أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي - سامي فريدي - التحرش الجنسي ضد المرأة وتواطؤ السلطة















المزيد.....

التحرش الجنسي ضد المرأة وتواطؤ السلطة


سامي فريدي

الحوار المتمدن-العدد: 4023 - 2013 / 3 / 6 - 17:03
المحور: ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي
    



التحرش الجنسي بالمرأة هو جانب من ظاهرة اجتماعية متوارثة أساسها النظرة الاجتماعية غير اللائقة للانثى عموما وتقاليد التمييز الجنسي والعرقي والديني التي تكون على أشدّها على الفئات الضعيفة افرادا أو جماعات اقلية. أما العامل الظرفي فله عناوين متعددة كالضغوط النفسية او الأعباء الاقتصادية غير العادية او الارهاب الديني أو الأزمات والأمراض الشخصية كالكبت او نزعات الانتقام والتمرد او السلوك المستهتر المخالف للاداب العامة والحريات العامة.
ويختلف ذلك في الغرب عنه في الشرق، مفهوما وسلوكا، ولكنه يعني ان التقدم، كما التخلف، على طرفي المعادلة الحضارية، تنعكس آثارهما السلبية على النساء والأطفال، سيما في باب التحرش والاستغلال الجنسي.
ويتفاوت حجم هذه الظاهرة من زمن إلى آخر، وبحسب البلدان والثقافات، ويمكن اعتبار المراحل الانتقالية أو فترات التغيرات السياسية والاقتصادية اخصب فترات الفوضى الاجتماعية والاعتداءات الجنسية عموما.
وفي الغرب يشكل الاطار القانوني للحريات العامة وحرية الفرد معيار تحديد مفهوم الاعتداء والتحرش، حين يرفض احد الطرفين تقبل ذلك السلوك ويتقدم بشكوى لدى الجهات المختصة. واقع التجاوز والتحرش في المجتمعات المتقدمة قد يكون كلمة أو إشارة أو تماس فيزياوي. أي أن الرضا المتبادل أو الاتفاق أو عدمه هو الذي يسم الظاهرة بالعادية أو الجرمية القانونية. وفي العموم تشكل أماكن العمل والمدارس والأسواق أبرز ميادين الجريمة.
وفي نفس الوقت يحق للزوجة أو الصديقة اتهام شريكها بالتجاوز عندما لا تكون مستعدة لرغبة الشريك أو دون موافقة منها أو استئذان. اما استخدام العنف بغض النظر عن الشكل أو الدرجة، فهو قرينة قانونية لفرض الانفصال بقوة القانون.
يختلف الأمر في البلاد العربية حيث يتراجع دور القانون والضوابط المدنية لتحلّ محلها العادات الاجتماعية والأعراف والتقاليد المتوارثة والأفكار الدينية المعبرة عن الأنظمة القبلية والاقطاعية البالية، والمتعارفة في انتصار للقوي والجماعة وموقفها التقليدي من الانثى والقاصرين والضعفاء اقتصاديا او اجتماعيا.
كما ان التحرش الجنسي بالنساء والأطفال أكثر شيوعا وانتشارا في الشرق، وتتخذ الدرجات الخفيفة منه صفة العادية اليومية ، وتبدأ عادة مع بداية تعلم الأطفال للشجار وقاموس الشتائم المقذعة، قبل تبلور وعيه الاجتماعي والثقافي. وحيث يسود المفهوم العضلي للقوة ، يتبارى الأطفال والكبار في حجم وضراوة قواميسهم اللغوية والهجائية. لذلك لا يجد المجتمع حرجا في شيوع انماط التحرش الغربي [كلام/ إشارة/تماس جسدي] وترددها داخل المنزل أو خارجه، وعلى مدار اليوم. أما مظاهر التجاوز والتحرش الأكبر حجما أو اخلالا بالاداب العامة، فسبب الاعتراض هو طابعها العلني أي على مرآى من الناس أو الساحات والمحال العامة. ولو حصلت بصورة سرية أو في بيوت خاصة فلا تكاد تكون لها أهمية أو تستثير احدا (إذا بليتم استتروا!). فالطابع العلني للتجاوزات الاخلاقية الفاضحة هو معيار الاعتراض وليس الجرم بحد ذاته.
ويختلف تقدير الجرم بحسب مكانة وأهمية المعتدى عليه، وفي الغالب يتم اللجوء للترضية (التوافقية) بوساطة كبار السن او رجال الدين بدفع مبلغ من المال، أو اجبار الطرفين على الزواج في حالات الاغتصاب الجنسي، وهو الخطا الفاحش الأكثر ضررا على المرأة من التحرش او الاغتصاب بذاته.
ان واقع العزل الجنسي بين الاناث والذكور، هو احد أسباب النظرة غير العادية للاخر لدى الجنسين. وهنا تظهر مسؤولية العائلة التي تمثل المراة/ الأم ركنها الأساس. فالطابع التربوي للأمراض الاجتماعية والسلوك غير السوي يلقي على المرأة عبء مضاعفا في تهديد الامن الاجتماعي والنفسي، والذي يقع ثقله الأساس على المراة نفسها.
