أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - غياب المرأة عن تظاهرات الانبار














المزيد.....

غياب المرأة عن تظاهرات الانبار


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 4019 - 2013 / 3 / 2 - 22:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غياب المرأة في تظاهرات الانبار
محمد الذهبي
مصادفة غريبة اليس كذلك ان تكون انطلاقة التظاهرات في الانبار دفاعا عن المرأة، لتغيب بالتالي المرأة عن هذه التظاهرات لالشيء، فقط لان التظاهرات ارتدت زيا دينيا وخرجت عن كونها تظاهرات شعبية تنادي بالانصاف الى تظاهرات تنادي بتغليب المذهب والطائفة، ماحدا بالمتظاهرين الى نسيان الهدف الاول من انطلاق هذه التظاهرات، ان المرأة كما نعلم هي نصف المجتمع وبعد الحروب العديدة التي خاضها النظام السابق مضافا اليها العمليات الارهابية الكبيرة طوال عشر سنوات، اصبحت المرأة اكثر من نصف المجتمع في العراق لكنها امام الدعوات الدينية تنزوي بعيدا خائفة من الحد والرجم، لم اشاهد امرأة واحدة شاركت في تظاهرات الانبار او صلاح الدين او الموصل، مايثبت ان المرأة في العراق مصادرة تماما، وهي لاتستطيع ان تعلن رأيا او تعطي قرارا في البيت وخارجه، وهذا الامر تشترك فيه جميع محافظات العراق ولكن بنسبة اقل، وهنا يتبادر الى الذهن سؤال: هل من الشرعية ان يكون الرجل كل المجتمع ويقرر بالنيابة عن المرأة في تغيير صيغة الحكم او العودة الى الخلف الى زمن الديكتاتورية والشمولية؟.
ان تغليب النظرة الدينية في هذه المجتمعات جعل القرار حكرا على رجال الدين الذين يدعون معرفة الحقيقة وانهم دون سواهم اعلم بكل شيء، مايجعلهم يقولون بتخطئة الآخر او تكفيره والاكثر قتله اذا لم يقتنع بما يطرحون من شعارات وافكار، ان الحقد والضغينة لايمكن ان تغير مجتمعا وحتى حملات الابادة ربما تذعن الناس لبعض الوقت، ولكنها لاتستطيع ان تستلبهم لكل الوقت، ولذا فمن الافضل في كل شيء الاحتكام الى منطق العقل والتفاهم، وسماع الآخر لاننا لانمتلك سلطة الهية تؤهلنا قتل الآخرين، وحتى لو وجدت هذه السلطة فمن المؤكد انها سلطة خاطئة، تنبثق عن مجتمع قبلي مازال يرى في السيف الطريق الوحيد لحسم النزاعات، ليغيب المشترك والوعي والثقافة والافكار المتنورة التي كانت تستوعب جميع ابناء الوطن دون استثناءات، لقد سمعت احد الشيوخ يستنهض روح صلاح الدين الايوبي لابادة الفاطميين مرة اخرى، لان الظاهر ان الابادة الجماعية لاتخرج عن كونها صيغة دينية تمكن من يقوم بها ان يقتل ويقتل ويقتل لانه يرى انه صاحب الحق، ويرى المقتول على باطل وربما لايدع له مجالا ان يقتنع بما يريد القاتل، وهذا مافعله خالد بن الوليد حين قتل شخصا اعلن اسلامه.
هذه الدعوى التي تمتلك حق اقصاء الآخر وقتله هي دعوة قديمة كانت سائدة في المجتمعات العربية، حيث كان العربي يقتل العربي على بيت من الشعر، او لاجل دراهم معدودة، او ربما لجمال زوجته، وهذه ايضا فعلها خالد بن الوليد حين قتل مالك بن نويرة بدعوى الارتداد وتزوج زوجته بنفس الليلة، هذه الافرازات التي تخلط بين مفهومين متشابهين مفهوم الدين، ومفهوم القبيلة ربما هي من جعل المجتمعات العربية مغلقة وغير قادرة على مواكبة التطورات العلمية او حتى مجرد فهمها، ومهما اراد المتدينون او القبليون ان يجملوا مفهوم الدين او القبيلة تجاه المرأة، فانهم لن يستطيعوا ذلك، فالمرأة تقتل في المفهومين وتحجر وتسبى وتمنع من ممارسة حقها، وينوب الرجل عنها في اكثر المناسبات اهمية ، فصادرها جارية وامة وربما انصفها حبيبة فقط لفترة قصيرة.
ان التظاهرات التي غاب عنها العنصر النسوي تعطي انطباعا انها تحتوي على العقلية الدينية المتزمتة، والعقلية القبلية المتزمتة ايضا والتي لم تألف من قبل صيغة الحوار كحل نموذجي للخروج من الازمات، اريد لهذه التظاهرات ان تكون مشابهة للتظاهرات السورية التي اعطت اكلها بفرز الحركات الدينية المتطرفة التي لم تتوان عن قطع رأس تمثال ابو العلاء المعري في سوريا، ووضع الحجاب على تمثال كوكب الشرق السيدة ام كلثوم في مصر.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعلان عن موت آخر
- يا دجلة الخير (معارضة)
- كنا ملعونيْن
- رجل في حقيبة
- ساغني للريح وانتظر السفن
- ربما تخطىء الطيور
- كانت تجاذبني الحديث
- ينامون كالاحذيه
- دعوة خاصة
- جراح الحسين
- النهر الوحيد
- عندما تشيخ الاحلام
- بودي ان نتحاور
- مطرودون من العالم الآخر
- ماقبل القصيدة
- حجر مقرنص يا اخي حجر مقرنص
- الساعة صفر
- زواج سريع ولاعودة لاسواق الكاظمية
- شكل القصيدة
- جذور المعنى في شعر حسب الشيخ جعفر


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - غياب المرأة عن تظاهرات الانبار