أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - المنظمات الأهلية وتحديات التمويل














المزيد.....

المنظمات الأهلية وتحديات التمويل


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4024 - 2013 / 3 / 7 - 13:00
المحور: القضية الفلسطينية
    



تواجه منظمات العمل الأهلي العديد من التحديات التمويلية التي ربما ستؤثر على أدائها ومستقبلها علماً بأن تلك المنظمات كان لها تاريخاً طويلاً في تحقيق منهجية التنمية من اجل الصمود والمقاومة وعبر التأثير بالسياسات والقوانين على طريق ضمان مصالح الفقراء والمهمشين ومن أجل توسيع المجال الديمقراطي وضمان الحريات العامة واحترام حقوق الانسان ، كما أنها مستمرة في تقديم الخدمات والمشاريع التنموية والحقوقية لآلاف العائلات ، الأمر الذي اصبح من الصعب الاستغناء عنها في سياق ضرورة تكامل الجهد مع الوزارات من أجل الوصول إلى الأماكن النائية والفئات الاجتماعية الضعيفة.
انتشرت في قطاع غزة عشرات المنظمات الدولية غير الحكومية خاصة بعد عدوان 2008 وحاولت تنفيذ برامج اغاثية دون التنسيق والمشاركة مع المنظمات المحلية ، وقد وصلت تلك المنظمات الدولية إلى مصادر التمويل التي هي من حق المنظمات الاهلية الأمر الذي أضعف الأخيرة وساهم في تجفيف مواردها ، كما تم استقطاب العديد من الكوادر المهنية والمدربة وصاحبة الخبرة للعمل في تلك المنظمات الدولية على حساب المنظمات الاهلية ، وزادت المسألة تعقيداً عندما أصبحت تشترط العديد من وكالات التمويل الدولية رئاسة احدى المنظمات سواءً الدولية أو تلك التابعة للأمم المتحدة تجمع لمنظمات ترغب بتقديم طلبات التمويل ، الامر الذي ساهم في تعزيز هيمنة المنظمات الدولية ، وتهميش الاهلية التي أصبحت عبارة عن وكيل من الباطن للمنظمات الدولية القائدة للتجمع ، لقد حدث هذه الشرط مؤخراً من خلال وكالة التنمية الهولندية وكذلك وكالة التنمية السويسرية ، وذلك فيما يتعلق بعروض لطلبات تمويل ، الخاصة بتنفيذ مشاريع زراعية في قطاع غزة ، حيث رسى العطاء على منظمة الأغذية والزراعة العالمية "FAO " بالمرة الأولى ، كما رسى العطاء على اوكسفام إيطاليا بالمرة الثانية .
وتجدر الإشارة أن العديد من المنظمات الدولية اصبحت تنفذ مشاريع بصورة مباشرة منها الصليب الأحمر ، ومنظمة الإغذية والزراعية العالمية، بما يتجاوز الوظيفة والمهمات الرئيسية الموكلة لها ،وكما يحولها إلى مؤسسات تنفيذ مشاريع ليست من اختصاصها بل من اختصاص ومهمات منظمات العمل الأهلي بما يعنى تجاوزاً لدورها التمويلي أو الذي من الممكن ان يساهم في بناء القدرات الفنية بما يؤكد مصادرة الدور الرئيسي للمنظمات الاهلية التي هي من وظيفتها المجسدة بتنفيذ تلك المشاريع خاصة إذا أدركنا أنها اقرب إلى الارض وعلى علاقة مباشرة مع الفئات الاجتماعية المستهدفة.
وبالوقت الذي تعاني به المنظمات الأهلية من انتشار عشرات المنظمات الدولية التي بعضها يعمل بعقلية الربح فإنها ما زالت تعاني من التمويل المسيس ، الذي يبرز جلياً في حالة وكالة التنمية الأمريكية USAID والتي تشترط في تمويلها قيام المنظمة المتلقية التوقيع على وثيقة إدانة " الإرهاب " والتي تدرج حسب التصنيف الأمريكي عشرات المنظمات والشخصيات في قائمتها، بمعنى أن هذه الوثيقة تلزم المنظمة المحلية المتلقية على إدانة كفاح شعبنا العادل في مواجهة الاحتلال ، وكما برز مؤخراً التمويل الإقليمي والعربي الذي أصبح جزء منه يهدف إلى تمويل منظمات ذات صبغة سياسية وأيديولوجية محددة دون الاستناد إلى معايير مهنية عادلة ،وفي تجاوز للمنظمات الأهلية الأخرى ذات الرؤية الديمقراطية والحقوقية والتنموية وذات المصداقية والتاريخ ، الأمر الذي يضع جزء من هذا الدعم في دائرة التمويل المسيس ايضاً وليس المهني بالضرورة، مثل حالة التمويل القطري ، كما أن اشتراط التنفيذ عبر شركات القطاع الخاص يضعف من فلسفة العمل الأهلي القائم على الطوعية والعمل الاجتماعي، ويعزز من العقلية الريعية الربحية.
إن أداء المنظمات الدولية غير الحكومية ووكالات التنمية وبعض البلدان العربية يساهم في فرض الوصاية على العملية التنموية بالمجتمع الفلسطيني، خاصة أن تلك المنظمات تحاول فرض أجندة ليست بالضرورة منسجمة مع الأجندة الوطنية ومع الاحتياجات والأولويات التي تدركها فقط المنظمات الأهلية التي تتمتع بعلاقات حيوية ووثيقة مع الفئات الاجتماعية المهمشة والضعيفة، الامر الذي يتطلب التنبيه إلى ذلك ومحاولات الضغط والتأثير على السياسة التمويلية لتصبح قائمة على تمكين وتقوية المنظمات الأهلية بدلاً من تهميشها واقصائها واضعافها وفرض الوصاية عليها ، كما يتطلب التكاتف بين المنظمات الأهلية ذاتها وتعزيز التشبيك والتنسيق والتكامل ، بما يعمل على زيادة قوة تلك المنظمات حتى تستطيع أن تتحدث بصوت واحد وتفكر في بدائل تنموية مجدية تعمل على تمكين الفقراء وضمان حقوقهم وذلك بالاستناد إلى القدرات والمهارات المحلية والفلسطينية وإلى منظمات التضامن الدولي التي تؤمن بدعم نضال شعبنا ولا تتعامل معه بوصفه سوقاً استهلاكياً لوكلاء التنمية ذو المنهجية الليبرالية الجديدة .



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتفاضة الثالثة بين الموضوعي والذاتي
- لقاء القاهرة - اجراءات تعيق القرارات
- المصالحة في سياق فلسطيني ملتبس
- سب التصدي لمشكلتي البطالة والهجرة لدى الشباب
- عن الانقسام وحقوق الانسان مرة أخرى
- المصالحة الوطنية بين الشكل والمضمون
- لماذا حملة المقاطعة
- من اجل البناء على خطوة الاعتراف بالدولة
- صمود غزة دروس وعبر
- المنتدى الاجتماعي العالمي ساحة صراع محتدم
- قطر بين الاعمار والانقسام
- المنتدى الاجتماعي العالمي انتصارا لفلسطين
- نحو حكومة ظل فلسطينية موحدة
- الاحتقان بين السلطة والاحتلال
- المنطقة التجارية الحرة الفرص والمخاطر
- أزمة الهوية
- نحو تفعيل المبادارات المجتمعية
- مجزرة الماسورة ....وماذا بعد ؟؟؟
- حركات الاسلام السياسي واهمية التغيير
- مقاطعة المنتجات الاسرائيلية نقطة ضوء في مشهد قاتم


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - المنظمات الأهلية وتحديات التمويل