أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد غني جعفر - حكومة صنع الازمات - 2















المزيد.....

حكومة صنع الازمات - 2


حميد غني جعفر

الحوار المتمدن-العدد: 4019 - 2013 / 3 / 2 - 22:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تحدثنا في الحلقة الأولى من هذه المقالة عن صناعة الأزمات وافتعالها وأنها باتت سمة ملازمة لحكومة ما تسمى – الشراكة الوطنية – ونتحدث في هذه الحلقة عن تظاهرات الرمادي من حيث أهدافها ونواياها وقواها المحركة والمشبوهة ، وهذا ما قلناه منذ اليوم الأول لانطلاقتها في – مقالة سابقة – واليوم تتأكد بوضوح أكثر وعلى لسان منظموها وقادتها بالذات ، فالمتتبع لمجريات تلك التظاهرات المستمرة منذ أكثر من ستون يوما لا يمكن أن يقتنع البتة – كما أرى – بشرعية المطالب ولا حتى بسلمية التظاهرات ولا نقول هذا جزافا أو رجما بالغيب – كما يقال – ولا من منطلقات طائفية كما قد يظن البعض من الأخوة القراء ، فقراء مقالاتنا يعرفون جيدا أننا بعيدون عن الطائفية ونمقتها بشدة وندين المتعصبين الطائفيين من كلا الطرفين ، لكنها الحقيقة التي ينبغي ويجب إيضاحها أمام الرأي العام وأمام جماهير شعبنا خصوصا البسطاء منهم لكي لا ينجروا بعواطفهم الساذجة وراء هذه الفتنة والحركة التخريبية الخطيرة والمعادية للديمقراطية والعملية السياسية والهادفة إلى تفكيك النسيج الاجتماعي لوحدة شعبنا وتمزيقه إلى طوائف بغية إضعافه ، خدمة لمخططات الغرب وصنائعه من الدول الإقليمية .
فلقد شهدت الأسابيع الأخيرة التصعيد الطائفي بل والعنصري أيضا ومن قادة ومنظمو التظاهرة أنفسهم من رجال دين طائفيون متعصبون ومن سياسيين موتورين وذات أجندات خارجية الأمر الذي بات يشكل مصدر قلق وخوف متزايد على مستقبل شعبنا وبلادنا ومن المؤشرات الواضحة هي خطب رجال الدين الطائفيين المتعصبين وهجومهم العنيف على الطائفة الأخرى والذي ينطوي على التهديد – المبطن – والتحريض ، وهذا التهديد والتحريض لا يعبر عن مطالب شرعية ولا عن سلمية التظاهرات ، هذا من ناحية خطباء رجال الدين وهم كثيرون لا نذكرهم بالأسماء ولا نذكر كل الذي قالوه في خطبهم النارية المشحونة بالحقد الطائفي المقيت ، أما الساسة أو بالأحرى – المتسيسون – من المرتزقة المأجورين فكانوا أكثر حقدا وسموما وهم من أعضاء مجلس النواب ... ممثلو الشعب ...!! يا سلام على ممثلي الشعب والقائمة التي ينتمون إليها ، ففي خطبة هستيرية للسيد أحمد العلواني – حفظه الله ورعاه ! – في جمعة – العراق أو المالكي في 22 / 2 / وبعد هجومه على الحكومة الصفوية كما أسماها قال نصا وبالحرف الواحد ( ونقول لأهلنا في الأهواز ... أننا قادمون بإذن الله ... ) ترى ما علاقة الأهواز بالمطالب ، وكان العلواني ذاته وقبل شهرين قد ألقى خطبة أخرى في التظاهرات ... وواجهت نقدا شديدا من الرأي العام حتى أنكر أقواله مما اضطر مجلس النواب العتيد لتشكيل لجنة للتحقق حول خطبة العلواني ... ولا ندري أين هي اللجنة وما الذي توصلت إليه حتى الآن ، وها هو يعود لخطبة جديدة أكثر رعونة وأكثر حقدا وسموما وعنصرية ... باسم من يتكلم هذا العلواني ... هل يتكلم باسم قائمته العراقية ؟ إن خطبة العلواني هذه قد أعادت إلى ذاكرتي مقالة مسمومة نشرت في جريدة – العراق – عام 1980 وتحديدا في أواخر أيار – أي قبل الحرب العراقية الإيرانية ببضعة أشهر كتبها – خير الله طلفاح – ولا زلت أتذكر عنوان المقالة – الأحواز أولا يا عرب – وكانت هذه المقالة أول المؤشرات الهامة على التخطيط والإعداد لشن الحرب على إيران فهو أي طلفاح خال صدام ووالد زوجته وقد تربى صدام في حجره وتغذى بروح الحقد الطائفي والعنصري على يديه – والمهم وبعد أن يفسر طلفاح معنى كلمة – الأحواز – من الناحية اللغوية وكيف تحورت لتصبح – الأهواز – يقول طلفاح أن الأهواز عربية الأصل وتعود للعراق ومن هنا يدعو لاسترجاعها وقال نصا وبالحرف الواحد – ودون زيادة أو نقصان وهي مدونة في مذكراتي الشخصية ( أن إيران كانت العدو المؤجل – وإسرائيل العدو الآني – ولكن إيران فرضت نفسها الآن