أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير شحود - هل يتحقق إصلاح الفرصة الأخيرة في سوريا؟














المزيد.....

هل يتحقق إصلاح الفرصة الأخيرة في سوريا؟


منير شحود

الحوار المتمدن-العدد: 1157 - 2005 / 4 / 4 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تثير سرعة الانسحاب السوري من لبنان والإشارات التي يطلقها السفير د. عماد مصطفى في واشنطن, جملة من التساؤلات حول الوضع الذي وجد النظام نفسه فيه, وربما اقتناعه إلى أن الأمور لن تسير بعد الآن في الوجهة التي يريدها. وما يهمنا هو احتمال وصول النظام إلى هذه القناعة, وبالتالي الإلتفات إلى إيجاد حلول للمشاكل العالقة منذ عقود؛ كحل مشاكل المنفيين والمبعدين والمفقودين, وغير المجنسين من الأكراد, وإغلاق ملف الاعتقال السياسي, وإلغاء حالة الطوارئ, وصولا إلى تعديل الدستور نفسه, وخاصة فيما يتعلق بإلغاء المادة الثامنة منه, ثم إجراء انتخابات حرة نزيهة على كافة المستويات بغية تفعيل المؤسسات المعطلة بإخطبوط الشمولية. ولعل تحقق هذه القناعة, إن كان ذلك ممكنا, وليس من أحلام اليقظة, يعدُّ خطوة هامة إلى الأمام, ويدفع دعاة الإصلاح الكامنين إلى مواجهة خصومهم الأكثر عنادا وتكلسا.
فنظام الثوابت العنيد ليس له أي حظ في البقاء, وهو السبب الأساس في تخلف الإعلام الناطق باسمه؛ فالإعلام ليس بنية مستقلة عن النظام الذي أنشأه ورعاه. وكما يقوم النظام على الثوابت, بمعنى التثبيت, فإن وظيفة الإعلام الناطق باسمه تقوم على ترديده لهذه الثوابت. وهكذا, عندما تسارعت التحولات السياسية في الأشهر الأخيرة, عجز نظام الثوابت عن التعامل والتكيف مع تلك المتحولات المتتالية, وكان الإعلام الذي يمثله مرتبكا ومتخلفا ولاهثا وراء الأحداث, عوضا عن التأثير بها, أو إعادة صياغتها.
ونظرا لأن آليات ممارسة السلطة تختبئ فيها كل آلية داخل أخرى, بدءا من الحزب الحاكم, وصولا إلى الحلقة الضيقة التي تسيِّر أمور البلاد والعباد, كما في لعبة الهدية المغلَّفة في صندوق داخل صندوق, فإننا قد نشاهد تسارعا ملحوظا في عملية الإصلاح, إذا تم حسم الأمر على مستوى الدائرة الضيقة, واقتنعت هذه الحلقة العليا في النظام بأن الطريق إلى الداخل, والمغلق منذ أمد طويل, هو أكثر السبل أمانا للخروج من المأزق. ويعزز ذلك الإعلان عن الانسحاب الكامل من لبنان, وبالتالي تنفيذ الشق المتعلق بسوريا من القرار 1959. ومع ذلك, فإن بعض الخطوات التي حدثت مؤخرا تعيد عقارب الساعة إلى الوراء, ونتمنى أن تكون مجرد تعبيرات عن إفلاس بعض القوى في النظام وانسداد أفقها, وأهمها:
1. المسيرات الشعبية المؤيدة بعد تحديثها, بحيث دعت إليها "هيئات المجتمع الأهلي!". ويعدُّ إحياء مثل هذه المسيرات بعد سنوات من توقفها دليلا على النكوص إلى أساليب تجييش الجماهير, ورفع الشعارات الصوتية والسوطية!.
2. قمع الاعتصام الذي قامت به بعض جماعات حقوق الإنسان أمام القصر العدلي, وما حدث فيه من تصرفات مخزية ومخجلة بحق هؤلاء.
والتوجه نحو "تطمين" الأمريكيين عبر السفير مصطفى, بدلا من التوجه إلى الداخل السوري بإشارات من قبل تبييض السجون وغيرها, لا يبشر كثيرا فيما يتعلق بنوايا التغيير والإصلاح في الداخل, ذلك أن الجهة التي يتم التوجه إليها أولا, وفي معظم الحالات, هي الخارج. ويبدو أن النظام لا يتذكر شعبه إلا عندما يحشده ليهتف له في المسيرات المؤيدة, بينما توجَّه إشارات تبييض السجون إلى الولايات المتحدة! وكأنها هي الجهة المعنية بمساجيننا وبحريتنا أكثر مما يعنيه ذلك لنا, نحن الذين هدَّنا الخوف والصمت لعقود عدة!.
وفي هذه الظروف, ما الذي يمكن أن يفعله مؤتمر الحزب الحاكم, طالما أن المشكلة الأساس هي في النتائج شبه الكارثية التي أوصلتنا إليها قيادة هذا الحزب للمجتمع, أو بسبب كونه الإطار الذي عملت من خلاله مستويات الحكم الأخرى؟. ومع أن القفزات والتحولات الكبرى غير متوقعة في هذا المؤتمر, وإن الحزب لا يحق له تمثيل غير أعضائه في أحسن الأحوال, فإننا سنقترح بعض الخطوات التي قد تنقذ ما تبقى وتضعنا في الاتجاه المطلوب وطنيا:
1. يعلن الحزب في مؤتمره القادم اعتذاره للشعب السوري عن الفترة الماضية التي حكم فيها أو حُكم باسمه, ويعلن تخليه عن قيادة الدولة والمجتمع؛
2. يدعو إلى عقد مؤتمر وطني شامل لجميع الفعاليات السورية في الداخل والخارج, ومن كافة الاتجاهات, دون استثناء أو تخوين؛
3. يلغي حالة الطوارئ ومستتبعاتها؛
4. فتح ملفات الفساد واستغلال السلطة, والطلب من كافة المسؤولين إجراء كشوفات لحساباتهم المصرفية, في بداية تمهد لتوفير الظروف الملائمة لاستعادة أموال السوريين المهربة والمهجرة من أجل استثمارها في الداخل, كحل لمشكلة البطالة المستفحلة, وخاصة بعد عودة آلاف العمال من لبنان؛
5. ينسحب الحزب من مؤسسات الدولة, في الوقت الذي تجرى فيه انتخابات لاختيار الكوادر على كافة المستويات.
تمر سوريا في مرحلة صعبة يتحمل فيها النظام المسؤولية الأولى لكونه لم يسمح بتكوين بدائل له بصورة ديمقراطية, وذلك انطلاقا من طبيعته الشمولية والاستبدادية. وبالتالي فإن عليه الآن أن يسلك الباب الوحيد المفتوح, فيعتذر من شعبه ويتصالح معه...وبعد ذلك لكل حادث حديث.



