أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سيومي خليل - مدننا الهاوية














المزيد.....

مدننا الهاوية


سيومي خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4022 - 2013 / 3 / 5 - 22:47
المحور: المجتمع المدني
    


أي قوة نواجه بها هذا الوجود ؟؟؟

وجودنا نحن الذين كثيرا ما نصف أنفسنا بغير الموجودين .

غير موجودين ،لأن حروبا لا تنتهي تشن ضدنا ، يعلن فيها السلاح ربا على مصائرنا ؛ المؤسسات الإقتصادية ، فن إدارة الأموال ، والمتاجرة بكل شيء ... هكذا نصير عزل من أي سلاح أمام كل الأسلحة .

المجتمع ؛ هذه الشبكة من العلاقات غير المفكر فيها كثيرا ... المجتمع سلاح آخر يوجه إلى رقابنا ، يوجه إلى فرديتنا ، ويوجه إلى هوياتنا الخفية .

سلاح الإنضباط ... لمن ؟؟؟ ولماذا ؟؟؟ هو الآخر يفرقع فوقنا ؛ لا بدا أن ننضبط لمؤسسات عير منضبطة على الإطلاق ، الإنضباط للفوضى ؛ فأنت رجل تعليم البسيط ملزم بالإنضباط لوزارة لاشيء فيها منضبط ، ملزم بالوقوف على أصابع الوزارة الخشبية كالخازوق ... وأنت الموظف المالي خاضع لقواعد وزارة لا تؤمن بالقواعد أبدا ... هكذا ،ووفق إلتزامات واهية ، يتم بناء وجود واه كله ؛ وجود المجتمع والدولة ، والمؤسسات .

إنها بنايات الملح ،كل شيء فوق الملح ، ليست المدن فقط ، إنما قيمها ، وقواعدها ، وأفكارها ؛ الملح تحت كل شيء .

هذه القصة تعبر عن الملح المفتت تحتنا ؛

في إحدى شوارع مدننا المتشابهة في البؤس واليأس، خذ أي شارع ، خذ أي جادة ، وتحت أي حائط ، أو فوقه ، أو جنبه ، ستجد قذارة المدينة كلها ، ستجد عنوان المدينة ، العنوان منتشر في كل المدينة ، مصحوبا بهوامش زبلية من كل شكل ،ومن كل لون ، وربما رائحة مصنع كريه لا يؤدي الضرائب المستحقة عليه ، وأيضا أعمال ترميم شارع لم تكتمل ،ولن تكتمل ، أضف صف من المنازل الآهلة والآيلة للسقوط ، أضف ...ببساطة إننا نعيش في لا مدن ؛ سلاح الإكتضاض ، سلاح فوضى طريق الذي يعرقل أكثر ، سلاح فوضى الآلية التي لم نفهم معناه ، وسلاح محتلي الأرصفة ليحتلوا لهم مكانا في الوجود ...

كيف لك أن تحارب جيش اللامبالاة بالقناعة . فشلنا في كل شيء ، ومظهر الفشل الأول هو القبح ، قبيحة كل آثارنا ،وحتى عندما نفكر في تجميل وجه بشع ، نقترف أخطاء قاتلة ، تضع وردة وسط كومة أزبال ؛ في مدينة آخرى ، تجد بناية إدارية رائعة المعمار ، تحيط بجوانبها أكواخ قصديرية ، وعربات حمر متعددة ، ومزبل بوسع الأفق .

كل المدن تتقلص مساحاتها إلى الخمس وأقل ، فباستثناء أماكنهم هم ، الذين يرون أنهم ليسوا مثلنا ، والتي تجدها مرصوصة بعناية ، وذات بستنة عالية ، وتناسق جميل ...باستثناء هذه الأماكن ، تجد كل المدينة خرب ، مرغمون على العيش فيها وبها ، فقط أشكال هندسية من غير أي معنى ،مشتتة لا تربطها وحدة جمالية ؛ فالناس ، قتل فيهم أي ميل للجميل ، فكف نرغب في الحميل ، وفكرة الإختباء في جحر أسمنتي اصبحت مكلفة جدا ، وغير متاحة ؟؟؟

احد أصدقائي كان يفكر أن ينشئ حديقة على سطح بيته المتخيل ؛ فما دمنا نحلم فقط ، فلنحلم بأشياء رائعة ... لكنه بعد مدة أصبح يحلم ببيت فقط دون أي حديقة ، وحين طال الحلم ، ولم يتحقق له البيت ، بدا يحسد الحيوانات على أوجارها ، وأعشاشها ؛ المهم ثقب أسكن فيه مع زوجتي ... هكذا قال صديقي ... وزوجته ، هي الآخرى ، متخيلة ، فتلك التي كان يجبها لم تكن له ؛ في أوطاننا من نحبهم لا يكونون لنا أبدا ، لأنهم يخافون ضياع العمر في الإنتظار ، فيبدأ بحلم بأي أنثى تصلح أن تكون زوجة ، ولأنه ذوو فكر غريب ،يقرر به أن الوجار قبل الزواج ، لم يتحقق له الإثنين ؛ لقد خرجت منهزما ، وضعيف الجسد ،وأصلع ، ومريض ، وبقلبي رصاصات عصي على الإزالة ...هكذا يقول صديقي ..أرد عليه .. لقد خرجناجميعا هكذا يا صديقي .

أي وجود نرغم عليه هذا ؟؟؟

فمحيطنا كله لا يأتي بمحفزات وجودية حقيقة ، سكون فقط ، الأشياء نفسها، لا دار ثقافة ، المسارح والسينما مركزت في الهناك ، في ذاك الخمس من المدينة، وذاك الخمس من المدينة ، غالبا ما يكون عصيا على أبناء الهنا الهامشيين ، الأغبياء جدا ، وغير المتحضرين ، وما يوجد هنا من بنايات لدر الرماد في العيون ، دائما تكون مغلقة ؛

أنا أشهد بآلهتكم التي تؤمنون بها أن المركز الثقافي الذي بحيننا أكبر مني عمرا ، لكني لم أره يوما مفتوحا ...

كيف نستطيع تحمل هذه اللامبالاة ؟؟؟

لذا عليك ان تتساءل ؛كيف لمن يفتنتح في القبح ان يكون جميلا ؟؟؟كيف لمن سلب بوهم العيش أن يجدي فن العيش ؟؟؟؟.



#سيومي_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دردشة عن الفراغ
- الشرعية التاريخية والديمقراطية وآخرى غيرها
- تعلمك العتمة
- الوجود أم الفكر أي تجاوز ممكن ؟؟؟
- من يراهن على القمر ولا يحترق ؟؟؟
- المحلي والكوني في كتابة العقد


المزيد.....




- صحيفتان بريطانيتان: قانون ترحيل اللاجئين لرواندا سيئ وفظيع
- قبالة جربة.. تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين
- بعد إدانتهم بـ-جرائم إرهابية-.. إعدام 11 شخصا في العراق
- السعودية وقطر تُعلقان على تقرير اللجنة المستقلة بالأمم المتح ...
- إعلام عبري: مجلس الأمن الإسرائيلي بحث سرا سيناريوهات اعتقال ...
- ذياب: يطالب بالافراج عن المعتقلين والنشطاء فورًا، ويقول سياد ...
- الخارجية الإسرائيلية: قرار ألمانيا تجديد التعاون مع -الأونرو ...
- بعد أنباء عن خروج السنوار من الأنفاق.. عائلات الأسرى تتظاهر ...
- تغطية حرب غزة.. قيود غربية على حرية التعبير؟
- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سيومي خليل - مدننا الهاوية