كعدو آني وإسرائيل هي العدو المؤجل ، ولذا فإن أي حاكم عربي يتخلف عن دعم العراق ومساندته فهو خائن وجبان ) هذا قول طلفاح ، ويبدو أن العلواني قد استوحى خطبته هذه من الفكر ألبعثي العنصري العفن ، ويتناسى العلواني أن الحرب الضروس على مدى ثمان سنوات لم يستطع صدام من تحقيق ما كان يصبوا إليه ... فكانت هزيمته مخزية بعودته إلى اتفاقية الجزائر لعام 1975 التي كان قد ألغاها من طرف واحد ثم عاد إليها رغم أنفه ، وحتى الانتصارات العسكرية للجيش العراقي ما كانت إلا بمساعدة أمريكا ، لكن العلواني يتناسى كل هذا ... ويدعو لتحرير الأهواز ... عيب والله عيب أن يضم مجلس النواب هكذا نماذج عفنة .
هذا ما يتعلق بخطب رجال الدين الطائفيون والسياسيون الموتورون ، أما الهوسات في ساحات الاعتصام فهي لا تختلف عن تلك الخطب الطائفية العنصرية والتحريضية ومنها على سبيل المثال – صبرا يا بغداد – قادمون يا بغداد – بغداد إنة وما نطيه بالروح وبالدم نفديه – يا حوم اتبع لو جرينا – بربكم هل هذه شعارات سلمية ... أين السلمية في هذه الشعارات الحاقدة والتحريضية ... ونتساءل من أنتم ومن تمثلون لتكون بغداد لكم ، إن بغداد أيها المهووسون هي بغداد كل العراقيين بكل أطيافهم ومكوناتهم وليست لفئة أو طائفة معينة ، ثم تأتي كلمة أمير عشائر الدليم – علي حاتم السليمان – في ساحة الاعتصام ليوم 1 / 3 / - كما نشرتها جريدة المشرق في 2 / 3 / بما أسماها فرصة أخيرة لمحافظ الانبار ومجلس محافظتها فهو ينذرهم بتوضيح موقفيهما من المعتصمين وساحة الاعتصام في الانبار فقال : إن على المحافظ ومجلس المحافظة توضيح موقفهما النهائي من المعتصمين ... وإلا سنخرجهما بالقوة ونطردهما ... وشدد السليمان على وجوب تطهير الانبار والعراق مما وصفهم بالفئران الخائفة ... لتحرير البلد من عملاء إيران – بحسب تعبيره – وكأنه حكومة بذاتها تقرر ما تريد .
ولا نريد الدخول في كل التفاصيل عن مجريات التظاهرات ، ونكتفي فقط بمقالة نشرها الأستاذ جاسم ألحلفي في جريدة – طريق الشعب – قبل أيام وكانت بعنوان– حمامات السلام – أم الحية الرقطاء - وهو أحد أعضاء وفد – ديمقراطيين مدنيين – الذي زار الفلوجة – الشهر الماضي – والتقى هناك برجال الدين وشيوخ العشائر في مبادرة تنطلق من الحرص على وحدة الصف الوطني ومحاولة لتفكيك الأزمة ، يقول الأستاذ ألحلفي : تصاعد الخطاب الطائفي بشكل مخيف وغدا التنابز الطائفي في مقدمة الأحداث ... وانقلبوا على الخطاب الوطني المعتدل الذي بشرنا فيه – عبد الملك السعدي – بالسلام والوئام والإخاء في عراق تسوده المحبة والعدالة ، هذا الخطاب جعل الأذهان تنصرف نحو المطالب المشروعة وإمكانية تحقيقها وكسب تضامن العراقيين من مختلف مدن العراق مع المطالب المشروعة للمعتصمين ، ويقول في مكان آخر من مقالته غابت لغة الحل وتراجعت إمكانية الحوار ويعرب الأستاذ ألحلفي عن قلقه ، هذه بعض مقاطع منها ولمن يرغب الاستزادة مراجعة طريق الشعب العدد 135 – السنة 78 – الخميس 28 – شباط 2013 - .إذن فالوضع خطير يهدد أمن وسلامة الوطن ومواطنيه ، وهذا يتطلب قيادات وطنية شجاعة وجريئة تنطلق من موقع المسئولية وقادرة على تفكيك الأزمة وتفويت الفرصة على المتربصين بشعبنا وبلادنا .



#حميد_غني_جعفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة صنع الازمات - 1
- بعض ذكريات من انقلاب الثامن من شباط المشئوم عام 1963
- المكافئة للجاني ... والقصاص من الضحية
- بين تظاهرات شباط 2011 – وتظاهرات الرمادي اليوم
- اين يكمن الخلل
- وفسر الماء بعد الجهد بالماء
- حوار حضاري
- هل من جديد في العام الجديد / 1
- متى يفرح العراقيون كسائر البشر
- قمة التخلف
- صدق الوطنية ... ووحدة الإرادة
- السوفان ...!!
- سوق التنكجبة السياسي
- مسرحية وأدوار
- السياسة بين الامس ... واليوم
- ذكرى مأثرة نفق سجن الحلة عام 1967
- وماذا بعد
- حول لقاء المالكي بالحزب الشيوعي العراقي
- الموت في الحياة-4-
- سياسة ..ام ارتزاق ؟


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد غني جعفر - حكومة صنع الازمات - 2