أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - مرة أخرى... تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا














المزيد.....

مرة أخرى... تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4020 - 2013 / 3 / 3 - 20:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرة أخرى... تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا
جعفر المظفر

.. أردت من مقالتي الأخيرة والتي جاءت تحت عنوان (تفتيت الإرادات أم تجزئة الجغرافيا) أن تأخذ منحى غير تقليدي للإقتراب من قضية الهيمنة الإستعمارية على الشعوب, والتي ليس هناك فيها ما يشير إلى أن الغرب قد تخلى عنها, لكن عناوينها وسبل تحقيقها باتت مختلفة ومتشعبة. لقد أردت بشكل رئيسي أن أنوه إلى أن هذه الهيمنة, وصولا إلى هدف السيطرة على الثروات, أو لنقل ضمان تدفقها, باتت تتخذ أشكالا جديدة وذلك بفعل التطورات التي حدثت على أصعدة مختلفة وخاصة على الصعيد العلمي.
وفي هذه المقالة أيضا أرى أن من المهم إعادة التأكيد على أن الفهم التقليدي للأمور, والذي لا يتغير أو يتعدل على ضوء التطورات الأساسية في هذا العالم, وفي المقدمة منها العلمية والإقتصادية, سيكون فهما مرتبكا, وقد يؤدي إلى وضع عناوين وخطط فاشلة للمواجهة والبناء..
في بلد كالعراق مثلا, كنا ولا زلنا متمسكين بالرؤيا التي تقول أن هدف الغرب هو تقسيم البلد, ولذا فإن إِتْعابه من الداخل وتمزيق مجتمعه دينيا وقوميا ومذهبيا هي خطى أساسية على هذا الطريق.. ما الذي يحصل بالمقابل؟ الوطنيون الذين تهمهم وحدة البلد والذي يرفعون هذه الوحدة إلى مصاف التقديس سيكونوا على إستعداد للقبول أو المهادنة أو المساومة على كل شيء ما عدا التجزئة الجغرافية, وستتراوح الحلول, منعا لهذا النوع من التجزئة, بالقبول بكل اشكال التجزئة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية. وهكذا سيلعب التهديد بالتجزئة الجغرافية دورا كبيرا في خلق أشكال لا تقل خطورة أبدا عن الأولى, وذلك من خلال مساهمتها في تفتيت إرادة البلد ونحر وحدته الوطنية وتقسيم شعبه في الداخل إلى كيانات متضاربة لا تملك القدرة على تحقيق عيشها المشترك إلا بمعاونة أجنبية, وسيمهد هذا الوضع جميع الأطراف على التنافس على إرضاء الغرب على حساب بعضها البعض ولو كان ذلك تحت شعارات تبريرية وسخة كالرضاء بالتعاون مع الشيطان عند الحاجة .
بالمقابل علينا أن نحسب التالي. إن العراق ليس كبقية البلدان الأخرى, إنه واحد من دول نفطية هامة يسيطر مخزونها على الكثير من نشاطات الغرب نفسه وإلى حد تصنيفه كمادة مصيرية. ولهذا فإن من الحق علينا ولنا أن نسأل, فيما يخص الغرب: من الذي يتقدم على من حيث الأهمية.. إستقرار هذا البلد على معادلات الحد الأدنى من الوحدة وبما يضمن تدفق هذه الثروة المصيرية أم تأييد الحركات الإنفصالية تحت عناوين حقوق الإنسان وحق تقرير المصير.. قد تبدو الجغرافية الوطنية ملكنا وحدنا, غير أن هذه المسالة لم تكن شيئا حقيقيا بالمرة, فالجغرافيا هي وعلى مستويات عدة, ملك القوة الأعظم أيضا وبذلك سيكون من غير المسموح لك أن تتقرر شكل الجغرافيا إعتمادا على رؤياك وبمعزل عن مصلحة القوى المقررة, ولهذا فقد يكون هدف توحيد بلدين في منطقة ما مساو من حيث الخطورة لهدف تمزيق هذا البلد, وذلك تبعا لما تخلقه الوحدة أو يخلقه التقسيم على المصالح الإستراتيجية للقوى المهيمنة على العالم.

