أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - جواد بشارة - مقابلة مع الدكتور إسماعيل قمندار - كتاب اللهجات الكردية الجنوبية















المزيد.....



مقابلة مع الدكتور إسماعيل قمندار - كتاب اللهجات الكردية الجنوبية


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 280 - 2002 / 10 / 18 - 05:07
المحور: مقابلات و حوارات
    


مقابلة مع الدكتور إسماعيل قمندار
" كتاب اللهجات الكردية الجنوبية "
أجرى اللقاء جواد بشارة ـ باريس

صدر مؤخراً مؤلف ضخم عن اللهجات الكردية الجنوبية  بما فيها الكردية الفيليية ، للكاتب والباحث اللغوي د. إسماعيل قمندار  المقيم في باريس منذ عام 1971 .

وقد قامت دار النشر البلجيكية الشهيرة والمتخصصة  " بيترس " بطباعة الكتاب المكتوب باللغة الفرنسية  والذي يصل عدد صفحاته إلى أكثر من 940 صفحة ، بطباعة فاخرة وفي غاية المتانة والأناقة.
وتمثل  هذه الدراسة الرائدة ثمرة ربع قرن من الأبحاث العلمية والميدانية  الصرفة للمدن والمناطق  الكردية الجنوبية المجهولة أو شبه المجهولة  لغوياً . وتمتد هذه المناطق المترابطة والموزعة  بين إيران والعراق  على طول 400 إلى 500 كلم ، يقع القسم الأعظم منها في إيران بين منطقة كامياران ( 100 كم شمال مدينة كرمنشاه ) إلى مدينة آبدانان  الواقعة شمال دزفول ، هذا فيما عدا محافظة بيجار الشمالية التي أدرج الكاتب غالبيتها  ضمن هذه المجموعة اللهجية أيضاً . أما في القسم العراقي فتبتدأ من خانقين مروراً بمندلي وزرباطية وشيخ سعد وعلي الغربي إلى مشارف البصرة على امتداد الشريط الحدودي المحاذي لإيران. ويمكن تقدير عدد نفوس متكلمي مجمل هذه اللهجات الكردية الجنوبية في العراق وإيران بين ثلاثة إلى أربعة ملايين نسمة ، أغلبيتهم من الشيعة الإمامية ، فضلاً عن أقلية باطنية من أصول شيعية تسمى بـ " أهل الحق " .
قام الكاتب بدراسة لغوية أو ألسنية منتظمة للقواعد اللغوية واللهجية لعشرات المدن والمناطق الكردية الجنوبية وفقاً لأساليب علمية وبصورة معمّقة . وتكمن أهمية هذا البحث الواسع في كشفه المفصّل للأنظمة الصوتية والصرفية والنحوية  لمجموعة لهجية كبيرة غير مدروسة مقارنة ببقية اللهجات الكردية الأخرى كالكرمانجية والسورانية والكورانية ـ الزازائية . ويتضمن الكتاب أيضاً مقدمة طويلة يستعرض فيها الكاتب تفاصيل لغوية عن كافة الأماكن المدروسة مع خارطة لغوية أولى لها ، إلى جانب فصل مهم عن " أخطاء المستشرقين  والمشرقيين " حول اللهجات الكردية الجنوبية " .
وينوي المؤلف ترجمة الكتاب إلى العربية في غضون السنتين القادمتين ليسد بذلك فراغاً كبيراً في الدراسات اللغوية الكردية .وبهذه المناسبة أجرينا مع المؤلف هذه المقابلة:

 س: بداية أود أن تقدم تعريفاً أولياً  للكتاب قبل الدخول في حيثياته
ج : يعتبر هذا العمل أحد أضخم الأعمال في ميدان الدراسات الكردية اللغوية ، و يتعلق تحديداً بدراسة اللهجات الكردية الجنوبية ، إذ توجد دراسات أخرى عن بقية اللهجات الكردية وبشكل أساسي الكرمانجية والسورانية ، لكن الأمر مختلف بالنسبة للهجات الكردية الجنوبية التي لم تدرس من قبل . وتحتل هذه اللهجات منطقة جغرافية  ـ لغوية  كبيرة جداً يصل طولها حوالي 500 كلم يقع قسمها الأكبر بين كامياران شمالاً إلى مدينة آبدانان شمال مدينة دزفول ، فضلاً عن أكثرية محافظة بيجار الشمالية التي تقع في القسم الأوسط من كردستان. ويمكن القول إن الجانب العراقي لهذه المناطق يبدأ من شمال مدينة خانقين وأطرافها باتجاه مندلي ثم مناطق زرباطية ، ويستمرهذا الشريط الحدودي  باتجاه الشيخ سعد وعلي الغربي وعلي الشرقي  حيث توجد مجاميع كبيرة من الأكراد الفيليية  الذين تمتد مناطقهم إلى العمارة  وحتى أطراف البصرة ودائماً على الشريط