أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي - سامان كريم - حول التحرش الجنسي ضد المرأة!















المزيد.....

حول التحرش الجنسي ضد المرأة!


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 4025 - 2013 / 3 / 8 - 00:28
المحور: ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي
    


ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي
اشكر الرفاق القائمين على مؤسسة الحوار المتمدن على فتح هذا الملف, واشكرهم على ارسال هذا الملف لي. أجبت على الاسئلة المطروحة واعتقد ليس كلها ولكن اكثريتها في هذا المقال ‌أوهكذا يبدوا.

التحرش الجنسي, ظاهرة اجتماعية في البلدان العربية, هو افراز ونتيجة مثله مثل الكبت الجنسي ان الكبت الجنسي هو ظاهرة في هذه البلدان ونتيجة وليس سبباً. ان وجود الكبت الجنسي هو بحد ذاته نتيجة لاوضاع اكثر ماسأوية, ليس بالامكان الوصول الى حقيقة التحرش الجنسي بنتجة مماثلة او بأفراز مماثل. بمعنى اخر ان التحرش الجنسي هو نتجية لكبت الجنسي وبدوره يتحول الى نتيجة. قبل التحرش الجنسي علينا ان نجد اسباب الكبت الجنسي في عالمنا المعاصر.
اساس الكبت الجنسي هو اللامساواة ليس بين الرجل والمرأة فحسب بل اللامساواة على الصعيد الاجتماعي, اللامساواة الطبقية وهي سبب رئيس للكبت الجنسي وبالتالي للتحرش الجنسي. الكبت الجنسي موجه ضد الرجل والمراة مثله مثل اخلاقيات وعادات وتقاليد العصر السحيق, الذكورية مثلا. هو التمييز والعنصرية التي قدمت وتقدم عليها الطبقة البرجوازية ضد المجتمع برمته, طارحة نفسها منها. هي بائعة "لشرفها" من اجل الربح وتقتل الاخرين بحجة "الشرف". حين اقول الكبت الجنسي اقصد به الرجل والمراة, الرجل الذي يظهر هنا كمتحرش للجنس الاخر, هو ضحية ولكن ضحيته تتحول الى جلاد لكي يتسنى له ان يجعل من المراة ضحية, من هنا يظهر الوجه القبيح للذكورية, من هنا تتحول المراة الى العبد مرتين, مرة لانها عاملة مثلها مثل الرجل ومرة اخرى عبد للرجل. ان الكتب الجنسي والتحرش الذي يرافقه تقع في خانة الاخلاقيات والعادات والتقاليد الموروثة والسائدة في البلدان العربية والشرق اوسطية بالتحديد وفي العالم بصورة عامة.
الكبت الجنسي مأساة واقعية للاكثرية القصوى من المجتمعات المتخلفة, للرجل وللمرأة. لماذا فرضت على البشرية ان تكبت جنسها, ان تمنع الجنس من نفسها؟! براي هذا هو سؤال اساسي حول هذا الموضوع. الجنس ممنوع, الا وفق شروط "الهية" ولكن هناك كثير من الألهة لدى ديانات ومذاهب دينية مختلفة. في لبنان مثلا هناك ثلاثة آلهة مختلفة لعقد الزاوج وفق الطائفة الدينية وفي العراق اكثر من خمسة او ستة آلهة, وفي مصر ايضا اكثر من ألهة... وشرعت كل هذه الالهة في قوانين الاحوال الشخصية المختلفة سواء كانت مكتوبة او غير مكتوبة. ولكن العقد ليس سهلا يتطلب امكانيات مادية. هذا ناهيك عن آلهة قومية عربية مختلفة دمجت او مزجت بين الدين والقوانين الوضعية فيما يخص الجنس وقانون الاحوال الشخصية. شيئوا الجنس كانه "زنا" او مخالفا لطبيعة الانسان, والانكى من ذلك شيئوه كانه ليس حاجة ضرورية, كانه شئ يجب ان يوافق عليه الاخرون خارج ذات الانسان المعني. جنس المراة في البلدان العربية لها اصحابها, اباء, أعمام, إبن العم, والعائلة والعشيرة.. ويستوجب الموافقة على اجراء هذه العملية الطبيعية... هنا يتحول الجنس المراة الى سلعة تباع وتشترى.
القضية هنا الاخلاقيات والعائدات والتقاليد التي تحولت بفعل سلطة راسمال وطبقته البرجوازية, الى قوانين مختلفة, اساس هذه القوانين او هذه العادات والتقاليد هو تقيد الجنس وتحسبه اي الكبت الجنسي هو مصالح طبقية: يجب اللامساواة ان تكون سائدة بين الرجل والمراة وهي تميز لصالح الرجل, او تشيئت كانها لصالحه, ولكن هذا الوهم هو وهم مورث من المرحلة الاقطاعية البائدة في تلك البلدان وما سبقتها, التي جرفت معها تلك التقاليد والعادات وسلمتها الى ايادي البرجوازية الامينة لكي تحافظ عليها وتسهر على حمايتها وتدير اعادة انتاجها. ان اساس بقاء هذه التقاليد