على صعيد القضية الكردية مثلا, هل تساءلنا عن طبيعة الأخطار التي سيجنيها الغرب من خطوة تقسيمية كهذه. لا شك ان الكثيرين سيحاولون الإتجاه بانظارهم شمالا إلى مقدار ما يمكن أن تلعبه خطوة كهذه على صعيد الإضرار بالحليف التركي, لكنهم لا يعطون نفس الإهتمام. وحتى انهم لم يكتشفوا بعد أن إستقلال الأكراد عن دولتهم العراقية قد يؤدي إلى تفاقم الصراع السني الشيعي وإلى الحد الذي قد يؤدي إلى قيام دولتين أحدهما سنية ستجد نفسها مدفوعة إلى جيرانها من العرب وأخرى شيعية مدفوعة ومتلاحمة وحتى خاضعة لشقيقيتها الفقهية إيران, ولذا فإن وضعا ربما سيؤدي إلى إضرار غيرمباشرة لأمريكا والغرب عن طريق ما يلحق بالحليف التركي خاصة, وإلى أخرى غير مباشرة ناتج من الوضع المرتبك الذي ستتعرض له المصالح الأمريكية في عموم المنطقة, إضافة إلى طبيعة الصراع المعقد الذي سينشأ على ما يسمى بالمناطق المتنازعة والذي قد يمتد لفترة مفتوحة بما قد يؤثر جديا على إمدادات النفط.
إن فكرة تقسيم العراق ليست بالضرورة هي على مستوى السهولة التي يطرحها البعض أو يتخوف منها البعض الآخر, أما حقوق الإنسان وحق تقرير المصير فهما يتراجعان حتما أمام الهدف الإستراتيجي الأخطر, ألا وهو ضمان تدفق النفط. ولذا فإن من السذاجة أن نظن أن أمريكا والغرب مستعدة لدعم تأسيس دولة من جسد دولة قائمة لغرض ان تتناغم سياستها مع حق الشعوب في تقرير مصيرها, وبالتالي فإن المبالغة بالخوف من عناوين التقسيم والإستعداد للقبول بما يتأسس على النزاعات المتفرقة من حلول مدمرة على مستوى الوحدة الإجتماعية, ومحاولة إرضاء الخصم الداخلي بوسائل شتى هي ليست بالضرورة في صالح البلد, هي كلها قد تتأسس على فهم خاطئ لمقومات سياسة الهيمنة, التي غالبا ما تفضل تحقيق مصالحها من خلال تقسيم الإرادات لا تقسيم الجغرافيا.
إن كل ذلك سيجعلنا نحذر من محاولات التمسك بالنظريات والثقافة القديمة تمسكا لا يراعي على الأقل التغيير المستمر في اساليب الوصول إلى الهدف, ولهذا سيكون فشلنا في المجابهات المصيرية ناتج بكل تأكيد عن هذا الفهم الخاطئ.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا.
- الطائفيون وتظاهرات الأنبار
- إزاحة المحمود.... بين إتقان القيادة وإتقان المعارضة
- من سطوة المحمود إلى سطوة الإجتثاث
- دولة الشراكة أم دولة المشترك
- هل كان بإمكان أوباما أن يجلس في حضرة رجل أبيض.
- من سيذهب إلى الجحيم.. أكَلَة الخنزير أم أكَلَة الناس
- أزمة الدولة العراقية الوطنية مع الأحزاب الأيديولوجية
- حزب الدعوة.. بين رفاه النظرية وإمتحان الحكم
- لن تنجح العملية إذا مات المريض.. العراق وسوريا إنموذجين
- محبة الطائفة تشترط أن لا تكون طائفيا
- تجديد ولاية رئيس الوزراء لأكثر من مرتين.. ما الخطر
- ( 3 ) حزب الدعوة والدولة العراقية.. خصومة وحكومة.
- حزب الدعوة والعراق ... خصومة وحكومة ... ( 2 )
- حزب الدعوة والعراق ... خصومة وحكومة*
- صفقة موسكو.. عار حكومي بإمتياز
- الفقاعة القاتلة
- محاولة للقراءة في عقل المالكي... من أزمة كركوك إلى أزمة الأن ...
- أعداء سنة وشيعة ... هذا الوطن نبيعة
- النصر ببعضنا, لبعضنا, لا على بعضنا


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - مرة أخرى... تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا