عبد العاطي جميل
الحوار المتمدن-العدد: 4020 - 2013 / 3 / 3 - 00:18
المحور:
الادب والفن
... ألا يكفيك أنك شاعر
حتى تتوق لأن تصبح قمحا ؟ ...
ناظم حكمت
باحثا
عن أزل يعانق رقيماته
عن خيمة أنثى
عن غيمة وطن
تاهت في غياهب الأفق ..
باحثا
عن قرية ظامئة
تعبرها ليال سكرى
فيها الحانات
لا تحن إلى ذكرى
ساحت فيها دماء الصفيح ..
لم يكن نبيا
و كان
يطرز رقيماته بالصلصال
كلما صلى
في العراء ..
لم يكن نبيا
بشبه ساعي بريد
ضل عناوينه عنوة
باحثا عن كنانيش الأبد ..
بلا حجة يمضي
كأي ورق توت
يهوي بظنونه على القرابين ..
كأنه ينفلت من جسد مله
يحاكي الثعابين ..
فارا
من تجاعيده
من عنق زمن مضى
كأنه
من سطوة وطن قضى
قد انفلت ..
سل سوطه في قفا الوقت
يقتات بالأمل .
و ربما بالأزل ..
هل أقول : كان شاعرا بالألم ؟
ربما ..
كان يتخطى تواريخ السلاطين
و دروب الرعاية
بخطى واجعة
يندد
بجوع الحلازين الحزينة ..
باحثا
عن فرس حرى
ينحت أصدافه القزحية
لأيام
قد تجيء مرتجلة
كسراويل الشطح ...
كأنه نبي
على مركب يجدف
على رمال دهشة
شغله الباذخ شغل الناس
عن كوكبها
تحته الرمل يتحرك
و مركب يغازل خطاه
كيف له أن ينساه ؟ ..
فجرا
من هنا مر
دون جواز رحيل
يحرض مخياله الجريح
على عشق محو
وانتعال السؤال ..
عصرا مضى
يعزف كماله
ـ لا كمانه ـ
في خسر
يقول للقر أفق
و للحر انعتق
ثم ينساب
يعطر صحو البياض ...
مضى غيبا
كمضاء الوقت
هجا عيبا
في وطن المقت
و القرى لا ترى رؤياه
يعرض رقيماته
كي يؤرخ لاشتعال المحال ...
أيها النبي النبيذ
لماذا الطحالب منك تغار ؟
أمن فقرك ؟
أمن نقائك ؟
أيها الصب العنيد
تفتق خمرا
تعتق زهرا
بعيدا عن عيون الصدى
مد جناحيك للمدى
و ارث تراتيل صراصير
لا تجيد الصرير
إلا في الخلاء ..
فصب سلافة السلف
أيها الصب
في عيون البصاصين
في أنبوب الرضاعة
كي يعربد
من الخلف من تخلف
و من خالف أو تلف ..
فأنا أعرف
أيها الكبريت الزاحف الجوال
بعد رحيلك
سيبكيك الرجال ...
مراكش / يناير 2006
#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