أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد الاله بسكمار - سؤال القيم ....نهاية مرحلة ؟؟














المزيد.....

سؤال القيم ....نهاية مرحلة ؟؟


عبد الاله بسكمار

الحوار المتمدن-العدد: 4026 - 2013 / 3 / 9 - 01:46
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


سؤال القيم ....نهاية مرحلة ؟؟؟
لماذا كلما تأملنا حال اليسار اليوم بفكره وممارساته وسلوكاته اليومية إلا وارتسمت أمامنا صورة قاتمة ...لوحة لم تعد مبهجة بالمرة أقلها النفور الشامل أو التقزز في حالات أخرى وأقل من القليل هو حيز التعاطف والانجذاب أو حتى الانخراط ... بخلاف ما كان عليه الوضع إلى حدود بداية الألفية الجديدة ...طبعا مع تجنب التعميم.... الانطباعات تعبر عن نفسها إما لعدم التجاوب مع اللغة والخطاب أو بالأحرى عدم استمرار هذا التجاوب من طرف رجل الشارع أو بحكم نوع من المصادرة التي أصبحت جاهزة للأسف الشديد ، قوامها ببساطة أن كلام هؤلاء شيء والواقع المشخص شيء آخر، لست بصدد البكاء على الأطلال ولا أملي دروسا على أحد وربما لست في موقع الوعظ والإرشاد من اجل صحوة هي في حكم الغيب ليسار معطوب في نظامه القيمي والسياسي والثقافي ، ولكن حين تأملنا للحالة المغربية مثلا وما كان يصطلح عليه باليسار الديمقراطي أو قوى الصف الديمقراطي نلاحظ أن أقطاب الرحى في هذه القوى قد أصبحت تترنح داخل غرف الإنعاش بعد أن تفككت بنياتها التنظيمية والسياسية والأخطر بعد أن باعدت بينها وبين ما يمكن تسميته بقيم اليسارولعل التخصيص أكثر سيفيد القارئ والمحلل فهناك في المغرب ما يزيد عن 8 تنظيمات كلها تقول غن نفسها إنها تقدمية ويسارية (منها حزب التقدم والاشتراكية المشارك في حكومة العدالة والتنمية الحالية ) لكن الترهل وصل بأكثرها مستوى محزنا إلى درجة أنك إذا جمعتها بكاملها لا تساوي انتخابيا وجماهيريا تلاثة إلى 10مقاعد من حجم الحزب الأغلبي الموجود في الحكومة (يذكر أن الانتخابات المعادة في حوالي 20دائرة لم يحصل خلالها الاتحاد الاشتراكي ولو على مقعد واحد في حين استمر الحزب الأصولي الأغلبي في حصد النتائج الايجابية ) هذا المال التعس والجزر الرهيب يهم بالأساس التنظيم الذي كان إلى وقت قريب أكبر حزب يساري في البلد ويحظى بتعاطف شعبي كبير وقدم ما لم يقدمه حزب آخر للبلد والوطن من شهداء ومعتقلين ومختفين ومنفيين نقصد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ثم التقدم والاشتراكية والمثير أن العدوى انتقلت إلى كل التنظيمات اليسارية الأخرى على صغر أو تواضع حجمها أصلا ....
لا يمكن مرة أخرى أن نعمم على باقي البلاد العربية لأن بعضها جرب الشعارات الاشتراكية في لبوسات بعثية أو عسكرتارية أو بيروقراطية دولتية أو قبلية وطائفية حتى ونحن نعرف نهايتها المأساوية في هذا القطر أو ذاك ، لكن الحالة المغربية ظلت متميزة بأن القوى الحقيقية التي قادت النضال الوطني من أجل التحرروالاستقلال شكل فيها اليسار وزنا كبيرا ولم تستطع مع ذلك أن تربح معركة السلطة فكان الصراع سجالا بينها وبين النظام الذي لم يستطع أيضا أن يقضي عليها في ما سمي ب " سنوات الرصاص "، لكن بمجرد ما قبل الزعيم عبد الرحمان اليوسفي الدخول في تجربة التناوب التوافقي بدءا من سنة 1998 سنة واحدة فقط قبل وفاة الحسن الثاني وبشروط سيحكم التاريخ وحده على