والاخلاقيات وهنا نتحدث عن الكبت الجنسي كظاهرة اجتماعية عامة في البلدان العربية, هو اساسا لتقسيم الطبقة العاملة بين المراة والرجل, اي تقسيمها على اساس الجنس, وبالتالي تتحول المراة وفق هذا التقسيم الى سلعة كاملة تباع وتشترى في البورصة, زواج شرعي وزواج متعة وزواج مسيار ومصياف وسياحي و.... انواع مختلفة من البورصات ولكل هذه الشركات اسهمها الخاصة بها. ويتحول الوسطاء الى العملاء للشركات اي الملالي والمشايخ والقضاة... حتى في الغرب المتقدم شيئت المراة كسلعة تامة جسمها وازيائها وملابسها الداخلية, رموشها وشفتاها وبالطبع جنسها وهواجسها وأحساساتها كلها اجزاء مختلفة من السلعة جسم المرأة... وأصبحت بعيدة المنال مقارنة بالفترة التاريخية الماضية اي عقد الخمسينيات والستينيات والسبعينيات... هذا التميز الطبقي يدير الربح للرأسمال سواء بتحول المراة الى سلعة عبر اسثمار جسمها وعواطفها واحساساتها او عبر الوحدة الاقتصادية للعائلة التي تحول الرجل فيها الى رب البيت سواء كان في الغرب او في الشرق... مع اختلاف واضح بين الحالتين في الميادين الحقوقية المختلفة.
التميز اذن, يعاد انتاجه من قبل الرأسمالية لكي يشكل عائقا امام توحيد صفوف الطبقة العاملة. هذا هي كنه الموضوع براي. من هنا نصل الى السبب الرئيس للكبت الجنسي وما يرافقه من الاخلاقيات والتقاليد البالية الموروثة. خصوصا نحن نتحدث عن البلدان العربية, هذه البلدان التي تقع في خانة البلدان التي ترسخت فيها الراسمالية عبر الحملات والهجوم والاحتلال... وبالتالي ان الطبقة السائدة او الحاكمة هي دائما مدينة للراسمال العالمي سواء كان روسيا او امريكيا او بريطانيا او فرنسيا او المانيا... وظيفتها هي تامين "عمل رخيص" عبر بناء دولة بوليسية, عبر سلب الحقوق وفرض العنف. من هنا نرى ان القوانين وفي كافة الميادين في هذه البلدان هي قوانين تعج فيها عادات وتقاليد موروثة من الاديان المختلفة والاسلام بشكل خاص والعرف والعادات الصحراوية والعشائرية... من هنا نرى فرض مايمكن فرضه على المجتمع ومنها ان الجنس عمل شيطاني وممنوع ومن يفعل الجنس بدون توافر الشروط التي وضعت امامه وفق قوانين مختلفة, هو مجرم او هي مجرمة, وتصل العقوبة الى حد الجلد والاعدام في إيران والسعودية والدويلات المختلفة التي اصبحت موديلا في البلدان العربية بعد ما يسمى "بالربيع العربي" حيث لكل جماعات اسلامية ارهابية قوانينها الخاصة بها مثلا في سوريا وهي معارضة لحد الان او في ليبيا او في مصر وتونس والعراق... والشروط هذه هي الزواج والزواج هي قيد, وهذا القيد يتطلب امكانيات مالية هائلة خصوصا في البلدان العربية... المهر, والسكن ومستلزماته, وادامة المعيشة, والاطفال... هذه كلها بمجلمها تشكل عقيدة الدولة في هذه البلدان.. هذه الحالة ومعها بالطبع العادات والتقاليد والاخلاقيات الرجعية تؤدي الى الكبت الجنسي والكبت الجنسي هذا يؤدي الى التحرش الجنسي.
التحرش الجنسي تربية وتقليد اجتماعي طبقي وبالتالي ترتبط بالتربية الذكورية التي تعاد انتاجها من الطبقة البرجوازية الرجعية السائدة في البلدان العربية... ان دونية المراة التي استلمتها البرجوازية العربية الصاعدة من سلفها اي الأقطاعية الاسلامية, هي مصلحة طبقية كما شرحنا اعلاه لترفيق وتشرذم الطبقة العاملة وبالتالي المجتمع على اساس الجنس. ان السيطرة على التحرش الجنس والكبت الجنسي مرهونة بالغاء دونية المراة على صعيد الاجتماعي وليس قانوني فحسب, وهذا بدروها مرهونة بتحقيق المساواة الاجتماعية وهذه لم يتحقق بدون " تصفية الطبقات" كما يقول انجلز في انتي دوهرنغ.
ولرد الفوري على هذه الحالات ليس امام الحركة العمالية والنسوية في العالم العربي إلأ النضال الجماهيري الشامل في سبيل فرض الحقوق المدنية والفردية والاجتماعية وبالتحديد فرض المساواة التامة بين الرجل والمراة على صعيد القانوني. تحقيق هذه الحقوق, تؤدي الى رفع مكانة المراة على صعيد الاجتماعي, وبالتالي سيصبح العلاقة بين الرجل ومراة علاقة اكثر إنسانية و اكثر متقاربة... 7.3.2013



