أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ربحان رمضان - خطوة .. خطوة في طريق الإصلاح















المزيد.....

خطوة .. خطوة في طريق الإصلاح


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 1158 - 2005 / 4 / 5 - 10:28
المحور: القضية الكردية
    


رحبت جميع الأوساط الكردية بمبادرة الرئيس بشار الأسد في إطلاقه حرية معتقلي انتفاضة الثاني عشر من آذار المجيدة ، وعم الفرح البلدات والقرى والقصبات الكردية من ديريك حتى قامشلي وعامودا ورأس العين ودرباسية وكوبانية وعفرين حيث لم تخلو قرية من معتقل أو شهيد .
فبالوقت الذي ثمنت قوى وطنية كثيرة هذه الخطوة واعتبرتها بادرة حسنة من جانب النظام نحو الشعب الكردي تراها أوساط واسعة من الأكراد أنها خطوة نحو الإنتصار حققتها الحركة الكردية وانتزعتها نتيجة للفعاليات والنشاطات التي قامت بها داخل الوطن بالتعاون مع قوى وطنية عربية سورية ولجان حقوق الإنسان كان آخرها الاعتصام الذي جرى مقابل قصر العدل بدمشق والذي طالب بإلغاء حالة الطوارئ وبإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وبإطلاق الحريات العامة والعمل على إيجاد حل ديمقراطي للمسألة الكردية قمعت من جانب نقابة طلابية محسوبة على حزب السلطة الحاكم كانت مدعومة بعناصر وضباط مخابرات ورجال أمن قبيل الإفراج عن المعتقلين بفترة وجيزة وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على أن القائمين على وزارة التربية بدأوا بتغيير رسالتها وتحوير مهامها سيما وأن الرئيس السابق (حافظ الأسد) نفسه هو الذي اختصر اسمها إلى وزارة التربية حيث أنه اعتبر التربية سابقة على التعليم ، ولكن بدل أن تعلم المدارس والمعاهد والجامعات كيفية الحوار وبطريقة متمدنة وعصرية وأخلاقية وتتقبل الرأي الآخر أصبحت هذه الوزارة وللأسف ُتخرّج من جامعاتها متعلمين في فنون القمع والوحشية والإرهاب .
وأيضا فعاليات فصائل وفعاليات الحركة والجالية الكردية في الخارج التي أجرت المظاهرات والاعتصامات في عواصم ومدن عالمية بمناسبة مرور عام على مجزرة القامشلي .
إن مايهم المواطن السوري هو ضمان أمنه واستقراره والتمتع بحرية الحركة وحرية الصحافة والرأي ليستطيع أن يتقدم ويتطور كبقية أبناء الجنس البشري ، والدستور السوري يقرّ هذا المطلب الإنساني المشروع والعادل ، إلا أن توقيف العمل به من خلال إقحام حالة الطوارئ وقوانين ظالمة أخرى جعلت المواطن لايفكر إلا في يومه فقط ، وفي كيفية تأمين رزقه ورزق عياله ..
وإذا كان اعتقال النشطاء والمواطنين الأكراد في الفترة التي أعقبت أحداث القامشلي هدفت ترهيب الناس فإن السلطة لم تصب في ما هدفت إليه فاضطرت إلى إعادة حساباتها لأنها تعرف بأن عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء أبدا ً ولن تثني حملات الإعتقال العشوائية والتعسفية التي طالت الآلاف من شعبنا على المضي في طرح قضيته أمام الرأي العام وعلى أن يستمر في نضاله السلمي حتى تتحقق كافة مطالبه العادلة .
و الأوساط الكردية عندما ترحب بالقرار لم تنسى سجناء اعتصام (يوم الطفل العالمي ومن ضمنهم المناضل محمد شريف ورفاقه المناضلون ) .. لن تنسى أن هناك أفرادا ً من الأمن والشرطة إغتالت مواطنين رشقتهم بنيران أسلحتها الرشاشة عندما نزلوا إلى الشارع يعبروا عن تطلعات شعبهم ، أو يستنكروا إفتعال فتنة ضد أهلهم وأبناء جلدتهم .
