أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كريم محمد السيد - ثقافة السب واللفظ المعيب














المزيد.....

ثقافة السب واللفظ المعيب


كريم محمد السيد

الحوار المتمدن-العدد: 4020 - 2013 / 3 / 3 - 21:28
المحور: المجتمع المدني
    


ثقافة السب واللفظ المعيب
بلغ السيل الزبى, وبت لا ادري الى اين يسير مجتمعنا وهو يكسر حواجز اللفظ المخل بالذوق العام, اجتياح لا اجده مطمئن سيكولوجيا في ضل هجوم ايدولوجيات واتجاهات فكريه لم يكن يشهدها مجتمعنا قبل ذلك تماشيا مع التغير الحضاري والاقتصادي الذي حل في البلد. وما نشهده ونسمعه من بذيء القول لعبارات يخجل منها لسامع قبل القائل, هذا ان كان للقائل شيء من الخجل فهو وكما يبدو قد اعتاد سماعها دون معارضه.
ثقافه القذف والشتيمه والتلفظ بكلام يخش الحياء لايمكن حصرها بزاوية رد الفعل وحسب انما قد تكون افعال بمناسبه وبدونها لنجد لها شرعيه غريبه كما لشرعية التحيه واللياقه بالمخاطبه بحيث بات اعتيادا ان تسمع كلمة تنسف شرفك او شرف المخاطب بدون اي محاوله للتفكير بأنها لغه مشينه يجب التحرز منها وردعها كونها اساءه لشرف الانسان و بشخصيته المعنويه.
ان يحزن احدهم او يفرح او يعبر عن حادثه كما يجري اليوم عن طريق وصفها بوصف يميل الى الجنس والاباحه او السب او الشتم اللا مبرر فهذا امر يستحق القراءة والدراسه من قبل المختصين بعلم الاجتماع لمعرفة اسباب هذه الظاهره, ووضع الحلول والعلاجات الناجعه للرقي بمجتمع يسوده الحَسِن من القول والفعل واندثار ثقافة الجهر بقاذورات الكلام.
شرقيتنا وديننا وطبيعتنا كمجتمع عربي تفرض علينا سلوكا يميل للأعتدال بالفعل والقول الا اننا نلاحظ ان هناك عملية قفز على موروثنا الأخلاقي هذا, فالعرب تميل غالبا للغة الرمز نظرا لتعدد معاني اللغه وشاعريتها ورمزيتها ولهذا نجد ان هذه السلوكيات تندرج ضمن زوايا الخجل فالفرزدق حينما نجده يهجو جرير يقول عنه:
احلامنا تزن الجبال رزانة وتخالنا جنا إذا ما نجهل
إنا لنضرب رأس كل قبيلة وابوك خلف اتانه يتقمل
كذلك دين الاسلام, الاسلام يعالج هذه المسأله بشيء من الاهتمام منوها الى ان الله لا يحب الجهر بالسوء والتنابز بالألقاب بل يصل الى انكار النشاز من اللفظ بالقول او الفعل سواءا بالجهر او السريره. "‏لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ()إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا‏"‏ النساء (148 - 149
ونورد هنا مثالا عمّا اوردناه سابقا حيث نلاحظ تشبيه حالة التعب الشديد او الملل او الارهاق بالجماع الجنسي- سواء على نفسه او غيره. ومن الطبيعي ان يكون التشبيه بهذا الوصف الذي يعد (شرقيا) من الخطوط الحمراء التي يعتبرها امرا مهما على عكس الغربيين الذي ينظرون للثقافه الجنسيه من زاوية اخرى, اذ يعدونها امرا طبيعيا شأنه شان اختيار الانسان لمأكله ومسكنه وحاجاته الاخرى, حتى ان الحديث عنه لا يدعو الى التحرج ربما. ولهذا نجد ان تعبير الشرقي يقترب بالمبالغه الى ما هو جنسي ومحرم وغير مألوف لوصف حجم ما يريد قوله وايصاله للآخر. ولذلك لا اجد تبريرا لهذا الهبوط الأخلاقي اقرب من كونه موروث شعبي تطور تدريجيا فوجد له اكثر من مسوغ لاستمراره والسكوت عنه حتى اندمج تلقائيا بما هو طبيعي, فمن الطبيعي ان تجد من يمازح صديقه قائلا اخا الـ(.......) ابن الـ(.....) وهكذا.
أكرر على ان هذه الظاهره تستدعي وقوف الأجتماعيين المختصين بمثل هذه الطقوس التي باتت تهدد المجتمع العراقي وتسير به نحو ثقافه اللاطبيعي واللا تكاملي



#كريم_محمد_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانظمه الجوفاء , حل ام مشكلة؟
- امير الفقراء فاسد
- هل يمكن ان يكون الاختلاف افيون الانسانيه؟
- انفلونزا طائفيه
- ابجدية الديمقراطية
- التضييق الاقليمي
- ذهب الزعيم, ابتشروا!!
- الاستقرار السياسي
- دخيل بختج يمريكا!
- هنا حزب الله ياطارق الحميد!
- الكذب على الاجيال متى سنتهي؟
- بين مصر والعراق تظاهر وصمت
- كربلاء مدرسة الثورات الإنسانية 2
- كربلاء مدرسة الثورات الإنسانية
- حرامي لاتصير نزاهة لا تخاف
- خطوه نحو الحضارة
- النظافة من الانسان
- العراق بحاجة لصناعة الانسان
- البيت الابيض والشعر الابيض
- الرشول والقبول الاجتماعي


المزيد.....




- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كريم محمد السيد - ثقافة السب واللفظ المعيب