عدم اهتمام المرأة بتنمية وعيها الاجتماعي والثقافي، وبما يطور شخصيتها الاجتماعية والاقتصادية، يساهم في تدعيم النظرة السلبية لها. ان جانبا كبيرا مما يسمى بضعف المرأة، يعود إلى استسلامها لوضعها الذليل وعدم العمل على تطوير شخصيتها ورفع معدل كفاءتها في مختلف المجالات والأصعدة، وبشكل يجعل التعاون بين الجنسين هو صورة العلاقة الاجتماعية بدل الصورة الطفيلية التقليدية (على الرجال قوامة النساء)، وبشكل جعل الامكانيات المالية للرجل معيارا لما يمتلكه من نساء (تسليع المرأة وعبوديتها)، فيما لا يتاح للضعفاء والمعوزين اقتصاديا التوفر على امرأة واحدة.
ويشكل ارتفاع معدل العزوبة والعنوسة سببا من أسباب انتشار جرائم الجنس والعنف الاجتماعي في السنوت الأخيرة.
ثمة أسباب عديدة تؤثر في نمو هذه الظاهرة غير الصحية، وبشكل يفاقم من معدل الفوضى وعوامل عدم الاستقرار المجتمعي والنفسي، لكن الأمر الذي ينبغي التوقف عنده ودراسته ومراجعته بروح علمية وموضوعية وبوعي عال من المسؤولية الانسانية والوطنية، هو انعكاسات الظاهرة الدينية التي انفجرت في العقود المتاخرة انفجارا فوضويا مدمرا على أيدي أنصاف وارباع المتعلمين والمتشبثين بالدين والغوغاء، ومعظمهم من حديثي البلوغ، واندفاعهم غير المدروس لتطبيق الدين بين يوم وليلة، مما تسبب في قلب قواعد الامن الاجتماعي، وكان لهم شرف جدارة الفوضى المنتشرة في غير بلد.
ومن تلك النصوص مقولة : (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!). والذي يشكل احد مواضع الجدل الرئيسة في علم الكلام والفقه الديني. فتعريف (المعروف) و(المنكر) لا يتحدد عشوائيا او عبطا، وكذلك تحديد آلية التنفيذ والجهة التي تتولاه. فالربّ الذي خلق الكلّ على أحسن وجه، لا يمكن ان يسمح بهدر الحيوة وتدمير الحرمات جزافا.
ان مهاجمة المحلات ذات الادارات النسائية، او تهديد وجود النساء في الأسواق او العمل بغية منعهن من مغادرة البيت؛ أو مهاجمة السافرات لارهابهن على ارتداء الحجاب، أسباب إضافية زادت من معدل التجاوز والاعتداء على النساء.
فالمؤسسات والجماعات الدينية التي ما زالت تسجل ارقاما قياسية مذهلة في العجز الفكري والفشل الاجرائي في كل البلدان العربية، تبدو غائبة عن الوعي وهي تقود المنطقة نحو حضيض العالم، بينما تحاول مشاغلة الاهلين بتطبيقات عقابية للحدود او المبالغة في امتهان كيان المراة وكرامتها، مثل اجراءات كشوف العذرية او جرائم الاغتصاب والتجاوزات الجنسية في السجون والمعتقلات لارهاب الناس ومنعهم من الخروج للتظاهر والاحتجاج، وهو ما لم يخطر ببال الدكتاتوريات السابقة التلوث به.
ان تحويل التحرش الجنسي الى ادارة عقابية سياسية امتهان واضح وصريح لكيان الانسان وحقوق المرأة التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة. وانه قبل النظر في اقرار تقديم قروض أو علاقات سياسية مع هذه الدول لابدّ من مناقشة واقرار حالة حقوق الانسان وحريات النساء فيها.
غاية الداء، ان الجرائم الجنسية والعنف الاجتماعي، يقوم بها نصف المجتمع ضد نصفه الاخر، وبشكل يقود بالنتيجة إلى انهيار العائلة وانهيار المجتمع على بعضه، مما يجعل مسؤولية ما يحدث والوعي به والحدّ منه ومعالجته مسؤولية جماعية تضامنية، أن سلامة الفرد من سلامة المجموع، وسلامة المجموع، من سلامة الفرد!.




#سامي_فريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سايكولوجيا الحرف - 8
- سايكولوجيا الحرف – 7
- سايكولوجيا الحرف- 6
- سايكولوجيا الحرف- 5
- سايكولوجيا الحرف- 4
- سيكولوجيا الحرف- 3
- سايكولوجيا الحرف – 2
- سايكولوجيا الحرف - 1
- ايران.. الطرف الثالث
- ايران ليست صديقة ولا مسلمة
- التفكير.. لا التكفير
- ايران في العراق..
- اشكالية ثقافة التعليم
- عروبة ساسة العراق
- العراق.. الجغرافيا السياسية
- العراق.. والثوابت الوطنية
- (سياسة التشيع في العراق)
- الثقافة والسيطرة
- التعليم والغربنة
- الشباب والقيادة


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي - سامي فريدي - التحرش الجنسي ضد المرأة وتواطؤ السلطة