الحدودي الفاصل بين العراق وإيران . وقد تعرض الكثير من هذه المناطق إلى عملية تطهير عرقي  أو تبديل عرقي من قبل النظام العراقي في أطراف خانقين  وأجزاء كبيرة من مندلي وأجزاء أخرى من زرباطية وعلي الغربي والشيخ سعد حيث تعرضت كلها لما سمي بسياسة التعريب ، حيث تم تهجير أكثرهم إلى إيران أو أرغموا على ترك أراضيهم والهجرة داخل العراق. هذا إلى جانب تعرض  مناطق أخرى كردية غير جنوبية  إلى هذه السياسة العنصرية مثل سنجار  وكركوك . وقد حصل هذا الأمر عملياً منذ وصول  حزب البعث العراقي إلى السلطة أي منذ عام 1968 وفي فترات زمنية محددة  زادت حدة هذه السياسة العنصرية ( سياسة التعريب ) وتسارع عمل السلطات في نقل وتهجير السكان الأكراد من مناطق إقامتهم إلى مناطق نائية  داخل العراق أو إلى إيران  وإحلال سكان عرب في مكانهم . وذلك منذ معاهدة آذار سنة 1970 بالذات حيث تسارعت وتيرة  عملية التعريب  بشكل هائل في مناطق الموصل وأكثر منها في كركوك حيث أنها منطقة كردية بشكل أساسي مع وجود جزء تركماني مهم فيها  لكن النظام في العراق جعل منها إحدى الإشكاليات العويصة وأصر على تعريبها بأي ثمن. وكذلك طبقت سياسة التعريب على قرى خانقين حيث أجبر القرويون الأكراد على الرحيل وتوطين قرويين عرب في أماكنهم . إن مسألة التعريب العنصرية التي تعرض لها مايقارب المليون كردي وتركماني عراقي تشكل إحدى المآسي الكبرى التي طالت الشعب الكردي  والشعب التركماني في ظل نظام صدام حسين ، هذا مع إعتذاري على هذا الاستطراد .
س : ماهي دوافع هذا البحث اللغوي وماالذي وضعته نصب عينيك لمدة ربع قرن في تحقيق هذا الانجاز العلمي الهام ؟
 ج : في الحقيقة كانت البداية عبارة عن بحث لنيل شهادة الماجستيرثم الدكتوراه بعد أن حصلت على شهادة البكالوريوس في الأدب الفرنسي بالأساس من جامعة نانت الفرنسية . وبعد أسابيع من التفكير توجهت إلى موضوع لغوي  باعتباري كردي  وأتكلم  اللهجة الجنوبية ـ الفيليية ، والتي لم تدرس من قبل  من الناحية الأكاديمية  س : ما هي خصوصية هذه اللهجات الجنوبية ؟ وهل اللهجة الفيلية جزء منها
ج :  نعم هذه اللهجة هي جزء من المجموعة اللهجية  التي بحثتها والتي  لم تدرس من قبل ولا بأي شكل من الأشكال . من هنا بدأ بحثي وفضولي في  كشف القواعد اللغوية لهذه اللهجات الجنوبية . كنت أستخدم هذه اللهجة بصورة شفوية  بدون أي معرفة لغوية نظرية أو قواعدية أو بنيانية  بالرغم من تمكني منها كما هو حال أي شخص يتحدث لهجته بصورة تلقائية وصحيحة ولكن دون أن يعرف قواعدها من الناحية النظرية .من هنا بدأت شيئاً فشيئاً أحلل هذه اللهجة على الورق وأفرزها وأكشفها بالتفصيل وبدقة متناهية من جميع جوانبها مع كافة الصعوبات المرتبطة بمثل هذا العمل وما يترتب عليه من أخطاء عملية تقع أثناء عقلنة الكلام العفوي.
وبعد حصولي على شهادة الماجستير وسّعت دائرة هذه الأبحاث فحصلت على دكتوراه الدولة عام 1988 من جامعة باريس 7 ، ولم أتوقف عن توسيع نطاق أبحاثي التي ضاعفتها عبر إضافتي ومعالجتي لأكثر من عشرين مدينة ومنطقة أخرى على أبحاثي  السابقة مع فصول كثيرة جديدة.
س: ما هو عدد المتحدثين بهذه اللهجات الجنوبية  ؟
عددهم كبير ويتراوح بين 3 إلى 4 ملايين نسمة في العراق وإيران  ويتمركز القسم الأكبر منهم في إيران لكن هذه أرقام تظل تقريبية .
س : لكن هذا العدد لايستهان به وهم جزء كبير ومهم من الشعب الكردي
ج : بالطبع إنه جزء مهم من الشعب الكردي ويمثل مابين 10 و 15 بالمائة من المجموع الكلي للشعب الكردي وهذه المنطقة معقدة من الناحية اللهجية ومتشابكة ولا يعرفها الآخرون جيداً بما في ذلك عدد من الأكراد الذين يتحدثون لهجات كردية أخرى والبعض يجهل أهميتها باعتبارها أقلية في الشعب الكردي يجهلون حجمها الحقيقي.
