أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - هيثم محسن الجاسم - متى يكون الفرد مثقفا حقيقيا ؟














المزيد.....

متى يكون الفرد مثقفا حقيقيا ؟


هيثم محسن الجاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4019 - 2013 / 3 / 2 - 13:12
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    






مثل امتحان المؤمن لمتانة وقوة ايمانه ، يختبر المثقف في مواضع حاسمة بإبداء موقف ثابت لايحيد عنه مهما كانت المغريات او جسامة التهديدات .
وباتت القيم والمبادىء اليوم رهينة الفتك بفك الزمن الشرس الذي يلتهم السنون والعافية كذلك يفعل بالمبادىء والقيم التي نمت واستقامت في شخصيتنا المعنوية .
واصبحنا نشعر بالاسى والحزن لما يتعرض احدنا لتهديدات جسدية او معنوية فلا تنهار القيم داخله بل تموت معه ليخلد متحديا شراسة الزمن وافة النسيان، فيعيش في ذاكرة المدينة والناس رمزا وعبرة للاجيال لتستمد من حياته الدروس والعبر العظيمة .
ونشمئز ونشعر بالذهول لما يحطم الزمن والانانية تلك القيم والمبادىء داخل احدنا وهو يعرضها للبيع بابخس الاثمان مقابل منصب تافه او مال حرام ، وينتهي في مزبلة الذاكرة ملعونا ومنسيا ابدا ويموت وتبقى القيم والمبادىء حية في حياة الناس والمدينة .
وتتجسد اثار تلك الصورتين المعنويتين في الصراع بين الحكومة والشعب كل يوم في محاولة لاخذ الحقوق المسلوبة من السلطات الحاكمة او المسيطرة او سلب الحقوق عنوة بقوانين ودساتير استبدادية باتت سلاحا قاهرا لارادة الشعب .
من هذا الصراع الخالد يخرج من بوتقته رجال ونساء خالدون في ذاكرة الانسانية، يتحولون مع الزمن الى اسطورة تناقلها الامم من جيل الى جيل وخاصة لما تتوفر وسائل الاتصال بشكلها الحالي حيث تحول العالم بفضلها الى قرية صغيرة . وصرنا نقرا ونكتب ونسمع ونتكلم بتلك النماذج الانسانية العملاقة لانها ارث للبشرية لا لاحد كان شعب او فرد او مؤسسة . فاصبح محمد ( ص ) و عيسى (ع) غاندي او ارسطو وماركس وابن رشد وماوس تونغ وبوذا وووو
كنوز حاضرة على طول الزمان وعرضه . بينما هتلر وهولاكو ومعاوية وموسليني وصدام وبن لادن وووفي مزبلة التاريخ . وكذلك دول ومؤسسات ومنظمات وانظمة وايدلوجيات بارت ونسيت ووضعت في خانة الشر لانها عرضت المبادىء والقيم ومعتقدوها للابادة والقتل .
هنا نسترجع الاثر لما ادخرته ذاكرتنا المتواضعة من كم الاخلاق والسلوكيات التي انبتها مربيينا كان احد والدينا او معلمينا او عرابينا او مثلا حيا واكب سفرنا في الحياة سياسيا كان او فنانا او اديبا او قدوة حسنة من كارزما المجتمع .
هذه السلسلة الطويلة من المعارف والافكار والاراء والمعلومات العلمية والروحية والادبية والفنية والاجتماعية والفطرية حولت رؤوسنا الى وعاء عملاق يتحكم بتصرفاتنا وسلوكنا الرشيد ويبني شخصياتنا المعنوية لنكون افرادا صالحين في المجتمع .
لايمكن ان تنهار او تتلاشى بسهولة وخاصة مع تقدم السن بنا . جعلت منا قامات وقمم يسترشد بها اجيالنا الناشئة لتستمر رسالة الانسانية بالعطاء .
لكن بيدنا نفعلها كمثقفين عندما ننزوي ونتخذ ركنا نائيا عن الحراك الجاري في محيطنا ونترك الامة بلا قائد يرشد ويعلم وينصح ونعرض اجيالا من شبابنا واولادنا للضياع والانحدار في مسالك لاتؤدي الا للهاوية والانحطاط بمقدرات الامة . و نمكن المتربص والطامع والمستهتر من الولوج بشيطانية متناهية لاختراق صفوفنا ووحدتنا كشعب ليمزقنا ويبعثر شملنا ويحولنا الى اضداد لايضمر احدنا للاخر سوى الحقد والضغينة وسوء النية وانعدام الثقة .
وتكون نتائج عمل هذا الشيطان وخيمة على كلح شرائح المجتمع فنتحول الى فرقا وشيعا وفاسدين لانقدم لشعبنا الا مايوحى لنا من نفثات الشيطان المترسبة فينا التي صيرتنا ادوات مسلوبة الارادة هائمة لاتعي ولاتدرك ان مصلحتنا بوحدتنا في وطن حر وامن وسعيد . فيجمعنا عندما تضيق افاق الدنيا ، ونلوذ به لنحتمي من الاستلاب الروحي والبدني الذي يصيرنا من امة حية الى مقبرة للاموات متفسخين بالفساد والعنف واللامسؤولية مجردين من قيمنا ومبادئنا الاصيلة التي تمنحنا هوية المواطنة الحقيقية والعنوان الكبير عراقيون .



#هيثم_محسن_الجاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- االشعب يقدم منجزاته اضاحي قربانا لابن المرجعية
- بامكانك ان تعيش مثلي في قلق وخوف ؟!!!
- نكبة العراق بسذاجة الوعي الشعبي
- تعالوا نسحب الثقة من الشعب ؟!
- وراء كل مصيبة حزب عراقي!!!
- الاقليمية طريقة لذبح العراق على الطريقة الامريكية
- قربان للوطن ام للشعب ؟!
- افعى سيد دخيل تتحدى الحكومة اعلاميا
- خريفنا ماكان ربيعا ولكن ممكن ...
- من قتلني انا هادي المهدي ؟!!!
- ,وراء الاخبار -من يكفل الحريات والحقوق الدستور ام المسؤول ؟! ...
- وراء الاخبار - الفساد برنامج الاحزاب العراقية الموحد ؟!!!
- عشية قرار العفو عن الارهاب ؟!
- تشاؤمية المثقف العراقي من تردي المجتمع واستلابه سياسيا
- مفترق طريق في مسيرة العراق الديمقراطية
- عراق التغيير من حكومة (السلفة )الى حكومة (الجودلية )
- احياء الذكرى الثانية لرحيل الشاعر العراقي كمال سبتي في الناص ...
- ماذا بعد الخوف والشعور بالخطر ؟!
- التقسيم و القواسم المشتركة بين الفرقاء العراقيين
- شهادة قصصية جولة في عالم إبراهيم سبتي القصصي انطلاقا من أخر ...


المزيد.....




- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - هيثم محسن الجاسم - متى يكون الفرد مثقفا حقيقيا ؟