#منير_شحود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثوري بن لادن يدفع عجلة التاريخ قدما!
- أيها اللبنانيون...لقد فعلتموها بنا!
- سوريا إلى أين؟
- الحريري الذي مات
- هنيئا للشعب العراقي خطوته الأولى باتجاه الحرية
- سوريا أصبحت بلا ديون, فهل نتفاءل؟
- قوى وفعاليات سورية تداعت!
- زراعة الياسمين في بلاد واق الواق
- القضاء السوري بين العدالة والمشاركة في الجريمة
- كيف تنقلب الأماني المفوَّتة إلى تخوين وإفلاس
- صديقي الصيني -هوُ ياو ووو
- سوريا الحنونة بين أخذ ورد
- حراس فساد جدد بنكهة ستالينية - مكارثية
- دور الفرد في التاريخ من خلال النموذج الناصري
- اقتراحات لعلاج الشعب السوري من الخوف الأمني
- فوبيا المسيرات الجماهيرية
- نسمة من نسائم الحرية
- مظاهرة أم مسيرة...والله أعلم!
- السلطة والمعارضة والوحدة الوطنية ووحدة الشيوعيين
- ثقافة الكبت والعنف


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير شحود - هل يتحقق إصلاح الفرصة الأخيرة في سوريا؟