لذلك فإن الخطوة التالية على صعيد الإفراج عن معتقلي الضمير والسجناء الأكراد هو إعادة النظر في الأحكام الصادرة عن محاكم عسكرية صورية أو العفو العام عنهم .
وإصدار أمر يقضي بتوقيف التضييق على النشاطات والحريات ، والضغط على الناشطين السياسيين .
وأسمح لنفسي ومعي كثير من القوى والشخصيات الوطنية الكردية والعربية بمطالبة السلطات الحاكمة في بلادنا أن تتوقف (مع التأييد والترحيب بقرار الإفراج عن معتقلي 12 آذار) عن ممارسة القمع والتعذيب داخل السجون والمعتقلات بهدف إعادة الشعب إلى داخل دائرة الرعب والخوف وإذلال المواطن .
لأن ما يجري في غرف التوقيف ومعتقلات السلطة من تعذيب وحشي يجري حتى الآن (جلد وماء بارد وكهرباء وتعليق وكراسي ألمانية ..) أعمال تقشعر لها الأبدان وهي أعمال غير إنسانية وغير عادلة ، وممقوتة تجري بحق المعتقلين السياسيين دون رحمة وهذا ليس دعاية ولا إفتراء فأنا واحد من آلاف الذين زاروا المعتقلات والسجون الرهيبة(في الوطن) .
إن شعبنا وقواه السياسية يرحب بأي خطوة تتجه نحو الإصلاح السياسي وإلغاء المشاريع الجائرة بحق أي مجموعة سياسية أو عرقية في سوريا وفتح المجال لقبول رفع دعاوى ضد مرتكبي جرم التعذيب والقتل تحت التعذيب من رجال الأمن والمخابرات وبقية أجهزة القمع السرية والعلنية .
لقد تحدث السيد كمال اللبواني أحد المعتقلين السابقين في إحدى محاضرات منتدى الدكتور جمال الأتاسي قائلا ً : ".. أن فكرة المجتمع المدني وحقوق الإنسان والليبرالية والعلمانية والديمقراطية السياسية والعولمة هي أفكار مترابطة عضوياً , وعميقة الصلة بمفاهيم جديدة طرحتها وجسدتها حركة ربيع دمشق و ان السياسة بمفهومنا الجديد ليست قيادة وأمر وتسلط وسيطرة عسكرية وسجون وقمع وتحالف عصبوي دموي يقوم على الفداء بالدم ، المعارضة ليست تستر و انقلاب وتآمر وعنف وإرهاب واغتيال ، السياسة بمفهومنا هي لعبة تفويض وتمثيل ، وهي التي ترعى السلم الاجتماعي ، وكل اختلاف مرحب به ويغني الحوار ، والمعارضة جزء لا يتجزأ من النظام وهي لا تقل شرعية عن السلطة . وأدوات السياسة هي الشفافية والعلنية والنضال المطلبي والاحتجاج المدني السلمي المنظم والمنضبط . وما يحسم خلافاتها هو صندوق الاقتراع والتصويت الحر ... و لنكف عن تضييع الوقت ونعيد الحياة إلى ماكينة الإصلاح الجدي ، و لتخرج سوريا لملاقاة ربيعها : الذي يبدأ بإطلاق سراح جميع المعتقلين وإلغاء حالة الطوارئ و كل الإجراءات الاستثنائية ، وإصلاح القضاء و حماية استقلاله ، وإطلاق سراح حرية التعبير والصحافة والعمل الحزبي والتجمع السياسي .
لنعمل معاً من اجل مستقبل أفضل لكل مواطن ، ونأمل ألا نقابل بالدوريات والزنزانات و اللكمات و الرفسات كما حصل في المرة السابقة (يقصد هنا إعتصام قصر العدل)، فأربع سنوات من السير في الاتجاه الخاطئ يجب أن تكون كافية لمن لديه عقل ولب . والحال التي أوصلتنا إليها عقلية الاحتكار والعناد لا نحسد عليها ، وتنذر بأوخم العواقب والتي لن تكون في صالح أحد . .. " .