س: كيف يمكن توضيح الفوارق اللهجية الموجودة في اللغة الكردية وما هو حجم هذه الفوارق اللهجية؟
ج : توجد بعض الفوارق  اللهجية بين مجموعات لهجية كردية حسب المناطق  يمكن مقارنة تلك الفوارق بما هو موجود في اللغة العربية فالفوارق كبيرة بين اللهجة العراقية والمغربية مثلاً لكنها أقل وإن كانت مهمة بالطبع بين اللهجة العراقية واللهجة المصرية، نفس الشيء بالنسبة للهجات الكردية فالفوارق أكبر بين اللهجات الكردية الجنوبية واللهجة الكرمانجية والشمالية، وبينما هي أقل مع اللهجة السورانية الوسطى.
س : هل من شأن هذا البحث أن يساعد الأكراد المتكلمين بهذه اللهجات الجنوبية وأن يجعل هذه اللهجات قابلة للتعليم والكتابة كأي لغة لها قواعدها ونحوها ومعاييرها، لاسيما وإن  هذا الكتاب  يمكن اعتباره رائداً ومرجعاً لكل الأبحاث اللغوية اللاحقة؟
ج : ينبغي أن أوضح أولاً إن هذا الكتاب ليس كتاباً مدرسياً وليس منهاجاً تعليمياً فالكتاب المدرسي قائم على تدريس ما يعتبر صحيحاً ومقنناً،أما كتابي فهو  بحث لغوي دقيق يعالج مختلف  الجوانب القواعدية لهذه المجموعة اللهجية دون أحكام عليها، ويحتاج إلى مستوى معين لاستيعابه  لأنه على درجة عالية من التخصص وغير قابل للتبسيط. وقد أوضحت ذلك في مقدمة كتابي التي تبلغ 74 صفحة وهي جزء مهم وأساسي منه ، ركزّت فيها على أخطاء المستشرقين في أبحاثهم ودراساتهم حول بعض المجموعات السكانية الكردية وسعيت لدحض التعميمات السريعة التي لاتستند إلى تروي في البحث جعلت هؤلاء الباحثين يتعجلون بتقديم وجهات نظر خاطئة حاولت تصحيحها خاصة فيما يتعلق بهذه المنطقة التي هي موضوع بحثي الميداني هذا.
س : ماهو منشأ هذه الفوارق اللهجية ؟
ج : الفوارق اللهجية أمر شائع وعام ، وكما تعرف فإن كل لغة ، حية يعني أنها في تطور فاللغة التي لاتشهد تطوراً مع الزمن تعتبر لغة ميتة . والآن ماذا يعني التطور في اللغة ؟ التطور بمفهومي يعني الانفتاح ،
س: أو القابلية على إحداث التحولات والتغيرات ومواكبة الجديد
ج : الانفتاح مهم. ولكن الانفتاح على ماذا ؟ على العالم المحيط وفق لجغرافية هذا العالم وتطور العلوم فيه . أي أن اللغة في عيشها وحياتها في حالة تبدل مستمر، والتوافق مع المحيط القريب أولاً ، ومن ثم المحيط الأبعد . وتتعرض الجماعة السكانية التي تتحدث لغة معينة إلى  أحداث تقلب بعض المعطيات اللغوية فمثلاً ، عندما دخل الإسلام لمناطق  شاسعة، أثر الإسلام عبر القرآن على لغات ولهجات عشرات من الشعوب التي دخلت الإسلام . كالإيرانيين والهنود والصينيين والأتراك والألبانيين والبوشناق وسكان آسيا الوسطى والعديد من شعوب أفريقيا الخ ..  فهذا مثلاً حدث جوهري أدخل مفاهيم وكلمات جديدة للغات المحلية . ويمكن ذكر أحداث أخرى كالحروب والاستعمار والثورات العلمية، التي تحدث هزات كبيرة في التطور اللغوي .
