أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - حزب الكادحين في تونس - اليمين الدّيني و المرأة .














المزيد.....

اليمين الدّيني و المرأة .


حزب الكادحين في تونس

الحوار المتمدن-العدد: 4025 - 2013 / 3 / 8 - 21:55
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    




تعتبر قضيّة المرأة من المسائل الجوهريّة المرتبطة بالثورة الوطنيّة الديمقراطيّة لأن مهمّة تحرير المرأة تعد جزءا لا يتجزّأ من مهام هذه الثورة في طابعها الديمقراطي المتصل بالقضاء على الإقطاع وتحرير الفلاّحين . فالنضال ضدّ طبقة الإقطاع بوصفها الطبقة المحافظة على نمط الإنتاج الأكثر تخلّفا يرتبط بالأساس بجوهر المسألة الديمقراطيّة التي من مهامّها تحرير الفلاحين من سيطرة الإقطاع وكذلك المرأة التي تتعرض إلى استغلال مزدوج واضطهاد مضاعف ، فإلى جانب تعرضها للاضطهاد الإمبريالي تخضع أيضا إلى الاضطهاد الإقطاعي المقترن بالعديد من التشريعات المتصلة بها .
وضمن هذا الإطار يتنزّل دور الثوريّين في إيلاء مسألة الدفاع عن حقوق المرأة المشروعة منها والمكتسبة أهميّة كبرى خاصّة في ظلّ الهجمة الشّرسة التي يقودها حاليّا اليمين الديني في الوطن العربي والذي وفّرت له الإمبرياليّة العالميّة والأنظمة العربيّة الرجعيّة إمكانيّات مالية هائلة ومنابر وقنوات إعلاميّة متعدّدة ، إضافة لتوفير الظروف الملائمة له للاستيلاء على السّلطة السياسيّة في عدّة أقطار عربيّة لبثّ سمومه والدعوة إلى التراجع عن بعض المكاسب التي حقّقتها المرأة عبر نضالها المرير جنبا إلى جنب مع الرّجل ، من ذلك حقّها الطبيعي في احتيار الشريك والزواج المدني وطلب الطلاق ، حقّها في المساواة مع الرجل وفي التعليم والعمل والمشاركة في الحياة العامة وحقّ التّرشح للمناصب الحكوميّة والتصويت ورفض مبدأ تعدّد الزوجات وغيره...
إنّ هدف اليمين الديني من خلال هذه الهجمة الشرسة هو إرجاع المرأة قسرا إلى سجنها السابق باعتبارها عورة يجب إخفاؤها عن الأنظار وذلك بإلزامها بالبقاء في البيت وعدم التواصل مع المجتمع مع حرمانها من التمتّع بأبسط متطلّبات حياتها العاديّة ، إذ وصل الأمر ببعض الدعاة إلى تحريم استعمالها للتلفزة والكمبيوتر ، كما ذهب البعض الآخر إلى تحريم سياقتها للسيّارة .
لقد تعامل اليمين الديني مع المرأة كجسد فقط ، جسد تنبعث منه رائحة الغواية ففرض عليها تغطيته بالكامل مع إجبارها على حفظه داخل أسوار البيت لتتجنب السقوط في المحظور ، فحواء وهي المرأة ارتكبت خطيئة تحت تأثير الشيطان فتسببت بواسطتها في نزولها و آدم إلى الأرض وكانت وسيلتها في ذلك الغواية، والمرأة أيضا كانت سببا في الصراع الدموي الذي جدّ بين هابيل وقابيل من أجل الاستئثار بها . على هذا الأساس اعتبر الإسلاميون كل إمرأة حوّاء ، حواء رمز الغواية والفتنة لأن المرأة حسب تقديرهم هي مصدر إغراء الرجل لذلك يجب إبعادها عن طريقه حتّى لا تدفعه الى الخطيئة ، والحل بالنسبة اليهم يكمن في فصلهما عن بعضهما البعض تكريسا لمقولة " إذا اجتمع رجل وامرأة كان الشيطان ثالثهما " والشيطان هنا هو المحرّض على الخطيئة .
لقد سعى اليمين الديني إلى تطبيق هذه القاعدة بالقوّة عندما حاول التفريق بين الطلبة والطالبات بالمطعم الجامعي بالمنستير غير أنّ مخططهم باء بالفشل نتيجة التصدي الحازم لعموم الطلبة لهذا المشروع المتخلّف ، كما وصل الأمر بإحدى نائبات حركة النهضة بالمجلس التأسيسي المطالبة بتخصيص وسائل نقل للرجال وأخرى للنساء .
أمّا نظرتهم الدونيّة للمرأة فتنطلق من أرضيّة مفادها أنّ " المرأة ناقصة عقلا ودينا " وبالتالي تعتبر قاصرا لا يمكن لها أن تتساوى مع الرجل ولا يمكنها التصرّف باستقلاليّة عنه فهي في حاجة ماسّة إلى من يرافقها لمراقبتها والحفاظ عليها . إنها ذات بشريّة غير مكتملة النضج الأمر الذي دفع بحركة النهضة إلى محاولة تمرير فصل في الدستور المرتقب ينص على أنّ المرأة مكمّل للرجل عوضا عن المساواة بين الجنسين . كما أنكر عليها البعض الآخر حقّها في السفر والتنقّل بكلّ حريّة بينما أنكر آخرون حقّها في العمل وغيره من الحقوق المشروعة الأخرى .
إنّ اليمين الديني لا ينظر الى المرأة الا من الجانب الجنسي ، إذ ارتفعت العديد من الأصوات المنادية بحقّ الزواج بأربع نساء وعدم حرمان الرجال من ممارسة حقّهم "الشّرعي" مع التحريض على رفض الزواج المدني والتشجيع على الزواج العرفي والزواج الشرعي الذي يخوّل لهم إمكانيّة الإقتران بأكثر من واحدة مع المطالبة بحرمان المرأة من حقّها في الطلاق وقد حاول بعضهم ترهيب بعض النسوة اللاتي تقدّمن بقضايا في الغرض .
لقد ركّز الإسلاميّون في تناولهم لقضيّة المرأة بالأساس على الجانب الجنسي سعيا منهم لتجريدها من مصادر قوّتها وتطويعها لإرادتهم حتّى تكون جاهزة لإشباع رغباتهم الجنسيّة ، غير أنّ المرأة بنضالها اليومي إلى جانب الرجل تتصدّى للرجعية دفاعا عن حقوقها الطبيعيّة وهي تعلم أنّ تحرّرها الحقيقي لن يتمّ إلاّ بتحطيم كل القيود التي تكبّل المجتمع بأسره ، ولن يتمّ تحطيم هذه القيود إلاّ بتحرر العمال والفلاحين وكل الكادحين من الاضطهاد والاستغلال .



