيات عشق تحرض التردد على التمدد .. فأراني أسابق إيقاع النخل ، وأنازلني فيها .. وأصالحني بموج حبر يقلني إليها .. وأنا نحو بحري أمضي ...
...
على جسدي أقامت معرضا للقبلات .. كيف أجمع هذي اللوحات الزاهية ، وهي سيرة ليلة تحكي .. تناصلت اللوحات على اللوحات فيها على جسدي ؟ ...
...
و الماء ، ترهلت ينابيع ضحكتي .. مالي أسابق جليدها وأوقف زحف رمالها عن عيون من جوعها لا تنام ؟ .. لا شلال يشل تدفق الرصاص على أرضها .. لا الأسر أوقف شطح آياته في شوارعها .. سفكت سكة الحروف وانحرفت بوصلة الوجد على حافة الدليل .. أي سندان يتحمل جثث المواويل أمطرتها قوافل التعاويذ ؟ .. كيف لها أن تؤول سؤال الحب بتفاسير القبيلة وتخاريف مؤرخ السلاطين ، وهي تتحمم في عاهات مسيلة للشفقة والحنين ؟ .. كيف لها ـ ويحها ـ لا ترتبك أصابعها ، وهي لم تركب عبابا
إلا في خطب غي أو في كلمات متقاطعة ، ولم تصب شرابا إلا في خدر الحريم ؟..
هذا البريد الشريد يحملني دنس أفقها .. ولم تك حواء كي أكون إبليسها الأشهى .. أذود عن لاءاتي المفخخة بالشبهات .. في خفوت خلوتي أسألني : من دس سنان السوء في رغيفها الأغبر كي تذيقني سم سهوها ـ كما في الحكاية ـ ؟ .. وأنا أمدها بعسل مجاز ورغيف قبلات قبل أن ترحل عن خيمتي إلى شبق ديرها ...
...
و أسألني : من أشعلني عليها ، ومن أشعلها علي ؟ .. لكأن الخجل في عينينا رماد وجد حين ريح اللقيا عصفت فاتقدنا .. لكأننا ولدنا من زبد البحر ، لعلع دمنا وفينا الحب قد تجلى .. والجنون تجنى .. هل أوقف اللخظات السمان التي لا أراني فيها ، ولا في أراها ؟ .. باطل هذا الهواء .. وهذا المساء دون عطرها .. ولست أبالغ حين أسأل جوعي ساعات وهي تمضي كمضاء مدية لا تمدني بهمسها ، بحروف عينيها المنحرفتين صوبي ...
...
لها انتظاري الشاق ، وصبري العاق .. فالطريق إليها أشهى .. واللقاء أبهى .. كيف أداري زماني وأجاري مكاني وهي ليست فيه ؟ ...
...
وعلى شفة انتظاري يتلعثم الحبر حين يحتد الصهيل بالصهيل عند خيمة خيبة .. ويشتكي الأنين من عيون الجبر .. أمد يدي احتسابا ليد الرغبة فيها كي نطيل عمر البهاء ...
...
في براري جسدي أريدها ظبية حرة لا تنتمي إلى قبيلة تحضر عناق الموج في عينيها المترددتين .. وأنا أغار من غمزات صيادين تطارد بهاء خطوك .. لها سكري الشهيد ، فهل أحل ضيفا على خوف يدفعني إليها ؟ ...
...
على رمال جسدها المسكون بالعسس دعت يدي تسعى و ودعت خوفها كي يزهر رمان العشق وتزدهي ينابيع الشوق ، فأضيع .. أقول صمتي المدقع المأهول بالكدح .. ولم تقل لي كعادتها " حبيبي " وهي تركض كفرس هاربة .. وكأني طيف أو ضيف عابر في أفقها ، أضاعت فرحي .. وكأنها نسيت أو تناست أن كلماتها شردتني ، فأهدتني أبجدية تقدني .. لم تقل كعادتها " حبيبي " لي ، حين هاتفتها صداها من بعيد يدعو لي بالرحيل .. أشعرني أني سحاب أعصرني فأبكيها .. وكأنها فقدت صهيلها المبحوح ، فرس هاربة تركض في اتجاه البحر ، أفقدتني أبجديتي وشهوة الكلام .. أشعرتني أني غريب يدق بابها أو يطرق نوافذها .. كأنها جمعت أغانيها في صندوق فأحكمت حبسها .. كيف أنتظر الساعات ، ولا أسمع صوتها يجيء ، وأنا أصغي نبضها يسري في نبضي ...
...
أخيرا أدركت أن الغروب أشهى فواكه البحر.. لكني ، لم أذقه .. مذبوحا بقيت على كرسي مقهاي أرسم خسائر ظن ليست لي يد فيه .. للبحر وهبت ما لا يعد من أحلام البسطاء .. كيف يذبحني الآن ، وقد ألغيت كل مواعيد الشموس إليها ...
...
لن أسميها أميرة كما يفعل الشعراء .. فأنا أكره الملوك والأمراء وأعشق الأوباش البسطاء .. يتخثر حبري في عروقها فيحتلني أنينها الصاخب يفضح ملامحي العطشى للخلوة والهذيان .. سأغيب في عينيها كي يطيب اللقاء والعناق على شفاه المساء ...
...
كان علي أن أقرأ مسودة وحيدة في هذا اللقاء .. أسألني ، كيف أختار لحظة من عمري الكادح ألقي بها في وجه جحيم هذا اللقاء ؟ .. لم أتوقع أن أوقع بي في ربيع يتعثر .. ولم أتوقع أن سطرا وحيدا قد قلته فيها ، قد أغناني عن الغناء ، وأغنى هذا اللقاء ... فأنا أريدها شاعرة ، لا ربة بيت في الحلال ، ولا قينة في بيت الحرام .. شهيدة أريدها كالقصيدة ...

7 / 31 يوليوز 2007



#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس شعرا
- سيبكيك الرجال
- لا جواب يمليه الموج
- بصيغة أخرى
- صداها تعالى
- خرس
- سردية الشمعدان
- بريد صمتها
- من اعتذارات السلمون ...
- ما بقي من وشايات
- ميلاد عيد آخر
- ديك الجن تراني
- سكر البريق
- ابن النخيل
- عربة مدام بوفاري الأمين الخمليشي
- مبتدأ و لا خبر
- شبه لها ..
- على حافة الظن ...
- وصية أمس قريب
- تحرثني ..


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي جميل - الجميلات الشهيدات