أعود للفوارق  اللهجية ضمن  الجماعة السكانية الواحدة التي تتعرض إلى معطيات مختلفة . مثلاً لنأخذ مواطناً  عراقياً ولنركز على القسم العربي من العراق ، ويسكن هذا المواطن مدينة البصرة ، يكون هذا المواطن معرض لبعض التأثيرات من اللهجات المحيطة كالسعودية والكويتية ، واللهجات السائدة في خوزستان أو عربستان  في إيران ، وما يتخللها من تأثيرات فارسية ، وبوجود خليج ونقل بحري وموانيء وتجارة ، يمكن ملاحظة وجود بعض الكلمات والمفردات الهندية في اللهجة البصراوية تأتيها عبر التجارة والتبادلات التجارية ، ولايمكن مقارنة حجم هذه التأثيرات في البصرة مع تلك الموجودة في مدينة أقل انفتاحاً كالرمادي مثلاً ، من ناحية دخول مفردات أجنبية إلى اللهجة المستخدمة في كل مدينة . وهناك بعض المدن العربية القريبة من المناطق الكردية مثل الكوت  حيث توجد مفردات كردية عديدة داخل كلام سكان هذه المدينة من العرب . وكذلك يمكن ملاحظة الفوارق اللهجية في لهجات البلدان العربية ومدى التأثيرات الخارجية المختلفة على هذه اللهجة أو تلك، فترىاللهجة العراقية مثلاً متأثرة بدرجة أكبر باللغة الفارسية حيث توجد مئات المفردات الفارسية داخل اللهجة العراقية ككل بسبب العامل الجغرافي، بينما تجد أنها قليلة نسبياً في اللهجة السورية مقابل وجود مفردات تركية أكثر في اللهجة السورية رغم وجود مفردات تركية كثيرة في اللهجة العراقية أيضاً ، وذلك لعوامل جغرافية رغم سيطرة الدولة العثمانية في الماضي على البلدين .. فاللهجات تتنوع حسب التوزع الجغرافي ،وتتأثر بمعطيات مختلفة تخلق أوضاع لهجية جديدة .
س: هل من قبيل المصادفة أن تختلف لهجة الأكراد الفيلية عن لهجات الأكراد الآخرين السورانية والكرمانجانية  ، إذ أن الفيليين شيعة بينما الآخرون سنة في غالبيتهم فهل لذلك التوزع المذهبي تأثير على التنوع اللهجي ؟
ج : هذا سؤال معقد ويدخلنا في متاهات طويلة لامجال للخوض فيها الآن ولكن يمكن القول إن جماعات ترتبط مذهبياً قد تتجه أحياناً مع الزمن إلى تبني واستخدام لهجة مميزة عن الآخرين كأنما تتطلب  الهوية المذهبية بعض العلامات الفارقة من هذا النوع أو من أمور أخرى قد تتعلق بمظهر الوجه ( إطلاق الشنب واللحية مثلاً ) أو قد  تتصف بأزياء مميزة وخاصة بها وبطقوس  أو بعمارة خاصة ، ويكون هذا التمايز واضحاً أو كتوماً حسب الظروف لكنه تمايز تدريجي لا يحصل دفعة واحدة وبتعمد أو بقرار فوقي . لا أريد هنا الولوج في التفصيلات، وقد أخصص دراسة خاصة لذلك فيما بعد . لو أخذنا المسيحيين في الشرق نجدهم يستخدمون مجموعة من المفردات العربية الخاصة بالديانة المسيحية تختلف عن مفردات المسلمين ، وحتى أحياناً في طرق أو وتائر استعمالها فمثلاً كلمة " الرب " يستعملها المسلمون أقل من كلمة الله بينما يستعملها المسيحيون أكثر من العرب المسلمين. وهذا نوع من المؤشرات التمييزية يمكن ملاحظاتها أحياناًفي سياق الكلام. أما بخصوص لهجات أكراد الجنوب فإن التخصص اللهجي تكون على مدى زمني طويل ولم يكن دائماً بمعزل عن الانتماء المذهبي لهم لكنه لم يكن عاملاً منفرداً في هذا التميّز .
س : قد لاتكون تعمقت كثيراً في جذور هذا التميّز اللهجي ـ المذهبي ؟
ج : كلا لقد تأملت كثيراً في هذا الموضوع لكن المجال الآن لايسمح بالغوص في الأعماق . إذ يتعين علي أن اشرح خلفيات طويلة ومعقدة ومتشابكة وحساسة جداً . وهي وحدها تحتاج إلى مقابلة طويلة . وأكتفي هنا بما ذكرت بهذا الصدد .
س: لنعد لموضوعنا الرئيسي ماهي المرحلة القادمة لهذا البحث أي ماذا سيترتب على نشر هذا البحث القيم والشاق ؟ فأنت قمت ببحث معمق للموضوع ليس فقط من الناحية المورفولوجية بل من كافة النواحي القواعدية الأخرى.
ج : صحيح لقد كان بحثاً ميدانياً مضنياً  بالنسبة لحجم المناطق التي درستها وتتراوح بين 35 إلى 40 مدينة ومنطقة عالجتها لغوياً في نفس الوقت وبشكل مفصل : مثلاً قمت بتحليل النظام الصوتي الفونولوجي كما يقال هنا بالمصطلح العلمي الغربي ، وخصصت له فصل طويل للنظام الصوتي في كافة تلك المناطق المدروسة إلى جانب معالجتي  للكثير من الظاهرات الصوتية. وبعد ذلك قمت بدراسة النظام المورفولوجي أي النظام الصرفي أيضاً في كل مكان درسته وفي  نفس الوقت من مختلف الجوانب والأقسام القواعدية المرتبطة بالنظام الصرفي . ثم درست النظام النحوي  السانتاكسيك ،وهو قسم كبير أيضاً ومهم في هذه الدراسة اللغوية.