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشيّأت الثورة الى عكسها!
- سياسة الشيوعية حول التظاهرات في الانبار والاخرى في جنوب العر ...
- المزاج الثوري في المنطقة
- نقد ‌آراء سلامة كيلة- الشيوعية العربية, ومأزق الوضع السوري!
- لكي لا يقع المجتمع المصري في الفخ مرة اخرى!
- الوضع السوري, والوضع في كركوك!
- مستجدات الوضع السياسي في العراق وسياسة الحزب الشيوعي العمالي ...
- بصدد الثورة!
- بعد الويلات و المعاناة تم خصخصة الكهرباء في غفلة الجماهير!
- حول مشروع مسودة قانون الاحزاب.
- حول الأوضاع الراهنة في العراق
- سياسة الشيوعية اتجاه الوضع السوري
- في اليوم العالمي للعمال دولة رئيس الوزراء , يحاول إبعاد العم ...
- التنظيم الشيوعي واللجان الشيوعية
- الضرب على الوتر القومي -العرب- و -الكرد- سلعة متعفنة !
- الكلمة الافتتاحية للمؤتمر الخامس لحزب الشيوعي العمالي العراق ...
- التحزب الطبقي... بصدد تجربتنا في العراق
- حول التحزب الطبقي وتوجهنا السياسي
- حول المستجدات السياسية في العراق على هامش قضية طارق الهاشمي
- حول الوضع السياسي في العراق


المزيد.....




- كينيا: إعلان الحداد بعد وفاة قائد الجيش وتسعة من كبار الضباط ...
- حملة شعبية لدعم غزة في زليتن الليبية
- بولندا ترفض تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي -باتريوت-
- إصابة أبو جبل بقطع في الرباط الصليبي
- كيم يعاقب كوريا الجنوبية بأضواء الشوارع والنشيد الوطني
- جريمة قتل بطقوس غريبة تكررت في جميع أنحاء أوروبا لأكثر من 20 ...
- العراق يوقّع مذكرات تفاهم مع شركات أميركية في مجال الكهرباء ...
- اتفاق عراقي إماراتي على إدارة ميناء الفاو بشكل مشترك
- أيمك.. ممر الشرق الأوسط الجديد
- ابتعاد الناخبين الأميركيين عن التصويت.. لماذا؟


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي - سامان كريم - حول التحرش الجنسي ضد المرأة!