إن الترحيب بإطلاق المعتقلين الأكراد يدفعنا إلى التفاؤل بخطوات أوسع وأعمق تشمل حلا ً للمشكلة الكردية في سورية بشكل كامل مما سيعزز فعلا الوحدة الوطنية ويزيد من لحمتها وذلك في الإعتراف بالكرد كقومية ثانية في الدستور والقوانين التي توضع في البلاد ، وإلغاء المشاريع الإستثنائية المطبقة بحقهم منذ ماقبل استلام البعث للسلطة في الثامن من آذار 1963 كجزء من معالجة أوسع تشمل الأزمات التي تعصف بالوطن في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ المنطقة حيث يتوجب فيه وقوف كل أطياف الحركة السياسية وجميع مكونات السوريين القومية والفكرية والسياسية معا ً وفي صف واحد في وجه التحديات الخارجية.
الإصلاح سيبقى ناقصا ً مالم يكن شاملا لكافة جوانب الحياة السياسية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية في البلاد ، وقضية الشعب الكردي بإعتبارها قضية مترابطة مع الوصول إلى النظام الديمقراطي تنتظر حلا ً عادلا ومنصفا ضمن مرسوم موثق .
رحب شعبنا وفعالياته السياسية بالخطوة ، ويطالب ببقية خطوات أهمها إحترام حقوق الإنسان ورفع يد الأجهزة الأمنية عن كل شاردة وواردة في إدارة سياسة الوطن .
لا بد أخيرا ً من خطوة جريئة يقدم عليها النظام وأدوات قمعه في الإعتراف بالجريمة ومحاسبة المسؤولين عن مذبحة القامشلي ، وتقديمهم إلى المحاكم العلنية العادلة ليعرف الجميع المجرم الحقيقي لكي لايضيع دم الشهداء هدرا ً وليعرف الجميع من هو الحاقد على الوحدة الوطنية التي يتغنى بها أحزاب الجبهة وعلى رأسها حزب البعث الحاكم في البلاد .
أشياء أكبر منها تقررت "بجرة قلم"، مثل إعلان حالة الطوارئ أو تجريد مواطنين من جنسيتهم السورية أو سحب تراخيص بعض الصحف أو زج بعض النشطاء في السجن ، يمكن إعادتها بجرة قلم ، أو بالأحرى وعلى رأي الدكتور هيثم منّاع لاتتحمل أكثر من عشرة دقائق من قبل رئيس الجمهورية .
على أية حال، لا يجوز التقليل من شأن أي خطوة تتخذ في سبيل إزالة الاحتقان الداخلي وتقوية الجبهة الداخلية في مواجهة التحديات الخارجية، كما لا يجوز الاستمرار في سياسة الحل بـ "القطارة". فالأخطار كبيرة والأزمات عميقة، والانتظار أو التباطؤ في الحل يُضعف الثقة المتبادلة ما بين الشعب والسلطة الحاكمة ، ويتسبب في قتل التفاؤل الذي بدأ يشرق من جديد .



#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش إحتجاجات الجالية الكردية في آذار
- على هامش احتجاجات الجالية الكردية في الخارج
- تعاطفوا مع شعبنا
- المرأة في عيدها
- النضال السلمي يؤتي نتائجه في لبنان
- الوطن - الكاتب - الإغتراب
- الغدير
- دعوة أبو سعيد الدوماني
- الداعـي إكس
- كبرتلـــــــــو
- كيفما اتفق
- تضامن - تحية إلى المناضل .. الشاعر مروان عثمان
- محارات
- الوصول إلى تفاهم كردي – عربي عبر الحوار والمساجلة
- هل هناك شعب كردي رد على الأستاذ محمد سيد رصاص
- شعب منسي ودسـتور غائب -قراءة في المسألة الكردية في سورية-
- انطباعات عن الرئيس الراحل أبو عمّار


المزيد.....




- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ربحان رمضان - خطوة .. خطوة في طريق الإصلاح