 س: هل أنت أول من درس الجوانب النحوية والقواعدية في اللهجات الكردية الجنوبية ؟
ج : نعم لم يدرسها أحد قبلي ، هناك بعض المحاولات غير المتخصصة لا تتجاوز العشرة أو العشرين صفحة هنا وهناك  والتي تتطرق إلى بعض الجوانب القواعدية لمنطقة معينة صغيرة " عينة " فيما تمثل هذه الدراسة  معالجة لمناطق واسعة ومفصّلة وعلمية شديدة التخصص فضلاً عن كونها ميدانية صرفة .
س : كما ذكرت لي فقد قمت بزيارات ميدانية لشهور لأكثر المناطق المدروسة طيلة  هذه السنوات  للتوصل إلى النتائج البحثية الحالية ؟
ج :  بكل تأكيد البحث يرتكز أساساً على العمل الميداني والمقابلات المباشرة مع سكان الأماكن التي درستها أما بالنسبة للقسم العراقي من دراستي ، ولعدم استطاعتي زيارة العراق فقد قابلت العشرات من العراقيين من الأكراد الجنوبيين الذين يعيشون في بلدان أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا وهولندا وألمانيا والسويد من المنفيين أو المهجرين أو المهاجرين . أما في إيران فقد ذهبت إلى هناك ثماني مرات في زيارات ميدانية بحثية لأشهر عديدة حيث درست مناطق الأكراد الفيليين والأكراد الجنوبيين عموماً ، ولم أستند إلى أية مراجع لغوية مكتوبة سابقة لأنها شحيحة أو غير موجودة أصلاً . ويشكل الجزء الإيراني القسم الأكبر من العينات المدروسة لهذه المناطق التي تبدأ من الشمال  بمنطقة قروة ، ثم باتجاه الجنوب نحو مدينة قصر شيرين ، ثم  مدينة كرمنشاه التي يبلغ عدد نفوسها أقل من مليون نسمة بقليل وهي أكبر المدن الجنوبية و عاصمة أكراد إيران في القرون الماضية، وهي جزء من المنطقة اللهجية التي درستها . ثم المناطق الممتدة إلى الجنوب من كرمنشاه و قصر شيرين وصولاً إلى شاه آباد (إسلام آباد) ثم إيلام وإلى دزفول تقريباً ، كلها مناطق قمت فيها بمسح لغوي مفصّل وتبلغ أكثر من 500 كلم في الجبال وهي مناطق وعرة جداً تخلق التنوع اللهجي، وكما تعرف إن المناطق الجبلية  تتباين في لهجاتها فكل وادي يتحدث أحياناً بصورة تختلف عن الوادي الآخر في إطار نفس اللغة .  لذلك ترى التعدد اللهجي في المناطق الجبلية أكبر بكثير منه في المناطق السهلية لأن السهول جامعة لهجياً عكس الجبال العازلة لهجياً ،شأنها  شأن الأنهار أحياناً أو البحار ، فهي عوازل طبيعية تخلق بدورها فوارق لهجية .
س : على ضوء ما تفضلتم به هل هناك لغة كردية مكتوبة تتفرع منها لهجات وتكون هي اللغة الأم على غرار العربية بقواعدها وأصولها وتفرعها إلى لهجات حسب المناطق والمدن أوالبلدان وهل ان كل اللهجات الكردية قابلة للكتابة ؟ فالمعروف إن اللهجات تستخدم للمخاطبة والتواصل لكنها لاتكتب إلاّ تجاوزاً ( في الشعر الشعبي مثلاً ) .