قيمتها أو بؤسها حتى حدث منعرج خطير في مسار اليسار المغربي ككل طغى عليه الجانب السلبي للأسف الشديد وعلى نحو تدريجي تآكلت خلاله شعبية حزب المهدي وعمر وفي حمى الحسابات السياسوية والمصلحية بل والانتهازية الضيقة ضاعت قيم اليسار والاتحاد الاشتراكي الذي افتقد قادته التاريخيين و زعماء كاريزماتيين كالمهدي بن بركة ثم عمر بن جلون و عبد الرحيم بوعبيد ، هكذا تمخضت تجربة التناوب في مجملها عن فشل تاريخي لا يستحقه هذا الحزب الذي كان مناضلا ، وتم تعويض الشعارات والقيم النبيلة التي ضحى من اجلها الشهداء بالكراسي الوزارية واللهاث على المصالح الشخصية أو العائلية وترك الشعب إلى مصيره وفي طليعته القواعد نفسها التي ناضلت داخل هذا الحزب ، لتقطف القوى الأصولية التفاحة ناضجة ، مسؤولية وصول بعضها إلى دواليب الحكم تعود إلى سيطرة التيار الانتخابوي والمصلحي داخل الاتحاد الاشتراكي نفسه ( هناك أيضا لعبة القائمين على الشأن السياسي في البلد والتي قامت على نسف الخصم من الداخل ) وتهميش المناضلين الشرفاء بل ومحاربتهم والذي حدث باختصار وعكس الجاري به العمل في كل دول العالم بحسبان أن اليسار عادة هو الحامل لقيم العدل والتحررو والمساواة والحق في العيش الكريم لأوسع جماهير الشعب والحال أن التراجع نفسه في كل الجبهات يتم حاليا بدون نظام ( هناك بالطبع انسحاب منظم بأقل الخسائر مقابل انسحاب عشوائي يؤدي إلى الكارثة ) وعزز ذلك عدم محاسبة من أوصل اليسار إلى هذا المصير بل وحتى رفض تقديم أو إعلان نقد ذاتي صريح أمام الناس للأخطاء المرتكبة الشيء الذي ضيع الفرص الأخيرة لترميم وإعادة بناء الذات من أجل انطلاقة جديدة لأن الانتكاسات عملة متداولة في السياسة، فيقع التداول على السلطة ويصعد هذا كما يخسر ذاك لكن ما يحصل أمامنا شيء مختلف ....
الواقع أن قيم اليسار فوتت إلى الأصوليين وفي مقدمتهم تنظيم المصباح الذي تمكن من حصد 107 مقعدا بالبرلمان والساذج وحده من يطرح التساؤل عن السبب في كل هذا التحول ،لم يعد لليسار وجود في الجامعات والمؤسسات والمعامل باستثناء النهج الديمقراطي الذي وصف بأنه متطرف إلى جانب العدل والإحسان ، انسحب الاتحاديون من كل الواجهات الثقافية والجمعوية والمدنية والأهلية كل القيم المعروفة عند التنظيمات التقدمية وقع النصب عليها بفعل تخلي اليسارعنها وهو الأولى بها ، هذه هي المعادلة حاليا في لعبة شد الحبل بين الحكومة شبه الملتحية كما توصف وبين المعارضة وهو ما يفسر تخبط ما تبقى من حزب الاتحاد الاشتراكي ضمن دينامية شعبوية أفقها محدود وقاتم هو الآخر فمن سيعيد الاعتبار لقيم اليسار في هكذا مناخ ؟؟؟ سؤال للتاريخ



#عبد_الاله_بسكمار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة الفكر والموقف : أنت حقيقي ...أنت منبوذ
- فصل من رواية -قبة السوق- ج2
- بين الكونية والخصوصية ....هي فوضى ؟؟
- اليسار المغربي...والمصير المجهول
- حروب داحس والغبراء...أي أفق ؟؟
- الكاتب الصحفي عبد الكريم الأمراني في لقاء مع جمهوره بتازة: م ...
- درس عابد الجابري
- النادي التازي للصحافة يستضيف الكاتب الصحفي عبد الكريم الأمرا ...
- مشاريع مجمدة بتازة وأخرى على الرفوف
- من مجازات الديمقراطية بالمغرب


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد الاله بسكمار - سؤال القيم ....نهاية مرحلة ؟؟