#حزب_الكادحين_في_تونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة الكادحة في تونس
- افتتاحية جريدة طريق الثورة / مارس 2013
- حرب رجعية على الشّعب العربي في سوريا
- الريف التونسي : افتكاك الأراضي وسرقة المواشي
- بيان حول اغتيال شكرى بلعيد
- سقط حكم مبارك يسقط حكم المرشد .
- عن الجبهة الشعبية التونسية
- 14 جانفي فى تونس بين الأسطورة و الواقع
- افتتاحية العدد الجديد من جريدة طريق الثورة ( جانفى 2013 )
- اضراب عام في الحوض المنجمى
- جني الزّيتون : هذا ما جناه المعطّلون !!
- تونس: أزمة الدّولة أم أزمة -الثّورة- ؟
- افتتاحية العدد الجديد من طريق الثورة .
- الرجعية الدينية تقمع الجماهير الشعبية في سليانة بالسلاح .
- حلم الهجرة إلى الجنة الرأسمالية
- القمع و المقاومة في تونس اليوم .
- من أجل دعم كفاح غزة .
- روسيا و معركة استعادة النفوذ
- تونس : كفاح الشعب و الصراع بين الكتل الرجعية .
- افتتاحية العدد الجديد من جريدة طريق الثورة .


المزيد.....




- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...
- إيه الحالات اللي بتحتاج استئصال للرحم؟
- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...
- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق
- ميقاتي يتعرض لموقف محرج.. قبّل امرأة ظنا أنها رئيسة وزراء إي ...
- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - حزب الكادحين في تونس - اليمين الدّيني و المرأة .