ج : كل لهجة قابلة للكتابة لكن تطور اللهجات يختلف من مكان إلى آخر فاللغة العربية توحدت وقننت قواعدياً وفرضت نفسها عبر القرآن الذي يمثل ضمير اللغة العربية وقلبها، فهو منار لقواعد وعلوم اللغة. والقرآن ولغته وعلومه كان أساساً ومحوراً مركزياً لنشوء حضارة إسلامية مزدهرة. ويمثل توحد اللغة العربية وتقنين قواعدها وانتشار كتابتها جانباً مضيئاً منها. ولم تتوقف هذه اللغة عن التطور وهي إحدى اللغات الحية إلى يومنا هذا .أما بالنسبة للغة الكردية فهي لغة قائمة بذاتها لها قواعدها ولهجاتها وهي واحدة من عائلة اللغات الإيرانية الكبيرة.  ويختلف  مسار تطورها عن  العربية  فلكل لغة تطور تاريخي خاص بها ، فالعربية قبل الإسلام كانت أيضاً عبارة عن لهجات متنوعة وتوحدت بلغة القرآن وعبره حيث تشكلت  لغة مرجعية لكل العرب  أما اللغة الكردية المقسمة إلى لهجات  فلم تحظى بالظرف السياسي لظهور لغة موحدة مرجعية على غرار  العربية بالمقابل فقد برز في التاريخ أدباء وكتاب أكراد كتبوا باللغة الكردية بهذه اللهجة الرئيسية أو تلك وذلك منذ من العصور الوسطى وباللهجات الكرمانجية والكورانية ، ثم استمر النتاج الأدبي بلهجات أخرى كالسورانية فيما ظلت  الكورانية تستعمل كلغة شعرية عند أغلب الشعراء الأكراد في إيران وأقسام من العراق حتى القرن التاسع عشر. هذا إلى جانب وجود كتاب ومؤرخين وشعراء وعلماء  أكراد ساهموا بالحضارة الإسلامية وكتبوا بلغات أخرى باللغة العربية والفارسية والتركية مثل إبن خلكان صاحب وفيات الأعيان ، إبن الأثير الذي يعتبر من المراجع التاريخية الإسلامية  للحروب الصليبية وأبو الفدا، وكذلك أمير الشعراء في مصر أحمد شوقي وعباس محمود العقاد، وفي العراق شعراء مشاهير مثل الزهاوي وهو كردي وعالم اللغة العربية مصطفى جواد وهو أيضاً كردي من أكراد الجنوب الفيليين ، . وياشر كمال الذي هو من أكبر وأشهر الروائيين في  تركيا كردي  لكنه يكتب باللغة التركية والأمثلة كثيرة .
س: لكن ما ذكرته من أسماء لم يكتب باللغة الكردية إلاّ نادراً
ج : هناك شعراء أكراد مهمين كتبوا باللغة الكردية مثل علي حريري وملاي جزيري ، علي ترموكي، أحمدي خاني ، ويمكن إضافة بابا طاهر عريان  . وهناك شعراء في العصر الحديث من القرن التاسع عشر والقرن العشرين كالشاعر نالي  وهو شاعر كبير وكتب باللهجة السورانية ، كذلك الشاعر  حاجي قادر خوي ، والشيخ رضا الطالباني الذي كتب بالعربية والكردية والفارسية والتركية ، كما ظهر في القرن العشرين في كردستان العراق كبار الكتاب والباحثين والشعراء يكتبون باللغة الكردية وخاصة باللهجة السورانية التي هي الأكثر ديناميكية  في كردستان العراق.
س: وهي إذن اللهجة التي تكتب بها الصحف الكردية  الصادرة في كردستان العراق ؟
 ج : نعم إن اللهجة المهيمنة هي الكردية الوسطى أي السورانية بشكل أساسي ، وفي تركيا هناك كتابات بالكرمانجية بالرغم من الصعوبات السياسية هناك . وفي إيران والعراق يوجد شعراء يكتبون أو كتبوا باللهجة الجنوبية مثل شامي كرماشاني ، وروشني ، وخان منصور شاكه ، وملاّ نموشاد وغيرهم .
س : كتابك مكتوب باللغة الفرنسية والآن أنت بصدد ترجمته إلى اللغة العربية . هل هناك أن تظهر له ترجمة باللغة الكردية أو بإحدى اللهجات الكردية لتعم فائدته لاسيما وإن عدد الأكراد في العالم يقدر بين 30 و40 مليون نسمة
ج : يمكن أن تظهر له ترجمة كردية بعد ظهور الترجمة العربية للكتاب على يد مترجمين أكراد يتقنون اللغتين العربية والكردية الوسطى والشمالية والكورانية الزازائية. هناك كتاب مكنزي عن قواعد اللغة الكردية الذي درس بعض الفروع في اللهجتين السورانية والكرمانجية ، وهو كتاب مهم للباحثين الأكراد لكنه بقي بلغته الأصلية الانجليزية ولم يترجم إلى اللغة الكردية على حد علمي . فترجمة هذا النوع من الكتب تحتاج إلى جهد كبير . وقد أخذت على عاتقي أن أقوم بنفسي بترجمة كتابي من الفرنسية إلى العربية وأنت تعرف أنه كتاب ضخم يناهز الألف صفحة  يحتاج لوقت طويل وخلال سنة أو أكثر بقليل سأنتهي من ترجمته إن شاء الله وبعد الانتهاء من الترجمة العربية أعتقد إن من الممكن والسهل حين ذاك أن تظهر له ترجمة كردية جيدة ،وحينئذ سأراجعها بنفسي، خاصة فيما يخص تفهم المترجم لبعض المفاهيم والمصطلحات الدقيقة .وربما ستظهر له ترجمة للإنجليزية التي ستكون مفيدة ومهمة أيضاً لأن الكثير من أبناء الجالية الكردية في الغرب  يحتاجون للكتاب بنصه الانجليزي
س : قلت في معرض تقديمك للكتاب أنه يعالج بعض المشاكل الأساسية في مجال اللهجات الكردية فما هي هذه المشاكل ؟ وما هو نوع التفكير والتأمل الذي قمت به بشأن تلك المشاكل  أو بالأحرى الإشكاليات ؟
ج :  الإشكاليات التي أقصدها تتعلق بالتقسيم اللهجي . ماهي اللهجات المكونة للغة الكردية فيما عدا  اللهجتين الكبيرتين السورانية والكرمانجية ، فإن الإشكال كان معرفة اللهجات الجنوبية التي تضم مجموعة كبيرة من المتكليمن بها والمستخدمين لها ماتزال مجهولة لكثير من الأخصائيين فضلاً عن الآخرين . ولم تعرف أهميتها الحقيقية لحد الآن حتى من قبل الأكراد أنفسهم فما بالك بالمستشرقين الذي أخطأوا كثيراً في التعامل معها . وشاعت الأخطاء بهذا الصدد وكثرت التقريبية الخاطئة . وقد حاولت في بحثي أن أصحح هذه الأخطاء وأبين ما هي اللهجات الجنوبية بعد دراستي لها ميدانياً. وما كان بالإمكان تبديد الأخطاء بدون عمل من هذا النوع وقد ذكرت كل ذلك في مقدمة طويلة من 74 صفحة يمكن اعتبار قسم منها بمثابة تمهيد علمي ونظري أو تنظيري للبحث الميداني التطبيقي وهي مركزة جداً وأخذت منّي سنوات طويلة .
س: هي بمثابة لب الكتاب
ج : هي جزء مهم من الكتاب والكتاب كله لب وليس فيه قشور أو حشو ، فالمقدمة أساسية  لفهم المشاكل اللهجية التي عالجتها في دراستي بعد تشخيصها، وهناك جداول عديدة واحصائيات وشرح تفصيلي لكل الأبواب الرئيسية في القواعد مع خريطة لغوية اقتضى إعدادها منيستة اشهر، وقد وضعتها في بداية الكتاب وتشمل المنطقة الجنوبية كلها، علماً بأن تنفيذ هذا العمل في مناطق تبلغ مساحتها 500 كلم مربع كلها جبلية تقريباً في غاية الصعوبة.
س : المقدمة يمكن أن تكون وحدها كتاباً مستقلاً  بعنوان آراء ونقاشات حول اللهجات الكردية.
ج : نعم لكني فضّلت أن تكون المقدمة ضمن الكتاب فبدونها لايمكن استيعاب بعض  الجوانب من منطق الكتاب ، فهي بمثابة تمهيد لموضوع الكتاب .
س : في الختام كيف يمكن أن تقيم أنت عملك الأكاديمي هذا؟
ج : المشكلة انني إزاء قاريء غير متخصص على الأغلب وهذا يشكل صعوبة أمامي في تقديم وتلخيص أهمية الكتاب وفحواه ، وبالتالي وبلورتي لأفكار مفيدة بهذا الصدد. ومع ذلك، أرجو أن تكون هذه المقابلة مفيدة للقاريء من الناحية الثقافية العامة وتحثه على البحث بنفسه عما يريد معرفته . وباعتباري أحد الشرقيين الذين تهمهم الثقافة الشرقية وتقدم بلداننا من الناحية الثقافية والفكرية ، حاولت من خلال دراستي هذه أن أخدم شعبي ن وهو عمل علمي ملتزم استغرق ربع قرن من الدراسة والبحث الدؤوب لخدمة هذا الشعب . وباعتباري أنتسب إلى منطقة هي أكبر من حدود الشعب الكردي يهمني أن تترسخ العلاقات الثقافية بين مختلف شعوب الشرق الأوسط من عرب وأكراد وإيرانيين وأتراك وأرمن وغيرهم ، وأن يتعرفوا على ثقافات وفنون وآداب بعضهم البعض متجاوزين بعض الانقطاعات التي حدثت في فترات زمنية معينة بين هذه الثقافات  لاسيما منذ القرن الماضي . يلاحظ في العصر الحديث حصول توجه للثقافة الغربية غالباً على حساب ثقافتنا المحلية. وبالرغم من مساهمة الغرب في الثقافة والعلوم والآداب الكونية مساهمة مهمة، بغض النظر عن الأمور والتوجهات السياسية لكن ذلك لايعني بأن المثقف الشرقي يهمل معرفته بالجوانب المضيئة في ثقافاته الأصلية . فأنا كشرقي وككردي ، يهمني معرفة ثقافات الشعوب القريبة  مني تاريخياً و أن أطلع على الثقافة التركية والإيرانية والعربية ، والهندية والأوزبكية والأفريقية وبصور أجمل  التعرف على مجمل ثقافات الشعوب الإسلامية  التي نحن جزء منها ،وهذا أساس  للتفتح والتواصل الحضاريين. والتعرف على الثقافة الغربية لايفترض إهمال الثقافات المجاورة فالثقافة الحقيقية هي إجمالية أكثر منها انتقائية .
س: أي لانترك مثلاً المجال للغربيين وحدهم بدراستنا ونتخلى لهم عن هذه المهام ولا نقوم نحن بدراسة تاريخنا  وتراثنا وحضارتنا .
ج :  نحن  قادرون على دراسة حضارتنا وحضارتهم أيضاً  ، ولاننكر أن الغربيين قاموا بدراسات علمية مهمة ودقيقة جداً لحضارتنا . علينا أن نبحث في كنوز حضارتنا وحضارة القريبين منّا في القارة الأفريقية والآسيوية إلى جانب معرفتنا وتعمقنا في الحضارة الغربية . ولايجب أن يكون ذلك على حساب معرفتنا بحضارتنا أساساً التي تشكل خصوصيتنا وهويتنا.
س : سؤال مهم يتعلق بالأبجدية الكردية  هناك حروف عربية وحروف لاتينية في كتابة اللغة الكردية فهل لك أن توضح لنا ذلك ؟
ج : كتابة اللغة الكردية في مناطق كردستان العراق وإيران تتم بالحروف العربية المعدّلة ، وقد حصل إجراء التعديل على الأحرف العربية المستخدمة في الكرديةمنذ سنة 1929 وأضيفت إليها أساليب وحروف خاصة باللغة الكردية ككتابة الحركات أو الصوائت. وفي إيران تكتب اللغة الكردية بشكل عام ايضاً بالأحرف العربية المعدلة ولكن في تركيا تكتب اللغة الكردية الكرمانجية بالحروف اللاتينية ، لأن غالبية الأكراد الكرمانجيين موجودون ضمن الدولة التركية ويتعاملون باللغة التركية التي تكتب بالحروف اللاتينية بعد قرار أتاتورك الشهير سنة  1928بتبني  لتننة الكتابة التركية  . وبعد فقد الأكراد الممارسة بالحروف العربية أعتادوا  على الحروف اللاتينية وهناك  القسم الكردي الموجود في الاتحاد السوفيتي سابقاً ، فقد تبنى منذ أكثر من 70 سنة كتابة الكردية بالحروف السيريلية. وأنا أشجع الأكراد عموماً على عدم التخلي عن الكتابة بالحروف العربية المعدلة .
س: لكنك لم تستخدم الحروف العربية في كتابة الكلمات والعبارات والنصوصالكردية في كتابك
ج : لأسباب تقنية بحتة ولأن الكتاب مكتوب باللغة الفرنسية اضطررت إلى كتابة الكردية بحروف لاتينية لضرورات البحث لكن يوجد لها مقابل بالعربية سأضعه في ترجمتي العربية للكتاب .

س : سيتعمق الوعي بالتأكيد بطبيعة وأهمية اللهجات الكردية الجنوبية التي درستها بعد صدور هذا الكتاب
ج : بالطبع فالكتاب سيفيد الباحثين والمثقفين  وكل   الذين سيكتبون مستقبلاً عن اللغة الكردية ولابد لأي باحث في اللغة الكردية ، و لكل من يحب  الاطلاع على هذه اللهجات الرجوع إلى هذا الكتاب لفهم عوالم هذه المجموعة اللهجية الواسعة .
 

 



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابلة مع القاص العراقي جبار ياسين
- قصة سطوع وأفول نجم في سماء باريس السياسية فضيحة ابن الرئيس ...
- محرك الحرب الأمريكية ضد النظام العراقي
- هل هناك حقاً إتصالات بين بن لادن والنظام العراقي؟
- وقفة مع شاعر السينما الراحل اندريه تاركوفسكي
- مقابلة مع مؤلفي كتاب : - 11 أيلول/سبتمبر: لماذا تركوهم ينفذو ...
- الإتحاد الأوروبي وإشكالية التضامن مع الولايات المتحدة الأمير ...
- فرنسا ومعضلة التواد الإسلامي على أراضيها بعد أحداث 11 أيلول ...
- تقرير عن النفوذ الفرنسي في أفريقيا
- الحادي عشر من سبتمبر / أيلول 2001 لماذا سمحوا لقراصنة الجو ...
- " إختيار كبش الفداء " أضواء جديدة على كتاب "بروتوكولات حكم ...
- مشاريع التسلح العراقية: واقعها ومخاطرها
- د. نصر حامد أبو زيد ومسألة التأويل وفلسفته
- أبعاد الحملة الإعلامية ضد المملكة العربية السعودية
- العراق: لعبة القط والفار في تهريب النفط العراقي
- حقيقة الحوار بين الأديان
- حرب المخابرات لن تقع؟
- الإسلام في مرآة الإعلام الغربي الإسلام الأصولي والإسلام العص ...
- اليورانيوم المنضب ّ: الحرب غير المرئية
- النظام السياسي الإسرائيلي


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - جواد بشارة - مقابلة مع الدكتور إسماعيل قمندار - كتاب اللهجات الكردية الجنوبية